ديني

عناصر بناء الشخصية في الاسلام

سمات الشخصية في إطار الإسلام

  • الربانية، فالشخصية الإسلامية تقوم على الإيمان الله تعالى ورسوله، والتصديق بما جاء به النبي عليه الصلاة والسلام عن طريق الوحي، قال تعالى: (قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ*لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ)، ويقتضي هذا الإيمان توحيد الله تعالى بجميع أنواع التوحيد الثلاثة وهي توحيد الربوبية ومعناه أن يؤمن المسلم بالله تعالى وحده خالقاً ومدبراً، وأنّه هو وحدة صاحب التشريع، والحل والتحريم، وأن يشتمل التوحيد على الإيمان بتوحيد الألوهية ومعناه عبادة الله وحده، فلا عبادة لحجر أو وثن، أو مال أو عقار، ثمّ أخيراً توحيد الأسماء والصفات أي إثبات صفات الكمال لله تعالى، والإيمان بها جميعها بدون خوض في كيفيتها، وبدون تعطيل أو تشبيه أو تأويل لها.
  • انقياد الشخصية الإسلامية للشرع، فالشخصية الإسلامية لا تلتفت إلى الاجتهادات البشرية، أو التأويلات العقلية كونها مذعنة لما جاء به الوحي من الله، قال تعالى: (ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ).
  • محبة الشخصية الإسلامية لله ورسوله، فالشخصية الإسلامية تحب الله ورسوله وتتشوق إليهما، ولا تقدم أحداً على محبتهما، وفي الحديث الصحيح ذكر أمور ثلاثة ينبغي أن تتوفر فيمن ينشد تذوق حلاوة الإيمان: (أن يكون اللهُ ورسولُه أحَبَّ إليه ممَّا سواهم)،، وأن تكون تلك المحبة للرسول بعيدة عن الغلو، وأعمال الشرك من تمسح بالقبور، أو رفع لدرجة النبي إلى مقام الألوهية كما تفعل بعض الطوائف، بل محبة عبر عنها الصحابة في مواقف كثيرة منها موقف الصحابي الجليل صهيب الرومي الذي تنازل عن ماله كله حين الهجرة ابتغاء رضا الله ورسوله وإيثاراً لهما على مصالحه الشخصية.

ماهي أسس بناء شخصية الشاب المسلم

أسس بناء الشخصية المسلمة

من الجدير بالذكر أن الإيمان الحق يدفع إلى السلوك المستقيم، حيث جاء الإنسان إلى الحياة ومعه فطرة نقية مهيأة لقبول الحق وكل تغيير لنقاء هذه الفطرة وصفائها ما هو إلا تشويه لشخصية المسلم الذي ينبغي أن يتجه اتجاها مستقيماً لا عوج فيه، وهو الاتجاه نحو الله تعالى والاستسلام له والاستعانة منه في كل أمور وشؤون الحياة.

إن الأساس الأول لشخصية المسلم هو الأسوة الحسنة إذ يبدأ المسلم تكوين شخصيته الإسلامية سلوكاً وتطبيقاً من القرآن الكريم ومنهج الرسول صلى الله عليه وسلم وأهل بيته الكرام رضي الله عنهم، فقد ذكر القرآن الصفات الأساسية التي تشكل صورة واضحة الملامح لشخصية المؤمن كما أرادها الله تعالى وهي الصورة التي تمثلها شخصية النبي محمد صلى الله عليه وسلم لأن خلقه القرآن ولأن الله تعالى قد أدبه فأحسن تأديبه.

أما الأساس الثاني فهو العلم، حيث تتسامى شخصية المسلم بالعلم الذي يكشف له طريق الحق والخير وينير مسالك الحياة فيمضي فيها على هدى، فتتميز شخصيته عن غيره بالفكر والعلم المفيد، ومن أسس الشخصية الإسلامية، العبادات فهي دعائم الإسلام وهي التطبيق العملي للعقيدة والعبادات بدورها تثمر السلوك الصحيح والخلق القويم وترسم لشخصية المسلم، الخطوط العريضة فيعيش حياته موصولا بربه، حانيا على مجتمعه، ففي كل عبادة من عبادات الإسلام يستشعر بنبض الإيمان في أعماقه فلا ينبعث من حياته إلا الخير.

ويعتبر العمل من الأسس الهامة في بناء شخصية المسلم، فالمسلم العامل له في الحياة أهميته مهما كان عمله مادام عملًا شريفًا وما دام كسبه حلالًا فهو يشارك في عمارة الحياة وازدهارها ويعمل على دفعها إلى الإمام.

وتنهض شخصية المسلم على أساس العمل بإتقانه له، أخروياً كان أو دنيوياً، ثم يأتي الجهاد كأساس أخير لشخصية المسلم فهو شجاع لا يعرف الجبن إلى قلبه سبيلاً، يتوجه بعقيدة راسخة يرى من خلالها أن الأجل واحد، لذا فهو يدافع عن الدين وعن النفس والعرض والأرض والمال وفي قلبه يقين لا يتزعزع.

