العلوم الإنسانية

أين ظهرت الفلسفة ومتي

تعريف الفلسفة

  • الفلسفة (من اليونانية، φιλοσοφία‏ philosophia، والتي تعني حرفيًا “حب الحكمة”) هي دراسة الأسئلة العامة والأساسيةعن الوجود والمعرفة والقيم والعقل والاستدلال واللغة. غالبًا ما تطرح مثل هذه الأسئلة كمسائل لدراستها أو حلها. ربما صاغ مصطلح “فيلسوف (محب الحكمة)” هو الفيلسوف وعالم الرياضيات فيثاغورس (570 – 495 قبل الميلاد). تشمل الأساليب الفلسفية الاستجواب والمناقشة النقدية والحجة المنطقية والعرض المنهجي. تشمل الأسئلة الفلسفية الكلاسيكية: هل من الممكن معرفة أي شيء وإثباته؟ما هو الأكثر واقعية؟ يطرح الفلاسفة أيضًا أسئلة أكثر عملية وملموسة مثل: هل هناك طريقة أفضل للعيش؟ هل من الأفضل أن تكون عادلاً أو غير عادل (إذا كان بإمكان المرء أن يفلت من العقاب)؟هل لدى البشر إرادة حرة؟

نشأة الفلسفة تعريفها وأهميتها

نشأة الفلسفة

  • ظهرَت الفلسفة لأوّل مرّة في الفترة ما بَين القرنَين: 7ق.م ، و6 ق.م، وكان ذلك في مُدُن الحضارة اليونانيّة، إضافة إلى المُدن الواقعة في الساحل الغربيّ لآسيا الصُّغرى، ثمّ ظهرت بعد ذلك في إيطاليا الجنوبيّة، والمُدُن الساحليّة الواقعة في جزيرة صقلية، ثمّ وصلت إلى مدينة أثينا اليونانيّة.
  •  وممّا يدلُّ على أنّ الفلسفة قد نشأت عند اليونان، إجماع المُؤرِّخين على أنّ الفلسفة نشأت ضمن إطار العقلانيّة اليونانيّة، كما أنّ التراث اليونانيّ هو التراث الفلسفيّ الوحيد، والقديم الذي وصل إلينا بصورته الواضحة، على العكس من تُراث الحضارات الشرقيّة القديمة الذي اندثر مع مرور الوقت، وبذلك لا يمكن أن نجدَ فلسفة سَبَقت الفلسفة اليونانيّة.

 أهمية الفلسفة للفرد

  • تنمّي القدرات والمهارات عند المتعلم.
  • تقوّي السلوك العقلاني المنظم في الحياة النفسية، والاجتماعية، والفكرية، والدراسية للمتعلم، وتعززه.
  • تعزز امتلاك الثقافة الفلسفية والعلمية والقدرة على التعبير الدقيق، واليقظة الفكرية المنطقية والصارمة، والمراقبة الذاتية خلال الحوار الفلسفي والتعبير والتفكير.
  • تنمّي القدرة على مواجهة المشاكل، وإيجاد الحلول وبرهنتها.
  • تزيد القدرة على الفهم، والاستدلال الصحيح، والقراءة، والتعبير.
  • تنمّي القدرة على التركيب، والتنظيم، والتحليل، والتصنيف، والتعليل.
  • تنمّي وعي المتعلم لمحيطه وذاته.
  • تنمّي القدرة على إصدار الأحكام، والنقد، واتخاذ المواقف.
  • تعرّف الفرد على التراث الفلسفي الإنساني، وتزيد قدرته على التجاوب معه.
  • توعّي الفرد بمبادئ حقوق الإنسان، والعدالة الاجتماعية، وتمثلها، وتساهم في الدفاع عنها.
  • تزيد معرفة الفرد بالصراع الإيديولوجي والثقافي السائد في العالم، وتساعد على التعامل معه بإيجابية.
  • تزيد معرفة الفرد بالنظم الاقتصادية، والسياسية، والاجتماعية.
  • تمثّل الدفاع عن القيم العليا، كالحرية، والحق، والعدل، والتسامح. تمكّن معرفة سبل الحق واكتشافها والالتزام بها، إضافة إلى اكتشاف مزالق الباطل والشر، ومحاولة تجنبها.
  • تمنح الفرد القدرة على احتواء العنف الفكري، وتوجيهه نحو صلاح المجتمع والفرد والإنسانية.
  • تمثل قيم التسامح الديني، والفكري، والحضاري، وتزيد القدرة في الاعتماد على أسلوب الحوار أثناء التعامل مع الآخرين.

