العلوم الإنسانية

أين نشأت الفلسفة

تعريف الفلسفة

  • الفلسفة (من اليونانية، φιλοσοφία‏ philosophia، والتي تعني حرفيًا “حب الحكمة”) هي دراسة الأسئلة العامة والأساسية عن الوجود والمعرفة والقيم والعقل والاستدلال واللغة. غالبًا ما تطرح مثل هذه الأسئلة كمسائل لدراستها أو حلها. ربما صاغ مصطلح “فيلسوف (محب الحكمة)” هو الفيلسوف وعالم الرياضيات فيثاغورس (570 – 495 قبل الميلاد). تشمل الأساليب الفلسفية الاستجواب والمناقشة النقدية والحجة المنطقية والعرض المنهجي.تشمل الأسئلة الفلسفية الكلاسيكية: هل من الممكن معرفة أي شيء وإثباته؟ما هو الأكثر واقعية؟ يطرح الفلاسفة أيضًا أسئلة أكثر عملية وملموسة مثل: هل هناك طريقة أفضل للعيش؟ هل من الأفضل أن تكون عادلاً أو غير عادل (إذا كان بإمكان المرء أن يفلت من العقاب)؟هل لدى البشر إرادة حرة؟
  • تاريخيا، “الفلسفة” تشمل أي مجموعة من المعرفة.من وقت الفيلسوف اليوناني القديم أرسطو إلى القرن التاسع عشر، شملت “الفلسفة الطبيعية” علم الفلك والطب والفيزياء.على سبيل المثال، أصبحت المبادئ الرياضية للفلسفة الطبيعية التي وضعها إسحاق نيوتن في عام 1687 مصنفة لاحقًا ككتاب في الفيزياء. في القرن التاسع عشر، قاد نمو جامعات الأبحاث الحديثة الفلسفة الأكاديمية وغيرها من التخصصات إلى الاحتراف والتخصص.في العصر الحديث، أصبحت بعض التحقيقات التي كانت جزءًا تقليديًا من الفلسفة من التخصصات الأكاديمية المنفصلة، بما في ذلك علم النفس وعلم الاجتماع واللغويات والاقتصاد.

تعريف الفلسفة عند أفلاطون

  • فلسفته
    لقد أسس أفلاطون الفلسفة المثالية وعرف الفلسفة بأنها السعي الدائم لتحصيل المعرفة الكلية الشاملة التي تستخدم العقل وسيلة لها وتجعل الوصول إلى الحقيقة أسمى غاياتها.
  • أوجد أفلاطون ماعُرِفَ من بعدُ بطريقة الحوار، التي كانت عبارة عن دراما فلسفية حقيقية، عبَّر من خلالها عن أفكاره عن طريق شخصية سقراط، الذي تمثَّله إلى حدِّ بات من الصعب جدًا التمييز بين عقيدة التلميذ وعقيدة أستاذه الذي لم يترك لنا أيَّ شيء مكتوب، بخلاف أفلاطون الذي ينسب إليه نحو أربعين كتابا، بينها سبع وعشرون محاورة موثوقة، في حين يعد الباقي إما مشكوكاً في نسبته إليه وإما منحولاً عليه بالكامل. وتتألق في الحوارات الأولى، المسماة “السقراطية”، صورة سقراط التي تتخذ طابعًا مثاليًاً؛ كما تتضح من خلالها نظريته في الصور المعقولة أو المثل التي هي أساس فلسفته.
  • استعارة الكهف حسب مفهوم أفلاطون للوجود  تميِّز الميتافيزيقيا الأفلاطونية بين عالمين: العالم الأول، أو العالم المحسوس، هو عالم التعددية، عالم الصيرورة والفساد. ويقع هذا العالم بين الوجود واللاوجود، ويُعتبَر منبعًا للأوهام (معنى استعارة الكهف) لأن حقيقته مستفادة من غيره، من حيث كونه لا يجد مبدأ وجوده إلا في العالم الحقيقي للـمُثُل المعقولة، التي هي نماذج مثالية تتمثل فيها الأشياء المحسوسة بصورة مشوَّهة. ذلك لأن الأشياء لا توجد إلاَّ عبر المحاكاة والمشاركة، ولأن كينونتها هي نتيجة ومحصلِّة لعملية يؤديها الفيض، كـصانع إلهي، أعطى شكلاً للمادة التي هي، في حدِّ ذاتها، أزلية وغير مخلوقة (تيميوس).

