الحياة والمجتمع

التربية على القيم

القيم التربوية

تعليم القِيَم فريضة ينبغي الاهتمام بها، ومسؤولية يتحمَّلها الجميعُ دون استثناء، فهي تُعتبَر أكبرَ تَحدٍّ نُواجِهه لمدى قُدْرتنا على تربية أطفالنا، ليكونوا أفرادًا صالحين في ذواتهم وأفكارهم ومشاعرهم، ووجوب الحِفاظ على النَّشء من الذَّوبان في ما يُسمَّى بالعولمة والانسلاخ من الانتماء إلى كِيانهم ومجتمعهم.

وعندنا في (البيداغوجيا) في المقاربة الكفائيَّة أنَّ البيداغوجيا شجرة تَنْبُت في أرض القِيَم، وبدون قيم وأخلاق لا يُثمِر التعليمُ ولا التربيةُ، ولا بدَّ مِن دمْج القِيَم في الفرد بكلِّ مكوِّناته، مع وجوب التفاعل التام بين الأفراد والمجتمع، ولا بد فيها من التخطيط والقَصْد، ولا بدَّ من إعادة النظر في برامج التَّعليم والتَّربية، وإعطاء نِصيب زمني أكبر، ووسائل أكثر وأحدث، واهتمام أكبر بالمواد المؤثِّرة في تربية وغَرْس القيم في النَّشء؛ كالتَّربية الإسلاميَّة، والشريعة الإسلامية، والتاريخ، والتربية المدنيَّة القائمة على المرجعيَّة الدينية، والأعراف المجتمعية، والموروث الثقافي، وخصوصًا اللغة العربية، وذلك في كلِّ مراحل التعليم حتى العليا.

أنواع القيم التربوية

القيم

هي هياكل معرفية داخلية توجه الخيارات الفردية من خلال إثارة الشعور بالمبادئ الأساسية للصواب والخطأ، والشعور بالأولويات، وخَلق الرغبة في إيجاد المعنى ورؤية الأنماط، مثلها كالبُنى المعرفية الأخرى؛ ويمكن دراسة أنواع القيم على المستوى الفردي؛ لكن وبالرغم من أنه من المعتاد مناقشة القيم كظاهرة فردية، إلا أنها قابلة للتحليل على المستوى الاجتماعي أو الجماعي؛ أي أن المجتمعات والثقافات والفئات الاجتماعية لها قواعد وأولويات قائمة على قيمٍ معينة، والتي تصف ما يجب على الناس فعله، إذا أرادوا فعل الشيء الصحيح والأخلاقي؛ ويمكن أيضًا وصف مجتمع أو حزب سياسي أو منطقة بأنها تمتلك قيم محافظة أو ليبرالية، أو قيم تقليدية أو تقدمية، وقيم دينية أو علمانية، وما إلى ذلك

أنواع القيم

يمكن تصنيف القيم بطرق عدة، وذلك بناءً على محتواها -القيم الجمالية والعلمية والتعليمية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية- ومدى شموليتها -القيم المجتمعية والوطنية والعالمية-، وتصنف القيم على أنها قيم ذات طبيعة حديثة أو تقليدية؛ وفيما يأتي سيكون توضيحٌ لتصنيف القيم على أساس مدى شموليتها بسبب أهميتها في المجتمع وكذلك في العالم:

القيم الفردية

وهو أحد أنواع القيم التي تؤثر على السلوك، إذ إن الأفراد يشكون في الآخرين إذا اشتبهوا في أنهم يحملون قيمًا مختلفة جزئيًا، بسبب الارتباط المفترض بين القيم والسلوك، وتوفر معرفة نظام القيم للشخص إحساسًا بأن الشخص يعرف أيضًا ما سيفعله في موقفٍ معين أو عبر الأحداث المختلفة التي يمر بها، وعلى الرغم من الاعتقاد القويّ بأن القيم تتنبأ بالسلوك، فإن تأثير القيم على السلوك يخضع للقيود والمعوقات الظرفية، أي أن القيم إذا تم تعبئتها ومعرفتها لدى الأفراد، فإن القيم الفردية لها قابلية التنبؤ بسلوك الفرد وخياراته، ولكن ذلك ليس صحيحًا دائمًا.

