ديني

مظاهر الشرك

من مظاهر الشرك في عصرنا الحاضر

أولا: التعبد لغير الله – تعالى -بصرف أي نوع من أنواع العبادة لغيره – سبحانه -، وأكثرها انتشارا: دعاء غير الله – تعالى – من الأموات سواء كانوا أولياء صالحين أو غير ذلك، أو دعاء أصنام, أو أحجار, أو أشجار, أو قبور, أو أضرحة, أو مقامات أو غيرها، ومنه اعتقاد أنها تنفع أو تضر، وهذا شرك أكبر مخرج من ملة الإسلام حتى لو كان صاحبه يعظم الله – تعالى -ويعبده في نفس الوقت الذي يدعو أو يسأل هولاءº لأنه يكون والحال هذه قد أشرك مع الله- تبارك وتعالى -غيره في العبادة, ولأن الكفار الذين حاربهم الرسول – صلى الله عليه وسلم – في مكة كانوا يعظمون الله – تعالى -ويعبدونه، ومع ذلك لم ينفعهم ذلكº لأنهم كانوا يشركون معه آلهتهم المزعومة، والدليل قوله- تبارك وتعالى -عن المشركين: {وَلَئِن سَأَلتَهُم مَن خَلَقَ السَّمَاوَاتِ والأرض لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُل أفرأيتم مَا تَدعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ إِن أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ, هَل هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَو أَرَادَنِي بِرَحمَةٍ, هَل هُنَّ مُمسِكَاتُ رَحمَتِهِ قُل حَسبِيَ اللَّهُ عَلَيهِ يَتَوَكَّلُ المُتَوَكِّلُونَ} (الزمر: 38) بل كان كفار قريش الذين قاتلهم الرسول – صلى الله عليه وسلم – يعدون الأصل هو عبادة الله – تعالى -وتعظيمه، ولكنهم كانوا يدعون, ويذبحون, لآلهتهم المزعومة لتقربهم إلى الله زلفى، كما حكى عنهم الله – تعالى –بقوله: {وَيَعبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرٌّهُم وَلا يَنفَعُهُم وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللَّهِ قُل أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لا يَعلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي ألأَرضِ سُبحَانَه وَتَعَالى عَمَّا يُشرِكُونَ) (يونس: 18)

ثانيا: ومن مظاهر الشرك الأكبر المنتشرة في بلاد المسلمين: عبادة القبور بالاستغاثة بمن فيها من الموتى، أو الطواف بها، وما يلحق بذلك أثناء الطواف من التمسح بها, أو تقبيل أعتابها وتعفير بعضهم وجوههم في ترابها, أو السجود لها أو عندها، فتراهم يقفون عندها متذللين متضرعين خاشعين سائلين حاجاتهم من شفاء مريض, أو تيسير حاجة, أو الحصول على وظيفة أو ولد، وكل ذلك من الشرك الأكبرº لأن هذه حاجات لا يقدر عليها الأموات، وسؤالها منهم عبادة لا يجوز أن تصرف لغير الله – تعالى -.

ثالثا: من مظاهر الشرك الأكبر: الذبح لغير الله، قال – تعالى -: {قُل إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ. لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرتُ وَأَنَا أَوَّلُ المُسلِمِينَ} (الأنعام: 162 /163) (نسكي. أي ذبحي), وقال – صلى الله عليه وسلم – :(لعن الله من ذبح لغير الله) (رواه مسلم النووي13/150), فمن ذبح لغير الله – تعالى -فقد أشرك سواء ذبح لولي, أو لقبر, أو لنبي أو لجني, أو لغيرهم، فقد أمر الله – تعالى -نبيه – صلى الله عليه وسلم – في هذه الآية أن يخبر الناس أن صلاته ونسكه وهو الذبح ومحياه ومماته لله رب العالمين لا شريك له، فمن ذبح لغير الله فقد أشرك بالله، كما لو صلى لغير اللهº لأن الله- تبارك وتعالى -جعل الصلاة, والذبح قرينين، وأخبر أنهما لله وحده لا شريك له، فمن ذبح لغير الله من الجن والملائكة أو الأموات أو غيرهم يتقرب إليهم بذلك فهو كمن صلى لغير الله، وقد يجتمع في الذبح نوعان من المحرمات: الذبح لغير الله والذبح على غير اسم الله، وكلاهما أو أحدهما يجعل الذبيحة محرمة لا يجوز الأكل منها. وهناك أناس يذبحون للجن حيث أنهم إذا اشتروا سيارة أو سكنوا بيتا جديدا ذبحوا عنده أو على أعتابه ذبيحة خوفا من أن يوذيهم الجن فيتقربون لهم بها أو يرضونهم بها، وهذه من ذبائح الجاهلية التي لا تجوز وهي شرك بالله.

