العلوم الإنسانية

مراحل علم التفسير

مقدمة علم التفسير

  • علم التفسير هو العلم الذي يختصُ بتفسير القرآن، والكشف عن المعنى الكامن في آياته، وبيان المُراد منه، ليس حسب اللفظ فقط؛ بل بالمعنى الظاهر وغير الظاهر والقصد منه، التفسير يشمل جميع ضروب بيان مصطلحات ومفردات القرآن الكريم وتراكيبه، سواء تعلّق هذا البيان بشرح اللغة أو من خلال استنباط حكم ما أو تحقيق مناسبة أو سبب نزول السورة أو الآية أو غير ذلك ممّا يحتاجه بيان النصوص القرآنية. القرآن الكريم ومنذ نزوله وهو يُفسّر بعضه البعض، إلا في حالات احتاج بها الصحابة بيان شيء معيّن، فكان الرسول عليه الصلاة والسلام يوافيهم به، وورد ذلك في قوله تعالى: (وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم) صدَق الله العظيم.

مراحل نشأة علم التفسير ويكيبيديا

  • علم التفسير هو توضيح الشيء وبيان معناه، وهو علم اهتم به المسلمون لفهم آيات القرآن.

للعلماء عدة أقوال في تعريف تفسير القرآن، أوردها الإمام السيوطي في (الإتقان في علوم القرآن)، منها ما يلي:

  • هو علم نزول الآيات وشؤونها، وقصصها، والأسباب النازلة فيها، ثم ترتيب مكيها ومدنيها، ومحكمها ومتشابهها، وناسخها ومنسوخها، وخاصها وعامها، ومطلقها ومقيدها، ومجملها ومفسرها، وحلالها وحرامها، ووعدها ووعيدها، وأمرها ونهيها، وعبرها وأمثالها.
  • وقال أبو حيان الأندلسي في (البحر المحيط): التفسير علم يبحث فيه عن كيفية النطق بألفاظ القرآن ومدلولاتها وأحكامها الإفرادية والتركيبية ومعانيها التي تحمل عليها حالة التركيب وتتمات لذلك. فقولنا (علم): هو جنس يشمل سائر العلوم. وقولنا: (يبحث فيه عن كيفية النطق بألفاظ القرآن) هذا هو علم القراءات. وقولنا: (ومدلولاتها) أي مدلولات تلك الألفاظ، وهذا هو علم اللغة الذي يحتاج إليه في هذا العلم. وقولنا: (وأحكامها الإفرادية والتركيبية) هذا يشمل علم التصريف وعلم الإعراب وعلم البيان وعلم البديع. وقولنا: (ومعانيها التي تحمل عليها حالة التركيب) يشمل ما دلالته بالحقيقة، وما دلالته بالمجاز، فإن التركيب قد يقتضي بظاهره شيئا، ويصد عن الحمل على الظاهر صاد، فيحتاج لأجل ذلك أن يحمل على غير الظاهر وهو المجاز. وقولنا: (وتتمات لذلك) هو مثل معرفة النسخ، وسبب النزول، وقصة توضح بعض ما أبهم في القرآن، ونحو ذلك.
  • وقال بدر الدين الزركشي في (البرهان في علوم القرآن): هو علم يفهم به كتاب الله المنزل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وبيان معانيه واستخراج أحكامه وحكمه، واستمداد ذلك من علم اللغة والنحو والتصريف، وعلم البيان، وأصول الفقه، والقراءات، ويحتاج لمعرفة أسباب النزول والناسخ والمنسوخ.
  • وقال الشيخ محمد عبد العظيم الزرقاني في (مناهل العرفان في علوم القرآن): هو علم يبحث فيه عن أحوال القرآن الكريم، من حيث دلالته على مراد الله تعالى، بقدر الطاقة البشرية.
  • وعرّفه الإمام محمد الطاهر بن عاشور في مقدمة تفسيره (التحرير والتنوير) فقال ما ملخصه: هو اسم للعلم الباحث عن بيان معاني ألفاظ القرآن وما يستفاد منها باختصار أو توسع. وموضوع التفسير: ألفاظ القرآن من حيث البحث عن معانيه وما يستنبط منه.

