معلومات دينية

من هو النبي الذي يفر من زوجته يوم القيامة؟

من هو النبي الذي يفر من زوجته يوم القيامة؟ وما سبب ذلك؟ فلطالما نجد أن زوجات الأنبياء يُمثلنّ خير مثال للمرأة الصالحة ليكوننّ معينات لأزواجهن الأنبياء، وليقتدي بهنَّ بقية نساء الكون، لكن هناك أمورًا تحدث لتدل على حكمة الله البالغة، حيث نجد أن هناك رابطًا ما يجمع بين الناس أقوى من رابط الدم والنسب.

إنه الرابط الفطري الوجداني، الذي يجعل المؤمنون سويًا مُدركين لمعاني الهداية، ويجعل من الغير موحدين الذين يختم الله على قلوبهم بأنهم غير مؤمنين مُتبعين لأهوائهم ولطريق الشيطان، وفي هذا الصدد سنقوم بالإجابة من خلال موقعنا عن سؤال من هو النبي الذي يفر من زوجته يوم القيامة؟

من هو النبي الذي يفر من زوجته يوم القيامة؟

هو لوط عليه السلام الذي يفر من زوجته يوم القيامة، فزوجته هي واحدة من الاثنتين ممن كانتا من زوجات الأنبياء لكنهما خانتا العهد والأمانة وسير التوحيد، واتبعتا أهواء الشيطان وكانتا من جنوده في الأرض، فكان جزاءهما بئس المصير.

هاتان المرأتان هما زوجات النبي نوح -عليه السلام-، والنبي لوط عليه السلام، لكن الزوجة تحديدًا التي يفر منها النبي هي زوجة النبي لوط -عليه السلام-.

فهي لم تكن غير موحدة بالله فقط، ولم تعص زوجها بعدم إتباع نبوته فقط، وإنما كانت تُزين لقومها عصيان النبي، وتشجعهم على فعل المعاصي، بل وصل بها الأمر إلى أن تقوم بإرشادهم طريق ضيوف زوجها النبي لوط -عليه السلام- حتى يتسببوا في إيذائهم وارتكاب الفواحش بهم.

فلا نعجب إذًا من قول الله -تعالى- لسيدنا نوح -عليه السلام- أن ابنه ليس من أهله، بل هو منحرف عن طريق الحق لذلك يكون من غير أهل النبي، رغم أنه ابنه من دمه وصُلبه.

فقد قال الله تعالى في كتابه الكريم:

“يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ (34) وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ (35) وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ (36) لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ (37)” (سورة عبس).

كما قال -عز وجلّ- في سورة الدخان: “يَوْمَ لَا يُغْنِي مَوْلًى عَن مَّوْلًى شَيْئًا وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ” (الآية 41).

بالتالي لا يُغني كونها زوجة نبيّ أن يرحمها الله من عذابه الأليم ما دامت خاطئة عاصية، فكان لها الاختيار وهي اختارت طريق الشيطان، بل كان لها من الدواعي بأن تؤمن بالحق، فهي زوجة نبيّ مختار من عند الله، ولكنها اختارت طريق الباطل.

قصة زوجة النبي الذي ينفر منها يوم القيامة

نستند للإجابة على سؤال من هو النبي الذي يفر من زوجته يوم القيامة إلى قول الله تعالى: “ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ ۖ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ” (سورة التحريم الآية 10).

لم تُسلم زوجة النبيّ لوط، بل كانت كافرة بما جاء به زوجها لوط عليه السلام، فهي لم تُصدق زوجها فيما دعا به زوجها، بل كانت مُرتبطة بسلوكيات مجتمعاتها الجاهلية مُتقبلة لأفعالهم ومعاصيهم، ولم تدع لنفسها الفرصة حتى تتدبر وتتفكر في كلام زوجها.

نحن نعلم قصة قوم لوط -عليه السلام-، وكيف أن ضُرب بهم المثل في القرآن في غير موضع، فهم من انحرفوا عن الفطرة السويّة التي أمرهم الله بها، ليختاروا الشذوذ المُنفر، فهم كانوا يتخذون الرجال شهوةً من دون النساء، ما يُخالف حكمة الله -سبحانه وتعالى- من الخلق والوجود.

قال الله -تعالى- في سورة الأعراف في وصف مدى قبح ما يفعله هؤلاء في قوله تعالى: “إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاءِ ۚ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ” (الآية 81).