أهمية الفلسفة للمجمتع

  • تزوّد المجمتع بمبادئ، وأصول، وغايات النظام الاجتماعي والتربوي اللذين يحكمان المجمتع، والحياة الاجتماعية فيه.
  • تعتبر مصدراً للمنظومة التربوية التي تتكون من المدرسة، والأسرة، والمجتمع التي تستمد مناهجها، ومبادءها، ومادتها، وغاياتها، وأهدافها من فلسفة المجتمع خاصةً وفلسفة الحياة عامةً.
  • تنشئ أفراد المجتمع نشأةً اجتماعية، عن طريق تربية الأطفال، وتثقيف الأفراد بشكلٍ مستمر، وبذلك يعي الفرد وجوده الاجتماعي، والذاتي معاً.
  • تعرّف الفرد على الأصول الفلسفية للثوابت الوطنية.
  • توعّي التلاميذ بحقوقهم وواجباتهم في المجمتع، مثل واجبات المواطنة، وتنظيم المجتمع.
  • تمنح القدرة على التكيّف والمساهمة في تغيير المجمتع، علماً أنّ أي تغيير في المجتمع مبنيٌ على أسس فلسفية.
  • تزيد قدرة الفرد على تمثيل نظام وقيم مجمتعه. تكشف مشكلات المجتمع، وتساعد في حلها، كونها تعمق وعي الفرد، وتزيد قدرته على معرفة المشكلات، ثمّ كيفية التفاعل معها، والتعاون على حلها.

نشأة الفلسفة وتطورها

مراحل تطور الفلسفة

مرت الفلسفة بعدة مراحل حتى وصلت لما هي عليه الآن وهذه المراحل هي:

  • الفلسفة القديمة: ظهرت الفلسفة اليونانية القديمة في القرن السادس عسر قبل الميلاد، ومن أهم علماء الفلسفة في ذلك الوقت هم سقراط، وأفلاطون، وأرسطو، وكان لعلمهم تأثير كبير في أوروبا.
  • الفلسفة في العصور الوسطى: تعد الفلسفة في العصور الوسطة مرحلة انتقال الفلسفة إلى أوروبا والعالم الإسلامي، من القرن الخامس إلى القرن الخامس عشر، وتميزت هذه المرحلة باهتمامها باللاهوت، ومن أهم فلاسفة هذا العصر هو القديس أوغسطين، وانتشر بهذه المرحلة منظومة فكرية مدرسية، تبنت منهج فلسفي للاستقصاء، استخدم في التعليم في أوروبا الغربية، ويعد هذا المنهاج ترجمة لأعمال أرسطو والتوراة والنصرانية، ومن أشهر المدرسين الذين تبنوا هذا المنهج، هو القديس توما الاكويني، الذي جمع في فلسفته بين أرسطو والفكر اللاهوتي، وباتت فلسفته هي الفلسفة الرسمية الرومانية الكاثوليكية.
  • الفلسفة الحديثة: الفلسفة الحديثة هي مرحلة ارتباط الفلسفة الأوروبية بالعلم في خلال القرن السابع عشر، وتعد الفلسفة الحديثة نتاج النهضة التي حصلت في نهاية العصور الوسطى، وأحدثت نقلة نوعية بين الفلسفة في العصور الوسطى والفلسفة الحديثة، وقد نشأت النهضة في إيطاليا ونتج عنها اكتشاف الثقافة اليونانية والرومانية، وتقدم كبير في مجال الفلك، والرياضيات، والفيزياء، ومن مؤسسي الفلسفة الحديثة فرانسيس بيكون، ورينيه ديكارات، الذي أسس الفلسفة الحديثة، وعرض في كتابه المنهج رؤيته التي تستند على التفكير، والنقد، ومراجعة المعارف المكتسبة، وضرورة تأسيس طريقة معينة لتوجيه العقل، بالإضافة لذلك فقد أعطى أهمية للأنا المفكر، ويتمثل ذلك في عبارته الشهيرة “أنا أفكر إذن أنا موجود”، ومن فلاسفة العصر الحديث سبينوزا، ولايبنيز، وجون لوك، ودافيد هيوم، وإيمانول كانط، وهيجل، وماركس، ونيتشه، الذين طوروا الفلسفة الحديثة المبنية على العقلانية والجدلية والتجريبية.
  • الفلسفة المعاصرة: انتشرت الفلسفة المعاصرة في القرن العشرين، وشهدت خمس حركات رئيسية وهي الوجودية والظواهرية، وقد انتشرتا في أوروبا، والحركات الأخرى هي النفعية، والوضعية المنطقية، والبنيوية التفكيكية التي انتشرت في الولايات المتحدة وأوروبا، ومع الحرب العالمية الثانية انتشرت الوجودية، بسبب حاجة الناس لاستبدال القيم القديمة بقيمة جديدة أكثر نفعًا في تلك الفترة، ويعتبر الكاتب الفرنسي بول سارتر أهم فلاسفة الوجودية، وتحث الوجودية على ضرورة تحديد الفرد خياراته لأنه بذلك يعبر عن شخصيته، أما بالنسبة للفلسفة الظاهرية فقد أنشئت على يد الفيلسوف الألماني إدموند هوسر، الذي يعتقد بضرورة وصف الظواهر كما هي بدقة وبطريقة مستقلة بعيدًا عن الفرضيات، إما الفلسفة النفعية التي يمثلها وليم جيمس، وجون ديوي، التي تؤكد على اشتمال الأفكار على المعاني والحقائق التي يمكن تطبيقها، بالنسبة للفلسفة الوضعية فقد أنشئت في القرن العشرين في النمسا، وهي تؤمن بأن العلم مصدر كل شيء، وأن ما وراء الطبيعة لا فائدة منه، من أهم فلاسفة الوضعية المنطقية البريطاني ألفرد جون أير، أما الفلسفة البنيوية التفكيكية، فحاولت إيجاد حلول للمشكلات الفلسفية من خلال تحليل العبارات التي صيغت بها، ومن أهم فلاسفة البنيوية برتراند راسيل، لودفيج فيتجينشتاين.

