العلوم الإنسانية

بحث حول المذهب العقلانى

المذهب التجريبي

  • يُعرف المذهب التجريبي بأنّه ذلك المذهب الذي يؤكد على أنّ المعرفة مجرد نتاج للتجارب والإحساس، ولا وجود لأي معرفة خارج نطاقهما، أي أننا لا نتيقن من حقيقة الشيء إلّا من خلال التجربة أو الإحساس به، يُقلل المذهب التجريبي دور العقل في المعرفة، بأنّه لا يمكن اعتباره أداه فعالة للوصول إلى المعرفة نظراً لعدم التمكن من استنتاج المعرفة دون التجربة، وهذا المذهب قد واجه عدة مشاكل في فرضياته هذه، ومن أهمها القضايا الرياضية التي لا تحتاج إلى تجارب.
  • إنّ التجربة تنتقل من الاتجاه الخاص نحو العام، وينتهج المذهب طريقاً يعاكس المذهب العقلي تماماً، فيشير التجريبيون إلى أنّهم لا يؤمنون بوجود قوانين كلية مسبقة، فكل حقيقة قبل التجربة لا بد أن تكون خاضعة للتجربة في مساعٍ للوصول إلى الحقيقة، أي أنّ الموضوع المراد البحث عنه لا بد من تجربته لاستكشافه.

تعريف العقلانية

  • في الفلسفة، العقلانية هي النظرة المعرفية التي «تعد المنطق (العقل) مصدرًا رئيسيًا واختبارًا للمعرفة» أو «وجهة نظر تميل إلى اعتبار المنطق (العقل) مصدرًا للمعرفة أو التبرير».
  • بشكل أكثر رسمية، تعرّف العقلانية على أنها المنهجية أو النظرية التي يكون معيار الحقيقة فيها فكريًا واستنباطيًا وليس حسيًا.
  • في خلاف قديم، كانت العقلانية تعاكس التجريبية، إذ آمن العقلانيون بأن الحقيقة لها هيكل جوهري منطقي. ولهذا السبب، جادل العقلانيون بوجود حقائق معينة وأن العقل يمكن أن يفهم هذه الحقائق بشكل مباشر.
  • وهذا يعني أن العقلانيين أكدوا على أن هناك بعض المبادئ المنطقية الموجودة في المنطق والرياضيات والأخلاقيات وما وراء الطبيعة والتي تكون صحيحة أساسًا لدرجة أن إنكارها يتسبب بوقوع الفرد في حالة من التناقض.
  • امتلك العقلانيون ثقة عالية في العقل فقد اعتُبرت الإثباتات التجريبية والأدلة المادية غير ضرورية لتأكيد بعض الحقائق. بمعنى آخر، «هناك طرق هامة نكسب من خلالها مفاهيمنا ومعرفتنا بشكل مستقل عن التجربة الحسية».

الاتجاه العقلي

  • يذهب أصحاب المذهب العقلى (العقليون) إلى أن العقل هو المصدر الوحيد للمعرفة الحقة التى تتسم بطابع الضرورة والكلية، وهاتان الصفتان: الضرورة والكلية تكفيان للدلالة على صدق قضايا المعرفة من حيث إنها قضايا واضحة بذاتها وقبلية، أى سابقة على كل تجربة، بمعنى أنها فطرية أو كالفطرية لا تحدث اكتسابًا، أى لا تُسْتَمد من التجربة الحسية.
  • واتفق أصحاب المذهب العقلى على القول بأن العقل هو قوة فطرية فى الناس جميعًا، فالإنسان فى رأى أصحاب هذا المذهب لا يتلقى العلم من الخارج، بل من داخل عقله هو.
  • فذهب أفلاطون مثلًا إلى القول بأن نفس الإنسان أو روح الإنسان كانت قبل نزولها إلى الأرض تعيش فى عالَم آخر، عالَم مثالى مفارق لعالَم الأرض، وهو أزلى أبدى ثابت، أطلق عليه أفلاطون اسم عالَم «المثل»، وحين كانت النفس تعيش فى «عالَم المثل» كانت تعرف كل الحقائق المطلقة، ثم نزلت إلى الدنيا، إلى عالَم الأشياء المتغيرة، أى نزلت من عالَم المثل إلى عالَم الأرض.
  • ومن ثمّ حلت النفس فى الجسد، ومعنى هذا أن الإنسان فى رأى أفلاطون يُولَـد مزودًا بمعارف مستمدة من «عالَم المثل»، ولكنه نسيها، فالمعرفة موجودة وفطرية فى الإنسان، وما عليه إلا أن يتذكر هذه المعرفة، أى أن المعرفة عند أفلاطون هى تذكر، والجهل نسيان.
  • ويُجْمِع الفلاسفة العقليون على وجود الأفكار الفطرية. فها هو الفيلسوف الفرنسى ديكارت أبو الفلسفة الحديثة وزعيم العقليين يؤكد وجود أفكار فطرية، والعقل عنده هو نور الفطرة أو النور الطبيعي.