رابعا: ومن أهم مظاهر الشرك الأكبر التي ظهرت وانتشرت بين كثير من الناس في العصر الحديث وظهور التشريعات والقوانين الأوربية في تحليل ما حرم الله أو تحريم ما أحل الله: تحكيم القوانين الكافرة بدلا من التشريعات الإسلامية، أو اعتقاد أن أحدا يمللك الحق في التحليل والتحريم غير الله- تبارك وتعالى-، أو قبول التحاكم إلى المحاكم والقوانين الوضعية عن رضا واختيار مستحلا لذلك أو معتقدا بجواز ذلك، ويدخل في هذا من اعتقد أن هناك هديا غير هدي نبينا محمد – صلى الله عليه وسلم – وحكما خير وأكمل من حكمه وشريعته التي جاء بها. ولما سمع عدي بن حاتم – رضي الله عنه – رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يتلو قوله – تعالى –{اتَّخَذُوا أَحبَارَهُم وَرُهبَانَهُم أَربَاباً مِن دُونِ اللَّهِ} (التوبة: 31) فقال: إنهم لم يكونوا يعبدونهم قال: (أجل ولكن يحلون لهم ما حرم الله فيستحلونه، ويحرمون عليهم ما أحل الله فيحرمونه فتلك عبادتهم لهم) (رواه الترمذي وحسنه بشواهده في غاية المرام برقم 19).

خامسا: ومن مظاهر الكفر التي استهان بها الناس: السحر والكهانة والعرافة، قال- تبارك وتعالى -:{وَمَا كَفَرَ سُلَيمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحرَ َ} (البقرة: 102) وكسب الساحر حرام, وحكم الساحر القتل ويشارك الساحر في الإثم الذين يذهبون إليه ليعمل لهم سحرا يعتدون به على الآخرين أو ينتقمون منهم، وكذلك لا يلجأ للسحرة لفك الذي عمله ساحر آخر، بل الواجب طلب الشفاء واللجوء إلى الله مثل المعوذات وغيرها من كلام الله في القرآن والأدعية الثابتة الصحيحة, أما الكهان والعرافون الذين يدعون معرفة الغيب فهم كفارº لأنه لا يعلم الغيب إلا الله- تبارك وتعالى -قال – صلى الله عليه وسلم – :(من أتى كاهنا أو عرافا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد) (رواه أحمد صحيح الجامع (5939) هذا حكم من أتى عرافا أو كاهنا فصدقه، أما من يذهب إلى الكاهن أو العراف من باب التسلية أو التجربة دون أن يصدقهم فلا تقبل له الصلاة أربعين ليلة، أي أنه لا يؤجر على صلاته أربعين ليلة، مع وجوب أدائه لهذه الصلوات لتسقط عنه الفريضة بأدائها، ولكنه لا يؤجر عليها، قال – صلى الله عليه وسلم -: (من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة)(رواه مسلم).

