الأدوية

أضرار العلاج الهرموني

الهرمونات

يمكن تعريف الهرمونات على أنّها مجموعة من المركبات الكيميائيّة التي يتمّ إفرازها من قِبَل الغدد الصمّاء في الجسم، فهي تلعب دوراً مهمّاً في إيصال الرسائل بين أعضاء الجسم المختلفة لتنظيم عملها، حيثُ يتمّ إفراز هذه الهرمونات في مجرى الدم لتنظّم العديد من العمليّات الحيويّة مثل درجة حرارة الجسم، ومعدّل نبض القلب، وعمليات الأيض، وعمليّات مهمّة أخرى، وبسبب أهميّة الهرمونات فإنّ أيّ خللٍ أو اضطرابٍ في نسبتها يؤدي إلى ظهور عدد من الأعراض والعلامات على الشخص، وتجدر الإشارة إلى أنّ خلل الهرمونات قد يحدث نتيجة ارتفاع نسبة أحد الهرمونات أو انخفاضها، ويمكن أن تظهر مشكلة خلل الهرمونات لدى النساء والرجال على حدٍّ سواء.

الفرق بين العلاج الهرموني والكيماوي

العلاج الكيماوي:

يُعدُّ العلاج الكيميائي أو الكيماوي (Chemotherapy) من أكثر خيارات العلاج شيوعاً المتَّبعة لعلاج أنواع عديدة من السرطان، كما يُعدُّ العلاج الأوَّلي لتدمير الخلايا السرطانيَّة، إذ يتمثَّل مبدأ عمل أدوية العلاج الكيماوي في استهداف الخلايا السرطانيَّة سريعة النموِّ في جزء محدَّد من الجسم، ويسمَّى حينها العلاج الكيماوي الموضعي (regional chemotherapy)، أو الخلايا السرطانيَّة سريعة الانقسام في الجسم عامَّة، ويُطلق عليها حينها اسم العلاج الكيماوي الجهازي (Systemic chemotherapy)، ويهدف استخدام العلاج الكيماوي إلى إبطاء تقدُّم المرض وتخفيف الأعراض المصاحبة له في مراحله المتقدِّمة حتى وإن كان الشفاء غير محتمل الحدوث، أو لتقليص الورم الموجود قبل الخضوع للجراحة، أو لإزالة أيَّة خلايا سرطانيَّة متبقِّية أو منع تكرار نموِّها بعد إجراء الجراحة، ومن ناحية أخرى أثبتت أدوية العلاج الكيماوي قدرتها على علاج حالات طبيَّة أخرى مثل:

  • أمراض نخاع العظم: يمكن علاج الأمراض التي تصيب النخاع العظمي وخلايا الدم عبر زراعة النخاع العظمي المعروفة باسم زراعة الخلايا الجذعيَّة، وكثيراً ما يُستخدم العلاج الكيماوي للتحضير لزراعة النخاع العظمي.
  • أمراض جهاز المناعة: قد تفيد جرعات منخفضة من أدوية العلاج الكيميائي في السيطرة على بعض أمراض جهاز المناعة، مثل مرض الذئبة، والتهاب المفاصل الروماتويدي.

أما العلاج الهرموني :

يعتبر العلاج الهرموني hormone therapy واحدا من العلاجات الجهازية المستخدمة لتخفيض احتمال ارتداد السرطان بعد الجراحة، أو تصغير حجم ورم كبير قبل استئصاله جراحيا، أو تلطيف الأضرار الناجمة عن سرطان منتشر، وفي مرحلة متقدمة.

وأثبتت الدراسات أن المعالجة الهرمونية تفيد في إطالة أعمار المصابات، كما أن لها فائدة وقائية ضد ظهور السرطان، أو انتشاره في السيدات اللاتي يحملن استعدادا قويا للإصابة به، ويمكن استخدام الهرمونات أيضاً لعلاج نقص الهرمونات التي تحدث في الجسم ، وهذا ما سنناقشه فيما يلي.

العلاج الهرموني البديل

العلاج بالهرمونات البديلة (Hormonal replacement Therapy)‏ هو أي شكل من أشكال العلاج الهرموني حيث المريض أثناء العلاج الطبي يتلقى الهرمونات إما أن تكمل نقص في الهرمونات التي تحدث بشكل طبيعي أو استبدال الهرمونات الأخرى على الهرمونات التي تحدث بشكل طبيعي.

