العلوم الإنسانية

مفهوم علم المكتبات

تعريف المكتبات ونشأتها

  • المكتبة هي مجموعةٌ منظمةٌ من مصادر المعرفة تكون متاحةً لمجتمع معرّف من أجل البحث والاطلاع والاستعارة.

نشأة الكتب و المكتبة .

  • لقد اختلطت نشأة الكتب مع نشأة اللغة من ناحية والفن من ناحية أخرى في المجتمعات التي لم تعرف أي نوع من أنواع الكتابة، كانت المشافهة هي الوسيلة الوحيدة لتبادل الأفكار ، والكل يعرف أن مؤلفي أشهر المؤلفات في التاريخ وهما الإلياذة والأوديسة أنشدها المغنون قبل أن تدون بوقت طويل ولقد ارتبط تاريخ المكتبات بالشرق القديم بسبب الحضارات القديمة التي نشأت فيه فقد وردت كلمة دور الكتب في نصوص مصرية قديمة كتلك التي عثر عليها بين أطلال الكرنك بالأقصر ، والتي عثر عليها في إدفو ، أيضاً عثر على مقبرتين لأمينين من أمناء المكتبات اسم كل منهما (مي أمون ) وهما لأب وولده ( (mi.amunوفي بابل عثر في مكتباتها على ألواح تضم أعمالا في اللغة والشعر والتاريخ وغيرها من الفنون ،وكان يقوم على حفظ موادها أمين خاص يسمى (رجل المحفوظات) ولعل أول من حمل هذا الاسم هو(إميل انو) “amil anu”.
  • وقد بدأ إنسان ما قبل التاريخ بتسجيل أفكاره على هيئة نقوش محفورة على جدران المعابد والكهوف.وقد أبرزت الحفريات الحديثة فى بلاد ما بين النهرين للعيان ألواحًا من الطين عليها كتابة ترجع إلى أربعة آلاف سنة قبل الميلاد. وتعتبر أقدم هذه الألواح من الوثائق التاريخية متجمعة في أماكن خاصة من المعابد والقصور و التي تعتبر بداية نشأة المكتبات .
  •  ولقد كانت المكتبات سمة تلك الحضارة العربية؛فلقد شهد القرن التاسع الميلادي حركة مكتبية مزدهرة ؛فقد كانت معظم المساجد تضم مكتبات ؛وكانت لكل مدرسة مكتبة .وقد وجدت المكتبات عندما ظهرت أهمية السجلات المكتوبة فى تنظيم العلاقات الإنسانية ؛وكان الغرض من إنشاء المكتبات القديمة هو حفظ الوثائق والأرشيف لتيسير عمليات التجارة أو إدارة الدولة أو بث المعتقدات وتوصيلها إلى الأجيال المتعاقبة .أي أن المكتبة كانت دائما ولا تزال ثمرة للتنظيم الاجتماعي والبحث والدراسة.
  • وقد بدأت المكتبة منذ القرن التاسع عشر تقوم بمسؤولياتها نحو عامة الناس بواسطة النخبة أو الصفوة.ولعل ارتباط المكتبة بالصفوة قد أكسبها مكانة مرموقة أصبحت المكتبة جزءًا من الهيبة التي أضافها بعض الحكام على أنفسهم مثل بطليموس وشارلمان ) اللذان قاما بتأسيس المكتبات لاهتمامهما بالأدب والمعرفة؛وقد جذبا إلى هذه المكتبات علماء وباحثين لتجميع المواد وحفظها وتنظيمها .
  • ومع اختراع الطباعة نشطت حركة انتشار المكتبات .وبما أن المكتبة كانت تعتبر أرشيفا حيث تحفظ كافة السجلات اللازمة ،فقد كانت في خدمة السلطة الحاكمة،وبعضها تقوم مقام المتحف الذي يحفظ الكتب الثمينة فضلا عن كونها إحدى مظاهر الرقي الاجتماعي لبعض النبلاء أو الأثرياء،كما ظلت المكتبات علاوة على ذلك تعتبر المعمل الوحيد ،ومصدر الدراسة للعلماء تخدم البحث،ثم تحطم هذا النظام القديم بظهور الثورات السياسية والصناعية في أوربا في القرن التاسع عشر وبرزت جماعات جديدة فأصبح لزاماً على المكتبة أن تقوم بمسؤولياتها في خدمة كافة الرواد وأصبحت المكتبة المكان الذي يفيد الجمهور في مختلف القطاعات
  • وقد عثر في مصر على مخطوطا ت من لفائف البردي ترجع في تاريخها إلى ثلاثة آلاف سنة قبل الميلاد وقد كانت اللفافة لا تزيد في طولها على عشرة أمتار وكانت هذه اللفافات تحفظ في جلود أو توضع على الرفوف وما وجد منها في داخل الأهرام والمقابر المختلفة كانت عبارة عن وثائق في حيازة الكهنة ورجال الدين .
  • ولذلك يمكن القول بأنها من جميع المكتبات التي كون منها شبه مكتبات في وادي النيل ، وتعتبر أقدم مكتبة في نيبور في وادي الفرات ، فقد وجد فيها نحو 30ألف وثيقة تتعلق بالشؤون الإدارية وآلاف أخرى تتعلق بالفنون الأدبية وكلها منقوشة على ألواح من الطين ، وقد استمرت عادة تكوين المكتبات على ألواح الطين طوال الدولتين ، البابلية والآشورية في القرنين السابع والثامن قبل الميلاد . .
  • وفي وادي نينوى وجدت حجرة مملوءة إلى ارتفاع نصف متر بألواح مكتوبة وحينما تم اكتشافها اتضح أنها جزء من مكتبة كانت لمعبد نيبو الذي يرجع وجوده لحكم الملك سرجون ( 205-721ق . م ) كانت محفوظة فوق رفوف ولكنها سقطت عندما تآكلت الرفوف وتخرب ا لقصر .وهناك مكتبة أخرى لآشور بانيبال ففي عهد هذا الملك كانت هناك حركة علمية دراسية بمعنى الكلمة ، ولما كثرت الفتوحات الإسلامية أخذ العرب أساليب الحضارة وبدؤا في جمع وترجمة المؤلفات الإغريقية وتكوين المكتبات وتم إنشاء العديد من المكتبات التي تضم مختلف أصناف المعرفة ، وقد أدت الغرض في ذلك العصر .