منهج المذهب العقلاني

مبادئ المذهب العقلاني

  • المرجع المعتمد والوحيد في فهم وتفسير كلّ ما في الوجود هو العقل وليس الوحي.
  • الوصول إلى المعرفة عن طريق التّفكير والاستدلال العقلي لا عن طريق التّجريب.
  • نفي المعجزات والخوارق الدّنيويّة وعدم الإيمان بها.
  • اختبار العقائد الدينيّة بالعقل، ووضع معيارٍ عقليٍّ لها قبل القيام بها.

المذهب التجريبي والمذهب العقلاني

المذهب العقلي :

  • عبر تاريخ الأفكار حاول الفلاسفة العقلانيون أن يبنوا مذهبا عقليا وهم يفكرون بالعقل ويفكرون في هذا العقل وقد عمل بعض الفلاسفة على بناء فكرهم على أساس العقل نظرا لأن التجريبيون الذين اعتمدوا على الحواس لأنه كما قال “روني ديكارت” حواسنا كثيرا ما تخدعنا وأكبر دليل هو امتلاك الناس جميعهم للعقل ويرى العقلانيون أن العقل هو وسيلة موصلة إلى المعرفة الحقة وقد اعتمد العقلانيون على مبادئ العقل في بناء فكرهم ومنها (مبدأ الهوية – مبدأ الثالث المرفوع – مبدأ عدم التناقض ) إضافة إلى البديهيات وهي قضايا قائمة بذاتها لا تحتاج لإثبات وجودها إلى البرهان .
  • وانطلق العقلانيون من معارف قبلية إذ يعتبرون أن العقل هو مصدر المعرفة وأن الحقيقة تنبع من العقل هذا ما يوضحه ” روني ديكارت ” الذي يرى أن العقل هو مصدر المعرفة وأن الحقيقة تنبع منه .
    انطلق ديكارت وكثير من الفلاسفة العقلانيين من نقذهم للحواس أي المعرفة الحاصلة من جراء الحس أذانها كثيرا ما تخدعنا مثال على ذلك البصر مثلا : رؤيتنا للقمر على أنه دينار صغير ولكنه في الحقيقة أكبر من ذلك .
  • ويقول العقلانيون أنه لا يمكن للإنسان أن يغلق عينيه ويتحصل على المعرفة .
  • والفكر عند ديكارت هو قوام الوجود الإنساني فالكائن البشر لم يخرج عن كونه كائنا عاقلا مفكرا والفكر هو كل حالة من حالات الشعور والعاطفة والإرادة فهو فعل العقل .
  • فأول شيء يجب على الإنسان معرفته هو أنه يمتلك ملكة التفكير والنور الطبيعي لإدراك وتحصيل المعرفة وقد أعطى ديكارت للمعرفة الشك فهو أول المراحل الموصلة إلى اليقين وشعاره ضرورة البدء بالشك في الأشياء الحسية وأمور العالم المادي والواقع أن الحواس كثيرا ما تخدعنا وأن الموجودات الحسية واقعة في الأعيان خارج الأذهان إننا حين نشك في حقيقة الأشياء المعروضة على حواسنا فإننا نزيح كل معرفة غير قائمة على حدس من حدوس العقل على اعتبار أن الحدس هو الرؤية العقلية المباشرة التي يدرك بها الذهن بعض الحقائق لتجعل منه النفس يقينا لا يناقضه شيء أو هو نظرة من نظرات العقل تصل درجة وضوحه إلى حد يزول معه كل شك وهو عقلي لا يتعلق بالحواس ولا الخيال بل خاصية الذهن الخالص فليس هناك تطابق بين الفكر والواقع وينبغي البحث عن اليقين الذي يكون فيه الفكر مطابقا للواقع بالضرورة وكما يقول ديكارت ” أنا أفكر إذن أنا موجود ” بمعنى أنا موجود حين أفكر ومن حيث أني أفكر وكوني أفكر,أن لي وجودا نفسيا ووجدانا أو وعيا وعليه فإن أول خطوة من خطوات معرفتنا هي اكتشاف وجود أنفسنا أو ذواتنا وأنه لا يجب الثقة في حكم حواسنا لأنها لا تخدعنا فحسب بل تعرض علينا عالما خارجيا لا يمكن أن تكون حقيقته مطابقة لمظهره وإن أقرب العوالم إلى الحقيقة هو العالم الذي تصفه لنا الفيزيقية
    الرياضية لا على العالم التقريبي الذي تمدنا به إدراكاتنا الحسية وقد أصدر ديكارت كتاب “مقال في المنهج “