الأدوية الهرمونية الرئيسية المُستخدمة في العلاج البديل بالهرمونات لأعراض انقطاع الطمث هي هرمونات الاستروجين والبروجستيرون، والبروجسترون هو هرمون الجنس الأنثوي الرئيسي الطبيعي، وموجود أيضاً في الأدوية المُصنعة المستخدمة في علاج هرمونات انقطاع الطمث.

على الرغم من أن كلا الهرمونين قد يكون لهما أعراض جانبية، فالبروجسترون خاصة يضاف إلى أنظمة العلاج بالاستروجين عندما يكون الرحم موجوداً. يُعزز العلاج بالإستروجين (لوحده دون البروجسترون) من سماكة بطانة الرحم ويمكن أن يزيد من خطر الإصابة بسرطان الرحم، و على العكس من ذلك يقلل البروجسترون من هذا الخطر.

كما يمكن أن تُستخدم الأندروجينات (مثل التستوستيرون) في العلاج أيضاً.

أضرار العلاج الهرموني

قد يسبب العلاج الهرموني عددًا من الأضرار المحتملة التي قد تكون قصيرة المدى أو طويلة المدى. نذكر منها:

1- مشاكل في الجهاز الهضمي

  • قد يسبب العلاج الهرموني مشاكل في الجهاز الهضمي، مثل الغثيان والإسهال والإمساك، وفقدان الشهية أو زيادتها. وغالبًا ما تكون الأعراض مؤقتة ويمكن التحكم بها من خلال الأدوية.

2- أعراض شبيهة بأعراض انقطاع الحيض

  • من أحد أضرار العلاج الهرموني هو ظهور أعراض شبيهة بأعراض انقطاع الحيض، مثل الجفاف المهبلي والهبات الحارة، حتى لو كانت المرأة قد تخطت مرحلة انقطاع الحيض.
  • وفي حال كانت المرأة ما زالت في سن الخصوبة، فقد تتوقف الدورة الشهرية في حال أخذ أدوية حاصرة لهرمون الملوتن، وقد تتوقف أو تصبح أخف عند أخذ دواء التاموكسفين.

3- تغيرات في العظام والعضلات

  • من الممكن أن يسبب العلاج الهرموني الامًا في المفاصل التي يمكن علاجها عن طريق تناول مسكنات الالام. وقد يسبب ترقق في العظام الذي يؤدي إلى هشاشة العظام.
  • فالتاموكسفين مثلًا يسبب ترقق العظام في حال أخذه قبل سن انقطاع الطمث، أما إذا تم أخذه في سن انقطاع الطمث، فهو يساعد على الحفاظ على قوة العظام.

4- مشاكل تخص الذاكرة

  • قد يصاحب العلاج الهرموني تراجعًا في الذاكرة الذي لا يمكن تفاديه طيلة فترة العلاج، وإنما يجب التعايش معه من خلال الحفاظ على دفتر يتم فيه كتابة الملاحظات.

5- الجلطات الدموية والسكتات الدماغية

  • من أضرار العلاج الهرموني زيادة خطر التعرض لأمراض الجهاز الدوراني، مثل الإصابة بالجلطات الدموية والسكتات الدماغية، ويزداد الخطر في حال تناول العلاج عن طريق الفم، ويقل إذا كان عن طريق بخاخ أو جل.
  • والجدير بالذكر أن خطر الإصابة لا يزداد عند استخدام الإستروجين لوحده، ولا يزداد كذلك في حال بدء العلاج بالإستروجين والبروجستين بعد مرور فترة أقل من 10 سنوات عن انقطاع الطمث.
  • أما في حال بدء العلاج بالإستروجين والبروجستين لمدة طويلة بعد مرور 10 سنوات من سن انقطاع الطمث فإن الخطر يزداد.

