احكام الشريعة الإسلامية

احكام الصلاة في السفر

أحكام السفر

لمّا كانت حالة السفر تختلف عن حالة الإقامة، شرع الله -تعالى- لها مجموعة من الأحكام التي تناسبها وتتلاءم مع طبيعتها، ومن هذه الأحكام التي خصّ الله بها المسافر تخفيفاً لمشاق السفر الآتي:

  • قصر الصلاة الرباعية إلى ركعتين.
  • استنان الجمع بين الظهر والعصر، وبين المغرب والعشاء، سواء كان تقديم أو تأخير.
  • رخصة الإفطار في صيام رمضان.
  • عدم صلاة الجمعة للمسافر؛ لأنّها وجبت على المقيم فقط .
  • جواز صلاة النفل على الراحلة داخل السيارة، مثل: صلاة الضحى، وقيام الليل.
  • مدة المسح على الخفين تمتد لثلاثة أيام بلياليها.
  • ترك السنن الرواتب ما عدا سنة الفجر.

صلاة المسافر ابن عثيمين

بحث عن صلاة المسافر

رخص المسافر

إنَّ للمسافر أحكامًا خاصَّةً غير تلك التي تكون للمُقيم، فالله رحيمٌ بعباده وحكيمٌ بأمورهم ينصف فيما بينهم؛ فهو العادل -سبحانه- في كلِّ شيء، فالمُسافر يكون على مشقة وإرهاق مهما كان جسمه قويًّا، لذلك فقد أكرمه الله ببعضٍ من الرُّخص في العبادات حتى لا يجتمع عليه شقان، فإنَّ الله لا يجمع على امرئٍ عُسرين، وأوَّل الرُّخص التي لا بدَّ من التَّعرف عليها هي الصِّيام، سواء في شهر رمضان أو غيره، فيحقّ له الإفطار خشية وقوع الضرر والتَّعب، وقد حصل ذلك في أكثر من موقفٍ مع أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- فقد روي عن أبي سعيدٍ الخدري أنه قال: “سَافَرْنَا مع رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ إلى مَكَّةَ وَنَحْنُ صِيَامٌ، قالَ: فَنَزَلْنَا مَنْزِلًا، فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: إنَّكُمْ قدْ دَنَوْتُمْ مِن عَدُوِّكُمْ، وَالْفِطْرُ أَقْوَى لَكُمْ فَكَانَتْ رُخْصَةً، فَمِنَّا مَن صَامَ، وَمِنَّا مَن أَفْطَرَ، ثُمَّ نَزَلْنَا مَنْزِلًا آخَرَ، فَقالَ: إنَّكُمْ مُصَبِّحُو عَدُوِّكُمْ، وَالْفِطْرُ أَقْوَى لَكُمْ، فأفْطِرُوا وَكَانَتْ عَزْمَةً، فأفْطَرْنَا، ثُمَّ قالَ: لقَدْ رَأَيْتُنَا نَصُومُ، مع رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ بَعْدَ ذلكَ، في السَّفَرِ”، ولا يُنظر إلى وسيلة السفر في ذلك أبدًا؛ لأنّ رسول الله لم يأتِ عليها ولم يُحددها.

وأمَّا الرُّخصة الثانية فلا بدَّ من التنبيه أنّها تخص الصلاة، حيث يحقُّ في الصلاة من الرُّخص ما كرَّم الله الأمة به، وإنَّ الله يحبُّ أن تُؤتى رخصه كما تُؤتى عزائمه، لذلك فإنَّه لا بدَّ من الحديث عن أحكام المسافر، وكيفية صلاة المُسافر، والله في ذلك هو أعلى وأعلم.

كيفية صلاة المسافر

للحديث عن كيفية صلاة المسافر لا بدّ من التنبيه على مسألة السفر، ويُقصد بالسفر هو أن يخرج الشخص من البلد التي هو فيها وعن عمرانها وبنيانها ربما إلى المطار أو إلى مكانٍ بعيدٍ آخر، فإنّه بهذه الحالة يحقُّ له القصر في الصلاة وهو بأن يُصلّي الصلاة التي فُرضت رباعيةً فيأتيها بركعتين، فيكون ذلك خاصًّا في الظهر والعصر والعشاء، وذلك إن كان يقوم بالصلاة لوحده، أمَّا إذا صلَّى مع المقيمين في البلد أو وراء إمامٍ فإنّه يصلّي أربع ركعات مثلهم، ولا بدّ في قصر الصلاة أن يُنظر إلى المدة التي سيقيم فيها؛ فإن كانت أربعة أيام فما دون فإنّه يحقُّ له القصر، وأما إن كان سيقيم أكثر من أربعة أيام، فإنّه يُصلّي بدون قصرٍ صلاةً رباعيةً، ولكن في حال أشكل عليه الأمر ولم يجزم المدة بالضبط فإنّه يُصلّي بقصرٍ وحتى لو طالت إقامته أكثر من أربعة أيّام فربما عشرة والله في ذلك هو أعلى وأعلم.

