الأسرة في الإسلام

مفهوم الاخوة في الاسلام

معنى الأخوة الحقيقي

الأخوّة لغة هي الرابطة المتينة الموثقة، تربط بين شخصين أو أكثر، يجتمعون تحت ظلّها بسبب وجود قواسم مشتركة بينهم، كالنسب، أو الرضاع، أو الوطن، أو الأعمال، أو القبيلة، أو الدين، وتتصف بالملازمة والمداومة، أما الأخوّة الإسلامية فتختلف عمّا سبق من كونها قائمة على رابط شرعي ربانيّ، وثيق ودائم، يجتمع تحت مظلته المسلمين جميعًا في كل مكان وكل ناحية من هذا العالم.

حديث عن الأخوة في الإسلام

  • عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا تحاسدوا ، ولا تناجشوا ، ولا تباغضوا ، ولا تدابروا ، ولا يبع بعضكم على بيع بعض ، وكونوا عباد الله إخوانا ، المسلم أخو المسلم ، لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره ، التقوى هاهنا – ويشير إلى صدره ثلاث مرات – بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم ، كل المسلم على المسلم حرام : دمه وماله وعرضه ) رواه مسلم .

الأخوة في الإسلام

الحمد لله خالق الأكوان ومقلب الأزمان ، الحمد لله الذي أكرمنا برابطة الإيمان وجعل المدار عليها في جميع الأوقات والأحيان ، أحمده سبحانه وأشكره وعد المتقين بحبوحة الجنان وتوعد الكافرين والمعرضين عن طريق الهدى ضنك النيران،وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك العظيم الديان،وأشهد أن سيدنا وحبيبنا وإمامنا وقدوتنا محمداً عبد الله ورسوله المبعوث بالرسالة إلى الثقلين الإنس والجان صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ما نطق بالتوحيد لسان وما عمر قلب بإيمان.أما بعد:فاتقوا الله عباد الله في السر والعلن تفوزوا بجنة ربكم فقد قال الله في وصفها:{وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ} ([1]).أمة الأخوة والصلاح مبدأ عظيم من مبادئ الإسلام ضعف في حياة الأمة يوم أن تبدلت الموازين فأصبح المال هو الميزان الأول به يوزن الرجال وعليه تقوم العلاقات من المحبة والولاء وغيرها من المعان السامية؛ أعرفتم ما هو هذا المبدأ ؟ إنه مبدأ الأخوة في الله . الأخوة في الله نعمة ربانية ومنحة إلهية يقذفها الله في قلوب عباده الأصفياء وأوليائه الأتقياء واستمع معي يوم أن يتحدث عن ذلك رب العالمين:{وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا}(2).الأخوة في الله صفة ملازمة للإيمان يقول تعالى : {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ}(3).فإذا قامت الأخوة على غير الإيمان والتقت على المصالح الدنيوية والمنافع الشخصية فإنه تورث العداوة والبغضاء مع أول صراع على الدنيا يبدو وفي أول تنافس على المغانم وابتغاء المصالح يظهر ، وإن وجدت مسلماً فيه إيمان وتقوى ولم تجد معه أخوة صادقة ، وصداقة مخلصة ..فهو إيمان ناقص ، وتقوى مشروخة أما أنه إيمان ناقص لما أخبر به حبيبنا خير الورى صلوات ربي وسلامه عليه بقوله : ((لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ))(4).وأما أنها تقوى مشروخة فلقوله تعالى:{وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}(5).والنفس الإنسانية القائمة على الإيمان الممتزجة بالتقوى بمجرد أن تلتقي مع ما يماثلها إيماناً وتقوى فإنها تشعر بالإنس في أول لحظات اللقاء ، وتحس بالصفاء في أول لمحات التعارف بل تمتزج نفساهما كأنهما نفس واحدة ويتجاذب قلباهما كأنهما قلب واحد،فإذا بالمحبة تنبض في عروقهما ، والأخوة تسري في دمائهما والمودة تتألق في وجهيهما ، فيمسك الأخ بيد أخيه في رفق وإشفاق وحنو ليسيرا معاً في رياض الصفاء إلى هذه المعاني وغيرها أشار الصادق المصدوق  صلى الله عليه وسلم يوم أن قال:((الْأَرْوَاحُ جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ فَمَا تَعَارَفَ مِنْهَا ائْتَلَفَ وَمَا تَنَاكَرَ مِنْهَا اخْتَلَفَ))(6). معاشر المتحابين في الله إن لعظم مكانة الأخوة في الله عند الله رتب عليها الأجر العظيم وهاكم طرفاً من ذلك الأجر ؛ المتحابون في الله يعطيهم الله النور والأمن يوم القيامة يقول     صلى الله عليه وسلم  L(إِنَّ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ لَأُنَاسًا مَا هُمْ بِأَنْبِيَاءَ وَلَا شُهَدَاءَ يَغْبِطُهُمْ الْأَنْبِيَاءُ وَالشُّهَدَاءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِمَكَانِهِمْ مِنْ اللَّهِ تَعَالَى قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ تُخْبِرُنَا مَنْ هُمْ قَالَ هُمْ قَوْمٌ تَحَابُّوا بِرُوحِ اللَّهِ عَلَى غَيْرِ أَرْحَامٍ بَيْنَهُمْ وَلَا أَمْوَالٍ يَتَعَاطَوْنَهَا فَوَاللَّهِ إِنَّ وُجُوهَهُمْ لَنُورٌ وَإِنَّهُمْ عَلَى نُورٍ لَا يَخَافُونَ إِذَا خَافَ النَّاسُ وَلَا يَحْزَنُونَ إِذَا حَزِنَ النَّاسُ وَقَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ {أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ}))(7). المتحابون في الله تغفر ذنوبهم كلما التقوا خرج الطبراني عن المصطفى    صلى الله عليه وسلم  أنه قال : ((إن المسلم إذا لقي أخاه المسلم فأخذ بيده تحاتت عنهما ذنوبهما كما تتحات الورق عن الشجرة اليابسة في يوم ريح عاصف وإلا غفر لهما ذنوبهما ولو كانت مثل زبد البحر)).