القرآن الكريم

أسباب نزول سورة الملك

سبب نزول سورة الملك

نزلت سورة الملك كباقي السور في القرآن الكريم متفرقةً، ولهذا تختلف أسباب نزول الآيات في السورة نفسها، ومن أسباب نزول الآيات في سورة الملك هو أنّ المشركين في مكة كانوا يتكلمون عن محمدٍ -صلى الله عليه وسلم- من وراء ظهره، ويقولون لبعضهم البعض أن يُسرّوا قولهم حتى لا يسمعهم الرسول -صلى الله عليه وسلم-، ولهذا نزل فيهم قوله تعالى: “وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ”، فالله تعالى هو الذي خلق الإنسان ويعلم سرَّه وجهرَه ويعلمُ ما في قلبِه، فلا يمكن لأيّ شخصٍ لذلك أن يُمثّل على الله أو يزدوج في شخصيته عند تعامله مع الله تعالى، ولهذا كان أساس الأعمال في الإسلام هو النوايا.

سبب نزول سورة القلم

  • قال تعالى: “وإنَّكَ لعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ”، لم يكن في قريش أحد يساوي بأخلاقه أخلاق محمد بن عبدا لله -صلى الله عليه وسلم-، فما كان أحد يدعوه من أصحابه أو أهل بيته إلا وقال لبيك؛ لذلك نزلت هذه الآية لتُبيّن عظمة أخلاق الرسول -صلى الله عليه وسلم-.
  • قال تعالى: “وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك”، نزلت عندما أراد الكفار أن يعينوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فيصيبوه بالعين، فعصم الله سبحانه وتعالى نبيه.

تفسير سورة الملك

فضل سورة الملك

ورد في سورة الملك العديد من الفضائل التي تحدّث عنها النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، ورواها أصحابه، يُذكر منها ما يأتي:

  • كان النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- يحبّ سورة الملك، ويداوم على قراءتها كلّ ليلةٍ، وذُكر أنّه يودّ لو أنّها في قلب كلّ مسلمٍ.
  • اتّبع أصحاب النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- خطاه في اهتمامهم بسورة الملك، فذات مرّةٍ سأل ابن عبّاس أحد جلسائه أن يحدّثه بحديثٍ يفرح له، فما كان قوله إلّا أن أوصاه بسورة الملك، يتعلّمها ويعلّمها صبيانه وأهله وجميع جيرانه.
  • ذكر ابن عبّاس أنّها المنجية من العذاب بإذن الله تعالى، والمجادلة عن صاحبها يوم القيامة، إذ تطلب من ربّها أن ينجّي صاحبها من النار، ومن عذاب القبر.
  • ذكر النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أنّها شفيعةٌ لأصحابها، فقال في فضلها: (إنَّ سورةً من القرآنِ ثلاثون آيةً، شَفَعَتْ لرجلٍ حتى غُفِرَ له، وهي: تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ).

أهداف سورة الملك

لا بدَّ في الحديث عن مقاصد سورة الملك أن يدور الحديث حول ملامح السور المكية التي اختصَّت بها وميَّزتها عن السور المدنية التي نزلت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعد الهجرة، فكغيرها من سور القرآن الكريم المكية تبدأ سورة الملك بالتعريف بعظمة الخالق -تبارك وتعالى- وبتفرده بالحق وحده وهذه من أعظم مقاصد سورة الملك، كما تدعو المسلمين جميعًا إلى التأمل والتدبر في خلقِ الله تعالى والتفكُّر بإتقان صنعته سبحانه، وتقرُّ أيضًا بربوبية الله أثناء عرض الدلائل على قدرته وحكمته وعلمه مبينةً الحكمة من وجود الخلق والحياة والموت أيضًا، قال تعالى: {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ * الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا ۖ مَّا تَرَىٰ فِي خَلْقِ الرَّحْمَٰنِ مِن تَفَاوُتٍ ۖ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَىٰ مِن فُطُورٍ * ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ}[٧]، وقد جعل الله تعالى ذلك في آيات جليلة تسلب الأذهان وتسحرُ القلوب بجمالها وصدقها.

