أمراض

الاسترواح الصدري

الاسترواح الصدري

الاسترواح الصدري

الاسترواح الهوائي هو انخماص الرئة. تَظهَر حالة انخماص الرئة عندما يتسرَّب الهواء للمساحة بين الرئة لديكَ وجدار الصدر. يضغط هذا الهواء على الناحية الخارجية لرئتكَ؛ مِمَّا يجعلها تفرُغ وتنطوي. قد يُسبِّب الاسترواح الهوائي انخماصًا كاملًا للرئة، أو انخماصًا لجزء منها فقط.

قد ينتج الاسترواح الهوائي عن إصابة حادة أو مخترقة في الصدر، أو بعض الإجراءات الطبية، أو تَلَفٍ ناتج عن مرض كامن في الرئة. وقد تَحدُث من دون سبب واضح. عادةً ما تتضمَّن الأعراض، الشعور بألم مفاجئ في الصدر وضيق في التنفُّس. في بعض الأحيان، قد يكون انخماص الرئة حدثًا مهدِّدًا للحياة.

عادةً ما يتضمَّن علاج الاسترواح الهوائي إدخال إبرة أو أُنبوبة صدرية بين الضلوع لإزالة الهواء الزائد. رغم ذلك، قد يُشفى الاسترواح الهوائي الصغير من تلقاء نفسه.

عملية الاسترواح الصدري بالمنظار

يتم إحداث شق في جانب الصدر في العملية، ومن خلاله يتم إدخال كاميرا صغيرة قطرها 10 مم. يستعمل هذا الإجراء لأغراض علاجية مختلفة بالإضافة إلى التشخيص.

يستخدم بغرض التشخيص خاصةً في حالات الشك بتواجد انصباب جنبي، أو بهدف إستخراج خزعة من كتلة في الجنبة، في المنصف (غالباً ما تكون في عقدة ليمفاوية) أو من الرئة نفسها. في هذه الحالات يتم إدخال الكاميرا بالإضافة إلى أداة أخرى وظيفتها إستخراج الخزعة، ويتم ادخالها من خلال شق صغير آخر.

هناك حالات يكون الهدف الأولي لهذا الإجراء هو التشخيص لكن فيما بعد، وأثناء العملية، يتقرر إستخدامه لغرض علاجي، فيتم إدخال جهازين اضافيين من خلال شقوق صغيرة أخرى يتم إحداثها أثناء العملية الجراحية. بمساعدة هذا الإجراء يمكن علاج الانصباب الجنبي (بما في ذلك الدبيلة)، التصاق الجنبي (Pleurodesis)، إستئصال قطعة جزئية من الرئة، إستئصال سرطان الرئة، كتل في المصنف، جراحة المريء، شفط السوائل المتراكمة في تأمور القلب (Pericardium)، قطع الودي (Sympathectomy) بالإضافة إلى علاج إنفتاق الغضروف ما بين الفقرات (Intervertebral disc herniation).

 

 

أسباب تركيب الأنبوبة الصدرية

أسباب وعوامل خطر الاسترواح الصدري

من الممكن أن تحدث الإصابة بالاسترواح الصدري المكتسب خلال تلقي علاج طبي بسبب حدوث ثقب بغلاف الرئة، أو عند التعرض لإصابة حادة في الصدر نتيجة لحادث سيارة أو للسقوط من ارتفاع كبير، وكذلك نتيجة للإصابات التي تخترق الصدر كالإصابة بطعنة سكين أو بعيار ناري على سبيل المثال.

أما الاسترواح الصدري الذاتي، فهو عادة ما يكون نتيجة لمرض رئوي، مثل مرض الانسداد الرئوي المزمن (COPD – Chronic Obstructive Pulmonary Disease), الربو (Asthma), والتليف الكيسي (Cystic Fibrosis). وفي بعض الحالات النادرة، يكون ناجما عن الإصابة بسرطان رئوي أو بنقائل سرطانية في الرئتين (metastases)، خاصة سرطان السركوما (Sarcoma).

