الأسرة في الإسلام

المشاكل الاسرية وكيفية حلها

كيفية التعامل مع المشاكل العائلية

خطوات مواجهة جميع المشاكل وحلّها بطرق بسيطة

تحديد المشكلة

أول خطوة يجب اتباعها لمواجهة المشاكل التي تعكّر صفوك بالحياة، أن تحدّد المشكلة بالضّبط فكما نعلم (إذا عُرف السبب بطُل العجب) وكذلك الحال في حلّ المشاكل فإذا تعرّفت على الأسباب والعوامل التي أدّت لظهور هذه المشكلة ستقدر على إيجاد الحلول ببساطة، فعندما تواجهك مشكلة يجب أن تجلس مع نفسك وتبدأ بالتفكير بهدوء ودون أي عصبية أو توتّر، فحل المشكلات يحتاج لاسترخاء وتفكير جيّد ومتمعّن، لإيجاد الحلول المناسبة التي تساعدك في جعل حياتك أكثر إشراقاً، وفي الكثير من الأحيان تكون المشكلة بظاهرها سببها الفلاني، لكن ما خفي كان أعظم والسبب الرئيسي يحتاج منك لأن تكون أكثر حذر فلا تستعجل في اتخاذك لقراراتك، واستعذ بالله من الشيطان الرجيم عند حدوث أي مشكلة وعليك بقراءة آية ياسين والاستغفار، فلو علمنا قيمة الاستغفار لما أضعنا لحظة إلا ونحن نستغفر، فهذه إحدى القصص التي يحدثنا عنها أحمد بن حنبل، يقول كنت في سفرٍ ولم أجد مكان لأنام فيه فذهبت للمسجد لأنام فيه، فجاء العامل الموجود هناك وطردني، فذهبت ونمت على باب المسجد، فعاد وجرني بعيد عن باب المسجد، فرحت أمشي حتى رأيت خباز يعد الخبز الذي سيبيعه في الصباح، فاستأذنته أن أبقى عنده، فوافق، يقول جلست أنظر إليه فوجدته كلما أدخل رغيف إلى الفرن قال: (استغفر الله) حتى طلع الصباح فسألته، لماذا كنت تفعل ذلك؟ وما الذي عاد عليك من هذا الفعل؟ قال: لم أطلب شيء من الله عزّ وجل إلا وأعطاني إياه ماعدا شيء واحد، فقال له الإمام احمد ما هو هذا الطلب، قال: أتمنى أن أرى الإمام أحمد بن حنبل، فنظر إليه مبتسم، وقال له: ها هو الله عزّ وجل قد جرني إليك جر، فالمقصود أن الله عزّ وجل قريب منك يستمع لما تطلبه منه فإذا كنت بحاجة له ادعوه يستجب لك، اطلب منه أن يدلك على الصواب في إيجاد الحلول للمشاكل التي تواجهها فهو حسبك ونعم الوكيل، اجعل ظنك بالله حسن ولن يخيب ظنك فيه أبداً.

وضع الفرضيات

في أي مشكلة تواجه الإنسان بعد أن يحدّد السبب الرئيسي للمشكلة يبدأ بوضع فرضيّات أي تخمينات وحلول قد يقوم بفعلها فيقوم برصد مجموعة من الحلول لاختيار الأنسب، وفي هذه الخطوة عليه العناية الشديدة فعليه أن يبحث عن طرق ووسائل متعددة قد تساعده في التخلص من المشكلة ويُحكّم عقلة تارة ويُحكم قلبه تارة أخرى ليرى إجابة كل واحد منهم، ويحدد أيّهما أنسب للتعامل مع المشكلة وحاول أن تجد حلاً منصفاً يتناسب مع قلبك وعقلك، في عملية وضع الفرضيات عليك أن تتخيل الإيجابيات والسلبيات التي ستعود عليك عند اختيار إحدى الحلول التي قمت بوضعها، وبعد حساب الإيجابيات السلبيات عليك باختبار الحل الذي يعود عليك بأكثر الإيجابيات وأقل السلبيات.

الاستعانة بحكيم

فكما نعلم أنّ هناك أشخاص لديهم قدرات ومهارات عالية تفوق قدراتنا ولهم مجال أوسع منا في حل المشكلات فعليك باللجوء إليهم لتستفيد من خبراتهم ويساعدونك في مواجهة المشاكل، ويدلونك على الطريق الصحيح الذي تستطيع سلكه لحل هذه المشكلة، وعليك أن تحدد المشكلة بشكل جيّد للشخص الذي ستستعين فيه، كي لا تكون ارشاداته لا علاقة لها بالحل الذي تريده لمشكلتك فتتفاقم المشكلة، وعليك أن تستمع لنصائح هذا الشخص دون أي حزازية حتى لو كان الأمر يدعو للضيق فالمهم أن يكون لمصلحتك.