علم المكتبات

  • هو عبارة عن علم يهدف لوضع المعلومات المناسبة بين أيدي المستفيد المناسب، من أجل تحقيق الاستفادة القصوى من هذه المعلومات، ظهر علم المكتبات في البداية كعلم ينتسب إلى العلوم الاجتماعيّة أو الآداب؛ حيث ركّز في بداية نشأته على الطرق والأساليب الإدارية، وأساليب النظم الفنيّة والتي تتضمّن الفهرسة والتصنيف بغرض بناء مجموعاتٍ مكتبيّة ولإعداد المكتبات وتنظيمها تنظيماً صحيحاً، ولكن تطوّر هذا العلم مع التقدّم العلمي والتكنولوجيا، بالإضافة إلى حاجة الناس إلى الحصول على المعرفة في مختلف صورها ومصادرها، وأيضاً الحاجة إلى تقديم خدمات كتبية على أسسٍ علميّة.

علم المكتبات والمعلومات

  • علم المكتبات والمعلومات هو العلم الذي يهتم بدراسة دورة حياة المعلومات بدأ من مصدرها (المؤلف) مرورا بالقناة المستخدمة في نقلها (الوعاء) انتهائا بمستقبلها (القارئ) فضلا عن الأجهزة و الأدوات المستخدمة في تخزينها ومعالجتها واسترجاعها، ويتالف علم المعلومات من جوانب نظرية و أخرى تطبيقية.

أهمية علم المكتبات والمعلومات

  • علم المكتبات والمعلومات هو العلم الذي يهدف إلي وضع المعلومات المناسبة بين يدي المستفيد المناسب في الوقت المناسب وبالقدر المناسب وذلك لتحقيق الاستفادة القصوي من المعلومات.

