الحياة والمجتمع

مراحل خلق الإنسان

خلق الإنسان

من أعظم الحكم لخلق الإنسان من طين، أنّ الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان بيديه الكريمتين ونفخ فيه من روحه، وميّزه عن الملائكة وعن الشيطان في أصل الخلق، وعندما طلب الله سبحانه وتعالى من إبليس السجود لآدم رفض وأبى أن يسجد له، لقول الله تعالى في كتابه الكريم: “قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ .

خطبة عن مراحل خلق الإنسان

الخطبة الأولى:

كل واحد منا إذا تأمل في تركيب بدنه، والتناسق بين أعضاء جسده، وكيف أن الله –تعالى- اختار أن يكون كل عضو في موقعه الذي هو فيه، وشاء جل وعلا أن يضعه في محله الذي يناسبه، ويؤدي وظيفته المناطة به، فإن المؤمن حين يتدبر ذلك ويستشعر قوله تعالى: (وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ) [الذاريات: 21].

يزداد إيمانه بخالقه الذي أوجده على هذه الهيئة البديعة، وخلقه بهذه الصورة الفريدة، وتظهر له عظمة الخالق وقدرته على كل ما يشاء وما يريد، فتضيء قلبَ المؤمن تلك الآياتُ الباهرات، وتسطع له أنوار اليقين، وتنمحي من قلبه غمرات الشك والريب، وتنقشع عنه ظلماتُ الجهل وغياهبُ الضلالة.

إن أدلة التوحيد على ربه ناطقات، شاهدةٌ بعظمة مدبِّره، ومرشدةٌ إلى بديع صنعه، فهذا الإنسان مكون من قطرة ماء، تقلّبتْ وانتقلت من طور إلى آخر حتى أصبحت عظامًا، ثم كساها سبحانه وتعالى باللحم، وشدها بالأعصاب والأوتار، ونسجها بالعروق، وخلق الأعضاء وركَّبها تركيبًا بديعًا متناسقًا، لا تحيط العقول البشرية بأسراره، ولا تدرك الأفهام الإنسانية حقيقته وكنهه.

وتوضح الآيات القرآنية الكريمة مراحل التخلّق البشري وتبينها، ويصفها الباري في قوله جل من خالق: (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ * ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ * ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ)[المؤمنون: 12-14].

إذًا، فالقرآن الكريم وضع لكل مرحلة من مراحل الخلق مسمًّى خاصًا، وعَبَّرَ بدقةٍ عن التطورات التي تقع في تلك المراحل حسب تسلسلها الزمني، حيث فصل بين كل مرحلة منها بحرف العطف: (ثُمَّ) الذي يدل على التراخي الزمني بين تلك الأطوار.

فأول تلك المراحل: النطفة في رحم الأم الذي هيَّأه الله -تعالى- وأعده؛ لأن توضع فيه، فهو المراد بقوله سبحانه: (ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ)[المؤمنون: 13].

حيث هو الموضع من الجسم الذي يتخلَّق فيه الجنين، ويعيش فيه حتى ولادته.

ثم تكون مرحلة: التخليق التي يتتابع فيها خلق الجنين، حيث تأتي مرحلة: العلقة، ثم المضغة، ثم العظام، ثم كساء العظام باللحم.

ويتميَّز هذا الطور بانتشار العضلات حول العظام وإحاطتها بها كما يحيط الكساء بلابسه.

وتبدأ الصورة الآدمية بالاعتدال إذا تمت مرحلة كساء العظام باللحم، كما يوضح ذلك علماء الإعجاز العلمي في القرآن، ويبينون أن أجزاء الجسم ترتبط ببعضها، وتكون أكثر تناسقًا، ويمكن للجنين أن يبدأ بالتحرك بعد تمام تكوين العضلات.

ويقول علماء الإعجاز: إن مرحلة النشأة ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ التي وردت في أواخر الآية بعد مرحلة الكساء باللحم، تبدأ من الأسبوع التاسع، حيث تأخذ أحجام كل من الرأس والجسم والأطراف في التوازن والاعتدال، ويتحدد جنس الجنين بصفة نهائية.

وفي الأسبوع الثاني عشر يتطور بناء الهيكل العظمي، ويظهر الشعر على الجلد، ويزداد حجم الجنين، وتصبح الأعضاء والأجهزة مهيأة للقيام بوظائفها.

وفي هذه المرحلة يتم نفخ الروح طبقًا لما دلت عليه نصوص القرآن والسنة، وقد ورد في الحديث وصف لتلك المراحل، قال: “إن أحدكم يُجمع خلقُه في بطن أمه أربعين يومًا، ثم يكون في ذلك علقة مثل ذلك، ثم يكون في ذلك مضغة مثل ذلك، ثم يرسل الله الْمَلَك فينفخ فيه الروح، ويؤمر بأربع كلمات: بكتب رزقه، وأجله، وعمله، وشقي أو سعيد”[رواه البخاري ومسلم].