من هم الفلاسفة الأوائل

  • سقراط
  • أفلاطون
  • أرسطو

متى ظهرت الفلسفة الإسلامية

ظهور الفلسفة الإسلاميّة

  • تشير الكتب التاريخيّة إلى أنّ المسلمين قد عرفوا الفلسفة بعد اختلاطهم باليونانييّن القُدماء؛ ودلالة ذلك أنّ كلمة الفلسفة هي مصطلح يوناني الأصل تم تعريبه، وهو بالأصل فيلاسوفيا ومعناه محبة الحكمة؛ وفق ما جاء في كتاب مفاتيح العلوم للخوارزمي عام 997م، المصادف 387 للهجرة، ويُشار إلى أنّ العلّامة المسلم الكندي هو أول فيلسوف مسلم سطع نجمه عام 252 هجري. يجدر بنا القول بأنّ الفلسفة الإسلاميّة موجودة منذ الأزل، منذ لحظة نزول القرآن الكريم؛ حيث يرادف كلمة فلسفة كلمة حكمة وهي ما جاء ذكره في القرآن الكريم، وتُستخدم غالباً بدلاً من الفلسفة التي تعتبر دخيلة إلى الفكر العربي الإسلامي؛ ويعتبر القرن التاسع هو عصر الذروة التي بلغتها الفلسفة الإسلاميّة بعد اطلاع المسلمين على الفلسفة اليونانيّة القديمة ولكن ليس عام ظهورها. شهدت الفلسفة الإسلاميّة تطوراً ملحوظاً عند انتقالها من مرحلة دراسة المسائل إلى مرحلة الدراسة بالاعتماد على الأدلة العقليّة، وتعتبر معرفة الله والإيمان بوجوده النقطة المشتركة ما بين المرحلتين، ويعود الفضل لابن رُشد في بلوغ التيار الفلسفي الإسلامي ذروته بعد أن تمسّك بمبدأ الفكر الحُر.

اين ظهرت الفلسفة الإسلامية

  • بدأت الفلسفة الإسلاميّة المبكّرة مع يعقوب بن اسحاق الكندي في القرن الثاني من التقويم الإسلامي (أوائل القرن التاسع الميلادي) وانتهت مع ابن رشد في القرن السادس الهجري (أواخر القرن الثاني عشر الميلادي)، وتزامن ذلك -على نطاق واسع- مع الفترة المعروفة باسم العصر الذهبيّ للإسلام. تميّزت وفاة ابن رشد بنهاية تخصّص معيّن من الفلسفة الإسلامية يدعى عادةً بالمدرسة المشّائيّة العربية بشكلٍ فعليّ، وانخفض النشاط الفلسفيّ بشكلٍ كبير في الدول الإسلامية الغربية مثل الأندلس وشمال إفريقيا.
  • استمرّت الفلسفة الإسلاميّة لوقت طويل في البلدان الشرقيّة الإسلاميّة، ولا سيما في الدولة الصفويّة الفارسيّة وفي الإمبراطوريات العثمانيّة والمغوليّة، حيث واصلت العديد من مدارس الفلسفة ازدهارها: السينوية (نسبةً إلى ابن سينا)، والرشدية (نسبةً إلى ابن رشد)، والفلسفة الإشراقيّة، والفلسفة الصوفيّة، وفلسفة الحكمة المتعالية، وفلسفة أصفهان.
  • قدّم ابن خلدون، في مقدّمته مساهمات مهمّة في فلسفة التاريخ. زداد الاهتمام بالفلسفة الإسلاميّة خلال حركة النهضة العربية “اليقظة” في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، واستمرّ حتى يومنا هذا.
  • كان للفلسفة الإسلاميّة تأثير كبير في أوروبا المسيحيّة، بحيث أدّت ترجمة النصوص الفلسفيّة العربيّة إلى اللاتينيّة “إلى حدوث تحوّل في جميع التخصّصات الفلسفيّة تقريبًا في العالم اللاتيني في العصور الوسطى”، مع تأثير قويّ بشكل خاصّ للفلاسفة المسلمين المتخصّصين بالفلسفة الطبيعية وعلم النفس والميتافيزيقيا.

السابق
طائر الحسون
التالي
علاج عسر الهضم

اترك تعليقاً