العلوم الإنسانية

مدخل الى علم الاجتماع

مقدمة في علم الاجتماع

  • علم الاجتماع هو دراسة للمجتمع وأنماط العلاقات الاجتماعية والتفاعل الاجتماعي وثقافة الحياة اليومية.
  • علم الاجتماع يستخدم أساليب مختلفة من البحث التجريبي  والتحليل النقدي لتطوير مجموعة من المعرفة حول النظام الاجتماعي والقبول والتغيير أو التطور الاجتماعي. يعرف علم الاجتماع أيضًا بأنه العلم العام للمجتمع. في حين يجري بعض علماء الاجتماع أبحاثًا يمكن تطبيقها مباشرةً على السياسة الاجتماعية والرعاية الاجتماعية، يركز آخرون في المقام الأول على تحسين الفهم النظري للعمليات الاجتماعية. يتراوح الموضوع من مستوى علم الاجتماع الجزئي للوكالة الفردية والتفاعل إلى المستوى الكلي للأنظمة والبنية الاجتماعية.
  • تشمل الجوانب التقليدية المختلفة لعلم الاجتماع التقسيم الطبقي الاجتماعي والطبقة الاجتماعية والحراك الاجتماعي والدين والعلمنة والقانون والجنس والانحراف. نظرًا لأن جميع مجالات النشاط البشري تتأثر بالتفاعل بين الهيكل الاجتماعي والوكالة الفردية، فقد وسّع علم الاجتماع تدريجياً تركيزه ليشمل مواضيع أخرى، مثل الصحة والطب والاقتصاد والمؤسسات العسكرية والعقاب، والإنترنت، والتعليم، ورأس المال الاجتماعي، ودور النشاط الاجتماعي في تطوير المعرفة العلمية.

نشأة علم الاجتماع

  • تأثَّرت نشأة عِلم الاجتماع بالنتاج الفكريّ، والفلسفيّ للقرنَين: الثامن عشر، والتاسع عشر، وما صاحبها من تطوُّر في المجالات الاقتصاديّة، والسياسيّة، حيث يعود تأسيس مصطلح (علم الاجتماع)، إلى الفيلسوف الفرنسيّ أوغست كونت، الذي عَزَم على تقديم التفسير العلميّ الذي يُفسِّر ظواهر المجتمع، والقوانين الضابطة لها، فشَهِد هذا الميدان العلميّ نُموّاً مع جهود العلماء في ألمانيا، وفرنسا، فكان نتاجهم أقرب ما يكون إلى البحوث النظريّة، إلّا أنّ عِلم الاجتماع ازدهرَ بجهود علماء الولايات المُتَّحِدة الأمريكيّة في منتصف القرن العشرين؛ حيث تركَّزت جهودهم على الجوانب التطبيقيّة، والميدانيّة العلميّة، إلى أن تكلَّلت الجهود في بريطانيا مع بدايات القرن العشرين بتدريس عِلم الاجتماع لأوّل مرّة.

أهداف علم الاجتماع

  • دراسة المبادئ العامّة والدعامات التي تقوم عليها الحياة الاجتماعية. دراسة أنماط السلوك البشري الاجتماعي ومعرفة آثاره على الفرد والمجتمع.
  • دراسة وتحليل أجزاء البناء الاجتماعي دراسةً تفصيليّة؛ والسبب في ذلك يعود إلى تأثر كافة المؤسسات الأخرى السياسية والاقتصادية والتعليمية بالنظام الاجتماعي السائد.
  • معرفة قوانين التحول الاجتماعي، وهي القوانين التي تهدف إلى دراسة الأسس والقواعد التي يجب على المجتمع أن يتبعها لعمل نقلة نوعيّة في حالة المجتمع.
  • تشخيص مختلف المشاكل الاجتماعيّة التي يُعاني منها المجتمع، ومعالجتها ووضع الخطط المختلفة للتصدي لها.
  • إبراز المفاهيم الاجتماعيّة الصحيحة، والعمل على تصحيح المفاهيم الخاطئة المتعلقة بالحياة الاجتماعيّة.
  • وضع أسس المجتمع المثالي. التعريف بالمؤسسات الاجتماعية المختلفة والتي تعمل على خدمة المجتمع.
  • إيضاح مفهوم الوحدة الاجتماعيّة وحث المجتمع لتحقيق هذا المفهوم.
  • دراسة العلاقات الاجتماعيّة التي تجمع بين الأفراد.
  • تطوير النظريّات الاجتماعية المختلفة.