ومن ملامح شخصية المسلم، العزة من غير تكبر فهو لا يذل ولا يستكين لأحد، وعزته هذه تتنافى مع الغرور والاستعلاء، كما يتميز المسلم باستقلال الشخصية فهو يعتنق الحق ويسير على ضوئه ويعمل في دائرته دون أن يكون هناك أي تأثير خارجي عليه، وقد حرص الإسلام على تحرير الشخصية لئلا تستبد بها الآفات أو تحتلها الأباطيل والنزعات، فليس لأحد أن يخضع إلا لله، ودعا إلى تحرير الشخصية من العادات السيئة والتقاليد المرفوضة، وحث المسلم إلى تحرير شخصيته من الخوف والقلق.

ومن ملامح شخصية المسلم أيضاً، الثبات في العسر وفي اليسر، فهو شاكر في السراء، صابر في الضراء، وللمسلم شخصيته المعتدلة نحو المال الذي استودعه الله إياه فهو يتصرف فيه بالطرق المشروعة من غير إسراف أو تقتير سائرا على المنهج القرآني الذي رسمه الله تعالى في قوله: ﴿ وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا ﴾ [الفرقان: 67]  والذين إذا أنفقوا من أموالهم لم يتجاوزوا الحد في العطاء، ولم يضيِّقوا في النفقة، وكان إنفاقهم وسطًا بين التبذير والتضييق.

ولشخصية المسلم سمة من أرفع السمات التي تميزه عن غيره، أنها القوة الدافعة قوة الإيمان التي تستحثه لارتياد مسالك الخير وتجعل منه إنساناً قوياً لا يخشى في الحق لومة لائم، وهو ثابت الشخصية لا تزلزله عواصف الحياة، انه يستمد ثباته من عقيدته الثابتة التي تمنحه القوة والرسوخ ولذا نرى الإنسان المسلم صاحب العقيدة الراسخة، ثابتاً في كل أحواله وإعماله وأفعاله، يتحلى بالأخلاق والقيم النابضة، ومن ابرز صفات المسلم الشجاعة الأدبية فهي إحدى قيم الإسلام الهامة، والشجاعة الأدبية تحتاجها مواقف الحياة الفاضلة، كجهاد أهل الباطل والزيغ والجهر بكلمة الحق، فالمسلم الذي يعتمد على ربه لا يخاف من مخلوق وإنما يخاف ربه وحده القادر على كل شيء، ويعمل الإسلام على إلا يتعرض المسلم إلى الأذى بأية صورة، ووجوب المحبة والمودة لأخيه المسلم وان يؤثر أخاه على نفسه وعندئذ ترتقي شخصيته الإيمانية ويستشعر عظمة الإسلام في كل كيانه، ولشخصية المسلم مظهر معين يتسم بالهدوء، فهو لا يقوم إلا على ما يطمئن إليه، كما يتميز بصفاء القلب ونقاء سريرته، فبصفاء القلب وصلاحه تستقيم الجوارح ويتهذب السلوك، وهو قادر على ضبط النفس، فالإنسان القائم على نفسه، الحاكم لرغباتها الكابح لجماحها، إنسان قوي الشخصية، والمسلم غني النفس راض بما في يده، قانع بما عنده لا يتطلع إلى غيره.

عوامل بناء الشخصية

عوامل ذاتية
وهي أكثر العوامل تأثيراً في الشخصية وكذلك هي أكثر العوامل استجابة لجهود الإنسان في تطويرها وتعديلها والرقي بها أو الانحطاط ، ومن هذه العوامل : العقيدة والدين ، الثقافة والمعلومات ، والأخلاق والسلوك ، المهارات والخبرات ، الصحة البدنية والنفسية ، المظهر الخارجي ، تنظيم الحياة ، الهوايات ، الآمال والطموحات المستقبلية.

عوامل مادية خارجية
مثل : المال ، السيارة ، المنزل ، المكتبة ، الغذاء ، الرياضة ، الوظيفة .

عوامل إنسانية
ويراد بها العلاقات مع الآخرين مثل الزواج ، اليتم ، العلاقات مع الأقارب ، الأصدقاء ، الزملاء في العمل ، الجيران ، المنزلة الاجتماعية ، العلاقات العارضة في سفر أو سوق ، أو غير ذلك . الأحداث والحوادث مثل : الأمراض ، حوادث السيارات ، الاضطرابات الاجتماعية ، الحروب العسكرية ، الكوارث الاقتصادية ، الحوادث كالزلازل والفيضانات .وهذه الحوادث إما مؤلمة أو مسعدة وإما مقصودة أو غير مقصودة . وأي من هذه العوامل إما إن يكون أثره في النفس والشخصية إيجابياً وإما أن يكون سلبياً ، ويستطيع الإنسان أن يصمم له استمارة تحليل لشخصيته ، ويضع جميع هذه العوامل فيها ثم ينظر ويسجل ما يتمتع به من إيجابيات أو سلبيات في كل عامل منها ثم يقوم بعملية إحصاء نهائية لهذه الإيجابيات والسلبيات فيحدد نقاط القوة والضعف في شخصيته . استمارة تحليل شخصية

