صحة عامة

مخاطر المكملات الغذائية على صحة الرياضيين

مخاطر المكملات الغذائية على صحة الرياضيين

في عصرنا هذا ازداد إقبال الشباب نحو الحصول على المكملات الغذائية الخاصة بالرياضيين وكمال الأجسام، والتي أصبحت ظاهرة بارزة بين الأفراد الذين يتتبعون لهذه الفئة العمرية، وذلك لرغبتهم الشديدة في الحصول على جسم رياضي رشيق وتكوين بنية جسمية لافتة للأنظار بشكل سريع. ولكن قد دفع الهوس الشديد لدى بعض الشباب للجوء إلى هذه البروتينات والمكملات الغذائية دون الاكتراث أو الحرص على معرفة مصدرها، أو ما تحتويه من مكونات، والتي قد تكون غير صالحة للاستخدام ولا تتطابق المواصفات التي حددتها وزارة الصحة ومؤسسة الغذاء والدواء، فحيث قد يكون الهدف من تصنيعها فقط جني أرباح كبيرة وذلك بطرق غير شرعية، ودون الاكتراث بصحة الإنسان.

تعريف المكملات الغذائية

مصادر الغذاء الطبيعية تعد الأفضل للحصول على المواد المغذيّة، مثل: الفيتامينات والمعادن، ومع ذلك، قد يجد الرياضيّون صعوبة في تناول نظام غذائي متوازن على أساس منتظم، خاصة في حالة وجود اعتبارات غذائية خاصة، مثل الحساسية التي تجعل بعض المواد محظورة، وعليه فإن المكملات الغذائية يمكن أن تساعد في الحصول على المواد الغذائية التي يفتقر إليها النظام الغذائي، ومع ذلك، فهي لا تهدف إلى استبدال الوجبات الصحية والوجبات الخفيفة، بالإضافة الى ضرورة استشارة الطبيب أو اختصاصي التغذية قبل تناول أي مكملات غذائية.

حقيقة المكملات الغذائية

منذ سنوات يدور نقاش بين الشركات المنتجة والمسوقة للمكملات الغذائية وبين الباحثين والاطباء حول طبيعة ونجاعة المكملات الغذائية. تورد وسائل الإعلام هذا النقاش من حين لاخر، ولكن ذلك لا يمنع الناس من إستهلاك تلك المكملات. وبالفعل، فالكثير من الناس يستهلكون المكملات الغذائية. السؤال هو من يستهلك المكملات الغذائية ومن الصادق في النقاش؟

المكملات الغذائية معرفة على أنها المعادن، الفيتامينات، النباتات، الأحماض الأمينية أو أي غذاء اخر وافقت عليه منظمة الأغذية بعد أن فحصت مستقلباته، مركباته، مشتقاته، استخلاصه أو فحصت خليط هذه المواد.

يدور الحديث عن مواد تتواجد في أنواع مختلفة من الأغذية، إبتداءً من الوجبات الخفيفة، وحتى حبوب الفطور وإنتهاءً بالأغذية الطبيعية كالخضار والفواكه. هذه المواد موجودة في العديد من أنواع الأغذية المتوفرة للجميع، إذن, لماذا لا يزال الناس يستهلكون المكملات الغذائية؟ تدعي الشركات المنتجة للمكملات الغذائية وبعض أخصائيي التغذية (nutritionist) وأخصائي النظم الغذائية (Dietitian) أن السبب يعود لحقيقة أن الغذاء يمر بعمليات مختلفة. أولاً، ينمو على أرض ليست جيدة بما فيه الكفاية، بعدها يرش بمبيدات حشرات مختلفة. ومن ثم يخزن بطرق مختلفة وفي النهاية يمر بعمليات تصنيع، معالجة وتعديل. سلسلة العمليات هذه تسبب فقدانه للمركبات التي نحتاجها.

