معلومات دينية

هل يوجد ليل ونهار في عالم البرزخ

هل يوجد ليل ونهار في عالم البرزخ وما هي أهم ملامحه؟ حيث تتميز حياة البرزخ بما لها من طابع غيبي لا يعلمه غير الله سبحانه وتعالى، فلا يمكن التنبؤ بما يحدث فيها أو توقع أي شيء بها، فهي سر من أسرار الآخرة، كما تم ذكرها في القرآن الكريم على أنها من الحقائق العظمى التي لا يستطيع الإنسان فهمها، ولا يقدر على تأويلها إلا بما يتوقعه من افتراضاته القابلة للتشكيك، وسوف نتعرف على التفاصيل عبر موقعنا.

هل يوجد ليل ونهار في عالم البرزخ

حياة البرزخ حياة غيبية لا نستطيع فرض شروط الحياة الواقعية عليها، فالحياة الدنيا بها ليل ونهار، أما حياة البرزخ فلا تخضع لهذه الصورة المتعارف عليها من تعاقب الليل والنهار، فما نراه في الدنيا لا ينطبق على الآخرة بأي حال من الأحوال.

فلا نجد أي شاهد أو أثر في القرآن الكريم أو الحديث الشريف يدل على تصور أو توقع شكل حياة البرزخ، فكل الآراء التي تشبه هذه الحياة بالحياة الدنيا لا يوجد عليها دليل يؤكد صحتها، وبالتالي إجابة هل يوجد ليل ونهار في عالم البرزخ أنه أمر غير معلوم.

ما هي حياة البرزخ؟

التشبيه بين الدنيا والآخرة هو تشبيه باطل كليةً، فقد أخفى الله عن الإنسان شكل حياة البرزخ وصورتها، وهذا من دلائل عظمة حكمة الله التي لا يعلمها البشر، فلا يقدر عقل الإنسان على إدراك حياة البرزخ، ولكن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قد ذكر بعض الأشياء المتعلقة بحياة البرزخ في السنة النبوية.

فأشار إلى أنها تبدأ عندما يدخل الميت إلى قبره، ومع قيام الساعة تكون نهايتها، ومن ذلك قول الله تعالى:

“لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُون”.

وهذه الآية الكريمة تدل على وجود حياة تتوسط الحياة الدنيا وقيام الساعة، فتنتقل الروح بعد الموت إلى هذه الحياة الغامضة لوقت مؤقت حتى تقوم الساعة، مع ملاحظة أن هذه الحياة لا تتشابه مع ما قبلها أو ما يليها.

ملامح حياة البرزخ

عندما يقبض ملك الموت روح الإنسان تكون قد بدأت حياة البرزخ، فهي الحياة التي تتبع الموت مباشرةً، وتبدأ بدخول القبر مروراً بأهواله، فيشعر الإنسان بضمة القبر بمجرد دخوله، ثم يبدأ سؤال الملكين.

وتظل الروح عالقة في هذه الحياة حتى تقوم الساعة، فمصير الإنسان من الجنة أو النار لا يتحدد بعد الموت مباشرة، ولكن يمر الإنسان بهذه الحياة التي تعد تمهيداً لما سوف يلقاه بعدها، فيستطيع أن يتوقع مقعده من الجنة أو النار.

النعيم والعذاب في حياة البرزخ

يرى الإنسان الصالح في حياة البرزخ نعيماً كثيراً، ويكون هذا النعيم مؤشراً لما سوف يلقاه من نعم أكبر في الجنة بعد قيام الساعة، أما الكافر الذي سوف يلحقه عذاب النار في الدار الآخرة، فيرى العديد من أشكال العذاب في حياة البرزخ، التي تعد جزءاً صغيراً مقارنةً بعذاب النار في الآخرة.

فبعد دخول القبر يبدأ الملكان منكر ونكير في سؤال الإنسان، فإن استطاع الرد على السؤال يكون جزاؤه الكرم والإحسان، وإن كان عاصياً ولم يستطع الرد يلقى عذاب القبر وعذاب الآخرة، وذكر هذا في قول الله تعالى:

“النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ”،

فقد فصل الله سبحانه وتعالى مصير الكافر في حياة البرزخ.

