اضرار

التدخين يزيد من خطر مرض الزهايمر

مرض الزهايمر

يُعتبَر مرض الزهايمر (Alzheimer’s Disease) أحد أكثر أشكال أمراض الخرف انتشاراً، ويُطلق مصطلح الخرف على حالات فقدان الذاكرة وفقدان القدرات الإدراكيّة بشكلٍ عامٍّ. ويتسبّب الزهايمر في إحداث مشاكلَ في الذاكرة، والتفكير، وطريقة التصرّف نتيجةً لحدوث تغييراتٍ مجهريّةٍ في خلايا الدماغ، ويجدر التنبيه إلى أنّ مرض الزهايمر لا يُعتبَر جزءاً طبيعيّاً من تقدّم العمر والشيخوخة، وإنّما هو حالة مرضيّة.

كيف يشعر مريض الزهايمر

يبدأ حدوث التغيّرات في خلايا الدماغ قبل ظهور الأعراض بفترةٍ طويلةٍ، وتبدأ الأعراض بشكلٍ تدريجيٍّ وبطيءٍ وتزداد سوءاً مع مرور الوقت حتى تُحدث هذه الأعراض مشاكل في القدرة على القيام بالأنشطة اليوميّة. ومن الأعراض التي قد يُحدثها مرض الزهايمر ما يأتي:

  • فقدان في الذاكرة والنسيان بكثرة: يُعتبَر فقدان الذاكرة والنسيان الأعراض الأولى التي تظهر على مريض الزهايمر، وقد تكون الأعراض الوحيدة التي يُمكن مُلاحظتها، إلّا أنّ فقدان الذاكرة يستمرّ ويزداد مع مرور الوقت ليؤثّر في قدرة الشخص على العمل والقيام بواجباته، وهذا الذي يُميّزه عن النسيان الطبيعيّ الذي قد يتعرّض له جميع الأشخاص؛ فمثلاً قد يُكرّر مريض الزهايمر الكلام والأسئلة دون وعيٍ بتكرارها، كما قد ينسى المواعيد والمُحادثات فلا يتذكرها في وقتٍ لاحقٍ، بالإضافة إلى وضع حاجيّاته في أماكن غير منطقيّةٍ ونسيانها، وضياعه عند تواجده في أماكن مألوفةٍ لديه، وصعوبة انتقائه للكلمات، ويؤدّي مرض الزهايمر في نهاية الأمر إلى نسيانه لأسماء أفراد عائلته وأموره اليوميّة.
  • صعوبة في التفكير والتبرير: يجد مريض الزهايمر صعوبةً في التركيز والتفكير خاصّةً في المفاهيم المُجرّدة كالأرقام؛ فيصعب على المريض دفع الفواتير وإجراء الحسابات المادية، كما يتسبّب المرض بصعوبة إجراء عدّة مهامّ في الوقت ذاته ، ويمكن أن تتسبّب هذه الصعوبات والعقبات في عدم القدرة على التعامل مع الأرقام وإدراكها عند تطوّر المرض.
  • صعوبة اتّخاذ الأحكام والقرارات: يَصعب على المُصاب بمرض الزهايمر القدرة على التعامل مع المشاكل اليوميّة مثل المواقف المُفاجئة أثناء القيادة، وتزداد حدّة هذه الصعوبات مع مرور الوقت بشكلٍ أكبر.
  • صعوبة القيام بالمهامّ المألوفة: يتسبّب مرض الزهايمر مع تقدّمه بإيجاد المصاب صعوبة في التخطيط وعمل المهامّ المألوفة التي تحتاج إلى خطواتٍ متسلسلة، مثل التخطيط لطبخ وجبةٍ معيّنةٍ، كما قد يتسبّب في الحالات المتقدّمة بعدم قدرة الشخص على القيام بالأمور والمهامّ الأساسيّة كالاستحمام أو ارتداء الملابس، ولكن من المهمّ معرفة أنّ العديد من المهارات التي تمّ تعلّمها في الصغر لا تُفقَد إلّا في المراحل المتقدّمة جداً من المرض؛ وذلك لأنّ الجزء من الدماغ الذي يحتفظ بالمعلومات التي اكتُسبَت في مراحل الحياة المُبكّرة يتأثّر في مراحل المرض المتأخّرة فقط.
  • تقلُّبات في الشخصيّة وطريقة التصرّف: قد يتسبّب المرض بإحداث تغييراتٍ في طريقة تصرّف الشخص المُصاب وشعوره، فيمكن أن يُعاني المريض من الاكتئاب، واللامبالاة، والانسحاب الاجتماعيّ، وتقلّبات المزاج، وفقدان الثقة في الآخرين، والعدوانيّة، والشرود، وحدوث الأوهام، وتغيّر في طبيعة النوم، وفقدان الضوابط.

