الحياة والمجتمع

مقال عن ثورة المعلومات

ثورة المعلومات ويكيبيديا

ثورة المعلومات (بالإنجليزية: Information revolution)‏، هو مصطلح يصف ثورة المعلومات الاقتصادية، والاجتماعية، والتكنولوجية. بعد الثورة الصناعية، تم تمكين ثورة المعلومات، من خلال التقدم في تكنولوجيا أشباه الموصلات، لا سيما الترانزستور، والدوائر المتكاملة، مما أدى إلى عصر المعلومات في أوائل القرن الواحد والعشرين.

تم اقتراح العديد من المصطلحات المنافسة التي تركز على جوانب مختلفة من هذا التطور المجتمعي. حيث قدم العالم البريطاني الموسوعي عالم البلورات جون ديزموند برنال مصطلح “الثورة العلمية والتقنية” في كتابه الصادر عام 1939 بعنوان “الوظيفة الاجتماعية للعلوم”؛ لوصف الدور الجديد الذي تلعبه العلوم، والتكنولوجيا في المجتمع. حيث أكد أن العلم أصبح “قوة منتجة”، وذلك باستخدام النظرية الماركسية للقوى المنتجة، تم تناول المصطلح من قبل أعضاء ومؤسسات الكتلة السوفيتية آنذاك. حيث كان هدفهم هو إظهار أن الاشتراكية مكانا آمنا للثورة العلمية والتقنية.

تحدى دانييل بيل (1980) هذه النظرية، ودافع عن مجتمع ما بعد الصناعة، الذي يؤدي إلى اقتصاد الخدمات بدلاً من الاشتراكية. ثم قدم العديد من المؤلفين وجهات نظرهم، بما في ذلك زبغنيو بريجينسكي 1976، مع “مجتمع تكنيترونيك”.

ثورة المعلومات ومشكلاتها

ثورة المعلومات information revolution، هي النمو السريع لكمية المعلومات، وهذا ما أدى إلى هذه الحقبة الحالية من تاريخ البشرية التي حلّ فيها امتلاك المعلومات ونشرها محلّ المكننة والتصنيع، باعتبارهما قوة محركة للمجتمع.

وتختلف ثورة المعلومات عن غيرها من الثورات. فالثورتان الزراعية والصناعية تتصلان بأشياء ملموسة، بالأرض والآلة. وعصور الحديد والبرونز والبترول وسواها هي عصور تتصل بالمواد الجديدة، أمَّا المعلومات فليست ملموسة.

أمَّا الثورة الحاسوبية، فهي الظواهر المجتمعية والتقنية التي تواكب التطور السريع في الحواسيب، واتساع خدماتها وقبولها، وخاصَّةً الحواسيب الشخصية. ويُعدُّ أثر هذه الآلات ثورياً لسببين، الأول: أن ظهورها ونجاحها كانا سريعين جداً. والثاني وهو الأهم: أن سرعتها ودقتها أحدثتا تغييراً في طرق معالجة المعلومات وتخزينها ونقلها.

ثورة المعلومات وعناصرها

إن التحول إلى عصر ثورة المعلومات يشبه إلى حد كبير التحول من المجتمع الزراعي إلى المجتمع الصناعي، فهي ثورة تخطي الأفكار، والأيديولوجيات، والعقائد، بالإضافة إلى إزالة الحدود القومية بهدف بناء منظومة عقلية عن طريق الاتصال والتواصل. كما أصبح التطور التكنولوجي الذي أحدثه العقل البشري عنصراً مهماً في تدفق المعرفة، والرموز، والمسميات، والأفكار، وساهم بشكل كبير في تطوير وتنمية العقل البشري. وبناءً على ما سبق لا يمكن وضع مفهومٍ محدّدٍ لمطلح ثورة المعلومات، لكن يمكننا تحديد العناصر الأساسية التي يرتكز عليها هذا المفهوم، وهذه العناصر هي:

ظهور بيئة مجتمعية دولية مبنية على أساس انتقاء المعلومات، والمعرفة، والاتصالات، عن طريق خلق علاقة فعّالة ومنظمة بين الإنسان والأشياء، وبين الإنسان والدولة، وبين الدولة والبيئة، وبين المجتمعات المختلفة دون النظر إلى الحدود الجغرافية أو الديانة، أو اللغة، أو الآيديولوجية.

هندسة منظومة الإيقاع الحيوي للفرد والمجتمع، وتتمثل في أربعة عناصر، وهي: الجانب البدني، والجانب الانفعالي، والجانب الفكري، والجانب الحدسي (التنبوء).

حرية استلام وتسويق المعلومات والمعرفة. إزالة وتخطي الحواجز الجغرافية بين الأمم، والبلدان، والشعوب.