السرعة في عملية حل المشكلة

فبعد أن تعرّفت على سُبل العلاج للمشكلة عليك الاسراع في حل المشكلة ولا تتردد في ذلك فكلما تم حل المشكلة بطريقة أسرع كلما استطعت امتلاك زمام الأمور بشكل أفضل وكذلك تستطيع الحصول على نتائج أفضل، فكلّما اتّسع نطاق المشكلة كلما زاد المؤولون وزاد المخربون، الذين يتربصون لك وكل أملهم أن يوقعوك فلا تسمح لهم أن ينتهزوا هذه الفرصة وحكم عقلك وتدبر أمورك بكل حذر ودقة، وإياك في التساهل في هذه المشاكل فقد يحدث هذا التساهل تفاقم أكبر للمشكلة أو أن تقع في مشاكل أكبر منها فعليك أن تجد الحلول لمواجهة المشاكل أولاً بأول؛ وذلك لتضمن أنك ستجلس صافي الذهن مرتاح البال بعد حلك لمواجهة هذه المشاكل، وعليك أن تراقب فعالية ومدى نجاح هذه الحلول التي قمت بوضعها، فيجب أن تضمن الحصول على نتائج سليمة وإلا فعليك التفكير في طرق جديدة وطرق مختلفة عن السابقة وعليك ألّا تيأس من رحمة الله عزّ وجل، ولا يحطمك من حولك، فالذي يخطئ ليس بفاشل، الفاشل هو من لم يستطع الوقوف حين يسقط، فعليك أن تحرص على أن تتعدى مرحلة هذه المشاكل وتكتسب ثقتك بنفسك، وتطوير المهارات لديك إذا كنت بحاجة لذلك فجميع هذه الأشياء تعود عليك بالنفع وتزيدك تجمل للمسؤولية، وتجعلك تقدّر ذاتك عندما تجد نفسك أصبحت جدير بالاعتماد عليه، فمواجهة المشاكل والقدرة على حل المشاكل هي من أهم القدرات التي يجب أن يتمتع بها الشخص، كي لا يجد المطبات الكثيرة في حياته ويقف أمامها عاجز.

تنمية القدرة على مواجهة المشاكل

تكون تنميتك لقدراتك في حل المشاكل من خلال تطوير نفسك، فلا تنتظر أن تقع في المشكلة كي تبدأ في البحث عن الحلول الأنسب بل تستطيع اكتساب المهارات من خلال قراءة القصص، التعرف على أشخاص جدد تنمية علاقاتك الاجتماعية، تقوية شخصيتك، دراسة فن التعامل مع المواقف المختلفة، فكل هذا يتم حفظه في اللاوعي وعندما تتعرض لمشكلة تستطيع بسهولة إيجاد الحلول المناسبة كذلك يجعلك تقي نفسك من العديد من المشاكل فكلّما أصبح الشخص متعلماً كلّما كان لديه القدرة على التعامل أكثر مع المشاكل أمّا الجاهل فيشعر أنه (يغرق في شبر ماء) رغم أنّ الأمر قد يكون بسيط، وهذا كله يعود لقدراته البسيطة، لذلك عليك أن تبدأ من الأن في تنمية مهاراتك وكذلك يمكنك تنمية مهاراتك من خلال اختيار للأشخاص الذين تعرفهم فعليك أن تتقرب دائماً بمن لديهم حنكة وذكاء وخبرات كثيرة؛ وذلك كي تستفيد من خبراتهم، كذلك يمكنك قراءة الكتب فمجال القراءة واسع ما خاب من جعل الكتاب صديقه ففي الكتب عالم يأخذك إلى أوسع الحدود و الأفق البعيدة لتحلق مع كبار الشخصيات والعلماء الذين تركوا بصمة في حياتهم في قدرتهم على التعامل في العديد من الأمور.