لا نقاش على الادعاء القائل بأن غذائنا يمر بهذه العمليات. العديد من الباحثين يوافقون على ذلك. الجدال هو، هل المكملات الغذائية التي تباع اليوم هي بديل ملائم لهذه الأغذية. بهذه النقطة، يتفق أخصائي التغذية وأخصائي النظم الغذائية أيضاً مع الباحثين، على أنه لا يمكن العيش فقط عن طريق إستهلاك المكملات الغذائية, وأنها ليست بديلاً لإستهلاك المواد الحيوية لجسمنا, والتي تتواجد في الأغذية العادية. التفسير هو، أنه لا يمكننا قياس المواد التي تنقص الإنسان وما لا ينقصه من المواد المختلفة, بشكل قاطع. يمكن قياس ما إذا كان ينقصه فيتامين معين ولكن لا يمكن قياس ما إذا كانت تنقصه مجموعة من الفيتامينات. لذلك, لا يمكنه الإعتماد فقط على المكملات الغذائية.
المشاكل الاخرى النابعة عن إستهلاك المكملات الغذائية تكمن في أن عدداً لا يستهان به من الاشخاص يستهلكون المكملات الغذائية دون وعي وبذلك يشكلون خطر على أنفسهم. بالرغم من وجود معلومات حول عدد الأقراص التي يجب تناولها، على علب المكملات الغذائية، إلا أن عدداً لا يستهان به من المستهلكين يتناولون أكثر بكثير مما عليهم تناوله ولا يوجد من يراقب ذلك. مشكلة اضافية هي, هل المكملات الغذائية الموجودة اليوم طبيعية أم تمت معالجتها بشكل إصطناعي. هنالك إجماع على أن المكملات الطبيعية أفضل لجسم الانسان، ولكن المستهلك لا يستطيع معرفة ما إذا كانت المكملات طبيعية أم لا.

من إذن يستهلك المكملات الغذائية ومن يحتاجها؟ يتفق الباحثون والأطباء على وجود مجموعات تحتاج المكملات الغذائية. على سبيل المثال، الرياضيون الذين يقومون بنشاطات رياضية مضنية, يحتاجون إلى إستهلاك كمية كبيرة من الفيتامينات. الأطفال الذين لا يأكلون بشكل منتظم والبالغون الذي لديهم مستوى منخفض من الفيتامينات في جسمهم.

إضافةً إلى ذلك، هنالك إجماع على أن النساء الحوامل أو بعد الولادة بحاجة إلى إستهلاك الفيتامينات المختلفة، في حال كانت لائحة طعامهن لا تتخلل الفيتامينات المختلفة، الأطفال الذين لا يتضمن غذائهم ما يكفي من الفيتامينات أو الأطفال المرضى، والمرضى الذين ليس بوسعهم أكل الأغذية المختلفة. من المجموعات الأخرى التي تستهلك الفيتامينات هم النباتيون الذين ينقصهم فيتامين B12 الموجود في اللحوم، والأشخاص الذين يشعرون بالوهن والتعب أو الذين لا يأكلون بشكل منتظم.

المكملات الغذائية للرجال

إن العناصر الغذائية ضرورية لصحتك، ولكن الكثير من الناس لا يحصلون على ما يكفي من الفيتامينات والمعادن الأساسية الموصى بها من خلال النظام الغذائي وحده، لذا يمكن أن تساعد المكملات الغذائية على ملء هذه الفجوة، وفيما يأتي أفضل مكملات غذائية للرجال:

1. فيتامين د
يحتاج الجسم إلى أشعة الشمس لتصنيع فيتامين د، لكن الكثير من الرجال يقضون معظم وقتهم بالعمل داخل المنشات، إضافةً إلى أنه يصعب الحصول على كمية كافية منه من الطعام.
كما يصبح فيتامين د أكثر أهمية مع تقدم العمر، فهو ضروري لامتصاص الكالسيوم وبالتالي يحافظ على صحة العضلات والعظام.

وتشير الأبحاث الحديثة أيضًا إلى أن نقص فيتامين د قد يزيد من خطر الإصابة بسرطان القولون، وأظهرت إحدى الدراسات أن الرجال الذين لديهم مستويات منخفضة من فيتامين د كانوا أكثر عرضة للإصابة بنوبة قلبية بحوالي الضعف.

من ناحية أخرى، يمكن أن يسبب ارتفاع من فيتامين د عن الحد المطلوب التعب والإرهاق العضلي، لذلك يجب أن تبقى الجرعة اليومية أقل من 2000 وحدة دولية ما لم ينصحك طبيبك بخلاف ذلك.

2. حمض الفوليك
حمض الفوليك هو أحد فيتامينات ب المهمة، وقد يساعد حمض الفوليك على حماية الرجال والنساء من أمراض القلب لأنه يمنع تراكم الهوموسيستين، والذي هو ضروري لبناء البروتين ولكن زيادة إنتاجه قد يؤدي إلى أمراض القلب والأوعية الدموية.

إن الجرعة الموصى به لحمض الفوليك هي 400 ميكروغرام يوميًا، والتي يمكنك الحصول عليها من تناول كميات قليلة من الخضروات الخضراء الورقية أو الفاصوليا يوميًا

ويمكن تناوله من ضمن الفيتامينات المتعددة، ولكن لا يجب عليك تناول مكملات غذائية إضافية إلا بعد استشارة الطبيب لأن زيادته قد ترفع من خطر الإصابة بسرطان القولون.