أهمية ثورة المعلومات

ثورة المعلومات information revolution، هي النمو السريع لكمية المعلومات، وهذا ما أدى إلى هذه الحقبة الحالية من تاريخ البشرية التي حلّ فيها امتلاك المعلومات ونشرها محلّ المكننة والتصنيع، باعتبارهما قوة محركة للمجتمع. … والثاني وهو الأهم: أن سرعتها ودقتها أحدثتا تغييراً في طرق معالجة المعلومات وتخزينها ونقلها.

أبعاد ثورة المعلومات

سيطرة المعلومات على مختلف جوانب ومجالات الحياة.

ارتكاز اقتصاد الدول وأمنها القومي على صناعة المعلومات.

استحواذ المعلومات على النسبة العالية من تكلفة الإنتاج مثل تسويق السلع والخدمات.

استغلال الفكر الإنساني عن طريق إجراء التحليلات الفكرية والدراسات والبحوث العلمية، بالإضافة إلى التطوير المستمر للآليات بهدف مواكبة أساليب ومتطلبات الحياة المختلفة.

زيادة الاستثمار في مجالات التكنولوجيا الحديثة، مثل الاتصالات، والإلكترونيات، والحاسب الآلي، وتحقيق العمل في الوقت الحقيقي ودرجة عالية من التواصل عن طريق دمج هذه المجالات مع بعضها بشكل منظم.

سهولة التعامل مع الحاسبات الآلية واستخدامها في مختلف مجالات الحياة العسكرية، والاقتصادية، والسياسية، والثقافية، والاجتماعية.

الزيادة الكبيرة في تدفق وإنتاج المعلومات.

انتشار تداخل الشبكات بشكلٍ كبير؛ بسبب تحوّلها من شبكات محلية إلى شبكات إقليمية وعالمية.

الثورة المعلوماتية سلبياتها وايجابياتها

إيجابيات الثورة المعلوماتية

الوصول للمعلومة بكل سهولة ويسر.

سرعة وسهولة التواصل بين الأفراد.

نشر المعلومة وإيصالها لأكبر عدد ممكن لسهولة الحصول على الانترنت.

تنوُّع المعلومات من ناحية تعدد مصادرها، ومن ناحية مضامينها وتنوُّعها، لتشمل معظم جوانب المعرفة.

توفر هامش حرية الرأي والتعبير، وذلك من خلال صفحات الفيس بوك المتعددة، والمدونات بمختلف أشكالها وأنواعها، وباقي مواقع التواصل، ومواقع الإنترنت.

اختصار الوقت والجهد للوصول إلى المعلومة، وتسهيل عمل الباحثين في مختلف المجالات.

فيها فرص عديدة لتحقيق الإبداع والتميّز فيما يتعلق بتنمية وتطوير الذات في شتى الميادين.

فيها فرص متعددة للحصول على العمل عن بعد، وذلك ضمن العديد من المواقع المختصة في هذا السياق.

تسهيل الدراسة على طلبة المدارس والجامعات، لكثرة المواقع الداعمة للمعلومة العلمية.

سلبيات الثورة المعلوماتيّة

التدفق الكبير والهائل للقيم السلبية، ونشر ثقافة الإباحية والانحلال الخلقي، والشذوذ بكل صوره، وذلك لانعدام الرقابة.

الدعاية الهابطة، وما فيها من انتهاك للخصوصية الفردية، من خلال تصفح الإنترنت.

نشر الدول المتقدمة لثقافتها، وهيمنتها على الشعوب الأخرى، وذلك من خلال ما يعرف بالعولمة.

تشجيع العزلة عند الفرد، وانطوائه عن المحيط من حوله.

الإدمان والخمول والكسل، وإضاعة الوقت والجهد.

تحجيم فرص التواصل الاجتماعي بين أفراد المجتمع، وبين أفراد الأسرة الواحدة.

تقلل قيمة الرجوع للكتاب كمصدر مهم للمعلومة، وما في ذلك من قتل لروح البحث العلمي الصحيح، لتوفُّر البدائل عبر الانترنت.

العلم والتقدم التكنولوجي الهائل يسير بخطى متصاعدة، والإنسان الواعي هو من يحسن التعامل مع مظاهر هذا التقدم بما يعود عليه بالنفع والفائدة، فبقدر ما يحسن الإنسان استغلال الثورة المعلوماتيّة ينجح في تحقيق أهدافه، ويبلغ مراده، وفي المقابل الاستغلال السيئ لهذه الثورة يجر الإنسان إلى الإخفاق والفشل، وربما الفساد والتخريب.

 

السابق
دواء ميرزاجن Mirzagen علاج مضادات الاكتئاب
التالي
دواء ميرولاب Merolab لعلاج لحالات التهاب السحايا التي يسببها المستدمية النزلية

اترك تعليقاً