الحياة البرزخية في القرآن والسنة النبوية

لقد تم ذكر حياة البرزخ في العديد من المواضع في القرآن الكريم، ومن ذلك ذكر ما يتعرض له آل فرعون من عذاب في هذه الحياة، فيتم عرضهم على النار كل صباح وكل مساء حتى قيام الساعة، ولهم عذاب أشد في الدار الآخرة، مثلهم مثل كل الكفار، وعلى الجانب الآخر ذكر الله تعالى هذه الحياة للصالحين والصديقين والذين استشهدوا في سبيل الله في قوله تعالى:

“وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَٰكِنْ لَا تَشْعُرُونَ”، وقوله تعالى: “فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ”.

لقد ذكر الله سعادة المؤمنين في حياة البرزخ، فتتلاقى أرواحهم ويزورون بعضهم البعض، كما يستمعون إلى أحاديث الأحياء ويفهمونها، وفي هذا السياق قال الله تعالى:

“وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَىٰ ۗ بَل لِّلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعًا”

وكان الرسول -صلى الله عليه وسلم- يوجه حديثه للموتى عندما يزور مقابرهم، فتعجب من هذا الصحابة وقالوا له:

“يا رسول الله! أتخاطب جيفاً قد بليت”، فقال لهم: “لستم بأسمع لكلامي منهم ولكنهم لا يقدرون أن يجيبوا”، وهذا حديث متفق عليه.

إثبات العلم لحياة البرزخ

يؤمن المسلمون بوجود حياة البرزخ نظراً لتأكيدها في القرآن الكريم الذي يؤمنون به، وعلى الرغم من تصديقهم لكلام الله دون تشكيك، إلا أن تم إثبات هذه الحياة من خلال البحث العلمي، فقد أثبت العلم وجودها بمسمى العالم الأثيري.

والذي يمثل فراغاً هائلاً موجوداً بين السماء والأرض، تعيش فيه الأرواح بحرية بدون عائق، تنتقل الروح خلال هذه الحياة بسرعة تتجاوز سرعة الضوء خمسين مرة كما يقول العلماء في هذا المجال، وقد توصل أحد العلماء إلى معادلة تحكم هذه السرعة، وهو الدكتور منصور حسب النبي الذي يعمل أستاذاً في علوم الفيزياء لدى جامعة عين شمس.

وقد استند الدكتور منصور في نظريته إلى قول الله تعالى:

“يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون”،

وقد فسر هذه الآية على أن الفعل الكوني الذي يتم خلال يوم من أيام الأرض، يستغرق نفس الوقت الذي يستغرقه القمر عندما يدور حول الأرض، وهذا ما يعادل ألف عام، وبعد محاولاته للتوصل إلى حل لهذه المعادلة المذكورة في القرآن كانت السرعة تساوي ٢٩٩٧٩٢.٥ كم/ث.

وهي ما تعادل سرعة الضوء، كما استند أيضاً إلى الآية الكريمة “تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة”، والتي تدل على أن الأرواح والملائكة سرعتهم اكبر من سرعة الضوء خمسون مرة.

الأزواج في حياة البرزخ

يؤكد العلماء على عدم وجود دليل قاطع على لقاء الزوج زوجته في حياة البرزخ، ولكن الأدلة في القرآن والسنة تشير إلى حتمية هذا اللقاء في الجنة بعد الحساب، فإذا كان مصير الزوجين أن يدخلا الجنة فيتم زواجهما في الآخرة مرة ثانية ليعيشا حياتهما الأبدية معاً في الجنة.

ومن المعروف أن هذه الحياة لا تشبه ما نراه في الدنيا، ولكن من الممكن أن يتم تكرار بعض أمور الدنيا فيها، والعمل الصالح هو الذي يحدد جمال هذه الحياة أو قبحها، فالإنسان الصالح يبشره الله بمقعده من الجنة في هذه الحياة، ويظل ينتظرها حتى قيام الساعة.

المرأة في حياة البرزخ

لا تختلف الحياة البرزخية بالنسبة للنساء عن الرجال، فهي في كل الأحوال حياة غامضة لا نعرف عنها سوى أقل القليل، ووصف الرسول –صلى الله عليه وسلم- حياة الإنسان فيها بأنه لا يحتاج لأمور الدنيا بها من طعام وشراب وملابس.

ومن أهم ما يحدث في هذه الحياة أسئلة الملكين وكيفية الإجابة عليها، فإن كان الإنسان صالحاً أطلق الله لسانه بالإجابة الصحيحة عن هذه الأسئلة، أو يتعطل لسانه ولا يستطيع الرد إن كان عبداً عاصياً.

السابق
دعاء الاستيقاظ لصلاة الفجر
التالي
ما الذي يحدد الجنس في الإنسان

اترك تعليقاً