الاسره والمجتمع

أثر الادخار على الفرد والمجتمع

مفهوم الادخار

الادخار هو توفير جزء من المال لاستخدامه لاحقاً، إذ إنّ للمال أهميّة كبرى لا سيما في توفير الحاجات اليوميّة، لذا من المهم تخصيص مبلغ صغير للقيام بادخاره واقتطاعه من الدخل الكلي للفرد أو العائلة.

طرق الادخار

إليكِ بعض طرق الادخار:

  1. سجلي كل مصروفاتك: هذه هي الخطوة الأولى للادخار، عليكِ تسجيل كل ما تصرفينه يوميًا لمدة شهر كامل مثلًا، ومن خلال ذلك، ستستطيعين تحديد إجمالي المصروفات، والتحكم في الأمر أكثر بترتيب الأولويات وتقليل الكماليات ومعرفة ما يستهلك معظم النفقات وهكذا.
  2. حددي الميزانية: بعد أن أصبح لديكِ فكرة جيدة عن متطلباتك خلال الشهر، يمكنك تحديد ميزانية لتنظيم المصروفات في بداية كل شهر، ويتضمن ذلك كل تفاصيل حياتك الصغيرة والكبيرة، فحاولي تقسيم الدخل الشهري في أظرف ورقية، وتخصيص ظرف لكل أسبوع، ما يسهل عليكِ متابعة النفقات على مدار الشهر، ولا تنسي أن تخططي لميزانية الطوارئ، كجزء أساسي من الميزانية.
  3. خططي للادخار: بعد تقسيم الميزانية للأساسيات والطوارئ والكماليات، جنبي جزءًا للادخار مناسبًا لكِ، وحاولي أن يكون على الأقل من 10 إلى 15% من دخلك، وإن لم تستطيعي تحقيق النسبة، ألقي نظرة أخرى على دفتر المصروفات، واسألي نفسك، إذا كان هناك فرصة لتقليل بعض الكماليات.
  4. دوّني أهدافك من الادخار: دائمًا ما يكون تحديد الأهداف محفزًا لنا على البدء والاستمرار حتى الوصول إلى ما نريد، ويفضل تحديد مدة زمنية تقريبية لادخار مبلغ معين، حتى يساعد ذلك في اتضاح الرؤية وتحقيق الهدف.
  5. رتبي أولوياتك: عند الادخار تختلف الأولويات من شخص لآخر، لذلك لا بُد من ترتيب أولوياتك وأهدافك التي تودين الادخار من أجل تحقيقها، حتى تستطيعي الصبر على مدة الادخار والتضحية بكماليات كثيرة.
  6. ابدأي بالادخار في أقرب وقت: عندما تنوين الادخار، ابدئي في أقرب فرصة، حتى لا تستمري في تأجيل الفكرة، وبمتابعة حجم المدخرات شهريًا، سيحفزك ذلك على المواظبة والالتزم بخطة المصروفات.

أثر الادخار على الفرد والمجتمع

يمكن ذكر الآثار الناتجة عن الادخار على الصعيد الفردي على النحو التالي:

الشعور بالسيطرة:

إنّ ادخار المال يمنح الأشخاص الشعور بالأمان، والقدرة على السيطرة على كافة المواقف التي قد يتم التعرّض لها في المستقبل، كما يمكّنهم من السيطرة على أحداث الحياة والتصرّف باسترخاء تجاهها بعيداً عن التوتّر والقلق.

إلى جانب القدرة على السيطرة على زمام الحياة، يمنح الادخار الأفراد قدرة على توسيع المدارك والخيارات في الحياة.

ضمان المستقبل:

يقصد بالمستقبل الوقت اللاحق الذي يتم ادخار المال لأجله، سواء أكان ادخار المال لاستخدامه في شراء الممتلكات، أو لاستخدامه في سداد ديون قروض التعليم، ما يعزز من شعور الفرد براحة البال، والاطمئنان، والتخلّص من المخاوف والتفكير الزائد.

التصدي للمواقف الطارئة:

قد يتعرّض الأشخاص في الحياة اليوميّة لعدد من المواقف الطارئة كفقدان وظيفة، عطل في السيارة، جهاز الكمبيوتر أو غيرها، ويساعد وجود خطّة ادخار ذكيّة وتوفّر مبلغ من المال على التصدي لهذه المواقف وعبورها بسهولة دون تكبّد عناء الالتزام بقرض أو دين ما لتغطية النفقات.