6- سرطان الثدي والرحم

  • من أبرز أضرار العلاج الهرموني هو زيادة فرصة الإصابة بسرطان الثدي، حيث أن العلاج الهرموني الذي يحتوي على الإستروجين والبروجستوجين يزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي بشكل أكبر وأسرع من العلاج الهرموني الذي يحتوي على الإستروجين وحده.
  • وكلما كانت فترة العلاج الهرموني أطول كلما ازداد خطر الإصابة بسرطان الثدي، مع العلم أنه عند توقف العلاج يعود مستوى خطورة الإصابة بسرطان الثدي إلى المستوى الطبيعي.
  • ويمكن تقليل خطر الإصابة عن طريق بداية العلاج بشكل مبكر، والعلاج بالبروجسترون المصغر بشكل متقطع، ازدياد خطر الإصابة بأمراض أخرى، مثل حصى الكلى والمرارة والخرف.
  • في حال عدم إزالة الرحم، قد يسبب العلاج الهرموني سرطان الرحم، خاصةً إذا لم يكن العلاج يتضمن هرمون البروجستين.

هل العلاج الهرموني يمنع الحمل

يمكن للعلاج الهرموني أن يُسبّب التوتّر الدائم الذي يُرافق مدّة العلاج، ما يُمكن أن يؤثّر سلباً على الخصوبة وفرص الحمل؛ حيث أنّ اللجوء إلى هذا العلاج بسبب المُعاناة من العقم أو تأخّر الإنجاب يُمكن أن يُسبّب التوتر والقلق والعكس صحيح فالقلق والتوتر يؤثّران أيضاً على الخصوبة بشكلٍ سلبي.

ومن المعروف أنّ القلق والتوتّر مُرتبطان بمشاكل التبويض، لذلك من الضّروري الانتباه خصوصاً في حال تأخّر الحمل كي لا يزيد التوتر والخوف من عدم الإنجاب لأنّ ذلك قد يُسبّب نوعاً من الضّغط النفسي الذي بدوره قد يؤثّر سلباً على فرص الحمل.

هل العلاج الهرموني يزيد الوزن

نعم ، فالعلاج الهرموني، وأنواع معينة من العلاج الكيميائي والأدوية مثل الستيرويدات يمكن أن تسبب كسباً في الوزن. فقد تجعل هذه العلاجات الجسم يحتفظ بالماء، وهو ما يجعل المريض يشعر أنه منتفخ وقد اكتسب وزناً زائداً.

هل العلاج الهرموني يغني عن الكيماوي

قال باحثون أمريكيون إن نحو 70 % من النساء المصابات بسرطان الثدي في مراحله المبكرة، واللائي يتراجع لديهن خطر عودة المرض يمكنهن تجنب العلاج الكيماوي بعد إزالة الورم، ودرس البحث، الذي عُرض خلال اجتماع الجمعية الأمريكية لعلم الأورام السريري في شيكاجو، كيفية علاج المريضات في الحالات المبكرة من سرطان الثدي التي تستجيب للعلاج الهرموني، والتي تكون سلبية التعبير لجين Her 2.

ويعتقد أن المرأة تواجه خطر عودة المرض استنادا إلى مقياس جيني؛ فاللائي يسجلن ما بين صفر وعشر درجات على هذا المقياس لا يعالجن بالكيماوي بعد إزالة الورم، ويتلقين فقط العلاج الهرموني بدلا منه. أما من يسجلن ما بين 26 ومئة فيتلقين العلاجين الكيماوي والهرموني معا.

ونشرت الدراسة، التي استغرقت عشر سنوات، والتي يطلق عليها اسم (تيلور اكس) كذلك في دورية نيو إنجلاند الطبية، وشملت أكثر من عشرة آلاف مريضة بسرطان الثدي الذي لم ينتشر إلى الغدد الليمفاوية، واللائي استجبن للعلاج الهرموني، ومنهن 6711 مريضة يعتقد أن المرض يمكن أن يعاودهن في الأجل المتوسط بعد إزالة الورم، وسجلن ما بين 11 و25 نقطة على المقياس الجيني، وحصلن على علاج هرموني فقط أو علاج هرموني وكيماوي.

وأظهرت الدراسة أن جميع النساء فوق سن الخمسين اللائي يعانين من هذا النوع من السرطان يمكنهن الاستغناء عن العلاج الكيماوي، وهذه مجموعة مثلت 85 % من إجمالي العينة محل الدراسة، وبالإضافة إلى ذلك يمكن للمريضات في سن الخمسين أو أقل واللاتي يعتقد أن المرض يمكن أن يعاودهن تجنب العلاج الكيماوي بآثاره الجانبية الضارة.

السابق
ما لون الضوء الذي لديه اقصر طول موجي
التالي
لماذا يستعمل العلماء الكتلة بدلا من الوزن في قياساتهم

اترك تعليقاً