اضرار

مخاطر مشاهدة التلفاز قبل النوم

مخاطر مشاهدة التلفاز قبل النوم

التلفاز (Television) وعادة ما يتم اختصاره بلفظ TV ، عبارةٌ عن نظام اتصالاتٍ يُستَخدم على نطاقٍ واسعٍ لبثّ واستقبال الصور المتحركة والمسموعة على مسافاتٍ بعيدةٍ، كما يمكن استخدام هذا المصطلح للإشارة إلى البث التلفزيوني أو البرمجة، ويمكن القول أن التلفاز عبارةٌ عن جهاز إلكترونياتٍ يتلقى إشارةً مرئيةً ومسموعةً لتصل إلى المُشاهد على شكل صورةٍ مرئيةٍ ومسموعةٍ، ولفظ التلفاز مشتقٌ من جذورٍ لاتينيةٍ ويونانيةٍ مختلطةٍ معاً، وهو يعني بعيد النظر (Far Sight)، والمقطع اليوناني الأول من الكلمة وهو تيلي (Tele) يعني البعيدة، أما المقطع الثاني اللاتيني وهو فيجن (Vision) فيعني الرؤية أو البصر.

ولكن أضرار التلفاز والأجهزة الذكية في غرفة النوم كثيرةٌ ومتنوعةٌ وتؤثر على البالغين والأطفال على حدٍ سواء، ومن هذه الأضرار:

1-منع إفراز هرمون الميلاتونين:

أظهرت أبحاثٌ حديثةٌ أجريت في جامعتي تورينتو وهارفارد أنَّ الضوء الأزرق المنبعث من التلفاز، والأجهزة الذكية الأخرى تمنع إفراز الميلاتونين وهو الهرمون المحفّز للنعاس في الجسم مما يسبب اليقظة والتأخر في النوم.

2- الضرر على الأطفال:

أظهرت إحصائية أسترالية أنَّ المراهقين الذي يستخدمون الأجهزة ومن ضمنها التلفاز معرضون إلى عدم الانتظام في الإستيقاظ والنوم، كما أظهرت دراسةٌ أخرى أنَّ الأطفال الذي يتابعون التلفاز في غرف نومهم يعانون من صعوبةٍ في النوم الأمر الذي يسبب مشاكل صحية على المدى الطويل مثل الضعف في الإدراك والتعلم، وعدم القدرة على اتخاذ القرارات، وضعفاً في الذاكرة، وأظهرت الدراسات الحديثة أنَّ تأثير التلفاز يمتد إلى مرحلة المراهقة مسبباً تأثير في سلوكياتهم وفي عاداتهم الغذائية.

3- الأرق:

يحفّز التلفاز الدماغ ويشتته بحيث يُبقيه يقظاً مما يسبب الإصابة بالأرق، فقد أظهرت دراسةٌ نرويجيةٌ أنَّ متابعة الأجهزة الإلكترونية قبل النوم يزيد من هذه الحالة، وعوضاً عن مشاهدة التلفاز قبل النوم في الغرفة ينصح بقراءةِ كتابٍ إذ يمكن للقراءة أن تُهيئ الجسم للنوم بطريقةٍ أفضل.

4- التقليل من وقت المحادثة:

قد يسبب وجود التلفاز في غرفة النوم نوعاً من البعد والتقليل من الحوار والمحادثات التي تجري بين الأزواج، خصوصاً إذا كانَ كلاهما يعمل خارج المنزل؛ لذا ينصح بوضع التلفاز في غرفةٍ أخرى، أو تركه مغلقاً للاستفادة من الوقت الذي يسبق النوم للتحدث ومشاركة الأخبار اليومية.

5- جمع الغبار:

يُضيف التلفاز غرضاً آخراً لتنظيفه على لائحة التنظيف؛ لأنّ الغبار يتجمّع فوقه ويجمع نفضه عنه عدة مراتٍ في الأسبوع.

النوم على صوت التلفزيون

يعتبر الخبراء المتخصصون أن النوم أمام شاشة التلفاز هو أمر مضر بصحة الانسان، فهو يسبب حالة من الاكتئاب، ويفسد السلوكيات الخاصة بفترة نومه.

وأوضح العلماء في دراسة حديثة نشرتها جريدة “ديلي مايل” البريطانية، أن الانسان مبرمجٌ للنوم في الظلام، وإن الضوء المنبعث من التلفاز قد يؤثر سلباً على معدلات هرمون النوم، وبالتالي يمنعنا من الوصول الى المراحل العميقة من النوم.

وأشارت الدراسة إلى أن “المزاج المتقلب الذي يعاني منه الانسان في فترة النهار، قد يكون ناتجاً عن قلة النوم العميق والتي تأتي نتيجة التعرض المتواصل لضوء التلفزيون قبل الخلود الى النوم”.