المتحابون في الله وعدهم الله بظل تحت عرشه يوم لا ظل إلا ظله ففي صحيح مسلم عنه  صلى الله عليه وسلم  أنه قال : ((إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَيْنَ الْمُتَحَابُّونَ بِجَلَالِي الْيَوْمَ أُظِلُّهُمْ فِي ظِلِّي يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلِّي))(8).وهم من ضمن السبعة الذين يظلهم الله في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله ففي الصحيحين في حديث السبعة : ((وَرَجُلَانِ تَحَابَّا فِي اللَّهِ اجْتَمَعَا عَلَيْهِ وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ))(9).المحبة في الله سبب لحب الملك الديان للعبد ففي صحيح الإمام مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِي ِّ  صلى الله عليه وسلم  ((أَنَّ رَجُلًا زَارَ أَخًا لَهُ فِي قَرْيَةٍ أُخْرَى فَأَرْصَدَ اللَّهُ لَهُ عَلَى مَدْرَجَتِهِ  مَلَكًا فَلَمَّا أَتَى عَلَيْهِ قَالَ أَيْنَ تُرِيدُ قَالَ أُرِيدُ أَخًا لِي فِي هَذِهِ الْقَرْيَةِ قَالَ هَلْ لَكَ عَلَيْهِ مِنْ نِعْمَةٍ تَرُبُّهَا قَالَ لَا غَيْرَ أَنِّي أَحْبَبْتُهُ فِي اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ فَإِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكَ بِأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَبَّكَ كَمَا أَحْبَبْتَهُ فِيهِ))(10).المتحابون في الله أعد الله لهم بكل زيارة  بينهم نزلاً في الجنة أخرج الترمذي عنه   صلى الله عليه وسلم  أنه قال:((مَنْ عَادَ مَرِيضًا أَوْ زَارَ أَخًا لَهُ فِي اللَّهِ نَادَاهُ مُنَادٍ أَنْ طِبْتَ وَطَابَ مَمْشَاكَ وَتَبَوَّأْتَ مِنْ الْجَنَّةِ مَنْزِلًا ))(11).المتحابون في جلال الله يعرف قلوبهم حلاوة الإيمان ففي الصحيحين عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ   صلى الله عليه وسلم  قَالَ: ((ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ أَنْ يَكُونَ اللَّهُ  وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لَا يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ))(12).معاشر المتآخين في الله قد يتساءل البعض كيف يعرف أن أخوته لأخيه في الله ؟ فأقول له هناك شرائط متى تحققت كانت الأخوة في الله منها : أن تكون الأخوة خالصة لله لا من أجل جمال الأخ ولا من أجل ماله أو منصبه وجاهه وإنما من أجل دينه وورعه ، أن تكون مبنية على الإيمان والتقوى لا على المصالح الدنيوية ، أن تكون ملتزمة بمنهج الإسلام وقد كان الرجلان من أصحاب رسول الله    صلى الله عليه وسلم  إذا التقيا لم يتفرقا حتى يقرأ أحدهما على الآخر سورة العصر لما تشتمله من تلخيص عجيب لمنهج الإسلام، أن تكون الأخوة قائمة على أساس النصح لله،أن تكون مبنية على التعاون في السراء والضراء ، وكم ممن يدعي الأخوة في الله تقتصر أخوته على السراء وتضيع عنده معاني الأخوة في الضراء .قال  صلى الله عليه وسلم  : {مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى}(13).

قصص عن الأخوة في الإسلام

أهمية الأخوة في الله

أهمية الأخوة
لقد حثّ‏َ الإسلام العزيز على العلاقات الإنسانية القائمة على أسس الخير والصلاح والتي يكون عنصر الربط فيها نابعاً من الروح السامية والقلب السليم والعقيدة الصحيحة. لما في تلك العلاقات من تأثير متبادل بين الأطراف وخصوصاً الأخوّة في الله تعالى التي تترك بصماتها في الحياة الداخلية والخارجية للإنسان بعيداً عن حدود الإتصال بالنسب فقط كما قال أمير المؤمنين عليه السلام: »ربّ‏َ أخٍ لك لم تلده أمك؟« والذي يلفت الانتباه هو الموقع المتقدم الذي حظيت به الأخوة في أحاديث النبي صلى الله عليه و آله و سلم واله عليهم السلام بعد القران الكريم، فقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم أنه قال: »ما استفاد امرؤ مسلم فائدة بعد فائدة الإسلام مثل أخٍ يستفيده في الله«(1).