في إطار الإجابة عن سؤاليّ من هو النبي الذي يفر من زوجته يوم القيامة وسبب ذلك؟ فأما عن موقف زوجة لوط من هذا الفعل، كانت تُشجع قومها على فعل تلك الرذائل والمُحرمات، وكانت لا تقنع بنصائح زوجها وإرشاداته، بل كانت تُحرضهم عليه، فهكذا علمنا سبب أنها لا تستحق لقب كونها زوجة نبيّ صالح.

استنادًا إلى قول الله -تعالى-: “فَأَنجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ” (الآية 83 سورة الأعراف).

المقصود بفرار النبيّ من زوجته

استكمالًا للإجابة عن سؤال من هو النبي الذي يفر من زوجته يوم القيامة، نشير أن المقصود بفراره منها حينئذ بأن يرغب في عدم رؤيتها حتى لا يرى هوانها وعذابها يوم القيامة، وقيل إن ما معناه هو أنه يفر منها لأنه لا ينفعها بشيء فبالتالي رؤيتها كذلك لا تنفعه أيضًا، وقيل أيضًا أن سبب نفوره هو عظيم فعلها الفاحش، فينفر منها ضجرًا منها.

قيل في تفسير الآية الكريمة في سورة عبس: “وصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ” (الآية 36)، أن المقصود بصاحبته هنا هي امرأة لوط عليه السلام، والمقصود ببنيه هو فرار سيدنا نوح -عليه السلام- من ابنه العاصي.

نشير هنا إلى أن اللفظ المذكور في الآية الكريمة هو لفظٌ عام، فإن كان حتى المقصود به هو أنه خاص بزوجة سيدنا لوط وابن سيدنا نوح إلا أنه المعنى العام يشمل الجميع، وهي العبرة التي أراد الله أن يوصلها للعباد.

بناءً عليه، إن قيل في آية ما إنها نُزلت في موضع معين لموقف معين، فهذا لا يعني أنها تقتصر على هذا الموقف فقط، بل يتم تعميم الموقف على كل المواقف المشابهة حتى لو أنها خاصة بأسباب الموقف التي اقتضت لحدوثه.

فما تم ذكره من فرار المرء من زوجته وابنه وأبيه كان من قبيل ضرب المثل على زوجة لوط عليه السلام، وابن نوح -عليه السلام-، إيضاحًا لمعنى الآية الكريمة وليس قصورًا عليهما، فالفرار هو الفرار من البُغض والتبرؤ من الدم، كفرار المؤمن من الكافر تمامًا.

دعوة سيدنا لوط لقومه

بعدما علمنا من هو النبي الذي يفر من زوجته يوم القيامة، بأنه نبي الله لوط -عليه السلام-، نشير أن مثله مثل بقية أنبياء الله ورسله الكرام، يستخدمون كافة الوسائل حتى يرشدوا أقوامهم بنور الحق والهداية، ويبعدونهم عن الرشد والضلال، ما بين الترغيب والترهيب، ولكنهم مُصرين على الكفر والعناد.

فتارةً يحدثهم عن نعيم الجنة ومثواهم إن هم آمنوا بالله وتابوا عن أفعالهم، وتارةً يحدثهم عن فعلهم المنفر بالحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالعقل لكنهم لا يفقهون، ولا يُدركون مُراده، وتارةً أخرى يتبع أسلوب التخويف من عذاب جهنم ومن جزاء سوء أعمالهم.

على الرغم من كل ذلك، لم ينصفه قومه حتى زوجته، فلم يستجيبوا لدعوته أبدًا، وظلوا يتجاهلون تحذيراته من بطش الرحمن بهم، واستمروا فيما هم فيه في عمل الفواحش والمنكرات، بل تجاوزا ذلك ليقوموا بتكذيب دعوته وإنكار عذاب الله وسخطه، وهددوا أيضًا نبيّ الله بالطرد وأهله إن لم يرجع في أمر دعوته.

قام نبيّ الله لوط بالدعاء على قومه، بأن ينصره الله عليهم، ويجعل مصير الكفار عذاب الجحيم، وهكذا الأنبياء دعائهم مستجاب لذلك أرسل الله ملائكته على قرية قوم لوط لتنفيذ أمر الله فيها وإلحاقهم بالعذاب، والله سيُنجي لوطًا وأهله من العذاب إلا امرأته الكافرة.

ألحق الله بهم صيحة من السماء لتُنزل عليهم حجارة من سجيل، جعلت القرية تستحيل إلى الدمار والخراب والهلاك للقوم، وهذا هو جزاء الكافرين.

السابق
ما الذي يبطل صيام المرأة
التالي
سؤال وجواب في جزء عم لمسابقات الأطفال

اترك تعليقاً