أضرار التلفاز

إن أضرار التلفاز كثيرة ومتنوعة ، وسنذكر هذه الأضرار بشئ من التفصيل فيما يلي:

  • إضاعة الوقت: تتسبّب مشاهدة الفرد للتلفاز لفترات زمنية طويلة في إضاعة وقته، بينما يستطيع استغلال هذا الوقت الضائع للقيام بعمل أكثر أهميةً أو فائدة؛ كممارسة الرياضة، أو القراءة، أو تأدية الواجبات الاجتماعية المطلوبة منه، أو التواصل مع الأصدقاء وزملاء العمل، أو تخصيص وقت خاص لإطلاق العنان لخياله وإبداعاته، أو إنجاز بعض المهام الضروريّة كالقيام بالواجبات المنزليّة، أو ممارسة هواياته المفضّلة.
  • الوفاة المبكرة: قامت مجلّة جمعيّة القلب الأمريكية بنشر بحث يتعلق بمدّة مشاهدة التلفاز وعلاقتها بطول أو قِصَر عُمْر الإنسان، وقد توصّل هذا البحث إلى أنّ مشاهدة الفرد للتلفاز لمدّة ثلاث ساعات أو أكثر في اليوم، يجعله معرضاً لخطر الوفاة المُبكّرة ويكون هذا الخطر مضاعفاً مقارنةً بشخص يشاهد التلفاز لمدّة ساعة واحدة فقط أو أقل في اليوم، وقد بينت الدراسات أنّه مقابل كلّ ساعتين إضافيّتين يتمّ تقضيتهما في مشاهدة التلفاز، يرتفع خطر الوفاة بسبب أمراض القلب والسرطان، كما أنّ الجلوس كثيراً أمام شاشة التلفاز يُسبّب أضراراً صحيّة للجسم نتيجة قلّة الحركة والخمول.
  • تقليد مشاهد العنف: تُقدّم محطّات التلفاز في كثير من الأحيان مشاهد مليئةً بالعنف والإجرام، وأخرى غير لائقة أخلاقياً، ولهذه المشاهد آثار سلبيّة على الأطفال والبالغين، حيث يقوم الطفل بتقليد ما يراه من عنف على شاشة التلفاز، مُعتقداً بذلك أنّ العالم مكان مخيف وأنّ شيئاً سيّئاً سيحدث له، وقد أظهرت الدراسات المستمرّة وجود علاقة طرديّة بين مشاهدة العنف على شاشة التلفاز والعدائيّة التي تظهر في شخصيّة الفرد منذ الطّفولة وتستمر حتّى مرحلة البلوغ.

أضرار التلفاز على العين

يُمكن أن تتسبّب مشاهدة الكثير من البرامج التلفزيونيّة، والعروض التوضيحيّة الملوّنة في إلحاق الضرر بالعيون نتيجة شِدّة السطوع والدقّة العالية، حيث يؤدّي ذلك إلى حدوث خلل في الرؤية مثل قصر النظر أو طول النظر، ممّا يجعل الفرد بحاجة ماسّة إلى استخدام النظّارة الطبيّة لتصحيح الرؤية، إضافةً إلى أنّ الشخص يفقد رغبته في النوم بسبب انتظاره للبرامج التلفزيونيّة المفضّلة لديه، ممّا يجعله يخسر الكثير من الوقت ليلاً وينام متأخّراً، وهذا يؤثّر سلباً على صحّته ويجهد عينيه.

وإليك النصائح التالية للمحافظة على العينين:

  • تجنّب إجهاد العينين بالنظر إلى شاشة التلفاز أو الحاسوب فترةً طويلة؛ لأنّ ذلك يسبب لها الضرر والتعب، والحرص على أخذ وقت لراحة العينين بين الفيْنة والأخرى.
  • كن حريصاً على عدم الاقتراب كثيراً من شاشة التلفاز ، واجعل مسافة مناسبة أثناء مشاهدة التلفاز للحفاظ على عينيك.
  • الحرص على أداء التمارين الرياضيّة؛ لما لها من دورٍ كبير في المحافظة على النظر بطريقة غير مباشرة، حسْب ما أثبتتْه بعض الدراسات.
  • تناول الأطعمة التي تفيد صحّة العينين، مثل شرب اللبن، أو تناول اللحوم، والأسماك، إضافةً إلى الفواكه والخضروات.
  • تجنّب أخذ فيتامين A بشكل مفرط، حيث إن الإفراط في تناولها من الممكن أن يضرَّ النظر لا أنْ ينفعه.
  • الحرص على زيارة طبيب العيون عند الشعور بأيّ آلام في العينين، كحدوث زغللة فيهما، او احمرار، أو تهيّج، أو ما شابه؛ لأنّ مثل هذه الأعراض وإن بدا بعضها بسيطاً، إلا أنّ إهمالها قد يتسبّب بحدوث مضاعفات خطيرة كفقدانِ النظر.
  • الحرص على أخذ قسط كافٍ من الراحة ليلاً؛ لأن السهر بشكل كبير يؤثّر سلباً على النظر، وغالباً ما يتسبّب بحدوث احمرار في العينين.
  • الحرص على توفير إضاءة مناسبة في كلّ غرف المنزل؛ لأنّ للإضاءة تأثيراً على صحّة العينيْن.
  • تجنّب تعريض العينين إلى أشعة الشمس المباشرة، ويُفضّل استخدام النظارات الشمسيّة عندَ الخروجِ من المنزل.