تحقيق التقاعد الأفضل:

يقصد بالتقاعد هو الفترة التي تبدأ بمجرّد توقّف الفرد عن العمل، حيث يساعد امتلاكه لمبلغ ادخار على تغطية تكاليف المعيشة الخاصّة به إلى جانب المبلغ الذي تصرفه الدولة، لذا كان لا بد من الحرص على التفكير المبكّر بخطة تقاعد مثاليّة.

تأمين مصدر دخل:

إن المال المدّخر يمكن القيام باستثماره في سوق الأسهم، لتحقيق الأرباح، ومن ثم النموّ شيئاً فشيئاً، وربما تخليص الفرد من العمل كلياً، والحصول على مصدر للدخل دون تكبّد عناء الاستيقاظ مبكراً للذهاب للعمل وكسب الرزق.

أما أثر الادخار على المجتمع فهو:

إنعاش الاقتصاد:

يسهم الادخار بإنعاش الاقتصاد، تبعاً لعدد من الدراسات التي ربطت ما بين معدلات الادخار المرتفعة، وتسريع عمليّة الانتعاش الاقتصادي، خاصّة أثناء مواجهة التحديات الاقتصادية المختلفة كالتضخّم وإفلاس البنوك والمحلات التجاريّة وإغلاقها.

تحقيق الأمن المالي:

يساهم الادخار في توفير مبالغ ماليّة في البنوك، وجمع الثروة، عوضاً عن الاعتماد على الديون والقروض، مما يحسّن من الأمن المالي للأفراد والمجتمع خاصّة، وتحقيق الأمن المالي للدولة بشكلٍ عام.

فوائد الادخار للاطفال

كثير من الأطفال ينفقون كل ما يأخذونه من مصروف أو نقود، ولا يدخرون أي شيء أبدًا، فإذا كان طفلكِ من هذا النوع، يجب عليكِ البدء في تعليمه قيمة النقود وأهمية الادخار والنصائح التالية ستساعدك في ذلك:

  • علمي طفلكِ التمييز بين رغباته واحتياجاته، اشرحي له أن الاحتياجات أساسية لا غنى عنها مثل الطعام والسكن والملابس، ورغباته هى كل ما يزيد عن ذلك ويمكن الاستغناء عنه، كشراء لعبة باهظة الثمن أو الذهاب إلى الملاهي، ليعرف كيف يحدد أولوياته.
  • ساعدي صغيركِ على تحديد هدفه من توفير المال والوقت الذي يحتاجه للوصول إليه، حتى يجد الدافع على الاستمرار في الادخار، ويتعلم كيف يحدد أولوياته.
  • اشتري لطفلكِ حصالة أو ساعديه في صنع حصالة لادخار المال، ومع الوقت افتحي له حساب توفير في أحد البنوك لتعزيز قيمة الادخار لديه أكثر، ستساعده هذه الطريقة على متابعة زيادة مدخراته، وتحديد أهداف أكبر.
  • علمي طفلكِ الادخار عن طريق اللعب، لعبة مثل “مونوبولي” تعلم الصغار قيمة المال والمحافظة عليه واتخاذ قرارت الإنفاق ومعرفة نتائجها.
  • شجعي طفلكِ على كسب ماله الخاص، ربما عن طريق القيام ببعض الأعمال المنزلية التي تناسب عمره بمقابل مادي تحددينه، مثل تلميع الفضيات أو تنظيف السجاد، كسب المال سيعلم طفلكِ قيمة العمل وتقدير مجهوده وصرف أمواله بتأنٍّ، ومن المهم أن تكون هذه الأعمال زائدة عن مهامه الروتينية اليومية، حتى يتعلم أنه يساعد بالمنزل لأنه جزء من العائلة وليس لأجل المال.
  • عوّدي طفلكِ على تدوين نفقاته اليومية، هذه الطريقة ستساعده على تقييم نفقاته وتعديلها بحسب أهدافه من الادخار.
  • قدمي لطفلكِ بعض المكافآت لتشجيعه على الاستمرار، خاصة إذا كان الهدف الذي حدده يحتاج لوقت طويل للوصول إليه، يمكنك مكافأته بمنحه مبلغًا مساويًا لما قام بادخاره من وقت لآخر.
  • تحدثي مع طفلك عن أهمية العطاء للجمعيات الخيرية أو للفقراء والمحتاجين، ويمكنه بذلك ادخار جزء بسيط من مصروفه والتبرع به ليشعر بقيمة ما يفعله.
  • اتركي لطفلكِ مساحة للخطأ، فالتسرع في إنفاق المال أو شراء شيء لا يحتاجه سيعلمه في المستقبل ما لا يجب دفع النقود فيه.
  • علميه قيمة النقود عن طريق إقراضه، وتحديد وقت وطريقة سداد الدين مسبقًا، وسيتعلم درسًا إضافيًّا وهو الصبر، حتى يصل لأهدافه دون أن يورط نفسه بأعباء فوق قدرته المادية.
  • تحدثي مع طفلكِ عن خططك للادخار، ووضع ميزانية المنزل الشهرية، يمكنك أيضًا طلب مساعدته في المقارنة بين أسعار السلع التي ترغبين في شرائها للحصول على ما تحتاجينه بأفضل سعر، سيشجعهم هذا على طلب مشورتك في طريقة إنفاق مدخراتهم.
  • كوني قدوة لطفلك، فالأطفال يتعلمون بالمشاهدة إذا كنت مسرفة ولا تستطيعين تحديد أولوياتك، فغالبًا سيكتسب صغيرك هذا الطبع منك.
  • يمكنك أن تشاركي طفلك في الادخار بأن تخصصي حصالة لكِ وتضعي هدفًا، واجعليه يشاهدك وأنتِ تحصلين عليه عند ادخارك لثمنه.