وحين يكتمل خلق الإنسان ويتهيأ للحياة بعد الشهر السادس يدخل الجنين في فترة حضانة تتم في الرحم، ويوفر الرحم الغذاء والبيئة الملائمة لنمو الجنين، وتستمر هذه المرحلة إلى طور المخاض والولادة، حيث يبدأ طور المخاض بعد مرور تسعة أشهر قمرية، وينتهي بولادة الجنين، ويمثل هذا الطور مرحلة التخلي عن الجنين ودفعه خارج الجسم، كما يعبر عن ذلك علماء الإعجاز، وقد ورد ذلك في قوله تعالى: (ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ)[عبس: 20].

أي: سَهَّل للجنين طريقًا لتيسير ولادته يخرج منه.

ويبين الأطباء أنه عند بدء المخاض تقوم المشيمة والمبيضان بإفراز هرمون “ريلاكسين” (Rilaksien) الذي يؤدي إلى تراخي أربطة مفاصل الحوض وتليين عنق الرحم، كما تبدأ التقلصات في الجزء العلوي من الرحم الذي يتكون من نسيج العضلات المتقلصة المتحركة النشطة، حيث تؤَمّن قوة لازمة لدفع الجنين خلال الجزء السفلي الساكن الرقيق من الرحم، كما تبرز الأغشية الممتلئةُ بالسائل المخاطي على شكل كيس مائي، من خلال عنق الرحم مع كل تقلص من تقلصاته، وتعمل على تسهيل تمدده، وتؤمن هذه الأغشية بعد تمزقها سطحًا لزجًا ناعمًا ينزلق الجنين عليه، فتبارك الله من خالق عظيم.

وإذا كان علماء الإعجاز في عصرنا هذا قد أوضحوا تلك الحقائق التي قرَّرها القرآن الكريم منذ أكثر من أربعة عشر قرنًا من الزمان، نظرًا لتوفر الإمكانات العلمية والأجهزة الدقيقة المتقدمة، فإني أورد هنا أيضًا كلام العلامة ابن القيم -رحمه الله- الذي أشار إلى كثير مما يعلنه الأطباء اليوم رغم افتقار ذلك الزمن إلى الأجهزة العلمية التي تقدم البراهين التجريبية، يقول رحمه الله: “إن الجنين ما دام في بطن أمه قبل كماله واستحكامه، فإن رطوباته وأغشيته تكون مانعة له من السقوط، فإذا تمَّ وكمل ضعفت تلك الرطوبات، وانتهكت الأغشية، واجتمعت تلك الرطوبات المزلقة، فسقط الجنين”.

ثم يوضح رحمه الله سبب بكاء الصبي عند الولادة، ويذكر أن لذلك سببين:

أحدهما: أن حكمة الله -تعالى- اقتضت أن وَكَّلَ بكلِ واحدٍ من بني آدم شيطانًا، فهو ينتظر خروجه ليقارنه، فإذا انفصل استقبله الشيطان، وطعنه في خاصرته غيظًا عليه، فيصرخ المولود من تلك الطعنة، قال صلى الله عليه وسلم: “صياح المولود حين يقع نزغةٌ من الشيطان”[رواه مسلم].

وأما السبب الثاني لصراخه، فهو: لمفارقته ما ألفه، وما تعوَّد عليه، وخروجه إلى حال غريب، وانتقاله من جسم حار إلى هواء بارد، ومكان لم يألفه، فيستوحش من مفارقة وطنه ومألفه، والله أعلم.

وكل ذلك مما يدعو إلى التفكر في عظيم مخلوقات الله، والتأمل في أنفسنا، والاستدلال بما في ذلك من الإعجاز الدال على عظمة الخالق واستحقاقه العبادة وحده لا شريك له، وصدق إذ قال في كتابه الكريم: (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ)[فصلت: 53].

مراحل عمر الإنسان في القرآن

النمل:64] القرآن الكريم أيضا دكتور تحدث عن مراحل عمر الإنسان من الطفولة إلى الشباب إلى الشيخوخة، {الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا وشيبة يخلق ما يشاء وهو العليم القدير}[الروم:54]

الإعجاز العلمي في خلق الإنسان

خلق الله تعالى الإنسان في أحسن صورة وجعل له العقل والدماغ ليتفكر في خلق الله تعالى ويتدبر فيما حوله من مخلوقات الله تعالى، وتمكن العلم الحديث بمساعدة الوسائل المتطورة والمعقدة من اكتشاف العديد من الأمور والحقائق التي لم تكن مؤكدة علمياً فيما مضى، إلا أنها ذكرت بحذافيرها في القرآن الكريم أو السنة النبوية الشريفة مما يؤكد إعجاز كل منهما ويزيح الشبهات عن إنكار صحتهما أو كونهما من عند الله تعالى، كما اشتمل الإعجاز في القرآن الكريم على خلق الإنسان منذ أن كان نطفةً في رحم أمه وحتى مماته وتحلله في التراب.