3. فيتامين ب12
إن فيتامين ب12 مهم للحفاظ على صحة الجهاز العصبي ودعم وظائفه، والتي من ضمنها الذاكرة وتزداد الحاجة إلى هذا الفيتامين عند الرجال الأكبر سنًا لتعزيز صحة الدماغ حيث أن أعراض انخفاضه تشمل الاكتئاب والخرف.

فمع تقدم العمر يصعب امتصاص فيتامين ب12 من الطعام، لذا فإن أي رجل يزيد عمره عن 50 عامًا قد يحتاج لتعويض هذا النقص عن طريق المكملات الغذائية، ويوصى بجرعة 2.4 ميكروغرام يوميًا.

4. فيتامين أ
من المعروف أن فيتامين أ مهم لتقوية البصر، كما أنه يعرف أحيانًا باسم الفيتامين المضاد للعدوى بسبب دوره في دعم وتعزيز جهاز المناعة، إن الكمية اليومية الموصى بها من فيتامين أ هي 3000 وحدة دولية، حيث أن تناوله بإفراط يمكن أن يسبب الغثيان والقيء ويؤدي إلى ضعف العظام.

5. فيتامين ج
يعتبر فيتامين ج أحد المضادات القوية للأكسدة التي تقوم بحماية الجسم عن طريق تدمير الجذور الحرة التي تهاجم الخلايا السليمة، وهذا يمكن أن يساعد في إبطاء علامات الشيخوخة.

إن الكمية اليومية الموصى بها من فيتامين ج للرجال هي 90 ملليغرام في اليوم، ولكن يمكن أن يؤدي نقص فيتامين ج إلى الإصابة بمرض الإسقربوط الذي ما زال يظهر عند كبار السن الذين يعانون من سوء التغذية، وبالرغم من أنه لا يستطيع الجسم تخزين الفائض منه إلا أنه قد يسبب اضطراب في المعدة.

أضرار المكمل الغذائي

تسبب المكملات الغذائية كثيراً من المشاكل والأمراض الخطيرة، فقد تكون خطيرة على الجسم مع الاستخدام المتواصل، وسبباً في تدمير الخلايا الأساسية والأنسجة، وتؤثر في الجهاز الهضمي، وتسبب مرض كرون، بسبب وجود مادة الكرياتين فيها.

ومرض كرون هو التهاب شديد ومزمن يصيب الأمعاء، ويمكن أن يؤثر في الطبقات النسيجية المبطنة للجهاز الهضمي؛ وهو ما قد يؤدي إلى ألم بالبطن، وإسهال شديد، وتعب، وفقدان في الوزن، وسوء تغذية.

وقد يسبب تناول المكملات الغذائية الصداع وصعوبة التنفس والطفح الجلدي، بالإضافة إلى العجز الجنسي للرجال، بسبب تعزيز مستويات هرمون التوستستيرون، والشخص المدخن الذي يأخذ مكملات غذائية تحتوي على “البيتا كاروتين” أكثر عرضة للإصابة بسرطان الرئة.

هل المكملات الغذائية تضر الكلى

يمكن أن تؤثر الأدوية والمكملات الغذائية التالية على وظائف الكلى:

1. مضادات الالتهاب غير الستيرويدية

تناول مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية يمكن أن يؤثر على الكلى، ويمكن أن يسبب أضرارًا، خاصةً إذا كنت تتناول أيضًا مدرات البول وتشمل مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية مسكنات للألم دون وصفة طبية.

كما إن استخدام هذه الأدوية مع الكافيين يمكن أن يضر الكليتين، عند تناول هذه الأدوية ، تأكد من مراجعة طبيبك بانتظام إذا كنت تعاني من ضعف وظائف الكلى.

2. المضادات الحيوية

تتم إزالة بعض المضادات الحيوية من الجسم عن طريق الكلى، وبالتالي فإن تناولها يمكن أن يشكل ضغطًا إضافيًا على كليتيك، يمكن أن يكون البنسلين والسيفالوسبورين والسلفوناميدات بشكل خاص ضارًا بالكلى.

قد يؤدي استخدام المضادات الحيوية على المدى الطويل إلى إصابة كليتيك، حتى لو كنت بصحة جيدة، حيث يمكن للمضادات الحيوية أن تتراكم في الجسم وتسبب أضرارًا.

على الرغم من ذلك، من المهم أن تضع في اعتبارك أنه يمكن استخدام المضادات الحيوية بأمان إذا لزم الأمر طالما تم ضبط الجرعة لمستوى وظائف الكلى في الجسم.