العامل الذاتي الأكثر انتشارا، الذي يسبب الإصابة بالاسترواح الصدري, هو استرواح الصدر العفوي الابتدائي (Primary spontaneous pneumothorax). يكون أغلب المصابين به (بشكل غير واضح تماما) شباب نحيفون وطوال القامة، في سنوات العشرين من العمر، وهم عادةً ما يعانون من آلام مفاجئة في الصدر، مصحوبة بضيق في التَّنَفُّس، حتى دون القيام بأي مجهود جسدي شاق. وقد بيّنَت بعض الأبحاث أن هنالك احتمالا لدى هذه الفئة من الأشخاص لتشكّل الفقاعات (Bleb) في الجزء العلوي من الرئة، لكن سبب ظهور هذه الفقاعات أو وظيفتها ما زال غير واضح. الفرضية السائدة هي أن هنالك علاقة للالتهاب بمجرى الهواء. سبب حدوث الاسترواح الصدري الذاتي هو تمزق إحدى الفقاعات الموجودة على غشاء الرئة الداخلي (visceral pleura). يسمح تمزق غشاء الرئة بمرور الهواء بين داخل الرئة وبين الأغشية  التي تغلفها، ويتيح تراكم الهواء بينهما.

تظهر الدراسات أن التدخين يزيد من وتيرة وسرعة تمزق الفقاعة.

أحد العوامل الذاتية الإضافية التي تؤدي لحدوث الاسترواح الصدري، هو الإصابة بمرض الانسداد الرئوي المزمن (Chronic obstructive pulmonary disease – COPD). يتميز هذا المرض بالتوسع المرضي لفراغات الهواء الصغيرة الموجودة في الرئه، والمعروفة باسم الفقاعات (Bullae). ينشأ الاسترواح الصدري  بسبب تمزُّق إحدى الفقاعات (Bullae). ويؤدي الاسترواح الصدري العفوي لتفاقم أعراض (بالاساس ضيق التنفس) أمراض الرئتين التي أدت إلى حدوثه.

فقاعات هواء في الرئة

الفقاعة الرئوية(Bullae) عبارة عن حيز هوائي تحيط به أنسجة الرئة التي التالفة. هذه الفقاعات تسبب مرض نفاخ الرئة(Emphysema).

المسببات لتكون الفقاعات وبالتالي للإصابة بمرض النفاخ هي:

التدخين، التلوث البيئي والمرض الوراثي المسمى نقص مضاد التريبسين ألفا 1(Alpha1-antitrypsin deficiency).

في كل هذه الحالات, تتعرض التجويفات الهوائية الصغيرة والتي تدعى الأسناخ أو الحويصلات الرئوية في الرئتين, للضرر. عندما تتضخم هذه التجويفات فإنها تقوم بدفع أنسجة الرئة السليمة وفي مرحلة معينة من المرض تسبب ظهور أعراض المرض وخاصة ضيق التنفس والسعال.

تكون هنالك حاجة لإجراء جراحة استئصال الفقاعات هذه عندما تظهر فقاعات في فحص التصوير المقطعي المحوسب والتي تؤدي لظهور أعراض المرض المذكورة أعلاه. أو عندما تظهر مضاعفات هذه الفقاعات مثل استرواح الصدر(Pneumothorax) أو نفث الدم (Hemoptysis). يجب القيام بتقييم المريض من الناحية التنفسية وعن طريق منظار الشعب الهوائية(Bronchoscopy) قبل الجراحة. إضافةً الى ذلك, قبل القيام بالجراحة: يتم إرشاد المريض حول كيفية السعال الناجع وكيفية التنفس بعمق، كما يتم علاجه عن طريق العلاج الطبيعي التنفسي والأدوية التي تحسن من عمل الرئتين.

من المهم أن يُقلع المريض عن التدخين بأسرع وقت ممكن قبل الجراحة. يتم استئصال الأنسجة الرئوية المريضة مع أقل قدر ممكن من الأنسجة الطبيعية. الجراحة المتبعة تتم عن طريق  بضع الصدر(thoracotomy)(أي شق القفص الصدري تحت تأثير التخدير العام). يتم القيام بالقص(sternotomy) الطولي خاصة عندما تكون هنالك حاجة للقيام بالجراحة في كلا جهتي القفص الصدري في آن واحد. ففي هذه الجراحة يتم شق عظمة الصدر مع كل ما ينطوي عليه ذلك. هذه الجراحة مشابهة لما يتم عمله عند اجراء جراحة القلب. طريقة تنظير الصدر (thoracoscopy) لا تعتبر محبذة.