الجمع في السفر

الجمع والقصر في السّفر

يقتصر القصر في السّفر على الصّلاة الرّباعيّة لتصبح ركعتين فقط، أمّا الصّلاة الثنائيّة كالفجر أو الثّلاثيّة كالمغرب تبقى عدد ركعاتها كما هي، أمّا الجمع يعني أن يجمع المصلّي بين صلاتي الظّهر والعصر، وبين المغرب والعشاء، في وقت الصّلاة السّابقة ويسمّى جمع تقديم، أو يؤدّي الصّلاتين في وقت الصلاة اللّاحقة، ويسمّى جمع تأخير. وللتوضيح أكثر يكون جمع التّقديم بين صلاتي الظّهر والعصر، إمّا في وقت الظّهر فينوي المصلّي المسافر صلاة الظّهر جمع تقديم مع العصر، ويؤدّيها ركعتين، وبعدها يسلّم، ويقوم لينوي صلاة العصر جمع تقديم مع الظّهر، ويؤدّيها ركعتين فقط ثمّ يسلّم، وبهذا يكون قد سقط عنه أداء فرضي الظّهر والعصر، أمّا إذا أجّل الصّلاة لتكون في وقت العصر تختلف النيّة فقط لتكون جمع تأخير مع الصّلاة بالكيفيّة المذكورة أعلاه، ومثلهما صلاتا المغرب والعشاء، أمّا صلاة الفجر فلا جمع ولا قصر فيها، إذ يؤدّيها المصلّي المسافر ركعتين في وقتها كما في حلّه، ويجب التركيز هنا على أنّه يجب أن تكون الصّلاة مرتّبة في القصر والجمع، فلا يجوز تقديم صلاة العصر على الظّهر، بل يؤدّي المصلّي فرض الظّهر ثم العصر، ومثلها ينطبق على الجمع والقصر في صلاتي المغرب والعشاء.

متى تقصر الصلاة

إن قصر الصلاة من الرخص التي أعطاها الله سبحاته وتعالى للمسلم للتخفيف عنه، ولا تقصر الصلاة إلا في حال توافرت الشروط التالية:

  • ألاّ يباشر المسلم في القصر إلا إذا تجاوز حدود بلده وبساتينها وضواحيها، فلا يجوز القصر قبل ذلك.
  • أن يكون نية للقصر قبل كل صلاة يؤديها المسافر.
  • أن يكون القصر في الصلاة الرباعية فقط.
  • ألاّ تكون الإقامة أكثر من أربعة أيام، فإذا نوى المسافر أن يقيم أكثر من ذلك، فيجب عليه أن يتم صلاته.
  • أن يبلغ المسافر مسافة 85كم وأكثر.
  • أن يكون السفر لأمر مباح أو لطاعة، لا لارتكاب المعاصي والآثام، لأن الرخص في الإسلام لا يجوز أن تتعلق في الآثام والمعاصي، لقوله تعالى: “فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ “ (سورة الأنعام الآية، 145).
  • أن ينتهي وقت القصر في حال وصول المسافر لوطنه، أو في حالة وصوله لمكان زوجته المدخول فيها، فعندها ينتهي القصر في الصلاة.

صلاة المسافر إذا وصل

جمع وقصر مشتركتي الوقت كالظهر والعصر والمغرب والعشاء إذا وصل المسافر إلى منزله، فإنه لا يجوز ذلك إلا إذا وصل في وقت الأخيرة منهما، فيجوز الجمع دون القصر، أما إذا وصل في وقت الأولى، فإنه يصلي الأولى فقط دون قصر، فإذا جاء وقت الأخرى صلاها كما يصلي المقيم، لأنه مقيم، مع التنبه إلى أن المغرب لا تقصر.

والحاصل أنك إذا رجعت إلى منزلك بعد المغرب صليت المغرب في وقتها، ثم صليت العشاء في وقتها تامة غير مقصورة.

السابق
أكل أموال الناس
التالي
أحكام الحيض والاستحاضة

اترك تعليقاً