سادسا: من أخطر صور الشرك التي إذا غلا صاحبها فيها أصبحت من الشرك الأكبر المخرج من ملة الإسلام: شرك المحبة أو الغلو في محبة المخلوقين. قال- تبارك وتعالى -:{وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّهِ أَندَاداً يُحِبٌّونَهُم كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدٌّ حُبّاً لِلَّهِ وَلَو يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذ يَرَونَ العَذَابَ أَنَّ القُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ العَذَابِ} (البقرة: 165) فمن أحب إنسانا, أو صنما, أو نظاما, أو غيره حتى أصبح يذل له ويقدم طاعته وحبه على حب الله – تعالى -وطاعته، ويقدم أمره ونهيه على أمر الله ونهيه، وقع في هذا النوع من الشرك بدون أن يشعر، فليحذر المسلم الغلو في محبة أي شيء كان، وليعلم أن كل طاعة وكل محبة يجب أن تكون مقيدة بأن لا تتعارض مع طاعة الله – تعالى -ومحبته، ولا تقدم أي طاعة أو محبة على محبة الإنسان لله – تعالى – وطاعته ومحبة رسوله – صلى الله عليه وسلم – وطاعته. وللشرك الأكبر صور ومظاهر أخرى، ولكننا ذكرنا أهمها وأكثرها انتشارا، وما ذكرت آنفا هو أحد مظاهر عدم فهمنا لديننا ولكنه أهمها وهناك مظاهر أخرى نسأل الله – تعالى – أن ييسر لنا الحديث عنها مستقبلا. هذا ما أحببت توضيحه نصيحة لإخواني المسلمين وعملا بواجب النصيحة لقوله – صلى الله عليه وسلم -: (الدين النصيحة قالها ثلاثا قلنا لمن؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم).

مظاهر الشرك الأصغر

  • قول لولا الله وفلان: ومثال ذلك أيضاً قول: لولا الكلب لأتانا اللصوص، أو لولا البط في الدار لأتانا اللصوص، أو قول لولا فلان، أو لولا الله وفلان لحصل كذا وكذا، وقد رُوي عن ابن عباس -رضي الله عنه- في تفسير قول الله تعالى: (فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَندَادًا وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ)، أنّ المقصود بالأنداد الشرك الأصغر. الحلف بغير الله: ومن صور الحلف بغير الله الحلف بالنبي عليه الصلاة والسلام، وبالكعبة المشرفة، أو الحلف بالشرف، أو الجاه، وهذا كلّه ممّا حذّر منه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، حيث قال: (من حلف بغيرِ اللهِ فقد كفرَ أو أشركَ)، فلا ينبغي للمسلم الحلف إلّا بالله عزّ وجلّ، فقد رُوي أنّ النبي -عليه الصلاة والسلام- أدرك عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- وهو يحلف بأبيه، فقال: (من كان حالفًا فليحلفْ باللهِ أو لِيصمُتْ).
  • قول ما شاء الله وشئت: هذا القول يُعدّ من الشرك الأصغر، والدليل على ذلك ما رُوي عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال لرجلٍ عندما قال له ما شاء الله وشئت: (أجعلتني للهِ نداً؟ قلْ: ما شاءَ اللهُ وحدَه)، بالإضافة إلى ما رُوي عن حذيفة بن اليمان -رضي الله عنه- عن النبي -عليه الصلاة والسلام- أنّه قال: (لا تَقولوا: ما شاءَ اللَّهُ وشاءَ فلانٌ، ولَكِن قولوا: ما شاءَ اللَّهُ ثمَّ ما شاءَ فلانٌ).
  • الرياء: يُعرّف الرياء بأنّه العمل الذي يُراد به ظاهرياً وجه الله تعالى، بينما يُراد به في الحقيقة مدح الناس وثنائهم، وقد حذّر رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- الأمة من خطر الرياء، حيث قال: (أخوفُ ما أخافُ عليكمُ الشركُ الأصغرُ، فسُئِلَ عنه، فقال: الرياءُ).