وضع فيه عدة قواعد :

  1.  البداهة : لا أتلقى شيء على انه بديهي بل يجب أن نبرهن عليه بعد الشك فيه .
  2.  التحليل : تفكيك الأجزاء إلى عناصر صغيرة ليسهل فهمه وإدراكه
  3. التركيب : تقديم مقررات نهائية واستخلاص نتائج الانتقال من النظري إلى العملي .
  4. الإحصاء : ( الاستقصاء التام ) وهو المرحلة الأخيرة في البحث وتتمثل في مراجعة خطوات البحث .
    فالمعارف السابقة+ الشـــــــــــك = معارف يقينيــــــــــــــــــــــــــــــــــة

المذهب التجريبي:

  • يلمس النسق الفكري للمذهب التجريبي في المبدأ الجوهري اﻠﺬي يحركه في المسلمات التي يقتضيها و طريقة اختبارها و قبل الإطلال عليه يجب علينا طرح عدﺓ تساؤلات منها: _هل تستطيع التجربة أن تنشئ في العقل المعاني و التطورات ؟هل العلم في كل صورة يرتد إلى التجربة ؟ _و يمكننا الإجابة عن ﻫﺬه الأسئلة من خلال اكتشافنا ﻠﻠﻣﻧﻫب التجريبي و بحتنا الدقيق فيه.
  1. المدخل إلي اﻠﻣﺬﻫﺐ التجريبي :
    خلال القرنين السابع عشر و الثامن عشر بدأت النزعة التجريبية في مفهومها التقليدي مع الفلاسفة امتال بيكون وجون لوك وهيوم و استمرت في مفهومها اﻠجديد في القرنين 19و20 ﻫ ونشير إلى أن مفهومها الأول كان يهتم بالنظرية المعرفة أما في مفهومنا الثاني اتسع استعمالها إلي حقول التفكير كالأدب والأخلاق فصلا عن المعرفة .
  2. المسلمات:
    _إن ﻠﻠﻤﺬهب التجريبي مسلمة واحدة و هي الأساسية ﻧات مظهرين و الأساسية والمأخوذ بها هي أن المصدر الجوهري الانسق لكل أنواع المعرفة هو التجربة و هده الأخيرة تتفرع إلى جزئيين الأول نقدي و يتم فيه استبعاد المذهب العقلاني من أصوله , الثاني تأسيسي يتم فيه بناء المذهب التجريبي و يبني المذهب التجريبي على ׃العقل لا يستطيع ينشا بالفطرة المعاني و التصورات و ليست له القدرة * علي خلع صفة الصدق علي ما يبتدعه من معرفته.
    *العلم في كل صورة يرتد إلي التجربة.
  3. اختيار المسلمات׃
    لقد قام أصحاب النزعة التجريبية بعد اختبارات للتجريب المسلمات الماخودة بها من ناحية مذهبهم و من النتائج المتحصل عليها ׃
  • إن العقل لا يستطيع أن ينبع بفطرة المعاني و التطورات و انه ليس على قدرة الخلع بصفة الصدق على ما يبتدع من معرفة و من دلائل و الحجج المقدمة لتأكيد وجهة نظرهم الحجج التالية ׃
    رفض التجريبيون التسليم بالأفكار الفطرية الموروته و المبادئ العقلية •
  • البديهة و القواعد الخلقية الأولى التي لا تأتي اكتساب و أشاروا للحدس الذي يزعم أهله أنهم يدركون به الأولويات الرياضية والمنطقية و دلك لان المرء قبل خوضه لتجربة يكون عبارة عن صفحة بيضاء فهو لا يعرف شيء عن العالم و يبدأ تشافه عن طريق الحواس و لأننا نعرف الملموس قبل المجرد و الخاص قبل العام ولا تصل إلى المجرد إلا انطلاقا من الملموس ويقول الفيلسوف الانجليزي جون لوك « إن الأبيض ليس اسود و اللذة ليست الألم»رفضوا أن يكون العقل قادرا على الوصول إلي أي علم يبقى تابت بطريقة