مراحل خلق الإنسان في رحم أمه قال سبحانه وتعالى: “وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آَخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ” (سورة المؤمنين، الآية 12-14)، حيث توضح الآية الكريمة السابقة مراحل خلق الإنسان وهو لا يزال في رحم أمه.

يبدأ خلقه بالنطفة والتي ذكرت في اثنتي عشرة آية مختلفة من آيات القرآن الكريم، ويتحول بعدها إلى علقة والتي ذكرت في خمس آيات مختلفة، ثم تأتي بعد العلقة المضغة وذكرت بنوعين منها المضغة المخلقة وغير المخلقة، والتي تتحول بدورها إلى عظام ثم تكسى العظام باللحم ومنها إلى خلق جديد، وبينما وضح القرآن الكريم مراحل خلق الإنسان في رحم أمه بكل دقة في زمن كان يلقب بزمن الجاهلية، إلا أن الإنسان المثقف والمتعلم لم يتمكن من تحديدها إلا بعد مئات السنين.

مرحلة النطفة

لقد كان اكتشاف المراحل المتنوعة والمتتابعة التي يمر بها الجنين من المسائل الصعبة والمعقدة في تاريخ علم الأجنة، ومرد تلك الصعوبة إلى الحجم المتناهي في الصغر لمراحل الجنين وخاصة في الأسابيع الأولى من الحمل، ولعدم تيسر مشاهدته أو فحصه في مستقره داخل الرحم دون تقنية خاصة، ناهيك عن عدم الإدراك الصحيح لقرون طويلة قبل اكتشاف الميكروسكوب في القرن السابع عشر لدور كل من الذكر والأنثى في تكوين الجنين إلا أن القرآن الكريم الذي يرجع تاريخه إلى القرن السابع الميلادي يمثل أول مرجع بين أيدينا يذكر أطوارا متميزة للجنين ويقدم مسميات ومصطلحات تصف المظهر الخارجي، وأهم العمليات والأحداث الداخلية لكل مرحلة، وقد استوفت هذه المصطلحات القرآنية بدقة رائعة جميع الشروط التي يجب توافرها للمصطلحات العلمية الدقيقة. يقول الله تعالى مبينًا مراحل التطور الجنيني:

{ ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين ¤ ثم جعلناه نطفة في قرار مكين ¤ ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقًا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين} [سورة المؤمنون13-14]
والمرحلة الأولى التي ستكون موضوع بحثنا من هذه المراحل هي مرحلة النطفة.

تعريف المصطلح:
النطفة في اللغة العربية تطلق على عدة معان منها: القليل من الماء والذي يعدل قطرة. قال ابن منظور(1) في صغار اللؤلؤ: والواحدة نطفة، ونطفة شبهت بقطرة الماء. وقال الزبيدي وابن منظور (2): ونطفت آذان الماشية وتنطفت ابتلت بالماء فقطرت. وجاء في الحديث الشريف (3) ” فلم نزل قيامًا ننتظره حتى خرج إلينا وقد اغتسل ينطف رأسه ماء “. روي الإمام أحمد عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كما جلوساً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ” يطلع عليكم الآن رجل من الأنصار تنطف لحيتع من وضوئه ط (4) ويشير إلى ذلك ما رواه أحمد (5) عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال: (مر يهودي برسول الله وهو يحدث أصحابه فقالت قريش يا يهودي إن هذا يزعم أنه نبي فقال لأسألنه عن شئ لا يعلمه إلا نبي، قال فجاء حتى جلس ثم قال يا محمد مم يخلق الإنسان ؟ فقال رسول الله يا يهودي من كل يخلق من نطفة الرجل ومن نطفة المرأة) ويبدأ مصطلح النطفة من المنوي والبييضة وينتهي بطور الحرث (الانغراس)

مراحل نمو الإنسان في الإسلام

المرحلة الأولى

خلق الله -تعالى- الإنسان من عنصرين؛ وهما: الماء والتراب، وعندما امتزج التراب مع الماء تكوّن الطين اللزج المتماسك ليشدّ بعضه بعضاً، وإنّ التراب الذي خُلق منه الإنسان جُمع من جميع تراب الأرض؛ ولذلك اختلف النّاس في أوصافهم، وألوانهم، وأشكالهم، فكانت هذه أوّل مرحلة من مراحل خَلْق الإنسان، وإنّ أوّل إنسان خُلِق هو آدم عليه السّلام.