التحذير من الشرك

إن الواجب على المسلم أن يعيش حياته خائفا من أن يقع في أيِّ ذنب يغضب الله جل وعلا ويسخطه وأعظم ما يجب أن يخاف منه العبد وأن يحرص على اتقائه وأن يجاهد نفسه على البُعد عنه: الشرك بالله جل وعلا.

نعم، الشرك بالله جلّ وعلا هو أعظم الذنوب وأخطرها وهو أظلم الظلم وأكبر الجرائم وهو الذّنب الذي لا يُغفر، الشرك بالله جلّ وعلا هضم للرّبوبية وتنقص للألوهية وسوء ظن برب البرية جل وعلا الشرك بالله جل وعلا تسوية لغيره به تسوية للناقص الفقير بالغني العظيم جلّ وعلا، إن الشرك بالله جل وعلا ذنب يجب أن يكون خوفُنا منه أعظمَ من خوفنا من أيِّ أمر آخر وثَمَّةَ نصوصٌ ودلائل في كتاب الله وسنة نبيه صلوات الله وسلامه عليه إذا تأمّلها العبد ونظر إليها نظرة المتأمل جلبت لقلبه خوفا من الشرك وحذرا منه وتوقيا للوقوع فيه ومن ذلك قول الله جل وعلا في موضعين من سورة النساء {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} [ النساء: 48]  فالآية فيها بيان بيِّن أن من لقي الله تبارك وتعالى  مشركا به فإنه لا مطمع له في مغفرة الله بل إن مآله ومصيره إلى نار جهنم خالدا مخلدا فيها لا يقضى عليه فيموت ولا يخفف عنه من عذابها كما قال الله تعالى {وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ (36) وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ} [ فاطر: 36-37 ]  ينادي المشرك يوم القيامة ويطلب أن يعاد للدنيا مرة ثانية فلا يجاب ليعمل صالحا غير الذي كان يعمل، ويطلب أن يُقضى عليه فيموت فلا يجد جوابا لذلك،ويطلب أن يخفف عنه يوما من العذاب فلا يجد جوابا لذلك وإنما يبقى في نار جهنم مخلدا فيها أبد الآباد بل إن من أعظم الآيات وأشدها على أهل النار قول الله تعالى في سورة عم يقول جل وعلا: {فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَابًا} [ النبأ: 30].

وإنّ مما يجلب الخوف من الشرك إلى القلوب المؤمنة أن نتأمل في حال الصالحين وحال الأنبياء المقربين وخوفهم من هذا الذنب العظيم يكفي في هذا المقام أن نتأمّل دعوة إمام الحنفاء إبراهيم الخليل عليه السلام الذي اتخذه الله خليلا وحطّم الأصنام بيده ودعا إلى توحيد الله وقام في هذا الأمر مقاما عظيما قال في دعائه {وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ (35) رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (36)} [ إبراهيم: 35-36]  تأمّل إمام الحنفاء عليه صلوات الله وسلامه يدعو الله جل وعلا أن يجنبه وبنيه عبادة الأصنام أي أن يجعله في جانب بعيد عنها فلا يقربها ولا يقع في شيء من وسائلها أو ذرائعها ، قرأ إبراهيم التيمي رحمه الله تعالى هذه الآية وقال: “من يأمن البلاء بعد إبراهيم” أي إذا كان إبراهيم الخليل عليه السلام خاف من الشرك ودعا الله تعالى بهذه الدعوة العظيمة فكيف يأمن البلاءَ غيرُه .