نظريات علم الاجتماع

أهم نظريات علم الاجتماع

تُعرف النظرية الاجتماعية بأنّها مجموعة الأفكار التي من الممكن أن تقدم تفسيرًا للسلوك البشري، كما تختلف النظريات تبعًا لأولوياتها ووجهات نظرها والبيانات القائمة عليها، و يمكن تصنيف علم الاجتماع والدراسات البشرية المرتبطة به وفقًا لثلاث نظريات رئيسة وهي:

  • النظرية الهيكلية: وتسمى النظرية الوظيفية، تناقش النظرية الهيكلية الطريقة الي يتقبلها المجتمع ككل، وتعدّه نظامًا من العلاقات التي تشكل أساس المجتمع الذي نعيش فيه، وهذا الهيكل يساعد في تحديد طبيعة حياتنا وتشكل شخصياتنا، وتدرس النظرية الواقع الاجتماعي الذي يحول دون ظهور ما يسمى الفرد الحر، بالإضافة إلى القوانين الهيكلية التي تشكل المجتمع الواحد.
  • نظرية الصراع : تشرح هذه النظرية فكرة تكون المجتمع من عدة طبقات، إذ توجد الطبقة المسيطرة وهي ما تسمى البرجوازية، أمّا الأخرى فهي الطبقة الضعيفة وتسمى البرولوتارية، ويسعى المنتمون إلى هذه الطبقة إلى بذل قوتهم في سبيل كسب لقمة العيش، كما ترى هذه النظرية أنّ المجتمع قادر على أداء وظائفه فقط من خلال الصراع ما بين الطبقات، والسعي وراء المصالح الخاصة بها، وتنسب النظرية للباحث لكارل ماركس.
  • نظرية التفاعلية الرمزية: وتسمى نظرية الفعل الاجتماعي، وتفترض هذه النظرية أنّ أصغر الأفعال أو الحركات التي قد يقوم بها الشخص أمام الآخرين قد تؤدي إلى تصنيفه اجتماعيًا من قبل الغير، ويصدر الإنسان يوميًا ملايين الأفعال والرموز غير المقصودة أو المقصودة ما يجعل من الصعب فهم طبيعة الإنسان الحقيقية، وتنسب هذه النظرية للباحث فيبر.

لماذا ندرس علم الاجتماع

فهم القوى الاجتماعية

  • يُمكّن علم الاجتماع من فهم أفضل للقوى الاجتماعية التي تشكل الحياة، ويتيح للفرد كيفية التعامل معها، كما ويوفّر علم الاجتماع المعرفة الأساسية حول التفاعلات الاجتماعية، والمجتمع، والمنظّمات، الأمر الذي يساعد على تطوير الحياة المهنية، والعملية، ويعمل على تشجيع الفرد في الاستعداد لتجربة مهن محددة، وذلك من خلال دراسة قطاعات معينة من المجتمع، وتحسين المهارات الاجتماعية المختلفة، مثل: التفكير التحليليّ، وحلّ المشاكل، وجمع المعلومات، وتفسيرها، وكتابة التقارير.
  • كما ويساعدنا ميدان علم الاجتماع في النظر بطريقة موضوعيّة في المجتمع المعاش، ويلفت الانتباه نحو كيفية تناسب أجزاء المجتمع مع بعضها البعض، وكذلك يبيّن أسباب ونتائج التغيير الاجتماعي،
  • فعلى سبيل المثال: تتميّز البيئة الاجتماعية في المجتمعات الصناعية البيروقراطية الحديثة بتعقيدها المتزايد وتغييرها المتسارع، وبذلك فإنّ دراسة علم الاجتماع توفّر الأدوات المفاهيمية والمنهجية لفهم الحياة المعاصرة، وذلك من خلال التركيز على المعيقات الخارجية المتعلقة بالعمل الاجتماعي، الأمر الذي من شأنه أن يساعد على فهم النفس البشرية، وفهم دوافع الآخرين بشكل أفضل، ومن الجدير بالذكر أنّ علم الاجتماع يوفّر كافة الأدوات التي تمكّن من القيام بدور نشط في المجتمع، وتحقيق العدالة الاجتماعية.

علم متعدد المزايا

  • لا يزال التدريس وعمل الأبحاث هي الأنشطة المهيمنة بين الكثير من علماء الاجتماع، ولكن ورغماً عن ذلك يشارك علماء الاجتماع في العديد من المسارات المهنية والحرفية، وأشكال أخرى من العمالة التي تنمو بشكل متزايد في العدد والأهمية، فعلى سبيل المثال يعمل علماء الاجتماع مع الاقتصاديين، والعلماء السياسيين، وعلماء النفس، وعلماء الأنثروبولوجيا، والأخصائيين الاجتماعيين، وما إلى ذلك، وبالتالي فإنّ هذا يعكس مدى مساهمة علم الاجتماع في التحليل، وفي التخصّصات المتعددة.
السابق
ما الفرق بين الفجر والصبح
التالي
زهرة الداليا

اترك تعليقاً