القيم المجتمعية

هي معايير تتقاسمها غالبية المجتمع بالمعنى المثالي، وكلها تؤدي بهم إلى الاندماج الاجتماعي بشكل أفضل؛ فالقيم المجتمعية تنظم وتتحكم في الحياة اليومية، مثالًا على ذلك، الصدق والاتزان السلوكي والمساعدة والتواضع تمثل أمثلة على أنواع القيم المجتمعية، ومن الناحية الاجتماعية المثالية، تكون القيم الحقيقية فريدة من نوعها وترتبط بمجتمعٍ واحد معين، وبالتالي فإن القيم الاجتماعية هي خاصة لمجموعة واحدة من البشر في لحظة معينة من الزمن، والقيم الفردية هامةٌ أيضًا كقيم اجتماعية؛ إذ تحدد القيم الفردية سلوكيات الفرد التي تجعلنه مقبولًا مجتمعيًا أو ملهمًا للآخرين.

القيم الوطنية

وتُعد أحد أنواع القيم الأساسية لوحدة الأمة ووجودها، وعلى سبيل المثال فإن قدسية العَلَم وحب البلاد وعدم قبول تجزئتها، هي من بين القيم الوطنية، هذه القيم هامة في وجود الدول في العالم كدول بشكلها العام، وتعمل القيم الوطنية كآلية لإبقاء المواطنين معًا في وطن واحد مع الحفاظ على اختلاف الشعب عن بقية شعوب العالم، ولا تتناقض القيم المجتمعية مع القيم الوطنية، بل على العكس، فهي مبنية على بعضها البعض، وبهذا المعنى لا يمكن أن توجد قيمة اجتماعية متعارضة مع النظام الدستوري الذي تحدده القيم الوطنية.

القيم العالمية

هي من أنواع القيم التي تشترك فيها جميع المجتمعات، ومثلما تختلف القيم التقليدية من مجتمع إلى آخر وتتغير عبر الزمن، فالعولمة تجلب أبعاد جديدة إلى المجتمعات الحديثة التي لا تختلف في جوهرها عن تلك القيم التي تتبناها المجتمعات المحافظة التقليدية، بمعنى آخر، إن القيم العالمية هي الطريقة التي ترى بها المجتمعات معاني الفضيلة والأخلاق وعلاقات الجوار والثقة والمحسوبية والإخلاص والخيانة والسرية والخصوصية والحب والتسامح والاحترام والخوف، وقد يحصل أن تتغير أو تتدهور هذه الأنواع من القيم تحت تأثير العولمة.

خطوات بناء القيم في المدارس

الاقتناع بأهمية القيم

تبني أية قيم واستثمارها لدى الأفراد يتوقف على مدى تقبل هذه القيم، وهو العامل الرئيسي في ترسيخ هذه القيم لديهم، فالمعايير الاجتماعية هي التي تحدد الاتجاهات، وتكوّن الرأي لدى الأفراد، والذي تصبح جزءاً من حضارتهم وتقاليدهم، كما يلعب الإيحاء دوراً بارزاً في هذه الاتجاهات المكتسبة من المجتمع سواءً دينية أو اجتماعية أو جمالية أو حتى خلقية.

دمج الخبرات

دمج الخبرات هو الاستعانة بالخبرات السابقة الإيجابية ذات العلاقة، ودمجها بالقيم الحاضرة، ثم تعميمها على المجتمع بشكل إيجابي.

تمايز الخبرات

اختلاف الخبرات وتمايزها هو عامل مهم في حياة الإنسان، وعامل أساسي في امتلاك القيم، مما يساهم في التغيير للأفضل، وخلق قيم تجعل المجتمع أكثر قوة.

الاستعداد لتقبل القيم

تعتبر الوضعية المرتبطة بالقيم من حيث الخبرات والتجارب حاملاً أساسياً للقيمة، فإن كانت هذه الوضعيات قوية وإيجابية في حياة الأفراد جعلته شديد الارتباط بالقيم، أما إذا كانت ضعيفة وسلبية جعلته زاهداً في القيم التي يحملها.