مظاهر الشرك القولي

ظواهر الشرك تارة تكون بالكلام، وتارة تكون بالفعال، فإذا كان في محل تدعى فيه القبور من دون الله، ويجتمع الناس لدعوة الأموات والاستغاثة بالأموات هذه مظاهر الشرك.
وإذا كان الناس يجهرون بدعاء الأموات أو بدعاء الأنبياء أو الأولياء أو الأصنام أو الجن هذه مظاهر الشرك، يستغيثون بهم، ينذرون لهم، ويذبحون لهم هذه مظاهر الشرك، فالواجب الحذر من ذلك.
المقصود: أن الشرك له مظاهر، تارة بدعاء الأموات والاستغاثة بالأموات عند القبور .. تارة بعبادة أشجار أو أحجار .. تارة بأصنام مصورة توضع في محلات معينة يدعونها من دون الله، تارة بدعاء الجن والاستغاثة بالجن إلى غير ذلك، تارة بدعاء الأموات وإن كان في بيته، أو كان في السيارة أو كان في الطائرة، يقول: يا سيدي فلان، يا رسول الله! انصرني، أو يا سيدي البدوي ! انصرني أو يا حسين أو يا حسن ! انصرني، أو اشف مريضي، أو يا شيخ عبد القادر الجيلاني أو يا فلان أو يا فلان ..كل هذا شرك أكبر، ولو في السيارة ولو في الطريق ولو في الطائرة، وإذا كان عند القبر كذلك نسأل الله العافية.

أنواع الشرك بالله

ولقد قسّم العلماء الشّرك إلى نوعين شركٌ أكبر وشركٌ أصغر،الشّرك الأكبر هو شركٌ يخرج من الملّة بحيث يكون المشرك كافر تجب عليه التّوبة، ومن أنواعه:

الشّرك الأكبر

للشرك الأكبر صور عدة منها:

  • الشّرك في ربوبيّة الله، فالمسلم يؤمن في اعتقاده أنّ الله تعالى هو وحده الرّزاق المدبّر الخالق المحيي المميت وإنّ أيّ اعتقادٍ غير ذلك بأن يعتقد الإنسان أنّ ثمّة مخلوقاً أو ندّاً مزعوماً له أفعال الله تعالى فإنّه يكون بذلك قد وقع في أحد صور الشّرك الأكبر.
  • الشّرك في ألوهيّة الله تعالى، فالله سبحانه وتعالى وحده المستحقّ للعبادة والإنابة والدّعاء وغير ذلك من أفعال العباد، وإنّ اعتقاد الإنسان أنّ ثمّة شريكًا لله في ذلك يستحق نصيبًا من أفعال العباد يعدّ شركًا أكبر.
  • الشّرك في صفات الله تعالى وأسمائه، فلله سبحانه وتعالى الأسماء الحسنى والصّفات العلى التي ذكرت في كتابه العزيز وسنّة نبيّه الكريم، وإنّ هذه الأسماء والصّفات لا يجوز إطلاقها على غير الخالق سبحانه، وإنّ اعتقاد ثبوت تلك الصّفات أو أحدها لمخلوق يعتبر شركًا بالله تعالى.

الشّرك الأصغر

أمّا الشّرك الأصغر فهو الشّرك الخفي، الذي هو في الأمّة أخفى من دبيب النّمل، وهو من الذّنوب والمعاصي التي يخشى على صاحبها من أن يقع في العذاب والوعيد، فهي وإن لم تكفّر الإنسان في الحال فإنّها تقرّبه من الشّرك الأكبر والعياذ بالله، ويأتي هذا الشّرك على صورٍ نذكر منها:

  • الرّياء في العبادات والأعمال، ومعنى ذلك أن يقوم الإنسان في عباداته وأعماله وهو يرائي الخلق بمعنى يشركهم في النّظرة إلى عمله بحيث يكون خاشعًا أمام النّاس، أمّا في غيبتهم لا يكون كذلك.
  • وهناك أعمال تعدّ من الشّرك الأصغر، ومثال عليها الحلف بغير الله تعالى، ففي الحديث الشّريف عن الرّسول عليه الصّلاة والسلام من حلف بغير الله فقد أشرك.
  • ومثال على الشّرك الأصغر أن يقول الإنسان ما شاء الله وشاء فلان، فالمشيئة لا تكون إلا لله تعالى.

أمثلة على الشرك الأكبر

السابق
طرق تبيض الجسم
التالي
أهمية النظافة للإنسان

اترك تعليقاً