3. المكملات الغذائية

ترتبط بعض الأعشاب أو المكملات الغذائية بإصابة الكلى، حتى بين الأشخاص الأصحاء، مع توفر مجموعة واسعة من المكملات الغذائية ، فإن أفضل طريقة لمعرفة ما إذا كانت المكملات آمنة هي أن تطلب من طبيبك مراجعة جميع المكونات.

إذا كنت معرضًا لخطر الإصابة بأمراض الكلى، فمن الأفضل عدم تناول المكملات الغذائية أو جرعات فيتامين أعلى من المعدل اليومي الموصى به.

هل تؤثر المكملات الغذائية على الجهاز التناسلي

ويقول الدكتور عمرو مسعود، اختصاصي جراحة المسالك البولية وأمراض الذكورة: “قبل تناول المنشطات الهرمونية التي تستخدم كمنشطات رياضية للأجسام لتكبير حجم العضلات فمن الضروري على مستخدميها أولاً معرفه أضرارها على أجهزة الجسم المختلفة، وخصوصاً على الجهاز التناسلي.

فالمنشطات الهرمونية التي قد تكون مماثلة لهرمون الذكورة (التستوستيرون) أو من مشتقاته تؤدي إلى العقم في كثير من الحالات، وكذلك ضعف القدرة الجنسية، و ضمور الخصيتين، ذلك أن وظيفة الخصية هو إنتاج “التستوستيرون” وكذلك الحيوانات المنوية، وهذه الوظيفة يتحكم بها هرمونان يفرزان من الغدة النخامية بالمخ وهما الهرمون المحفز للحويصلات (follicular stimulating hormone (FSH) المسؤول عن استمرار إنتاج الحيوانات المنوية، و هرمون اللونته (leutinizing hormone.(LH) المسؤول عن إفراز “التستوستيرون”، وإفراز هذين الهرمونين يحفز الخصية لإنتاج هرمون الذكورة والحيوانات المنوية، وعند زيادة هرمون الذكورة عن المعدل الطبيعي يقل إفرازهما، كما أن تركيز “التستوستيرون” المفرز من الجسم في الخصية أعلى من تركيزه في الدم وقد يصل إلى 40 ضعفاً وهذا ما لا يستطيع عمله الهرمون المستخدم من خارج الجسم”.

خطر المكملات الغذائية

أثبتت بعض الدراسات أن الإفراط في تناول المكملات الغذائية dietary supplements له الكثير من الأضرار الجانبية الخطيرة على صحة الإنسان، حيث إنها تعمل على زيادة مخاطر الإصابة بالأورام الخبيثة، بسبب احتوائها على مواد كيميائية قد تؤدي إلى تراكم السموم في الجسم.

ويتسبب زيادة تناول المكملات الغذائية dietary supplements عن الحد المطلوب في الإصابة ببعض المشكلات الصحية المختلفة ومنها الإصابة بمرض الحساسية، وظهور بقع حمراء اللون على الجلد، بالإضافة إلى الصداع الدائم، والآلام الشديدة بالبطن، مع ضيق في القفص الصدري، وصعوبة في التنفس.

مكملات غذائية بدون أضرار

حذرت دراسة حديثة من تناول الفيتامينات والمعادن والمكملات الغذائية الأخرى، مؤكدة أنهالا تفيد القلب، وفى بعض الحالات قد تسبب أضرارا صحية.

ووفقا للدراسة- التي أعدتها جامعة «فرجينيا الغربية» في الولايات المتحدة الأمريكية-، ونشرت في مجلة «حوليات الطب الباطنى»، فإن المكملات الغذائية التي تجمع بين الكالسيوم وفيتامين «د» مرتبطة بزيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية، ومع ذلك لم يكن هناك دليل على أن الكالسيوم أو فيتامين «د» الذي يتم تناوله بمفرده لم يكن له أي مخاطر أو فوائد صحية.

وقال الدكتورصافى يو خان، أستاذ مساعد في جامعة فرجينيا الغربية، إنه على الرغم من وجود بعض الأدلة على أن بعض التدخلات لها تأثير على الوفاة وصحة القلب والأوعية الدموية، فإن الغالبية العظمى من الفيتامينات والمعادن وأنواع مختلفة من المكملات الغذائية لم يكن لها تأثير ملموس على البقاء أو الحد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية”.

وشددت الدراسة على ضرورة أن يركز الناس على الحصول على العناصر الغذائية من نظام غذائي صحي للقلب، لأن البيانات تظهر بشكل متزايد أن غالبية البالغين الأصحاء لا يحتاجون إلى تناول المكملات الغذائية.

السابق
دواء تريناسسل – Tri-Nasal لعلاج حساسية الأنف الموسمية
التالي
دواء تريو-بي – trio be لعلاج إرتفاع نسبة الهوموسيستين في الدم

اترك تعليقاً