فقد جعل النبي صلى الله عليه و آله و سلم فائدة الأخوة في الله تعالى بعد فائدة الإسلام مباشرة كما هو واضح من الحديث المتقدم وجعل النظر إلى وجه الأخ عبادة كما في قوله صلى الله عليه و آله و سلم: »النظر إلى الأخ تودّه في الله عز وجل عبادة«(2). وانه: »من استفاد أخاً في الله عز وجل استفاد بيتاً في الجنة« كما عن الرضا عليه السلام(3).
ومن جانب اخر فإن المؤمن هو دليل أخيه المؤمن وعينه كما ورد عن الصادق عليه السلام: »المؤمن أخو المؤمن، عينه ودليله لا يخونه ولا يظلمه ولا يغشّه، ولا يعده عدة فيخلفه(4).

وعن النبي صلى الله عليه و آله و سلم: »إن المؤمن ليسكن إلى المؤمن كما يسكن الظمان إلى الماء«(5).
وعنه صلى الله عليه و آله و سلم: »إستكثروا من الإخوان فإن لكل مؤمن شفاعة يوم القيامة«(6).

الأخوة في الإسلام خطبة

تعبير عن الأخوة في الإسلام للصف الثاني متوسط

مفهوم الاخوة في الاسلام

لقد سعى النبي صلى الله عليه وسلم على نشر مبدأ الاخوة في الاسلام وذلك في بداية نشره لرسالة الدين الاسلامي، وخصوصاً عند الهجرة الى المدينة، و تجلت الاخوة في الاسلام عندما قام الأنصار باستضافة المهاجرين، والعمل على بذل الغالي و النفيس في سبيل توحيد الجهود و نشر الرسالة الاسلامية، ونشر مبادئ التآزر و التعاون في نشر الدين الاسلامي، حيث دعا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم كل من الأنصار و المهاجرين أن يتخذ كل واحد منهم أخاً، وذلك عمل بشكل كبير على تحقيق التعاون في الدين الاسلامي، و توفير الجهود الموحدة و الموجهة البناءة، والتي عملت على توحيد الجهود و تحقيق التكافل المجتمعي في الحضارة الاسلامية بما يساهم في بنائها.

تعبير عن الاخوة في الاسلام

ويقوم مبدأ الاخوة في الاسلام على المساندة و المؤازرة للأفراد من حولنا، ومشاركتهم في مسراتهم، والوقوف بجانبهم في أحزانهم، وأيضاً الاخوة في الاسلام تتمثل في وجود القيم الأخلاقية العالية في التعامل مع الأفراد من حولنا، وحسن النية في التعامل، و الاخلاص و الصدق في علاقتنا معهم و عدم الحاق الضرر بهم، وبعد أن تتشكل علاقات الاخوة في الاسلام سيستطيع المجتمع من توحيد جهوده في سبيل رفعة ونهضة الأمة، و السعي الى نشر الأخلاقيات التي حث عليها الدين الاسلامي، و أيضاً من خلال الاخوة في الاسلام يعمل هذا المبدأ على صيانة الأعراض في المجتمع، والخوف على المرأة المسلمة و الحفاظ على حرمتها، وأيضاً تتمثل في عدم وجود الغيبة أو النميمة بين المسلمين في المجتمع، وذلك بسبب العلاقات القوية و المتينة التي تتشكل في المجتمع.

انشاء عن الاخوة في الاسلام

وعن الحديث عن الاخوة في الاسلام لا يمكننا ان نتجاهل وجوب نصرة المسلمين لبعضهم البعض، و العمل على دفع الظلم و السوء عنهم، وخصوصاً بما نلاحظه في الوقت الحالي من ظلم و عدوان على المسلمين في مختلف أنحاء العالم، والحملة الشرسة التي يقوها الغرب في سبيل اضعاف الدين الاسلامي، وتفكيك الدول الاسلامية و ترسيخ الكراهية و العدوان بين الدول الاسلامية، وذلك من خلال نشر الفتنة بين المسلمين و دفعهم للنزاعات المسلحة التي تعمل على نشر الخراب و الدمار على الأمة الاسلامية.
وفي ختام موضوع تعبير عن الاخوة في الاسلام، نؤكد على أهمية التحلي بالمسؤولية تجاه الأفراد المحيطين بنا في المجتمع، وتكوين العلاقات الجيدة و القوية بيننا و بينهم، و توحيد الجهود في سبيل نهضة الأمة و دعم التطور و الازدهار في كافة المجالات التي تشكل لدينا حضارة اسلامية مميزة.

السابق
ما هي أول صحيفة مصرية
التالي
ما هو أطول جسر في العالم

اترك تعليقاً