هواء في رئة المولود

يُشتبه في وجود إصابةٍ باسترواح الصدر عند حديثي الولادة الذين يعانون من اضطراباتٍ رئويَّةٍ كامنة، أو حديثي الولادة الذين خضعوا للضغط الهوائي الإيجابي المُستمر CPAP، أو الذين تفاقمت عندهم الضَّائقة التنفُّسيَّة خلال فترة استعمالهم للمنفسة، أو الذين عانوا من هبوطٍ في ضغط الدَّم أو من كليهما. قد يُلاحظ الأطبَّاء عند فحصهم لحديثي الولادة هؤلاء تضاؤل أصوات الهواء الداخلة والخارجة من الرئة على جهة استرواح الصدر. عند حديثي الولادة الخُدَّج، يمكن استخدام ضوء الألياف البصريَّة fiber-optic light لاختبار شفوف الجانب المصاب من صدر حديث الولادة عند وجوده في غرفة مظلمة (التَضَوُّء الإيجابي positive transillumination). يُستَعملُ هذا الإجراء للتَّحرِّي عن وجود هواء في المنطقة المحيطة بالرئتين (الجَوف الجَنبِي pleural cavity). يساعد تصوير الصَّدر بالأشعَّة السِّينية على وضع التَّشخيص النهائي.

ليس من الضروري مُعالَجَة حديثي الولادة الذين لا يُعانون من أيَّة أعراض. يمكن وضعُ حديثي الولادة المولودين في أوانهم، والذين يعانون من أعراضٍ خفيفة، في خيمة صغيرة يُضَخُّ إليها الأكسجين (غطاء الأكسجين)، بحيث يتنفَّسون هواءً يحتوي على كمية من الأكسجين أكبر من الكميَّة الموجودة في هواء الغرفة. ولكن، إذا كان تنفس الوليد ضعيفًا أو إذا انخفض مستوى الأكسجين في الدَّم، وخصوصًا إذا كان دوران الدَّم ضعيفًا، فيجب سحب الهواء بسرعة من تجويف الصدر. يتمُّ سحب الهواء من تجويف الصدر باستخدام إبرة ومحقن. قد تستلزم معالجة حديثي الولادة الذين يُعانون من إجهادٍ شديد أو خضعوا للضغط الهوائي الإيجابي المُستمر CPAP، أو يستعملون المنفسة، وضعَ أنبوبٍ بلاستيكيٍّ في تجويف الصدر للشَّفط المستمر، وسحب الهواء من تجويف الصدر. ويمكن إزالة الأنبوب بعد عدة أيامٍ عادةً.

ويمكن رؤية استِرواحَ المَنصِف من خلال صور الأشعَّة السِّينية، ولا يتطلَّب أيَّة مُعالجة.

ثقب الرئة

أعراض ثقب الرئة

تختلف الأعراض والعلامات من مصاب إلى اخر، وذلك لأن هذه الأعراض تظهر على المصاب استنادًا إلى حالة الرئة المثقوبة، أي كلما زادت الأضرار على هذه الرئة زادت الأعراض سوءً، ومن أهم هذه الأعراض والعلامات ما يلي:

  • ضيق في التنفس: وذلك لعدم قدرة الرئتين على التمدد بشكل كامل وطبيعي نتيجة الضغط الشديد الناجم عن هذا الثقب.

  • ألم في الصدر: يعاني المصاب بثقب الرئة بالام حادة في منطقة الصدر في أغلب الأحيان بسبب التهيج الذي يحدث في الأنسجة المبطنة للرئة نتيجة وجود هذا الثقب.

  • ألم في الكتف: ومن الأخبار غير السارة أن في بعض الحالات قد يتمدد الألم حتى يصل إلى الكتف والظهر، ويزداد الشعور بهذا الألم مع السعال.

  • انخفاض أصوات التنفس: قد لا يسمع الهواء الداخل والخارج من الرئة في بعض الأحيان خاصة على الجانب المصاب والمتضرر، وذلك نتيجة عدم تمدد الرئتين بشكل كامل كما ذكر سابقًا.

السابق
دواء ايميمايسين – emimycin لعلاج التهاب الجيوب الأنفية الفكي الحاد
التالي
دواء إينابريل – enapril لعلاج قصور القلب

اترك تعليقاً