سلبيات الادخار

على الرغم من فوائد الادخار المذكورة سابقاً ، إلا أنه يوجد بعض الأسباب التي تجعل الناس بعيدين من الادخار، أي بما يساعدك على تغيير هذه الامور حتى تتمكن في النهاية من البدء بتوفير بعض المال للأيام الآتية. أنت لا تتدخر المال لأنك:

  1. تطوّر نمط حياتك بشكل مستمرّ: عندما تحصل على مردود أو مكافأة في العمل، فإن الفكرة الأولى التي تخطر لك هي الخروج وتحقيق بعض الترف. إن الشراء دفعة واحدة هو من العادات الأكثر خطورة التي يمكن المستهلكين تطويرها أمام المكاسب والأموال المفاجئة. ما يحدث هو أن تبرير كل عملية شراء حيث تقول لنفسك: “لا يزال لدي المال وسأحصل على مكافأة أخرى”. وبدلاً من التفكير في ترقية نمط حياتك وشراء الحاجات غير الأساسية، استخدم المبلغ المكتسب حديثاً للتحرر من العادات القديمة. قاوم إغراء صرف راتبك بكامله، وستجد أن القليل من الأمان المالي سوف يعطيك الشعور بحرية أكبر بكثير من ترقية نمط الحياة.
  2. أنت مماطل: “أن تبذل نفسك أولاً” هي القاعدة الذهبية للتمويل الذاتي. الفكرة العامة هي في ادخار نسبة معينة من راتبك واستخدام الباقي للفواتير والمصاريف الأخرى. إن المدخرين السيئين هم في كثير من الأحيان مماطلون، لأنهم يقولون لأنفسهم باستمرار أنهم سوف يوفرون المال في وقت لاحق. لكن لرفع الضغط عنك، استفد من الصراف الآلي في كل شهر فتسحب المبلغ الذي أنت بحاجة إليه فقط والتوقف عن تقديم أعذار التأجيل.
  3. أنت تعتقد أن في التوفير ضعفاً: المدخرون السيئون يدعون في بعض الأحيان أنهم يرغبون في “العيش الآن” بدلاً من الاستعداد للمستقبل. لا يمكنك الحصول على الكثير من المرح وعيش اللحظة الحاضرة إذا كنت تشعر وكأن مالك سينفد بعد قليل. في الواقع إن المدخرين يعيشون حياة أفضل لأنهم لا يجبرون على انتظار راتبهم المقبل في كل مرة يريدون فيها فعل شيء ممتع. وبدلاً من التركيز على ما تريد الآن والشعور بخيبة أمل لأنك لا تستطيع فعله، يمكنك البدء بالتفكير في الادخار. ثم سترى أن الادخار ليس واجباً، بل أنه تذكرتك إلى الحرية الماليّة.
السابق
دواء إي-ز-باكو E-Z-PAQUE لإجراء الفحوصات التشخيصية
التالي
أسباب حوادث السير ونتائجها

اترك تعليقاً