المرحلة الثانية

من مراحل خَلْق الإنسان هي مرحلة النطفة؛ والنّطفة في اللغة هي: الماء الصافي أو القطرة، أمّا النّطفة في الاصطلاح فهي المني؛ والمني يدلّ على معنيين؛

الأوّل: ماء الرجل الذي يخرج عند الشهوة ويكون غليظاً ودافقاً، والمعنى الثاني: ماء المرأة الذي يخرج عند الشهوة ويكون رقيقاً بعكس ماء الرجل، وقد ورد ذكر المني في القرآن الكريم بشكلٍ عام ولم يخصّص ماء الرجل أو ماء المرأة، وبناءً على ذلك فإنّ النّطفة تكوّنت من اختلاط ماء الرجل بماء المرأة، فالإنسان لم يكن موجوداً في الحيوان المنويّ كما يعتقد البعض ولا في البويضة.

المرحلة الثالثة

من مراحل خَلْق الإنسان هي مرحلة العلقة، والعلقة في اللغة قطعة من دم يمتاز بأنّه غليظ وجامد، فبعد أن تتكوّن النّطفة تتحرك باتجاه الرحم، ثمّ تتعلّق بقوّة في جدار الرحم، ولذلك أطلق الله -تعالى- عليها اسم العلقة، ثمّ تخرج من العلقة زوائد تمتد في بطانة الرّحم، وتقوم هذه الزوائد بامتصاص الغذاء من دم الأم، وفي الحقيقة تتكوّن العلقة من نوعين من الخلايا؛

النوع الأول: الخلايا الداخلية التي تتكوّن من طبقتين ويتشكّل الجنين منها، والنوع الثاني: الخلايا الخارجية التي تتكوّن منها المشيمة، والمشيمة منفصلة عن الجنين ويتم التخلّص منها بعد الولادة.

المرحلة الرابعة

من مراحل خَلْق الإنسان هي مرحلة المضغة، والمضغة في اللغة هي: القطعة من اللحم وغيره إذا مُضغت، والمضغة في الاصطلاح الشرعيّ هي: قطعة صغيرة من لحم تكون بحجم ما يُمضغ من الطعام، وهي المرحلة التي تأتي بعد مرحلة العلقة، والمضغة تمرّ بمرحلتين؛

المرحلة الأولى: المضغة غير المخلّقة؛ وفي هذه المرحلة لا يتميّز أي عضو من أعضاء جسم الإنسان ولا أي جهاز من أجهزته،

والمرحلة الثانية هي: مرحلة المضغة المخلّقة؛ وفي هذه المرحلة تتم عدّة تغييرات دقيقة في نموّ الجنين، فتنمو خلايا الجنين وتتطوّر ثمّ يتشكّل الإنسان في أحسن تقويم.

المرحلة الخامسة

بعد أن يشكّل الله -تعالى- المضغة وهي قطعة اللحم؛ تتحوّل قطعة اللحم إلى هيكل عظميّ، ثمّ يتشكّل حول الهيكل العظميّ اللحم والعضلات، لتلتفّ كأنّها كساء وغطاء له، وقد جاء ذكر مرحلة العظام في القرآن الكريم في مرحلة مستقلة عن المراحل الأخرى، والعظام في جسم الإنسان تختلف عن بعضها البعض وتتغيّر أوصافها وتتبدّل، وخَلْق الله -تعالى- للعظام تترتّب عليه عدّة آثار ونتائج، وهي:

التسوية: والفعل سوّى يدّل على معنيين؛

المعنى الأوّل: الاعتدال؛ وهو اعتدال الجنين من المرحلة العقوفة بشكل تدريجيّ، والمعنى الثاني: اختفاء التجاعيد، فتتسوّى التجاعيد وكذلك الانتفاخات الجسميّة بعد نشأة الهيكل الغضروفيّ لجسم الجنين.

التصوير الآدميّ: إذ إنّ الجنين في الأسابيع السبعة الأولى لا يختلف شكله عن شكل الحيوان، ثمّ يصبح مظهره آدميّاً في الأسبوع الثامن من الحمل.

المرحلة السادسة

إنّ المرحلة الأخيرة من مراحل خَلْق الإنسان التي بيّنها القرآن الكريم هي مرحلة النشأة وتُسمّى أيضاً مرحلة الخَلْق الآخر، وفي هذه المرحلة يكون نفخ الروح في الجنين، ففي هذه المرحلة يتخلّق الجنين بخلقة مختلفة عن خلقة المراحل السابقة، ثمّ تكون مرحلة تكوين حاستيّ السمع والبصر، ويستمرّ نموّ الإنسان في رحم أمّه حتى تكتمل خلقته.

 

 

السابق
كيفية عمل دقة الكشري
التالي
لماذا يضحك الإنسان

اترك تعليقاً