الأسرة في الإسلام

واجبات الابناء نحو أبائهم

واجب الأبناء نحو الأم

تخصيص وقت لقضائه مع الأم

يُمكن للابن أن يُخبر والدته عن رغبته في قضاء بعض الوقت معها، وأن يُتيح لها خلاله فعل شيء تحبّه؛ فإذا كانت تحبّ المغامرة بالإمكان أخذها إلى مدينة الألعاب، كما يُمكن دعوتها لتناول الآيس كريم أو الطّعام في مطعم ما تحبّه، وفي كافّة الأحوال، يجب ترك الهاتف بعيداً وإظهار الاهتمام الكامل بها.

إظهار التّقدير والحبّ

يُمكن التّعبير عن التّقدير والحبّ للأم بأكثر من طريقة؛ فإذا كان الابن يمتلك موهبةً موسيقية مثلاً، بإمكانه كتابة أغنية خاصّة بها وتقديمها بطريقته الخاصّة، كما يُمكن التّعبير عن الحبّ صراحةً بقول: “أنا أحبّك أمّي”، أو بإخبارها عن مدى فائدة نصائحها وآرائها، أو الاتّصال بها في منتصف اليوم أثناء العمل مثلاً لمفاجئتها وإخبارها عن مدى تقديره لها، إلى جانب ذلك، يُمكن تقديم الهدايا لها بين الفترة والأخرى، مثل: الزّهور، أو إحدى الملابس الملائمة للموسم، أو إحدى المجوهرات.

مساعدة الأم في أعمالها

يجب مساعدة الأم في الأعمال المختلفة التي تقوم بها، حيث يُمكن إصلاح الأشياء التي يفسدها في العطل، والاعتناء بحديقة المنزل سواء بتقليم الأعشاب أو غرس النّباتات، ومجالسة الأطفال إذا كان للابن أشقّاء صغار بحاجة للرّعاية، وإتاحة الفرصة لها بالخروج مع الأب أو مع عائلتها أو أصدقائها، كما يُمكن تحضير إحدى الوجبات بدلاً منها مع الاهتمام بتنظيف المطبخ بعد ذلك.

التّعامل باحترام وتهذيب

هناك العديد من التّصرّفات التي يُمكن من خلالها إظهار الاحترام للأم، ومنها الاستماع إليها عندما تتحدّث، والتّواصل معها بالعينين أثناء ذلك، واستخدام الإيماءات أو الكلمات التي تُشير إلى الاستماع إليها فعلاً، إضافةً إلى الصّدق في التّعامل معها، والابتعاد عن الكذب ونقض الوعود، والاعتراف بالخطأ وطلب السّماح، وتجنّب الصّراخ والرّدود السّاخرة في الحديث معها، واستخدام عبارات مهذّبة، مثل” شكراً لكِ” و”لو سمحتِ”.

واجبات الأبناء نحو الآباء للسنة الأولى متوسط

مهما قدَّم المرء لوالديه من معروفٍ وعملٍ حسن فإنّه لن يبلغ عُشر ما قدماه له من تربيةٍ وبذل ووقت وطاقة ليكون من أفضل النّاس، بل أفضلهم على الإطلاق، وهنالك مجموعة من الواجبات التي يجب أن لا يتجاوزها الأبناء في تعاملاتهم مع آبائهم، وبيانها فيما يأتي:

