ديني

من الذي ينفخ في الصور يوم القيامة

من الذي ينفخ في الصور يوم القيامة

 

عدد نفخات يوم القيامة وأسماؤها

تعدّدت آراء العلماء في عدد نفخات يوم القيامة؛ فقد ذهب بعض أهل العلم إلى أنّها ثلاث نفخات؛ تُسمّى الأولى منها نفخة الفَزَع، ثمّ نفخة الصعق، وأخيراً نفخة النشور، ومِمّن ذهب إلى هذا القول ابن كثير -رحمه الله- في تفسيره، أمّا القُرطبيّ فرأى أنّ عدد النفخات اثنتان؛ نفخة الصعق، ونفخة النشور أو البَعث، ورأى أنّ نفخة الصَّعق تتضمّن نفخة الفَزَع؛ إذ قال: “نفخة الفزع إنما تكون راجعة إلى نفخة الصعق لأن الأمرين لا زمان لهما أي فزعوا فزعا فماتوا منه”.

صفة النَّفْخ في الصُّور

ينفخ المَلَك إسرافيل أوّل مرّةٍ في الصُّور نفخة الفَزَع؛ فيتبدّل حال الدُّنيا، وتنقلب إلى حالٍ عظيمٍ، وبسببها يهلعُ مَن في الأرض، ويفزعون مَن هَول ما هو واقعٌ؛ قال الله -تعالى- واصفاً ذلك الحال: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ*يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَـكِنَّ عَذَابَ اللَّـهِ شَدِيدٌ)، وتجدر الإشارة إلى أنّ الفَزَع لا يقتصر على البشر فقط؛ وإنّما تتبدّل حال الجبال، والبحار، والنجوم، والحيوانات، والشمس، والكواكب بقدرة الله -تعالى-، وأَمرِه، وقد بَيَّن الله -تعالى- في كتابه حال المخلوقات جميعها؛ فقال: (إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ*وَإِذَا النُّجُومُ انكَدَرَتْ*وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ*وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ*وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ*وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ)، وقال أيضاً: (إِذَا السَّمَاءُ انفَطَرَتْ*وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انتَثَرَتْ*وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ*وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ*عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ)، ثمّ تكون النفخة الثانية؛ وهي نفخة الصَّعق؛ إذ تموت المخلوقات جميعها إلى أن يأذن الله -سبحانه- بالبعث والنُّشور؛ قال -تعالى-: (يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا)،فيبعث الله -تعالى- الخلائق إلى أرض المحشر بعد نفخة البعث أو النُّشور.

يكون النَّفخ في الصُّور في يوم جُمعةٍ؛ استدلالاً بِما أخرجه الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة -رضي الله عنه-، أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: (خَيْرُ يَومٍ طَلَعَتْ عليه الشَّمْسُ يَوْمُ الجُمُعَةِ، فيه خُلِقَ آدَمُ، وفيهِ أُدْخِلَ الجَنَّةَ، وفيهِ أُخْرِجَ مِنْها، ولا تَقُومُ السَّاعَةُ إلَّا في يَومِ الجُمُعَةِ)، وفي حديثٍ آخر: (من أفضَلِ أيامِكم يومُ الجمُعةِ فيه خُلِقَ آدمُ وفيه قُبِضَ وفيه النَّفخةُ وفيه الصَّعقةُ فأكثِروا عليَّ من الصَّلاةِ فيه فإنَّ صلاتَكم مَعروضةٌ عليَّ قالوا يا رسولَ اللَّهِ وكيفَ تُعرَضُ عليك صلاتُنا وقد أرمتَ يعني وقد بليتَ قال إنَ اللَّهَ حرَّمَ على الأرضِ أن تأكُلَ أجسادَ الأنبياءِ).

مَن لا يُصعَق عند النَّفخ في الصُّور

يُصعَق مَن في الأرض والسماء عند النَّفخ في الصُّور إلّا مَن شاء الله له ألّا يُصعَق؛ استدلالاً بقَوْله -تعالى-: (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاءَ اللَّـهُ)، وقد بَيّن العلماء مَن لا يُصعَق، وبيان أقوالهم فيما يأتي:

  • ورد أنّ نبيّ الله موسى -عليه السلام- لا يُصعَق مع باقي الخَلْق؛ استناداً إلى ما أخرجه الإمام البُخاريّ في صحيحه عن أبي سعيد الخدريّ -رضي الله عنه-، أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: (فإنَّ النَّاسَ يَصْعَقُونَ يَومَ القِيامَةِ، فأكُونُ أوَّلَ مَن تَنْشَقُّ عنْه الأرْضُ، فإذا أنا بمُوسَى آخِذٌ بقائِمَةٍ مِن قَوائِمِ العَرْشِ، فلا أدْرِي أكانَ فِيمَن صَعِقَ، أمْ حُوسِبَ بصَعْقَةِ الأُولَى).
  • ورد أنّ الشهداء في سبيل الله لا يُصْعَقون؛ فقد ورد عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: (أنَّهُ سألَ جبريلَ عن هذه الآيةِ منِ الذين لم يشأِ اللهُ أن يصعقوا؟ قال: هم شهداءُ اللهِ عزَّ وجلَّ).
  • ورد أنّ الأنبياء -عليهم الصلاة والسلام- لا يُصعَقون، بالإضافة إلى الملائكة، مثل: جبريل، وإسرافيل، ومَلَك الموت.
السابق
ما هي صفات الجنة
التالي
عدد درجات الجنة

اترك تعليقاً