     

  • ظهرت بداية علم المكتبات كعلم ينتسب إلي العلوم الاجتماعية أو إلي الآداب، وركز هذا العلم في بداية نشأته الأولي علي الأساليب والإجراءات الإدارية وأساليب النظم الفنية، والتي تشمل الفهرسة والتصنيف.
  • يعتبر الاهتمام بالمكتبات والمعلومات، ظاهرة على المستوى العالمي بدأت تتضح معالمه في أعقاب الحرب العالمية الثانية، حيث يُعتبر هذا الاهتمام بداية عصر جديد للبشرية والذي بدأ بعصر الزراعة، ثم عصر الصناعة، والآن عصر المعلومات.
  • ويمكن التدليل على ذلك بأنه إذا كان المجتمع الزراعي يعتمد على المواد الأولية والطاقة الطبيعية والجهد البشري أو الحيواني، وإذا كان المجتمع الصناعي الذي جاء بعد ذلك يعتمد على الطاقة الميكانيكية أو الكهربائية أو النووية أي ما يسمى بتكنولوجيا الآلات، فإن المجتمع ما بعد الصناعي أو مجتمع المعلومات المعاصر والمستقبلي هو المجتمع الذي يعتمد في تطوره بصورة رئيسية على المعلومات والحاسبات الآلية وشبكات الاتصال آي أنه يعتمد على ما يسميه البعض بالتكنولوجية الفكرية، تلك التي تضم سلع وخدمات جديدة مع التزايد المستمر للقوة العاملة المعلوماتية التي تقوم بإنتاج وتجهيز ومعالجة ونشر وتوزيع وتسويق تلك السلع والخدمات.
  • وليس أدل على ذلك الاهتمام ما شهدته مرافق المعلومات بكل فئاتها من تغيرات جوهرية خلال النصف الثاني من القرن العشرين، ومنذ نهاية عقده السادس على وجه التحديد، وخاصة في المجتمعات التي تعرف قدر هذه المرافق وتوليها ما تستحق من رعاية واهتمام.

ودون الاستغراق في التفصيلات، فإن هذه التغيرات الجوهرية قد جاءت نتيجة لعاملين أساسين:

  • أولهما: تفاقم مشكلة المعلومات وتزايد تحدياتها.
  • ثانيهما: التطورات المتلاحقة في تقنيات المعلومات والحرص على استثمار هذه التقنيات في مختلف قطاعات العمل بمرافق المعلومات. والارتباط وثيق بين العاملين ولاشك.
  • ويمكن التأكيد على أهمية المعلومات باعتبارها أساساً في اتخاذ القرارات، وحياتنا على اختلاف المستويات وتفاوت الالتزامات، سلسلة متصلة من القرارات، واستثمار المعلومات هو ما يميز الإدارة بالمخاطرة المحسوبة عن الإدارة بالتجربة والخطأ.
  • فالمعلومات إذن للكافة وليست للخاصة، ومن هنا كان تفاوت مستويات نظم المعلومات، من النظام الفردي إلى النظام العالمي، مروراُ بالنظم المؤسسية والنظم التخصصية، والنظم الفئوية، النظم الوطنية والنظم الإقليمية.
  • كما شهد الربع الأخير من القرن العشرين عدداً من التطورات والتغيرات في بيئة المعلومات تمثلت في ثورة المعلومات بكل أبعادها ، وتطور تكنولوجيا المعلومات بكل روافدها، وتغير سمات واحتياجات المستفيدين، وتغير المنظور الاقتصادي الاجتماعي للمعلومات، وغير ذلك مما يشكل في النهاية السمات المميزة لمجتمع المعلومات . وقد أثرت كل هذه التغيرات على وظائف وخدمات مؤسسات المعلومات بكل أنواعها، وترتب على ذلك تغير الدور الذي يؤديه الأخصائيون، وبرزت حاجاتهم إلى مهارات وخبرات جديدة تناسب الظروف والأوضاع التي تغيرت، والتي من المنتظر أن يطل التغير الدائم سمة مميزة لها.