أهمية القيم

المُشكِلَةِ الحقيقيّة التي تَكمُنُ فِي حياتنا هي أنّ هُناكَ أشخاصٌ يَرفُضونَ أن يكونُوا مُختلفينَ عَنِ الآخرين، لأنّ هذا الأمر هُوَ ما يُمَيّز شخصاً عَن آخر مِن خِلالِ المَبادئ والقيم التي يرى أنّها مناسبة لنفسهِ وليسَ لإرضاءِ الآخرين والتمثيلِ وكسبِ رضاهِم، وليسَ مِنَ العيب أن تكون لَكَ قيم لوحدِك أنتَ تبنيها مِن خلال حياتك وتجاربكَ وشخصيّتك، وليسَ مِن خِلال تجارب الآخرين وحياتهم وشخصياتهم، فحياتك هِيَ مملكتكَ أنتَ وحدك، فَضَع ما تراهُ مناسِباً مِنَ القيم التي تجدها تكوّن نفسك وتفرض شخصيّتك على الآخرين، وترى في هذه القيم راحَتُك، لذلِكَ هُناكَ أهَميّةٌ للقِيَم فِي مُجتَمعاتِنا وَهِيَ :

مؤشّر على النضج وفهمِ الحياة : هناكَ دراساتٌ كثيرة تُشيرُ إلى أنّ البلاد التي تسودُ فِيها القِيَم تَكونَ أكثرَ نُضجَاً وفِهماً للحياة بالإضافةِ إلى أنّها مجتمعات مبدِعَة فِي حياتها أوصلتها إلى نجاحٍ عَظيم، وَمِنَ الأمثلةِ على هذا الأمر أنّ الولايات المتّحدة فِي الوقت الحالي مِن أكثر البلاد تطوّراً وسيطَرة عسكريّة واقتصاديّة فِي العالم ولكن لماذا ؟، فَقَط لأنّ التي بَنَتها الفلسفة والعِلِم والمَعرِفَة، وهذه القيم التي سارت عليها أصبحت على عرشِ الأمم في الوقتِ الحالي ومثلُها اليابان والكثير مِن البلاد، ولو رأينا كَنحنُ المُسلِمين فِي تاريخنا لَوَجَدنا أنّنا كنّا على قِمَمِ الأمم ولكن لماذا ؟ لأنّ القِيَم الإسلاميّة التي كانت مُطبّقة بالشّكلِ الصحيح وإعمارِ الأرض ونشرِ الإسلام والقيم الربانيّة التي لا خلافَ فِيها هِيَ ما جَعَلَتنا قَديماً على عرشِ الأمم، فالقيم هِيَ التي تَبني الأمّة أو تهدِمها.

تكسبك أهميّة: خَلقنا اللهُ تعالى مِن طين نشعر، نرغب، نَكرَه، نتعلّق، نتعلّم … إلخ، فَكُل هذِهِ الأمور يَجِب أن تُسيّر لتجسيدِ الشخصيّة وَتُحدّد طينتكَ والقيم التي تعيشُ عليها والتي تريدُ أن تموتَ عليها، فَعَلى سبيلِ المثال الشّخص الذي يَتَمَسّك بمَبدأ أنّهُ يُريدُ أن يَعيشَ حَياةً شَريفة لا يأكُل أموالَ الآخَرين بالباطِل ولا يَسرِق ولا يَخونُ الأمانة؛ فهذِهِ القيمَةِ ستجعل له قيمة عِندَ مَوتهِ وسيكونُ بطلاً، فَمَن يَعيشُ بلا مَبدأ وبلا قِيَم سَيموتُ بلا كرامة لا محالَة، وتميّزكَ عن الآخرين هو ما سيجعلكَ مختلفاً ذا شخصيّة مَنفَرِدَة ينجذب إليها الآخرين، فلا تعش كما يريدك الآخرون أن تعيش، وكما تريدُ لكَ الحياة، بل عِشهَا كَما تُريدُ أنت وسَتَكُونُ راضياً.