  • الإحسان إلى الوالدين وبرِّهما وعدم رفع الصوت بحضرتهما: حيث أمر الله سبحانه وتعالى الأبناء عموماً في آيات كثيرة ببرّ الوالدين، ووجوب طاعتهما، والإحسان إليهما، وشكرهما، وبيّن كيفيّة ذلك في سورة الإسراء، فقال عزَّ وجل: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً* وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً).
  • الإنفاق على الوالدين: حيث إنّ من حقّ الوالدين على أولادهم أن ينفقوا عليهما إذا احتاجا إلى النّفقة وكان أبناؤهما قادرين، ويُعتَبر ذلك من أعظم البرّ بهما، وأفضل الطّرق لشكرهما، وذلك لقول النبيّ -عليه الصّلاة والسّلام-: (إنَّ أطيبَ ما أكلَ الرَّجلُ من كسبِهِ وإنَّ ولدَهُ من كسبِهِ)، وقد أجمع الفقهاء على أن نفقة الأبوين الفقيرين اللّذين ليس لهما مال ولا مُلك واجبةٌ في مال أولادهما القادرين على الكَسب.
  • طاعة الوالدين وحُرمة عقوقهما: فإن بِرّ الوالدين يقتضي إطاعتهما بالمعروف وفق ما تقتضي الشّريعة وتأمر؛ فإذا أمر الوالد ولده بأمرٍ مُعيّن مشروع وَجَب عليه المبادرة فوراً إلى ذلك من غير تمهّلٍ أو انتظارٍ، أو تردّد، أو تأفف، فإن كان عنده مانعٌ شرعيّ أو حِسيّ يمنعه من تنفيذ أمر والده أو والدته حالاً اعتذر إليهما بلباقة، وذكر لهما انشغاله وعدم تمكُّنه من تلبية ما طلبا في الوقت الحالي، حيث قال عزَّ وجل: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً* وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً).ولكن تلك الطّاعة مقرونةٌ بما يُرضي الله سبحانه وتعالى، فلا تجوز طاعة مخلوقٍ مهما بلغت درجته إن كان يأمر بما فيه معصية أو محرم، قال عز وجل: (وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا).ومع كل ذلك، فقد أمر الله سبحانه وتعالى الأبوين، حتّى إن طلبا منه ما هو مُحرّم، ألا يَعقّهما ولا يخرج عن طوعهما ويُسيء إليهما، بل أمره بأن يصحبهما ويُعينهما على الخير.
  • الدّعاء للوالدين: من أهمّ حقوق الوالدين على أولادهما الدّعاء لهما في كل وقت خلال حياتهما وبعد وفاتهما، ومهما اجتهد الأبناء في برّ الآباء والإحسان إليهما فلن يُؤدياهما جزءً من حقوقهما، وشكر فضلهما، قال تعالى في الدعاء للوالدين: (وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً). قال ابن جرير في تفسير هذه الآية: (ادعُ الله لوالديك بالرّحمة والمغفرة، وقل رب ارحمهما واعطف عليهما كما عطفا عليك في صغرك، فرَحِماك وربّياك صغيراً، حتى استقللت بنفسك حتّى استغنيت عنهما).

مسؤولية الْوَالِدَيْنِ تجاه الأبناء

مِمَّا اشتَملهُ الإسلامُ في نِظامِهِ حقوقَ الآباءِ على أبنائِهم وحرصِهِ على سلامةِ العلاقةِ بينَهم، وواجباتِ الآباءِ تجاهَ أبنائِهم وسلامةِ توجيهِهِم وتنشئتهم، ومن الواجباتِ التي خصَّ الإسلامُ بها الأبناءَ مِن آبائهم الآتي:

  • حُسنُ اختيارِ الزَّوجِ لزوجتِه: الزوجة هي التي ستكونُ أمَّاً، وتقعُ على عاتِقها تربية الأبناء، فإن صَلحت الأمُّ صلُحت تنشئة الأبناءِ وحَسُن تأديبهم، فمن واجباتِ الأب نحو أبنائه حُسن اختيارَ أمِّهم بما يُحقِّقُ لهم الخير والفضل ويُجنِّبهم العارَ والسُّخرية وسوء الحديث، وفي ذلكَ قولُ الرَّسولِ عليه الصَّلاة والسَّلام: (تُنكَحُ المرأةُ على مالِها وتُنكَحُ المرأةُ على جمالِها وتُنكَحُ المرأةُ على دِينِها خُذْ ذاتَ الدِّينِ والخُلقِ ترِبَت يمينُك)
  • حسنُ اختيار الاسم: من حقوق الأبناء أن يُحسن الآباء اختيارِ أسمائهم؛ فيُسمِّي الوالِدُ وَلده بما يليقُ ويُحمد، ليكون اسمه مبعَثَ فخرٍ وكرامة، ويَجبُ على الوالد أن يَكفي وَلدهُ عار الاسمِ وسُخريَته، ويجنِّبه الأذى من الاختيار السيئ، فلا يُسمّيه بما لا يصحُّ معناهُ ولا ما يَكونُ دافعاً لِذكرهِ بسوءٍ فيجلبُ العار له ويَحطُّ من مقداره.
  • الاستقبالُ المُلائِم والتَّهيئةُ المُثلى لِتنشئته: في ذلكَ مُتعلِّقاتٌ عديدةٌ أهمُّها السَّعي في توفيرِ الرِّزقِ والمالِ للتَّوسعة على الأسرةِ حتَّى تُحسِنَ رِعايَته وبناءه، وفي التَّوسعةِ على الأبناءِ حفظٌ لهم وحمايةٌ من الانحرافِ والفسقِ، وحفظٌ لآبائهم من العقوق، فالفقرُ يدعو إلى الفُسوقِ والتَّقصيرُ يدعو إلى العقوق، يجدُرُ بالرَّجل أن يُهيِّئ البيئة المُناسبة لاستِقبالِ مولودِه إن أراد له حُسن النشأة والتكوين، ومن الخير والفضلِ أن يستقبِله بسعة رزق إن أمكنه ذلك، والسَّعي في الكسبِ من أجلِ الرعاية أمرٌ محمودٌ.
  • التَّربيةُ الإيمانيَّةُ السَّليمة وحقُّ التعليم: الوالدُ مسؤولٌ عن تنشئة أبنائهِ وتربيتهم تربيةً إسلاميَّةً تُعرّفهم الحلال والحرامَ، فتحفظ عليهم دينَهم وفطرتهم واختيارهم السَّليمَ، فيسلكوا مسالك الصَّالحينَ ويُقبلوا على اللهِ تعالى، وتتأتَّى التَّربيةُ الإسلاميّةُ الحسنة بتنشئة الأبناءِ على الفضائل وتنبيههم من الوقوع في الرَّذائل، وتلقينِهم العباداتِ وتعريفهم بالصَّلوات، وتعليمهم القرآن الكريمِ وعلومه وشمائله، وتحصينِهم من الإفراطِ الذي فيه انحِرافُ العقيدة والسُّلوك والفكر، ومن التفريط الذي فيه ضياعُ النَّفسِ وابتعادها عن الدين القويم، فإذا تحقّقَ التأديبُ من الآباءِ تكفَّلَ الله بصلاحِ الأبناءِ، ومن واجباتِ الآباءِ نحو أبنائهم تعليمهمُ ما يُستَفادُ منه وما تقومُ الحياةُ به، كالكتابةِ والصِّناعة، وما يَلزمهم في حياتِهم من مهاراتٍ ينتفعون بها، كالسِّباحةِ والرِّماية، ويُبنى على ذلكَ قوَّة الفردِ وصلاحُ المجتمع ونصرة الدين.
  • إعانةُ الأبناءِ على فعل الخير: فيدلُّهم على ما يَقومُ به أمرُ الخيرِ، ويعرِّفهم بما ينبغي عليهم أن يجتنبوه من أمورِ الشّر، ويُعينهم على طاعته، فلا يُكلِّفهم ما لا يَحتملون، ولا يُحمِّلهم ما لا يطيقون، ويَستوجبُ في ذلك التنبُّه إلى أمرِ الدِّينِ ونهيه، فلا يكونُ مَطلبُ الأبِ من ابنه مخالفٌ لما جاءَ به الإسلام، فيستدعي ذلكَ حيرة الابنِ وعقوقه، فإن أطاعَ أباهُ عصى ربَّه، وإن عصى أباهُ عقَّه، فالواجبُ على الآباءِ توجيه الأبناءِ بما فيهِ طاعة الله تعالى، وإعانتهم على الخيرِ والبر، فلا يكونُ منهم التَّحريضُ على المعاصي والفسوق، كقطعِ الرَّحم وحبس الصَّدقة، والظُّلم في الميراث.
  • المساواةُ بين الأبناء: المساواة بين الآباءِ مَطلبٌ ضروريٌّ يتحقَّقُ به العدلُ والبرّ، وقد نهى رسولُ الله عليه الصَّلاة والسلام عن التمييز بين الأبناء والتفضيل بينهم في الرزق والعطايا والمُعاملة.
  • إعانتهم على اختيار أزواجهم: إذا بلغَ الولدُ وسعى والده لتزويجه درءاً لفساده نال أجراً؛ ففي زواج البالغِ حفظٌ له من الزَّيغ والفحش، واستثمارٌ لطاقته فيما يحلُّ ويجوز، فإذا أرادَ الزَّواج سعى والده في اختيارِ من تكون له زوجةً ذات دينٍ وحسن معشر، فإذا أعانه في اختياره كانت له عوناً في حياته وتربية عياله.