ومن مقاصد سورة الملك أنَّ الله تعالى يبيِّنُ فيها فضيلةَ الإيمان بالغيبيات التي ذكرها الله ويوصي بمراقبة الله تعالى في السر والعلن من قبل المؤمنين، قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ * وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} ومن مقاصد سورة الملك أيضًا وجوب توكُّل المسلمين على الله تعالى وحده لا شريكَ له والابتعاد عن اللجوء لغيره من العبيد لأنَّ الله وحده من يملك الضر والنفع، قال تعالى: { قُلْ هُوَ الرَّحْمَٰنُ آمَنَّا بِهِ وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا ۖ فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ} ومن مقاصدها أيضًا أن يعلم المسلمون أنَّ الله وحده القادر على إنزال المطر بعد الجفاف ولا أحد غيره يستطيع أن يأتي بماء معينٍ لعباده المسلمين.

موضوعات سورة الملك

فوائد سورة الملك

للقرآن وتلاوته فضائل لا تعدّ ولا تحصى، فقد بيّن لنا النبي أجر قراءة حرف من القرآن فهو بعشر حسنات، كذلك ما للقرآن من آثار نفسية عميقة في قرارة نفوسنا فهو أفضل الحلول للتخلّص من الهمّ والغمّ، ومن فضائل القرآن أنه نور في الحياة وفي الممات ويوم القيامة، وإن كان الله جعل للقرآن تلك الخصال الفريدة فقد خصّ بعض السور بشيء من الفضل، والتي نذكر منها سورة الملك، كما وردت فضائلها فيما تناولته الأحاديث النبوي الشريفة في كثير من المواضع ومن ذلك ما روي عن أبي هريرة أن رسول الله قال: “إنّ سورةً من كتاب الله ما هي إلا ثلاثون آية شفعت لرجل حتى غفر له تبارك الذي بيده الملك “، ومنها قوله صلّى الله عليه وسلّم: “سورة من القرآن خاصمت عن صاحبها حتّى أدخلته الجنة تبارك الذي بيده الملك “، كذلك: “من قَرَأَها كل لَيْلَة مَنعه الله بهَا من عَذَاب الْقَبْر”، ومن السنة الفعلية ما روي عن النبي أنّه كان لا ينام حتّى يقرأ سورة السجدة وسورة الملك.

نرى هنا هذا الفضل العظيم لها، فهي تنجي صاحبها وتمنع عنه عذاب القبر، تُحاجّ عنه إذا جاءه الملكان ترافقه كذلك يوم القيامة فلا تتركه حتى تدخله الجنة، كل هذا يستوجب أن نلتزم بها ونتمثل ما تضمنته في حياتنا فهي جاءت لتقرّ بنفوسنا أن الملك الحقيقي لرب العزة وأننا جميعنا عبيد في حضرته، كذلك تذكرنا بحقيقة الاختبار الذي سينتهي ويبقى لنا ما قدمنا، ضرب لنا دلائل ومشاهد من عظمته فواجبنا هنا التفكر والتدبر في عظيم خلقه فنصبح أكثر إيماناً وخشيةً له، ويبين لنا في موقف من الرهبة حال الكافرين يوم القيامة لنزجر قلوبنا، حتّى بلغت بنا أن الطير ترزق بتوكلها على الله ونحن أولى بذلك، وفي مشهد ذكر النعم يذكرنا لعلنا نتعظ إننا عنها محاسبون فنحسن إليها فهي إلى الله مستردة يوماً.

سبب نزول سورة الحاقة

يتركز سبب نزول سورة الحاقة حول الآية الكريمة: “وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ” وقد ورد في سبب نزولها ما ورد في حديث عبد الله بن الزبير، قال: سمعت صالح بن هيثم يقول: سمعت بريدة يقول: قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- لعلي: “إن الله أمرني أن أدنيك ولا أقصيك، وأن أعلمك وتعي، وحق على الله أن تعي”، فنزلت: “وتعيها أذن واعية”

السابق
ما هي قراءة الحدر
التالي
ما هو قلب القراَن

اترك تعليقاً