بناء شخصية المسلم

معالم الشخصية الإسلامية

اضغط هنا لعرض ملف معالم الشخصية الاسلامية

عناصر بناء شخصية الإنسان

العناصر الخاصة ببناء الشخصية الإسلامية :- يوجد عدد من العناصر الخاصة ببناء الشخصية الإسلامية ، و هي :-

أولاً :- الفكر :- و هو المقصود به تلك القاعدة التي سوف تبنى عليها العناصر الأخرى ، و لذلك فإن الفكر من أهم العناصر الخاصة ببناء الشخصية الإسلامية ، حيث يوجد العديد من الأمور التي تؤثر على بناء الفكر ، و بالتالي تؤثر في شخصية الفرد المسلم ، و تجعله قوياً متمكناً من مواجهة أي فكر غير صحيح أو سليم ، حيث أن أسلوب التفكير ما هو إلا تلك الطريقة التي يتعامل بها الفرد مع الأحداث ، و النشاطات المختلفة ، حيث أنه في حالة تمييز الفكر الخاص بالفرد المسلم بالعقلانية فذلك معناه أنه قد تحرر من سيطرة المادة ، و أصبح لدى الفرد المسلم القدرة العالية على إدراك المعاني ، و القيم الروحية .

ثانياً :- العقيدة :- و هي لها دوراً غير محدود في بناء الشخصية الإسلامية ، و ذلك يرجع إلى تفسيرها للعديد من الأمور الحياتية الخاصة بالفرد المسلم ، و هي تعد الأساس لكل المواقف ، و السلوكيات ، و العلاقات الاجتماعية ، و التي يصدر الفرد المسلم الحكم على الأشياء بناءا على أحكامها ، حيث أن الفرد المسلم يبني رؤيته الحياتية للأشياء على أساس الإيمان بالله جل شأنه ، و الالتزام بأوامره ، و التقرب إليه مع الابتعاد عن نواهيه .

ثالثاً :- الثقافة :- للثقافة دور شديد الأهمية للفرد المسلم ، و ذلك لما تعنيه إليه من معرفة بالعديد من الأمور الخاصة بالحياة بل أنها تقوم بدفعه إلى الارتقاء بسلوكه ، و الثقافة الإسلامية في الأساس هي ثقافة مرتبطة بالعقيدة ، و بطريقة التفكير ، حيث أنها تعني للفرد المسلم قاعدة فهم الأمور الحياتية بل ، و كيفية التعامل السليم ، و الصحيح معها .

رابعاً :- العاطفة :- وهي المقصود بها تلك العلاقة التي تكون فيما بين العبد المسلم ، و ربه جل شأنه إضافة إلى الناس ، و الأشياء المحيطة به ، و العواطف الإسلامية هي عبارة عن تلك العواطف السامية ، و النقية ، و البعيدة كل الابتعاد عن العدوانية أو الانحراف أو التعصب ، و ذلك يرجع إلى ارتباطها في الأساس بفكرة التوحيد ، و الإيمان بالمولى عز وجل ، حيث يبني المسلم عاطفته في الأساس على أساس حبه لله جل شأنه مع الالتزام بتعاليم ، و أحكام الدين الإسلامي السمحة ، و الراقية ، حيث أن مفهوم العاطفة في الإسلام يتميز باعتماده على سلامة العقل ، و ضبط المشاعر الخاصة بالفرد المسلم ، و انفعالاته علاوة على ارتباطها المباشرة بالعقيدة .

خامساً :- الإرادة :- تعد الإرادة من أحد العناصر الهامة ، و التي يتمكن الفرد المسلم من خلالها السيطرة على الشخصية الخاصة به ، و ذلك وفقاً لمنهجاً سليماً ، و صحيحاً يجعله شديد المنعة عن فعل المحرمات أو المعاصي بل ، ويوفر له القوة التي يحتاجها من أجل أن يتحمل المصاعب أو المحن بل ، و تجعله ذلك الفرد القادر على تحمل المصاعب أو المحن بل تجعله ذلك الفرد القادر علة تحمل مسئوليته ، ومهامه الموكلة إليه مهما كانت ثقيلة ، و صعبة .

سادساً :- المقياس الإيماني للسلوك :- تعد الشخصية الإسلامية في الأساس هي تلك الشخصية ذات المقياس السلوكي الواضح ، حيث لا يقدم الفرد المؤمن على أي عمل يؤدي به إلى غضب المولى عز وجل ، و ذلك يرجع إلى قيامه بقياس أفعاله أو تصرفاته المختلفة بميزان الشريعة ، و لذلك فهو لا يؤذي الأخرين بل يصبح ذلك الفرد الإيجابي في تعامله مع من حوله نظراً لأن مخافة المولى جل شأنه لديه فوق أي اعتبار أخر .

سمات الشخصية المسلمة في ظل المتغيرات المعاصرة

السابق
ما هو البنكرياس
التالي
آثار المعاصي على النفس

اترك تعليقاً