متى تظهر أعراض الزهايمر

تختلف الأعراض والعلامات الظاهرة على مرض الزهايمر باختلاف مرحلة المرض، كما ويختلف تطوّر المرض باختلاف الأشخاص، وتُساعد معرفة كيفية تطور الحالة عائلة المريض والأطباء على اختيار أساليب العلاج والرعاية اللازمة.

  • المرحلة ما قبل السريريّة: تبدأ التغيرات الدماغية في المرحلة ما قبل السريريّة، إلّا أنّ المُصاب لا تظهر عليه أي علامات أو أعراض خلالها، وقد تستمر المرحلة ما قبل السريريّة لعدة سنوات وعقود، وعادة ما يتم الكشف عن المرض خلالها عند إجراء البحوث والدراسات من خلال الفحوصات التصويريّة، والعلامات الحيويّة، بالإضافة للاختبارات الوراثية.
  • الاختلال الإدراكي البسيط: تتضمن الأعراض الظاهرة في هذه المرحلة على النسيان الخفيف؛ كنسيان بعض الأحداث، والمواعيد، والمُحادثات والحوارات، ونادراً ما تؤثر هذه المرحلة في قدرة المُصاب في العمل أو في تكوين العلاقات الاجتماعية، إلّا أنّها قد تؤثر في قدرته على اتخاذ القرارات وتقدير الوقت. ويُمكن أن يُخطئ البعض عند بدء هذه الأعراض بالظهور بالاعتقاد أنّها جزء من أعراض التقدم في العمر فحسب.
  • الخرف الطفيف: عادة ما يتم تشخيص الإصابة بمرض الزهايمر خلال مرحلة الخرف الطفيف؛ حيث تبدأ مُعاناة المُصاب بمشاكل في التفكير والذاكرة تؤثر في قدرته على القيام بوظائفه اليوميّة؛ كنسيان المعلومات الحديثة، وإعادة نفس السؤال أكثر من مرة، وتغيّرات في الشخصية والمزاج، واضطرابات في ترتيب الأفكار والتعبير عنها، والضياع وإضاعة الأشياء والممتلكات الشخصية. وعادة ما يبدأ المريض بالإحساس بفقدان الذاكرة في هذه المرحلة، كما ويلاحظها من حوله.
  • الخرف المتوسط: عادة ما تكون مرحلة الخرف المتوسط أكثر مراحل مرض الزهايمر طولاً، وقد يُعاني خلالها المريض من زيادة في ضعف اتخاذ القرار، والارتباك، وفقدان أعمق في الذاكرة، والحاجة للمساعدة في ممارسة الوظائف اليومية، وصعوبة في تعلّم معلومات جديدة، وصعوبة في تذكر المريض لاسمه، وفقدان الإحساس بالوقت والمكان، والعصبية والتهيّج خصوصاً في آخر اليوم.
  • الخرف الشديد: يؤثر المرض في مرحلة الخرف الشديد بشكل كبير في النشاط البدني للمريض، وفي قدرته على الحركة؛ فعادة ما يفقد المرض قدرته على المشي، والجلوس، وتناول الطعام، بالإضافة لفقدانه القدرة على التواصل والتحدث بشكل مفهوم، وفقدان التحكّم بالمثانة والحركة المعوية، وفقدان الوعي بما يدور من حوله. وتجدر الإشارة إلى أنّ مريض الزهايمر عادة ما يكون أكثر عُرضة للإصابة بالعدوى خلال هذه المرحلة الأخيرة من المرض.

تشخيص مرض ألزهايمر

يستطيع الأطباء تشخيص 90٪ من حالات مرض الزهايمر تشخيصا دقيقا. يمكن تشخيص هذا المرض نهائيا فقط بعد الموت، وذلك باستخدام الفحص المجهري للكشف عن اللويحات (Plaques) والحُبَيْكات (Tangles).