نشأة الفلسفة وتطورها

نشأة الفلسفة

  • ظهرَت الفلسفة لأوّل مرّة في الفترة ما بَين القرنَين: 7ق.م ، و6 ق.م، وكان ذلك في مُدُن الحضارة اليونانيّة، إضافة إلى المُدن الواقعة في الساحل الغربيّ لآسيا الصُّغرى، ثمّ ظهرت بعد ذلك في إيطاليا الجنوبيّة، والمُدُن الساحليّة الواقعة في جزيرة صقلية، ثمّ وصلت إلى مدينة أثينا اليونانيّة.
  • وممّا يدلُّ على أنّ الفلسفة قد نشأت عند اليونان، إجماع المُؤرِّخين على أنّ الفلسفة نشأت ضمن إطار العقلانيّة اليونانيّة، كما أنّ التراث اليونانيّ هو التراث الفلسفيّ الوحيد، والقديم الذي وصل إلينا بصورته الواضحة، على العكس من تُراث الحضارات الشرقيّة القديمة الذي اندثر مع مرور الوقت، وبذلك لا يمكن أن نجدَ فلسفة سَبَقت الفلسفة اليونانيّة.

بداية ظهور الفلسفة

  • مع ظهور المدينة في الحضارة اليونانيّة، ولأوّل مرّة في تاريخ البشريّة، ازدادت القضايا، والمسائل العامّة بين الناس بشكل غير خاضع للحَسْم، كما أصبح من اللازم إجراء سِجال عَلَنيّ، ونقاش مُدعَّم بحجج، وبراهين، بخصوص القرارات المُتعلِّقة بالمصلحة العامّة، وأصبح لكلِّ مواطن الحقّ الكامل في التعبير عن رأيه فيما يتعلَّق بقضايا الشأن العامّ، وساد النظام السياسيّ الديمقراطيّ ضمن نظام الدولة المدينة، ومن الجدير بالذكر أنّ هذه العوامل، وغيرها، مهَّدت الطريق لنشأة الفلسفة التي امتدَّ تاريخ نشأتها في الحضارة اليونانيّة من القرن 7ق.م، إلى القرن 4ق.م.

بداية التفلسُف (ما قَبل سُقراط)

  • كانت البداية الأولى لتطبيق الفعل الفلسفيّ اليونانيّ عند الحُكماء اليونانيّين (الحُكماء الطبيعيّين) ما قَبل سقراط، ويُعتبَر طاليس الذي فسَّر أَصْل الوجود بالماء أشهرَ هؤلاء الحُكماء، وهو صاحب المقولة الشهيرة: “العالَم يأتي من المُحيط، ويعود إلى المُحيط”؛ حيث اعتقد أنّ الماء هو أصل كلّ شيء، والمبدأ النظريّ الأوّل لتكوُّن الطبيعة، كما أنّ من الحُكماء المشهورين أيضاً هيراقليطس، وهو الذي قال إنّ أَصل العالَم من نار، وأناكساغوراس الذي اكتشف العِلّة المُحرِّكة؛ وهي العقل، وأنكسيمانس الذي قال إنّ أَصْل العالَم هو الهواء، ومن الجدير بالذكر أنّ هذه الآراء، والأقوال تُمثِّل حَدْساً فلسفيّاً خاليّاً من الخيال، والخُرافة، حيث ساهمت بشكل كبير في الوصول إلى المُسلَّمات التي تُفسِّر أَصْل الطبيعة، والوجود.

فلسفة سقراط وما بعده

  • تركَّزَ مفهوم الفلسفة في عصر سُقراط على ماهيّة الإنسان، ومعرفة الحقيقة، والعَدل، والخير، وذلك بناءً على تصوُّر عقليّ بَحت، بعيداً عن الحواسّ، ثمّ ظهرَ أفلاطون الذي ركَّزَ في موضوعاته الفلسفيّة على جوهر الأشياء، وحقائقها الثابتة، وتمثَّلَت الفلسفة عنده بمعرفة الخير للإنسان، وفَهْم حقائق الأشياء، وتُمثِّل الفلسفة عند أرسطو (تلميذ أفلاطون) معرفة المبادئ الأولى التي تُفسَّر بها طبيعة الأشياء، وبعد ذلك، تجمَّدَ موضوع الفلسفة، ولم تظهر أيُّ اجتهاداتٍ فلسفيّة جديدة.