محاور علم المكتبات والمعلومات

المحاور الأساسية لعلم المكتبات والمعلومات يمكن تقسيمها إلى أربع فروع رئيسية هي:

  • مصادر المعلومات
  • مؤسسات المعلومات
  • عمليات المعلومات
  • خدمات المعلومات
  • ويمكن إضافة محور خامس وهو الإدارة في المكتبات ومراكز المعلومات

أسس وقواعد علوم المكتبات

عرض لكتاب ” أسس علم المكتبات و المعلومات ” للمؤلف / ريتشارد روبن ، الطبعة الرابعة، 2015

  • نشر هذا الكتاب في ديسمبر 2015 للمؤلف ريتشارد روبن Richard Rubin ، وقد نشره فاسِت للنشر Facet Publishing في لندن وهو مزود بأربعة ملاحق، و يتكون من 648 صفحة .
  • ويعد هذا الكتاب من الكتب الكلاسيكية الأساسية فى علم المكتبات والمعلومات ، فهو بمثابة الدعامة القوية والدليل الإرشادى للطلاب والمتخصصين فى علوم المكتبات على حد سواء . فالكتاب يؤهل طلاب المكتبات ، والمتخصصين للإدارة الفعالة للمهام المعقدة التى تقع على كاهلهم من خلال ما يلي :
    – توفير مقدمة منطقية لمجال ” علم المكتبات والمعلومات ” .
    – التعريف بالموضوعات الرئيسة الجارية بالتخصص والتى ستظل مؤثرة فى وظيفتهم لسنوات قادمة ،ومناقشتها .
    – توفير الفرصة للمكتبيين و المتخصصين فى مجال المعلومات لتحديث معارفهم من خلال مراجعات منهجية للموضوعات الرئيسة بالتخصص التى تعرضت للتغيير .
    – وضع ” علم المكتبات و المعلومات ” فى سياق أكبر : إجتماعيا ، وسياسيا ، و اقتصاديا ، وثقافيا .
    – توجيه الدعوة للقراء لاستكشاف المزيد عن الموضوعات التى تم عرضها بالكتاب .
    محتوى الكتاب
  • تماشيا مع التغيرات المتعددة التى تحدث فى مجال المكتبات والمعلومات على وجه الخصوص ، فضلاً عن التغيرات التى تحدث بالمجتمع كله بوجه عام ؛ فإن هذا الكتاب يقدم تغطية موضوعية جيدة للنقاط التالية :
    1. أثر الأجهزة الرقمية و شبكات التواصل الإجتماعى.
    2. أثر النشر الرقمى digital publishing والكتب الرقمية e-books .
    3. تطور خدمات المكتبات وصولا إلى : المراجع الافتراضية virtual reference ، ومجال المكتبات الضمنى embedded librarianship ، والمستودعات الرقمية والوصول إلى محتوياتها ، والحفظ الرقمى ، والمشاركة المدنية Civic Engagementمن خلال توظيف المعرفة والمهارات والقيم لتطوير خدمة المجتمع .
    4. المجهودات الحديثة المبذولة لحفظ وتنظيم المعرفة ، ومنها :
    المتطلبات الوظيفية للسجلات الببليوجرافية.
    FRBR (Functional Requirements for Bibliographic Records)
    الاطار الوصفى للبرامج .
    RDF (Resource Description Framework)
    الاطار الببليوجرافى .
    BIBFRAME (BibliographicFramework)
    الويب الدلالى .
    Semantic Web
    وأخيرا الجيل القادم من فهارس المكتبات .
    5. دلالة الفجوة الرقمية و مشكلات السياسة العامة فيما يخص إتاحة الانترنت فائق السرعة ، وتحييد الشبكات .
    6. التطورات القانونية التى تتضمن التفسيرات المختلفة المتعلقة بحقوق الطبع ، خاصة تلك المتعلقة بتحويل أعداد هائلة من الكتب و المقالات العلمية للشكل الرقمى .
    7. المشكلات المستمرة بين تعليم المكتبات وتعليم المعلومات فى تخصص المكتبات و المعلومات .
    8. المبادرات الحديثة الداعمة لتكامل المكتبات و الأرشيفات و المتاحف .

 

السابق
دواء باليتا paleta علاج متلازمة الشريان التاجي الحادة.
التالي
أكل أموال الناس

اترك تعليقاً