  • الفطرة و ما توجد به من أولويات كلية و دلك لان الأحكام العقلية تتغيربتغيرالزمان و المكان و تختلف باختلاف ظروف الأعمال و مجالات البحت و الأحوال إن العقل لم يعد يتصور كنظام مفلوق و صارم من المبادئ المحددة قبليا , و إن لوضح وجود هده المبادئ الكلية و المعاني الفطرية أو الموروثة لتساوى العلم بها الناس في كل زمان و مكان على أن المبدأ عدم التناقض أو الهوية أو غيرهما مما يظن انه من المبادئ الفطرية لا يعرفه إلا قلة من المثقفين و يجهله الأطفال و المعتوهون و الهمج و أما المبادئ العلمية سواء كانت خلقية أو قانونية فيختلف الناس في أمرها باختلاف الزمان و المكان .
  • أما بالنسبة للعلم في كل صورة يرتد إلي التجربة فقال التجريبيون تعد نشأته فكرة سببية طبيعيا للإنسان ودلك بملاحظة من تغير الأشياء و يقول الفيلسوف جون لوك في هده النظرية بان ليس في العقل شيء جديد إلا وقد سبق وجوده في, الحدس أولا ودلك لان لولا وجود الحواس لما كان للأشياء الخارجية فضلا عن وجودها في العقل و يعود استو حاء مفهوم السببية إلي التجربة فيقول دافيد هوم الملقب بالأب الروحي للمذهب التجريبي لا شيء من الأفكار يحقق لنفسه ظهورا في العقل ما لم يكن قد سبقه و مهدت له طريق انطباعات مقابلة له و يقول أيضا العادة هي المرشد العظيم للحياة البشرية فهدا المبدأ وحده هو الذي يجعل خبرتنا ذات بقع لنا ويتيح لنا أن نتوقع في المستقبل سلسلة من الحوادث شبيهة بسلسلة الحوادث التي ظهرت فيما مضى و بغير تاتير العادة تكون على جهل تام بكل أمر من أمور الواقع .
  • و يميز هيوم كما دهب إليه لوك من قبله بين الأفكار البسيطة والمركبة ‘ المركبة هي التي ينتجها الفكر البشري بنفسه عن طريق ترابط الأفكار البسيطة أما البسيطة هي عكس من دلك, الأفكار التي يصنعها الفكر و التي لا نحسها وإنما هي تلك التي يجب بالضرورة أن يستقبلها من التجربة .
  • فالنتيجة المراد وضعها من طرف التجريبيين هي أن المعارف العلمية أو الأخلاقية التي يحملها الإنسان إنما هو التجربة و دلك لان نشاط العقل باتمه ينطلق من العالم الخارجي فضلا عن حياة الناس و مشاكلها فالأمر الذي آل إليه المد هب التجريبي هو أن التجربة أولا تم العقل ثانيا وهكذا تتأكد مسلمات المذهب التجريبي في القول أن العقل لا يستطيع أن يبتدع بفطر المعاني و التصورات. و ليست له القدرة على خلع صفة الصدق على ما يبتدعه من معرفة ¸ و أن العلم في كل صوره يرتد إلي التجربة.

المذهب النقدي

  • المادية والمذهب النقدي التجريبي (الروسية: Материализм и эмпириокритицизм, Materializm i empiriokrititsizm) هو عمل فلسفي من تأليف فلاديمير لينين، نشر عام 1909.
  • كان موضوعا إلزاميا للدراسة في جميع مؤسسات التعليم العالي في الاتحاد السوفيتي، باعتباره مؤلفا أساسيا في موضوع المادية الجدلية، وهو جزء من المنهج الدراسي المسمى “الفلسفة الماركسية – اللينينية”. قال لينين فيه إن تصورات الإنسان تعكس بشكل صحيح ودقيق العالم الخارجي الموضوعي.
السابق
كيف املك قلب زوجي
التالي
ما الفرق بين البلاء والابتلاء

اترك تعليقاً