الحاجة إلى الفلسفة

  • بعد استقلال العلوم عن الفلسفة برزت مشكلات بحجم التقدّم العلميّ والنهوض الحضاريّ، أعادت للفلسفة مكانتها وأظهرت الحاجة لها؛ وذلك لدورها في:تحفيز العقل، وجعلِه قادراً على التّمحيص والبحث العلميّ.
  • كشف الأوهام، وإزالة الخرافات التي تُعيق العقل وتُضلِّل البحث العلميّ. حاجة العلم المُستمرّة إلى فحصٍ فلسفيّ؛ لأنّ العلوم تعتمد على منهج ليس نتاجَها، ومبادئ غير متعلقة بها، كما إنّ جُرأة الفيلسوف مهمّة لموضوعيّة البحث العلميّ.
  • ترشيد العلوم لغايات اجتماعيّة تعود على المجتمع بالنّفع، وربط العلم بالأخلاق؛ لتَحول دون صيرورة العلم ضِدّ المجتمع.
  • إخضاع الاكتشافات العلميّة للقِيَم الإنسانيّة؛ لأنّ غاية العلم التوصُّل إلى نتائج واكتشافات، ولا يهمّه إن كانت تعود على المجتمع بالنّفع أو الضّرر.

متى ظهرت الفلسفة الإسلامية

  • ظهور الفلسفة الإسلاميّة تشير الكتب التاريخيّة إلى أنّ المسلمين قد عرفوا الفلسفة بعد اختلاطهم باليونانييّن القُدماء؛ ودلالة ذلك أنّ كلمة الفلسفة هي مصطلح يوناني الأصل تم تعريبه، وهو بالأصل فيلاسوفيا ومعناه محبة الحكمة؛ وفق ما جاء في كتاب مفاتيح العلوم للخوارزمي عام 997م، المصادف 387 للهجرة، ويُشار إلى أنّ العلّامة المسلم الكندي هو أول فيلسوف مسلم سطع نجمه عام 252 هجري.
  • يجدر بنا القول بأنّ الفلسفة الإسلاميّة موجودة منذ الأزل، منذ لحظة نزول القرآن الكريم؛ حيث يرادف كلمة فلسفة كلمة حكمة وهي ما جاء ذكره في القرآن الكريم، وتُستخدم غالباً بدلاً من الفلسفة التي تعتبر دخيلة إلى الفكر العربي الإسلامي؛ ويعتبر القرن التاسع هو عصر الذروة التي بلغتها الفلسفة الإسلاميّة بعد اطلاع المسلمين على الفلسفة اليونانيّة القديمة ولكن ليس عام ظهورها.
  • شهدت الفلسفة الإسلاميّة تطوراً ملحوظاً عند انتقالها من مرحلة دراسة المسائل إلى مرحلة الدراسة بالاعتماد على الأدلة العقليّة، وتعتبر معرفة الله والإيمان بوجوده النقطة المشتركة ما بين المرحلتين، ويعود الفضل لابن رُشد في بلوغ التيار الفلسفي الإسلامي ذروته بعد أن تمسّك بمبدأ الفكر الحُر.

أهداف الفلسفة

الفلسفة الإسلامية

  • من المصطلحات التي تُعبر عن أكثر من مدلول ولعل المعنى الرئيس هو إطلاق تركيب الفلسفة الإسلامية على إنتاج الفلاسفة المسلمين وثمرات عقولهم، سواءٌ حملت هذه الفلسفة صبغة إسلامية أم لا، ومما يُلاحظ ويؤخذ على هذه الفلسفات تأثرها الشديد بالفلسفة اليونانية وخصوصًا فلسفة أرسطو، لدرجة أنه يكاد يكون أعظم أهداف الفلسفة الإسلامية مسايرتها لفلسفة اليونان وبيان جوانب الالتقاء بينها وبين أفكار أرسطو، ومن أشهر الفلاسفة الذين دعوا إلى هذا الأمر وتمسكوا به ابن رشد والفارابي والكندي، كما دعا البعض الآخر إلى إطلاق مصطلح الفلسفة الإسلامية على العلوم الإسلامية الأصيلة التي تحتاج إلى الكثير من الفكر والنظر مثل علم الكلام وأصول الفقه، ويكون من أهداف الفلسفة الإسلامية في هذا المعنى الغوص في عمق النصوص الشرعية وسبر أغوارها وتحليلها تحليلًا يبدأ من النتيجة وينتهي بالسبب، وبالتالي معرفة فلسفة التشريعات والأحكام الإسلامية مع الاستعانة بعلم المنطق والمقدمات العقلانية التي حددها العلماء، ومن أهداف الفلسفة الإسلامية الدعوة إلى الانفتاح والتطور والنمو ومواكبة الواقع والحياة وفق منهج علمي عقلاني يهتم بالنص ولا يُغفل قدسيته ويُعطي العقل مجال كبير للتخيل والتفكير والتحليل وبالتالي إعطاء أفضل النتائج والمعلومات.

 

 

 

 

 

 

السابق
عمل كريم لليدين
التالي
دواء أزار-د ( azar-d ) لعلاج ضغط الدم الأولي

اترك تعليقاً