تحديدُ مَا يَنبَغِي فِعلهُ فِي هذِهِ الحياة : مِنَ المَعروفِ أنّ الله تعالى خَلَقَنا فِي هذِهِ الحياة وفيها التّعب لا راحةَ للإنسان فِيها ولم يخلقنا الله تعالى فِي الجنّة، ثق تماماً أنّ الجميعُ في هذه الحياة يُحارِب مِن أجلِ قيمهِ التي يعيشُ عليها فلا تتخلّى عنها، وعلى سبيلِ المثال شَخصٌ مُتَمَسّك بمبدأ أن يعيشَ حرّاً فَكَم مِنَ المَعارِك التي سيخُوضُها فِي حياته من أجلِ أن لا يترك هذا المبدأ !!! فالحياةِ مَعرَكَة إمّا أن تَعِش لتحقيقِ قِيَمِك ومبادِئِك أو تَموتُ بلا كرامَة فالقرارُ بيدك.

القيم السلوكية الحسنة

تعد القيم السلوكية جزءًا من السلوك الأخلاقي، والذي يعني التصرف بحسب ما يمليه المجتمع والأفراد بشكل مجتمعي دون أن يضايقهم، ويميل السلوك الأخلاقي إلى أن يكون جيدًا ولا يؤذي أحدًا من المجتمع، ويشمل السلوك الأخلاقي على القيم السلوكية الجيدة مثل الصدق والكرامة والمساواة واحترام التنوع الثقافي والتنوع الحضاري، وتعد أنواع القيم السلوكية من أهم المواضيع التي يجب على الإنسان تعلمها منذ الصغر، فحسب بياجيه فإن التطور المعرفي يبدأ في مرحلة مبكرة من عمر الإنسان، ومن غير هذه القيم السلوكية فإن الإنسان سوف يعد غريبًا عن المحيط الذي يعيش فيه.

القيم الشخصية

فالعيش بقيمك الشخصية يبدو سهلاً – نظرياً على الأقل. إن قيمك ، بعد كل شيء ، هي ببساطة الأشياء التي تهمك في الحياة ، لذا يجب أن يكون من الطبيعي أن تعيش بها.

ربما تقدر الصدق. أنت تؤمن بصدقك قدر الإمكان وتعتقد أنه من المهم أن تقول ما تعتقده حقًا. عندما لا تتحدث عقلك ، فمن المحتمل أن تشعر بخيبة أمل في نفسك.

أو ربما تقدر اللطف. فأنت تقفز على فرصة مساعدة الأشخاص الآخرين ، وستكون كريماً في إعطاء وقتك ومواردك لقضايا جديرة بالاهتمام أو للأصدقاء والعائلة.

هذه مجرد مثالين على القيم الشخصية من بين العديد. لكل شخص قيمه الشخصية ، ويمكن أن يكون مختلفًا تمامًا. بعض الناس قادرون على المنافسة ، بينما يقدر الآخرون التعاون. بعض الناس يقدرون المغامرة ، بينما يفضل البعض الأمان.

تهم القيم لأنك من المحتمل أن تشعر بالتحسن إذا كنت تعيش وفقًا لقيمك وتشعر بأنك أسوأ إذا لم تفعل ذلك. وهذا ينطبق على كل من القرارات اليومية وعلى خيارات الحياة الأكبر.

إذا كنت تقدر المغامرة ، على سبيل المثال ، قد تشعر بالخنق إذا سمحت لنفسك بالضغط من قبل الآباء أو غيرهم على اتخاذ خيارات “آمنة” مثل وظيفة مكتب ثابتة وحياة منزلية مستقرة. بالنسبة لك ، قد تكون المهنة التي تنطوي على السفر ، بدء عملك الخاص ، أو غيرها من الفرص للمغامرة والمغامرة أكثر ملاءمة.

من ناحية أخرى ، إذا قيمت الأمان ، فإن العكس ينطبق. إن ما يراه بعض الناس كفرصة “حلم” للسفر حول العالم وأن يكون رئيسك الخاص قد يجعلك تشعر بعدم الأمان وتشتاق لوجود أكثر استقرارًا.

كل شخص مختلف ، وما يجعل شخصًا سعيدًا قد يترك شخصًا آخر يشعر بالقلق أو الانفصال. يمكن أن يساعدك تحديد قيمك الشخصية ومن ثم العيش بها على الشعور بمزيد من الوفاء والقيام بخيارات تجعلك سعيدًا

السابق
دواء إيميتركس Imitrex علاج الصداع النصفي
التالي
طريقة عمل آذان الشايب الأردنية

اترك تعليقاً