المشاكل الأسرية في الإسلام

أسباب المشاكل الأسريَّة

تظهر في معظم الأُسَر أشكالاً عديدةً من المشاكل الأسريَّة؛ سواء كانت بين الأبوين أو بين الأبناء. ومن الأسباب الرئيسيّة في وجود المشاكل بين الأبوين هي عدم فهم طبيعة العلاقة بين الرجل والمرأة من حيث اختلاف الرَّغبات، وطريقة التفكير، والاهتمامات فيما بينهم، وهذا الاختلاف في محلّه، حيث أنَّ العلاقة بين الرجل والمرأة علاقة تقوم على الاختلاف لا على التشابه، وإنّ التركيب العُضويّ والنَّفسيّ عند الرجل مختلف عنده عن المرأة. وإنّ نقص الخبرة والوعي لدى الأبوين بهذه الأمور تؤدي إلى الخلاف بينهم وبالتالي ينعكس سلباً على الأسرة.

المشاكل الأسرية واثرها على الأبناء

1. الحزن الدائم

مع الأسف الشديد، يتسبب الزوجان -وبدون شعور منهما- في خلق حالة حزن غير شعورية للأبناء، لكنها تلاحظ في حالات القرب منهم، تكون العيون حزينة منكسرة مليئة بالخوف أو الرغبة في البكاء والانطواء، وبمجرد احتضان الطفل للتخفيف عنه تنهمر دموعه بدون وعي منه؛ وسبب ذلك (حزن غير شعوري) يتكوّن نتيجة للخلافات والمشاجرات، وترك البيت والصراخ والضرب أحياناً بين الزوجين.
فما أقل النضوج، وما أخبث أثره على الأبناء، وكأن الآباء لم يُفطموا بعد؛ فلا يعون بأهمية معالجة أمورهم أو أهمية الانفراد والنأي بمشكلاتهم عن أبنائهم، وتجنيبهم سماع ما يكرهون والعمل على عدم رؤية تلك المواقف مجدداً.

2. التشتت العقلي

والمعنى ليس مقلقاً بقدر ما هو نداء أن انتهوا عن خلافاتكم، فبسببها سيعاني الطفل من فقدان للتركيز والتشتت في دراسته، وتبدأ المعلمة بالشكوى منه، وتطلب لقاء أبويه؛ لكي تستبين الأسباب وتسعى في العلاج، ومعلوم سلفاً أن أطفالنا يتأسسون في المراحل الأولية للتعليم، وكلما كان الطفل سعيداً في بيته مرتاح البال والشعور في الجانب النفسي، فإنه يقيناً سينمو ويبدع، ويكون محل ثناء ومدح ، وبالتبيعة يمتدح البيت الذي جاء منه والعكس بالعكس.

3. الإصابة بالتبول اللاإرادي

يعدّ البيت السعيد حاضنة لكل إبداع وراحة وهناء وسرور، ولا مشاكل فيه لأيّ طرف: أطفالاً كانوا أم كباراً.

وغياب السعادة وملاحظتها عند الطفل وبأنها واقع يراه بعينه، ويسمعه بأذنيه، فإن هذا يسبب بعض الخوف عند الأطفال –بدون شك- يكون محصلتها التبول اللاإرادي وهو أمر نفسي، وليس عضوياً، ويحدث نتيجة لفقدان الأمن أو الحاجة إلى السعادة أو الخوف من عقاب أحد والديه أو معلمته في المحضن التعليمي.

وعليه فإن تلك مرحلة خطرة لا يرضى بها أي زوجين لأبنائهما، ولعل تلك المشكلة تكون باباً من أبواب التحسين الأسري، ومعالجة كل مشاعر الخوف عند الأبناء.

4. التنمر

والتنمر عند الأطفال كتبنا فيه من قبل سلسلة مقالات وبينّا الأسباب وحددنا العلاج، واليوم نؤكد مراراً ونكرر تكراراً؛ بسبب أهمية الموضوع وخطورته على الأبناء، وأهمية المسؤولية الأدبية والحياتية على الآباء والأمهات.

فكثرة المشكلات تجعل الطفل عدوانياً متعدياً يميل للعنف مع زملائه، كثير المشاكل معهم، لا يهتم بعقاب معلمه، فضلاً عن كراهيته لعقاب أبيه وسياسة البيت الذي أفرز داءً جديداً نتيجة خلافات والديه ورؤيته لذلك.

وعليه فيتحول الطفل الهادئ الوديع -بفعل عدم فهم الزوجين للحياة الأسرية- إلى شخص كاره لزملائه متنمر عليهم، وعندها فإننا ندخل مرحلة جديدة من الخطر الذي لم يكن لينشأ لو فطن الزوجان حقيقة دورهما.

