ديني

مفهوم العلم في الاسلام

أنواع العلم في الإسلام

أنواع العلم ظهر العلم مع نشأة الإنسانيّة، وشهد تاريخ العلم سلسلة من الثورات والتطوّرات عبر العديد من الحقبات المتعاقبة، والتي كان من أبرزها التي جاءت بعد الحرب العالميّة الثانية، ممّا أدّى إلى انقسام العلم لعدّة فروع أو علوم، حيث تُصنّف العلوم حسب معايير محدّدة تتميّز بأهدافها ومناهجها والمواضيع التي تدرسها، وهي كما يلي:

من حيث الأهداف

  • علوم أساسية كعلم الفيزياء.
  • علوم تطبيقيّة مثل العلوم الطبيّة والصحيّة.

من حيث المناهج

  • العلوم التجريبّية: هي العلوم التي تعتمد على دراسة الظواهر القابلة للملاحظة والتي يمكن اختبار صحّة نظرياتها من خلال التجربة.
  • العلوم التجريديّة: هي العلوم التي تعتمد على مفاهيم وكمّيات مجردة، والاستدلال فيها يكون رياضياً.

من حيث المواضيع

  • العلوم الطبيعية، والتي تهتم بدراسة الطبيعة ومنها: علم الكيمياء، والعلوم الجغرافية كعلم الطقس والأرصاد الجوية، والعلوم الفيزيائيّة كالبصريات والأشعة والحركة، والعلوم الحياتيّة كعلم النبات وعلم الجراثيم، بالإضافة لعلم الفلك، وعلم البيئة.
  • العلوم الإنسانية: وهي العلوم التي تدرس الإنسان والمجتمع البشري، نذكر منها: علم الاجتماع، وعلم الاقتصاد .
  • العلوم الإدراكية: والتي تتضمن كل من: علوم الأعصاب، واللسانيات، والمعلوماتية.
  • العلوم الهندسية: مثل الهندسة الميكانيكيّة، والزراعية، والعمارة وغيرها.

موقف الإسلام من العلم

  • دعوة الإسلام إلى العلم خاطب الله سبحانه وتعالى المؤمنين بقوله اقرأ ثُمّ “ن والقلم وما يسطرون”.
  • امتدح الله في كتابه العزيز العلم وأهله.
  • أثنى الرَّسول صلى الله عليه وسلم على العلماء ورفع من قدرهم وجعلهم ورثة الأنبياء.
  • بعث النّبيّ صلى الله عليه وسلم بعضًا من أصحابه إلى تعلّم لغات الأقوام الأخرى حتّى يتمكّنوا من مخاطبتهم بلغتهم؛ فمن عرف لغة قومٍ أَمِن شرَّهم وأذاهم.
  • خصّص الله سبحانه وتعالى للعلماء مزيدًا من الأجر والمثوبة لما يقدمونه للأمة من العلم النَّافع الذي يُيسر عليهم أمور حياتهم الدُّنيويّة.
  • نهى الإسلام وتوعدّ بالعذاب الشَّديد في الآخرة لمن كتم العلم، أو أخفاه، أو ضلّل به النّاس.
  • اهتمّ الإسلام بالعلم الّذي يقوم على الحقيقة المُثبتة الّتي يتقبّلها العقل السَّليم، وحارب كُلّ أشكال العلم الّذي يقوم على التّنجيم، والتَّكهن، والشَّعوذة، واعتبرها من العلوم المُحرّمة لمزاولها ولمن سعى للأخذ بها.
  • دعا إلى إعمال العقل، والاستنباط، والتَّفكُر في آيات الله في الأرض والسَّماء وفي النَّفس؛ فالتأمّل مفتاح الإبداع العلميّ وسببٌ لكثيرٍ من الاختراعات في مختلف العصور.

فوائد العلم في الإسلام

إنَّ السَّير في طريق العلم النافع يعود على صاحبه بالعديد من الفوائد، فقد أشار النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى ذلك بقوله: (من سلك طريقًا يطلبُ فيه علمًا، سلك اللهُ به طريقًا من طرقِ الجنةِ، وإنَّ الملائكةَ لتضعُ أجنحتَها رضًا لطالبِ العِلمِ، وإنَّ العالِمَ ليستغفرُ له من في السماواتِ ومن في الأرضِ، والحيتانُ في جوفِ الماءِ، وإنَّ فضلَ العالمِ على العابدِ كفضلِ القمرِ ليلةَ البدرِ على سائرِ الكواكبِ، وإنَّ العلماءَ ورثةُ الأنبياءِ، وإنَّ الأنبياءَ لم يُورِّثُوا دينارًا ولا درهمًا، ورَّثُوا العِلمَ فمن أخذَه أخذ بحظٍّ وافرٍ)، ومن أبرز هذه الفوائد:

  • الحصول على رضا الله تعالى، واتباع النبي -صلى الله عليه وسلم- بالإقبال على العلم، والوصول إلى ما فيه من أسرار، ثمَّ الحرص على تعليمها للناس؛ لتحقيق فضيلة العلم.
  • الرقيّ بصاحبه عند الله -تعالى- في درجات القُرب؛ لجميل ما يصنع، وجعل الهيبة له في النفوس، فعندما قَدِم ملك التتار لغزو دمشق، خرج إليه ابن تيمية رحمه الله، فقال له: (إنك تزعم أنك مسلمٌ ومعك قاضٍ وإمام ومؤذِّن، وها أنت تغزونا وأبوك وجدك كانا كافرين وما فعلا فِعلك، بل عاهدَا فَوفَّيَا، وأنت عاهدتَ فغدرتَ)، فما كان من الملك إلا أن عاد عن الغزو وطلب من ابن تيمية الدعاء، وقد كان يظن الناس أنَّ هذا الملك سيقتل ابن تيمية.
  • طلب العلم سبباً لدخول الجنة، فقد أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- أنَّ طريق العلم هو من الطرق الموصلة إلى الجنة، كما أنَّه يعين العبد على تحقيق الخشية من الله تعالى.
  • العلم ميراث الأنبياء، فقد روى الطبراني عن أبي هريرة أنَّه دخل السوق فنادى بالناس قائلاً: (يا أهل السوق، ما أعجزكم!)،فسألوه وما ذاك؟ فأجاب: (ذاك ميراث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقسم وأنتم ها هنا، ألا تذهبون فتأخذون نصيبكم منه) وأرشدهم إلى المسجد، فلما وصلوا المسجد قالوا له: دخلنا المسجد ولم نجد فيه شيئاً يُقسَّم، فقال لهم: (وما رأيتم في المسجد أحدًا؟ قالوا: بلى، رأينا قومًا يصلُّون، وقومًا يتذاكرون القرآن، وقومًا يتذاكرون الحلال والحرام، فقال لهم أبو هريرة: وَيْحَكُمْ! فذاك ميراث محمد صلى الله عليه وسلم).
  • حضور الملائكة لمجالسهم، فتظلهم بأجنحتها، وتنزل عليهم السكينة والطمأنينة، ويذكرهم الله -تعالى- في الملأ الأعلى.
  • طلب العلم من أسباب النضارة في الوجه، ويتحصل هذا من دعاء النبي -صلى الله عليه وسلم- بنضارة الوجه لمن سمع العلم وبلَّغه للناس كما سمعه، فحاجة الناس للعلم تفوق حاجتهم للطعام والشراب.
  • تنعُّم طالب العلم بدعاء أهل السماوات والأرض له بالخير، فقد أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- أنَّ جميع الكائنات تدعوا لطالب العلم، حتى النملة التي تُعد من أضعف الكائنات أُلهمت الدعاء لهم بالخير.
  • أهل العلم لا تنتهي حياتهم بالموت، فهم أحياء بما تركوه من الإرث الذي ينفع الناس، فلا يزال الناس يذكرون الإمام البخاري، وأصحاب المذاهب الفقهية، وغيرهم الكثير من العلماء والأئمة، ويدعون لهم بالرحمة والمغفرة. تمكين الإنسان من الوقوف في وجه الشبهات ودحضها بالحجة والمنطق السليم.
  • القضاء على الرذيلة، والوصول بالمجتمع إلى الفضيلة عن طريق القراءة في سِيَر السلف الصالح الذين فهموا تعاليم القرآن الكريم والسنة النبوية، وعملوا على القضاء على البدع التي حذَّر منها النبي صلى الله عليه وسلم.

العلم في الإسلام PDF

العلم في الاسلام

أهمية العلم في الإسلام

حظي العلم على اهتمام كبير من قبل الإسلام، ومما يدل على ذلك نزول أول آية في القرآن لتحث على القراءة والعلم، قال تعالى: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ) [العلق: 1]، ونزلت العديد من الآيات التي تدعو إلى استخدام العقل، والسعي إلى طلب المعرفة، فبالعلم يتعرف الإنسان على الله تعالى، ويُطبق مهمته في الأرض المتمثلة بالاستخلاف، ولقد فرق الله تعالى بين من يعلمون، ومن لا يعلمون، وذلك بقوله: (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ۗ) [الزمر: 9].
للعلماء مكانة خاصة في الإسلام تجعلهم بمركز أعلى من غيرهم في الدنيا، وفي الآخرة، فيتميز أهل العلم بسرعتهم في إدراك الحق، وفي الإيمان، فهم يحكمون عقلهم في كافة الأمور مما يجعلهم من السباقين إلى الإيمان. العلم

مفهوم العلم pdf

مفهوم العلم

موضوع العلم في الإسلام

العلم في القرآن

يُقصد بالعلم -في ضوء الكتاب والسنة- كل ما يُتوصّل به إلى معرفة الله سبحانه وتعالى من خلال عقيدةٍ صافية وواضحة، ومعرفة رسوله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم حقّ المعرفة التي تحمل صاحبها لحبّه واتّباع هديِه والاقتداء به والعمل بسنّته، وأجلّ العلوم وأنفعها هي العلوم الشرعية؛ فمنها ما هو من الأصول كالقرآن الكريم، والسنة النبوية الشريفة، ومنها ما هو من المتمّمات كعلم القراءات، وغيرها من أقسام العلوم الشرعية التي هي كلها محمودة. وهذه العلوم إنّما هي فرض عين على كل مسلم، وأول واجب عليه أن يتعلّم معنى التوحيد والشهادتين -علم العقيدة-، ثم علم الفقه والعبادات كمعرفة أحكام الطهارة والصلاة والصيام وغيرها، ولا تقلّ أعمال القلوب عنها أهمية كمحبة الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، والإخلاص وحسن التوكل والرضا وغيرها.

وهناك من العلوم ما يكون فرض كفاية؛ بحيث إذا تعلّمتها جماعةٌ من الأمة سقط فرضها عن الباقين، وإذا تقاعس الجميع عن تعلمها أثموا جميعًا بتركها، ومنها ما هو محمود كعلوم الطّب والحساب وبعض المهن كالفلاحة والحجامة، وغيرها ممّا لا يُستغنى عنه في أمور الدنيا، ومنها ما هو مذموم كعلم السحر الذي يحرم تعلّمه ويعدّ من الكبائر في ديننا.

السابق
ما مفهوم الزكاة
التالي
الحديث النبوي

اترك تعليقاً