للتمييز بين مرض الزهايمر وبين مسببات أخرى لفقدان الذاكرة، يعتمد الأطباء عادة على الاختبارات التالية:

  • فحوصات مخبرية
  • اختبارات علم النفس العصبي (Neuropsychology)
  • اختبارات مسح الدماغ

من خلال التمعن بصور مسح الدماغ، يمكن للأطباء ملاحظة وتحديد نتائج شاذة أو غير طبيعية، مثل تجلّطات الدم، النزيف أو الأورام – والتي قد تكون علامات وأعراضا لمرض الزهايمر. كما يمكن استخدام التصوير المقطعيّ بالإصْدار البوزيترونيّ (Positron Emission Tomography – PET) للكشف عن مناطق الدماغ الأقلّ نشاطا وعن كثافة اللويحات (Plaques).

  • MRI – التصوير بالرنين المغناطيسي
  • CT – التصوير المقطعي المحوسَب
  • PET– التصوير المقطعيّ بالإصدار البوزيتروني.

التدخين يزيد من خطر مرض الزهايمر

الأحماض الأمينية ترتبط ارتباطا مباشرا بزيادة مخاطر ضعف الإدراك والسكتة الدماغية وأمراض القلب.ومستوى الحمض الاميني في البلازما من المسلم به الآن اعتباره مؤشرا لمرض الزهايمر. فالتدخين يؤدى الى رفع مستويات الحمض الاميني في كثير من الحالات. هذه المستويات يمكن ضبطها من خلال اتباع نظام غذائي سليم . لأن تأثير ارتفاع مستوى الاحماض الامينيه مضر على الصحة العامة وخاصة من حيث الأداء الإدراكي. وذلك يعني أنك بحاجة للتوقف عن التدخين.

تهدئة مريض الزهايمر

يؤدي موت خلايا الدماغ عند الإصابة بمرض الزهايمر إلى العديد من التغيّرات في سلوك وشخصيّة المُصاب: كالحدة في المزاج، والاكتئاب، وفقدان الاهتمام، والتوهّم، وعدم الفهم الصحيح لما يُرى ويُسمع، كما أنّ بعض التغيّرات في البيئة المُحيطة، كالصوت المُرتفع، من الممكن أن تهيّج و تُثير المُصاب. وبالرغم من عدم إمكانية إيقاف أو عكس هذه التغيّرات الناتجة عن المرض، إلّا أنّ التكيّف معها وتعلّم التعامل مع المُصاب يُعد جزءاً مُهمّاً من العلاج، وفيما يلي بيان لبعض من أهم النصائح التي قد تُساعد على تحقيق ذلك:

  • التعامل مع الأمور ببساطة: أي تجنّب إعطاء أكثر من معلومة واحدة أو سؤال واحد ف الوقت ذاته.
  • اتباع روتين مُحدد: بالإضافة لاستخدام رزنامة أو لوح ليُكتب عليه جميع الأنشطة المُخطط لها في ذلك اليوم، حتى يعلم المُصاب ما سيحدث خلال اليوم وفي أي وقت.
  • المُحافظة على الأشياء: وذلك بإبقاء الأغراض القيمة وكثيرة الاستخدام؛ كالمفاتيح، والمحفظة، والهواتف وغيرها في المكان ذاته دائماً.
  • التعامل مع الأدوية: إبقاء الأدوية في نفس المكان، واستخدام أدوات مُساعدة في مُتابعة الجرعات اليوميّة.
  • التذكير: وضع العديد من الصور والأغراض ذات المعنى في المنزل وحول مريض الزهايمر.
  • تجنّب العصبيّة: أو تفادي ظهور معالم العصبية أمام المريض، وذلك بمُغادرة الغرفة لبضع دقائق أو ممارسة تمارين التنفس لتهدئة الأعصاب، كما ويجدر على موفّر الرعاية تجنّب مناقشة المرض أو مُحاولة إقناعه بالمنطق.
  • توفير الأمان: كتوفير مناطق آمنة في المنزل أو حوله للمشي، وتوفير الأحذية المريحة للمريض، وإزالة قطع الأثاث الزائدة والمبعثرة من المنزل، كما وعادة ما يُنصح بتركيب الدرابزين في الحمّام وعلى أطراف السلالم. ويُفضل التقليل من وجود المرايا في المنزل؛ حيث إنّ رؤية الانعكاسات في المرآة عادة ما تُسبب الخوف للمريض.
  • ممارسة التمارين الرياضية: حيث إنّ ممارسة الرياضة بشكل مُعتاد تُساعد في الحفاظ على وظائف العضلات، والقلب، والمفاصل، كما تُساعد في الحفاظ على نمط نوم صحي والوقاية من الإصابة بالإمساك. بالإضافة لما للرياضة من فوائد في تحسين المزاج.
  • اتباع نمط غذائي: حيث إنّ المُصاب بمرض الزهايمر عادة ما ينسى تناول الأطعمة مما يؤدي إلى خلل في النظام الغذائي، كما ومن الممكن أن ينسى تناول الماء والسوائل، مما قد يؤدي إلى الإصابة بالجفاف والإمساك.
  • الاتصال الاجتماعي: حيث إنّ التواصل الإجتماعي وممارسة الأنشطة الممتعة والمبهجة قد يُساعدان على تعزيز الوظائف التي ما زال المريض يتمتع بها، ومن الأنشطة التي يُمكن ممارستها: الاستماع إلى الموسيقى، والرقص، والقراءة، والمشاركة في المناسبات الاجتماعية، والاختلاط واللعب مع الأطفال.