5. كراهية الوالدين

كثير من بيوتنا –مع الأسف الشديد– التي تحدث فيها خلافات ونزاعات وانفصال أحياناً، يعبّر الأطفال فيها عن كراهيتهم لمن كان سبباً في ذلك، ويجاهرون بكراهيتهم في مجالسهم بعد ذلك، وتلك طامة كبرى، ومصيبة عظيمة، لو يفقه الزوجان خطورتها لتعقلا قليلاً، لكن مع الأسف فإن المحصلة أصبحت مقلقة وإحصاءات الطلاق باتت مرعبة، والأطفال هم من يتحملون فوق طاقاتهم ما لا تتحمله الجبال في عمر مبكرٍ جداً عن تفكيرهم، والمؤلم أن هذا البند بالتحديد يقتل فيهم العاطفة والميل نحو آبائهم وأمهاتهم، وهذا خطر شديد على المجتمع لما له من نتائج شديدة الأثر والتأثير.

المشكلات الاجتماعية في الأسرة

1- خيانة زوجية

2-تسلط اهل الزوج على الزوجة

3-حرمان من الذرية. او وظيفة .

4-حالة مادية متعثرة وصعبة

5- امرأة ظالمة

6- غيرة من اقارب او اصدقاء

7- حرمان ام من اطفالها

8- ظلم وقهر، وأنواعه كثيرة

9- تأخر زواج وتسلط الاقارب

10-ضعف شخصية وفقد بعض المميزات المختلفة

حل المشاكل العائلية بالقران

المشكلات الأسرية في المجتمع السعودي

صدر حديثاً عن دار عالم الكتب بالرياض كتاب يحمل عنوان “المشكلات الأسرية في المجتمع السعودي وأساليب مواجهتها” للأستاذ الدكتور عبدالله اليوسف، يتضمن الكتاب مجموعة من المواضيع المهمة للأسرة والأبناء وعموم المجتمع وذلك في ثلاثة فصول يحوي كل منها عدد من المبحثات، جاء في أولها “الواقع الاجتماعي للمجتمع السعودي قراءة سوسيولوجية” ثم عرض للمشكلات الاجتماعية من واقع العمل الميداني والخبرات الاجتماعية نوقشت فيها مواضيع كثيرة مثل (الخلافات الزوجية، خلافات متعلقة بالأطفال، وأخرى متعلقة بتعدد الزوجات.

وخلافات متعلقة بالجوانب الشرعية، وخلافات متعلقة بالمظهر الخارجي، ثم يأتي مبحث للتعامل الأمثل مع المشكلات الاجتماعية، وآخر لمفاتيح السعادة، ثم فن إدارة الحياة الزوجية). في حين ضم الفصل الثاني بعض المشكلات التي تواجه الأسرة السعودية في الوقت الحاضر، مثل (المخدرات ودور الأسرة في حماية الأبناء منها، والمعايير والقيم الاجتماعية التي تحافظ على أمن الأسرة ووقاية الأبناء من المخدرات، ثم التصور الإسلامي للمعايير والقيم الاجتماعية التي تحافظ على أمن الأسرة، والجانب الوقائي، فالجانب العلاجي). أما المبحث الثالث فقد خصصه الباحث للتحرش الجنسي “مفهومه وفئاته وأنماطه وإحصائياته”، تليه خبرات من واقع العمل الميداني في مجال الإرشاد الأسر. وتضمن المبحث الرابع “العنف الأسري” بأنماطه وفئاته وكيفية التعامل مع مشكلاته، ثم في الخامس يأتي هروب الفتيات مدعوماً بقصص فتيات سعوديات هاربات، ثم جاء في المباحث المتبقية “العمالة المنزلية قنبلة موقوتة في منازلنا”، و”الطلاق”، تليها أنواع التنشئة الاجتماعية والتحديات التي تواجه النسق الأسري في المجتمع السعودي في الوقت الحاضر، و”زواج المسيار”. هذا وقد تخصص الفصل الثالث بالمشكلات المتعلقة بالتعامل الأمثل مع الأبناء في المراحل المختلف، وذكر في مباحثها (توجيهات تربوية للآباء والأمهات- بعض أسباب وقوع المراهقين في شرك المخدرات- الملامح الشخصية للمراهقين الذين يتعاطون المخدرات- توجيهات عامة للأبناء- نماذج من المشكلات الأسرية)

 

السابق
كيفية اختيار الزوجة
التالي
كيف اجعل طالباتي يحبوني

اترك تعليقاً