مراحل نشأة علم التفسير

نشأة وتطور علم التفسير

  • ظهر علم التفسير بالتزامن مع نزول الآيات القرآنية على الرسول صلى الله عليه وسلم، فكان يفسر الآيات للصحابة رضي الله عنهم، ثم صارَ علم التفسير من العلوم الدينية المهمة في الإسلام، حيث عملَ الصحابة رضي الله عنهم، على تفسير الآيات القرآنية للمسلمين، وخصوصاً الذين دخلوا في الإسلام حديثاً، ولم يكونوا على علمٍ كافٍ باللغة العربية، وقواعدها، وهذا ما يدل على وظيفة علم التفسير ببيان، وتوضيح ما لم يفهم من الآيات القرآنية، ومع مرور الوقت تحول علم التفسير إلى علم يدرس من قبل مجموعة من الأشخاص من أصحاب العلم الوافر، والذين اهتموا بتفسير الآيات القرآنية، وجمعوا تفاسيرهم في كتب للتفسير.
  • علم التفسير في عهد الوحي حيث كان عليه الصلاة والسلام الشارح الأول للقرآن الكريم، إذ كان يبيّن للناس ما كان ينزل عليه من الوحي، ويوضح مقاصده ويشرح معانيه، فقد قال الله تعالى: (وَأَنزَلنا إِلَيكَ الذِّكرَ لِتُبَيِّنَ لِلنّاسِ ما نُزِّلَ إِلَيهِم وَلَعَلَّهُم يَتَفَكَّرونَ) [النحل: 44]، وقال تعالى أيضاً: (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ) [الجمعة: 2].
  • علم التفسير في عهد الصحابة عليهم السلام الصحابة هم الطبقة الأولى في تاريخ علم التفسير، حيث عمل البعض منهم في تفسير القرآن الكريم وشرحه للناس بعد وفاة الرسول عليه السلام، ومن أشهر علماء التفسير في عصر الصحابة رضي الله عنهم، الخلفاء الأربعة، هم: أبو بكر الصديق، وعمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب، بالإضافة إلى ابن مسعود، وابن عباس، وزيد بن ثابت، وعبد الله بن الزبير، وأبو موسى الأشعري، وأبيّ ابن كعب. علم التفسير في عصر التابعين هو العصر الذي تبِع عصر الصحابة، حيث اعتمد علماء التفسير في هذه المرحلة على فهم القرآن الكريم على ما جاء في القرآن نفسه، بالإضافة إلى ما قد رواه الصحابة عن الرسول عليه السلام، وقد امتازت هذه المرحلة بظهور التدوين والكتابة عند بعض المفسرين، وقد اعتمد الكثير من التابعين عن ترجمان القرآن ابن عباس، وقد ظهر من أولئك المفسرين ثلاث طبقات، هم: الطبقة الأولى: وهم أصحاب عبد الله بن عباس من علماء مكة المكرمة، ومنهم: عطاء بن أبي رباح، ومجاهد بن جبر، وسعيد بن جبير. الطبقة الثانية: وهم أصحاب عبد الله بن مسعود، وهم من علماء الكوفة، ومن أهمهم إبراهم النخعي والشعبي. الطبقة الثالثة: وهم أتباع أنس بن مالك ومن أشهرهم قتادة، والحسن البصري.
  • علم التفسير في عصر ما بعد التابعين إذ قاموا في هذه المرحلة بجمع أقوال من تقدم من العلماء في العصور السابقة، كما أنهم صنفوا التفاسير، ومن الأوائل الذين قاموا بالتأليف في علم التفسير هم: عبد الرزاق بن همام، وشعبة بن الحجاج، وسفيان بن عيينة، ووكيع بن الجراح. وقد قام بعد ذلك قومٌ برعوا في الكثير من العلوم، فكان كل منهم يبرع في الفن الذي يغلب عليه.

مراحل تدوين التفسير

أسباب تدوين التفسير

  • وجود مسلمين ممّن لا يستطيعون التحدّث باللغة العربية بشكل جيد.
  • ضعف المسلمين بقواعد اللغة العربية وتعدّد اللهجات بينهم.
  • نقل التفسير المأثور عن النبي عليه الصلاة والسلام.

أهمية علم التفسير

  • يُعدّ علم التفسير من أنفعِ العلومِ على الإطلاقِ؛ فهو يتعلّقُ بكتابِ الله تعالى، فعلمُ التفسير تُعرف من خلالهِ معاني القرآن الكريم، التي تُساعدُ المسلمَ على الاهتداء للعملِ الصالحِ، ونيلِ رضى الله سبحانهُ وتعالى، والفوز بجناتهِ، وذلك بالعمل بأوامرهِ التي وردت في كتابهِ الكريم، واجتناب نواهيه، وأخذ العبرة من قصصهِ، وتصديق أخباره، وبعلم التفسير يتبيّن الإنسان الحق من الباطل، ويزول أيُّ لبسٍ في الوصولِ إلى معاني الآيات ودلالاتها الحقيقيةِ، ومن خلالهِ يصل الفقيه إلى استنباطِ الأحكامِ الشرعية؛ إذ يُعتبر القرآن الكريم الدليل التفصيليّ الأول للمعرفةِ والاستدلالِ على الأحكامِ الشرعية العملية.
  • ذُكرت آياتٌ كثيرةٌ في مواضع عديدة في القرآن الكريم، تحثُّ المسلم على فهمِ القرآن الكريم فهماً صحيحاً، ومعرفة المطلوب منه والعملِ بمقتضاهُ، ولأجل هذه الأسباب يجب على المُفسّر أن يكون محيطاً ببعض العلوم، وأن تتوافر فيه شروط لا تتوافر في غيره من الناس، حتى يراعي وجه الله في تفسيره، وابتعادهِ عن تفسير القرآن الكريم حسب أهوائهِ ومعتقداتهِ، ومن العلوم التي يجب على المُفسّر أن يعرفها: علم الناسخ والمنسوخ، وعلم أسباب النزول، والأحكام الفقهيّة الموجودة في الآيات القرآنية، وعلوم اللغة، ومدلولات الألفاظ ومعانيها، ومصطلحاتها الكثيرة، والمشتهر منها لدى العرب، واستعمالاتها

خريطة مفاهيم عن مراحل نشأة علم التفسير

 

السابق
مفهوم تاريخ العلوم
التالي
فوائد السيروم وأضراره

اترك تعليقاً