رعاية مريض ألزهايمر

هناك العديد من الطرق التي يمكن تنفيذها لتحقيق الرعاية القصوى لمريض الزهايمر ، ومنها:

توفير بيئة آمنة :

من المعروف أنّ مريض الزهايمر يفقد قدرته على التحكّم وحلّ مشكلاته، مما يستلزم توفير ضروريات الأمان والسّلامة له، ويشمل ذلك:

  • الحماية من السّقوط: ويتم ذلك من خلال إبعاد أي شيء من شأنه أن يتسبّب بسقوط المريض، مثل السّجاد أو الأشياء المبعثرة على الأرض، أو وجود أسلاك التمديد في مواضع سَيره، وغيرها.
  • استخدام الأقفال: يُنصح باستخدام الأقفال واستخدامها لإغلاق الأبوب المؤدية إلى الأدراج وأيضاً إغلاق الخزائن التي تحتوي على مواد خطيرة مثل الأدوية أو المواد السّامة أو الأواني والأدوات الحادّة؛ لمنع وصوله إليها وتعريض نفسه للخطر.
  • الانتباه لدرجة حرارة الماء لتجنب تعريضه للحروق.
  • أخذ احتياطات السّلامة الخاصّة بالحرائق: وذلك بضمان وضع الولّاعات ومسبّبات الحرائق بعيداً عن متناول أيدي مريض الزّهايمر، والحرص على تفقّد مطفأة الحريق ووضعها بمكان يسهل الوصول إليه.

العناية الشخصيّة:

يوجد العديد من النصائح والخطوات التي يجب اتّباعها عند توفير الرعاية الشخصية لمريض الزهايمر، ومنها:

  • الاستحمام: أهم خطوات العناية بمريض الزّهايمر أثناء الاستحمام هي:
  1. التأكد من إجراءات السّلامة بالنسبة له، وذلك باستخدام حصيرة الحمّام المطّاطية.
  2. استخدام دش الاستحمام اليدوي.
  3. إخباره عن كل خطوة يتم القيام بها.
  4. يُنصح بإعطاء المريض بعض الخصوصية إذا أمكن لتجنّب تعريضه للاضطراب أو القلق.
  • يمكن مساعدة مريض الزهايمر على غسل أسنانه أو تعليمه كيّفية القيام بذلك.
  • يمكن مساعدة مريضة الزهايمر على وضع مكياجها عند رغبتها بذلك.
  • عند الحلاقة للمريض من المهم الانتباه لوضع شفرات الحلاقة بعيداً عن متناول اليد؛ لإجراءات السّلامة، ويفضّل الحلاقة له باستخدام آلة الحلاقة الكهربائيّة.
  • يجب الحرص على تسهيل عملية إرتداء الملابس بالنسبة لمريض الزّهايمر وتوفير الملابس الفضفاضة والتي يسهل ارتدائها.
  • تناول الطّعام: يُنصح بتوفير جلسة طعام هادئة للمريض، وعدم تقديم الكثير من أطباق الطعام له والاكتفاء بطبق واحد في كل مرّة، وحثّ المريض على التأنّي أثناء تناول الطّعام والحرص على المضغ والبلع بصورة سليمة، واختيار الأطعمة التي يسهل مضغها وبلعها.

تنظيم أنشطة:

من الجيّد أن يقوم مقدّم الرعاية لمريض الزهايمر بتنظيم أنشطة يوميّة للمريض وجعله جزءاً منها، وذلك لتوفير بعض المتعة له، ومن هذه الأنشطة:

  • الأعمال المنزليّة.
  • الطّبخ أو الخَبز.
  • ممارسة التمارين الرّياضيّة.
  • أعمال الحديقة.
السابق
فوائد العنب
التالي
دليلك الشامل عن فيتامين ف

اترك تعليقاً