أضرار التلفاز على الأطفال

إنّ إطلاق العنان للأطفال في ما يتعلَّق بمشاهدة التلفاز دون رقابة الأهل أمر يُؤثّر سلبيّاً في صحّتهم البدنية، والعقلية، وهذا يتلخَّص في العديد من الأضرار التي لعلّ من أهمّها ما يأتي:

  • تكوين السلوك العُدواني لدى الطفل؛ إذ إنّه تمّ إثبات أنّ مشاهد العُنف التي تتكرّر أمام مرأى الأطفال أثناء مشاهدتهم للتلفاز من شأنه رفع مستوى سلوكهم العدوانيّ (وخاصّة لدى الأولاد)، وذلك من خلال ما يزيد عن 1000 دراسة تمّ إجراؤها؛ حيث يشاهد الطفل ما مُعدّله 12,000 مشهداً عنيفاً على التلفاز سنويّاً.
  • زيادة السُّمنة لدى الأطفال؛ نظراً لقلّة ممارستهم النشاط البدنيّ، وتناولهم كمّيات كبيرة من الوجبات غير الصحّية التي تُؤثّر في صحّتهم، وتغذيتهم على حدٍّ سواء.
  • حدوث أضرارٍ في التطوُّر الدماغيّ، والصحّة العقلية، وصعوبات التعلُّم لدى الأطفال (وخاصّة قبل بلوغه الثالثة من العُمر) عند مشاهدتهم التلفاز فترة طويلة خلال اليوم.
  • حدوث اضطرابات سلوكية، وزيادة فرصة اكتساب عادات سيئة في سنٍّ مُبكِّرة، كالتدخين، وتعاطي المُخدّرات، وغيرها.
  • التأثير السلبيّ في التحصيل العلميّ.

مشاهدة التلفاز للرضع

يجذب الطفل دون سن ثلاث سنوات البرامج المختلفة المقدمة فى التلفاز، التى تجعله يجلس أمامه لفترة طويلة، دون الشعور بملل، الأمر الذى تفضله الأم للاستراحة من بكاء وصراخ الطفل، دون أن تعرف أن هذا يسبب أضرارا للطفل فيما بعد والتى نتعرف عليها فى السطور القادمة:

  • مشاهدة الطفل البالغ من العمر عامين للتلفاز، يؤثر على تطوير دماغه، لأنه يحرمه من التفاعل واللعب مع الأم وهذه الأنشطة تساعد فى تطوير المهارات التي يحتاجها للنمو فكريا واجتماعيا وعاطفيا. وكما إنه يبدأ فى تعلم اللغة من خلال التفاعل مع الآخرين، وليس عن طريق الاستماع السلبي إلى التلفزيون.
  • وجدت الدكتورة سالي وارد ، أن عدد متزايد من الأطفال في الشهر التاسع من العمر يواجهون مشكلة في الانتباه إلى الأصوات، بسبب ضوضاء الخلفية القادم من التلفزيون، مما أثر على انتباههم في الفصل عندما ذهبوا إلى المدرسة. وعندما يذهب الأطفال الذين اعتادوا على مشاهدة التلفاز إلى المدرسة، سوف يواجهون صعوبة في تلقى التعليم .
  • ووجد ديمتري كريستاكيس طبيب الأطفال، أن الأطفال الذين يشاهدون التلفاز أكثر عرضة لقصر الانتباه . ووجد ديمترى في دراسته، أن الأطفال الذين شاهدوا التلفزيون كأطفال الرضع كانوا أقل قدرة على التعرف على الحروف والأرقام عندما ذهبوا إلى المدرسة.
  • وقد وجدت العديد من الدراسات الأخرى وجود صلة بين زيادة وقت التلفاز والتأخر في النمو، على الرغم من أنه ليس من الواضح ما إذا كان هناك سبب أو تأثير مباشر، و كما أشارت دراسات أخرى إلى أن التعرض الطويل الأجل للتلفاز يقلل من قدرة الأطفال على التواصل من خلال القراءة والكتابة، مما يسبب مشاكل في التعلم على المدى الطويل.
السابق
تغيرات هامة في حياة مرضى فشل القلب
التالي
كيف تؤثر الجذور الحرة على جسمك

اترك تعليقاً