موضوع تعبير عن واجبنا نحو الوالدين

إنّ الأم والأب هما أعظم البشر وأروعهم، وطاعتهما واجبة ومفروضة من رب العباد، فرضى الله تعالى مقرون برضى الوالدين، ولا توفيق في الحياة دون هذا الرضى، فيقول الله سبحانه وتعالى في محكم التنزيل: (وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا) [الإسراء: 23]، فلا يمكن أن يكتمل إيمان العبد عندما يكون عاقاً لوالديه، ولا يحترمهما ولا يوقرهما، ولا يقدم لهما الرعاية والعناية، وقد أكدت هذا العديد من النصوص القرآنيّة الكريمة، والأحاديث النبويّة الشريفة.

إنّ واجبنا تجاه والدَينا لا يقف عند حد، ولا يمكن حصره في أشياء معينة، ومن أهم هذه الواجبات تقديم الطاعة، وعدم التذمر في حضرتهما أو تجاوز مشورتهما، أو نهرهما، كما ينبغي التأدب في الحديث والكلام معهما، وتجنب مقاطعة أياً منهما أثناء حديثه، فشعور الأب أو الأم عندما يرى أحد أبنائه وقد تجاوز مشورته ورأيه، يعتبر شعوراً كاسراً للنفس والخاطر، ومثيراً للحزن وخيبة الأمل.

يجب علينا أن نُقبّل أيدي الوالدين، وأن ندخل الفرح والسرور إلى قلبيهما، وأن نعينهما على الدنيا ونهتمّ بهما، ولا نضع أحداً في مكانتهما مهما كان، فلا يوجد شخص في العالم يتعب لأجل الأبناء أكثر من الأب والأم، فالأم تعبت وتحملت الكثير من المشاق، والأب يتعب ويعمل لأجل تلبية حاجات أبنائه، فهم يقدمون كلّ هذه الأشياء دون انتظار أي مقابل، كما لا يريدون من أبنائهم إلا أن يروهم فرحين وفي أفضل حال.

لا يقتصر الواجب تجاه الوالدين في حياتهما فقط، بل يمتد إلى بعد وفاتهما، وذلك بالدعاء لهما دائماً بغفران الذنوب، وتقديم الصدقات عنهما، وإيفاء عهودهما، وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما، بالإضافة إلى الحفاظ على طيب ذكرهما وسمعتهما، وتجنب جلب الإساءة أو الشتيمة لهما، فصيانة حقوق الوالدين واجب مفروض من الله تعالى على كلّ ابن وابنة.

يمتد واجب الأبناء على الوالدين إلى الحاجات الماديّة بالإضافة إلى المعنويّة، فلا يجوز أن ينقص عليهما أي شيء ما دام الأبناء قادرين على تقديمه لهما، فالإنفاق عليهما من الحقوق الواجبة على الأبناء، ومن يقصر في هذا الحق يعتبر عاقاً لوالديه، كما يجب إدخال الفرح والبهجة إلى قلبيهما قدر المستطاع، وإبعادهما عن أسباب الحزن، والقلق، والتوتر، ومراعاة ظروفهما النفسيّة، والعاطفيّة، والصحيّة التي تبدلت وتغيرت بحكم تقدمهم في السن، فالأم والأب جنة الله على الأرض، ولا يعرف عظمة نعمة وجودهما إلا من فقدهما.

ما هو واجب المسلم تجاه والديه مع الدليل

السابق
شروط صحة الزواج
التالي
معلومات عن المركبات العضوية

اترك تعليقاً