اضرار

تأثير التعدين على البيئة

تأثير التعدين على البيئة

يُعرَّف التعدين بأنه العمليّة التي يتمّ فيها البحث والتنقيب عن المعادن المهمّة من سطح الأرض، أو من قيعان المحيطات، وتتم هذه العملية عن طريق حفر الأرض للوصول إلى المعادن المهمّة، وتشكل عمليّة التعدين مصدر ربح كبير، وتتمّ من قبل شركة وطنيّة أو دوليّة، مع الحصول على موافقة من قبل حكومة ذلك البلد، أو قد تتمّ من قبل أشخاص غير منتمين لشركة معينة ودون الحصول على إذن حكومي، ويسمّى هذا النوع من التعدين (التعدين غير القانوني)، وغالباً ما يكون هذا النوع على نطاق فئة قليلة من الأشخاص الذين يحقّقون ربحاً قليلاً، ويعملون في ظروف خطيرة. وفي هذا الموضوع سنتناول تأثير التعدين على البيئة.

تقيـيم الأثـر البيئـي للتعدين

يُعدّ قطاع التعدين من القطاعات المضرّة بالصّحة والبيئة، ويمكن تلخيص ذلك فيما يأتي:

  • يُعدّ التعدين من أكثر القطاعات التي تؤدي إلى التلوث في العالم.
  • يؤثر التعدين بشكل سلبي على الشعوب المهتمّة بالطبيعة والحياة البريّة، وعلى الأخصّ السكان الأصليين.
  • تؤدي عمليات التعدين إلى إرغام السكان على النزوح من أماكنهم.
  • تُعدّ آثار حرق الفحم سبب رئيسي في التغير المناخي، كما أن تعدينه يؤثر على البيئة وصحة الإنسان بشكل سلبي.

مراحل التعدين

تنقسم صناعة التعدين إلى العديد من الأقسام والتي لا يشترط أن تختص بالمعادن فقط، بل يمكن تعدين وتطوير الكثير من الصناعات غير المعدنية، وفيما يلي أقسام صناعة التعدين:

  • الفحم: تبدأ عملية تعدين الفحم من مرحلة التنقيب والاستخراج، وتشمل أنشاء محطات الإنتاج الفحم بما في ذلك من تنظيف ووحدات التحضير.
  • المعادن: تشمل التنقيب واستخراج المعادن، كما تشمل تطوير المناجم وكلّ ما يمت للمعادن بصلة.
  • غير المعادن: لا يقتصر التعدين على المعادن فقط بل يمكن تعدين ما هو غير معدن وذلك بإنشاء وتطوير مناجم التنقيب، لكن يستبعد من تعدين غير المعادن حجر الجير وصناعة الإسمنت.
  • النفط والغاز: كما ذُكر سابقاً توفّر صناعة التعدين ما يقارب ثلث الطاقة المستخدمة في العالم وذلك عن طريق استخراج النفط الخام، والصخر الزيتي، كما تشمل الغاز الطبيعي أيضاً وجميع ما يخصّ التنقيب.

وهنالك أربعة طرق رئيسة للتعدين، وهي:

  • تعدين باطن الأرض (Underground mining): تُعدّ طريقة مكلفة جداً، ويتمّ فيها حفر الأرض عميقاً للوصول إلى المواد المراد استخراجها.
  • التعدين السطحي (Open pit mining): يتمّ في هذه الطريقة التنقيب عن معادنَ أقلّ قيمة من تلك التي يتمّ استخراجها من تعدين باطن الأرض.
  • الرّشح في الموقع (In-situ mining): تعتمد هذه الطريقة من التعدين على استخراج اليورانيوم، ومعالجته على سطح الأرض دون الحاجة إلى تحريك الصخور.
  • التعدين الغريني (Placer mining): يتمّ فيها التنقيب عن معادن ثمينة، وعادةً مما تكون على مجاري الأنهار أو رمال الشواطئ، ومن أنواع المعادن التي يتمّ استخراجها بها: الذهب، والقصدير، والبلاتين، والأحجار الكريمة؛ كالياقوت والزمرد.

فوائد التعدين

يوجد أربعة قطاعات للتعدين ، وسنذكرها فيما يلي بشئ من التفصيل مع ذكر فوائد كل منهم :

  1. تعدين الفحم (Coal Mining Industry): تشمل عمليّة تعدين الفحم ثلاثة أنواع رئيسيّة من الفحم، هي: الفحم الحجري، والفحم الأسمر المعروف بفحم لغنيت، والفحم الصّلب المعروف بفحم إنثراسيت، ولا تُعدّ عمليّة إنتاج قوالب الفحم أو الوقود من ضمن عمليات تعدين الفحم، ولا تشمل أيضاً عمليات إنتاج الغاز والسوائل الهيدروكربونيّة من الفحم.
  2. تعدين المعادن (Metal Mining Industry): يتمّ بهذه العمليّة توسيع المناجم وتطويرها؛ للبحث عن معادن مهمة يمكن تحليلها، ويتمّ النظر للمواد الخام حسب أهميتها ولا تدخل عمليّة تكرير الخام ضمن هذه العمليّة.
  3. تعدين المواد غير المعدنيّة (Nonmetallic Mineral Mining Industry): تعرف هذه المواد بالمعادن اللافلزيّة، بحيث إن جميع المؤسسات أو المحاجر أو المناجم التي تعمل في التعدين تنتمي إلى هذا القطاع، وتشمل هذه العمليّة حفر الآبار أو الحفر داخل مياه البحار المالحة، وتتمّ فيها عمليات التكسير والطحن، ولا تشمل التنقيب عن الوقود، كما لا يشمل هذا القطاع المؤسسات أو الجهات التي تصنع الأسمنت أو الجير أو الطوب، أو المحاجر التي تقطع الأحجار وتشكلها.
  4. التنقيب عن الغاز والنفط ومشتقاته (Oil and Gas Extraction Industry): يتمّ بهذه العمليّة التنقيب عن النفط الخام والغاز المسال الطبيعي، إذ يتمّ التنقيب عن النفط واستخراجه من داخل الرمال والصخور الزيتيّة، كما يتمّ إنتاج الغاز الطبيعي وتكثيفه، وإنتاج الهيدروكربون من الفحم في موقع المنجم، ويتمّ في هذه العمليّة التنقيب، والحفر، وصيانة آبار النفط والغاز، ويشمل هذا القطاع جميع المؤسسات التي تنتج النفط الخام والغاز الطبيعي، ولكنه لا يشمل نقل خطوط الأنابيب.

الصناعات واثرها على البيئة

يعود قطاع الصناعة بالعديد من النتائج الإيجابية التي تنعكس على المجتمع، إذ يساهم بتشغيل العمالة، ومكافحة الفقر، بالإضافة لتحقيق المساواة بين الجنسين، وتوفير التعليم والرعاية الصحية للعديد من الأفراد، وعلى الرغم من وجود هذه المنافع الكثيرة إلّا أنّ العمليات الصناعية قد تعود بالعديد من الآثار السلبية على البيئة، ومنها، التغيّرات المناخية، واستنزاف الموارد الطبيعية، وتلوّث الماء والهواء، بالإضافة إلى انقراض بعض أنواع الكائنات الحية، وتشكّل جميع هذه الآثار تهديداً للبيئة في جميع أنحاء العالم، إلى جانب كونها خطراً على الرفاهية الاقتصادية والاجتماعية.

أثر الصناعة على البيئة:

1- الاحترار العالمي:

يعود سبب تغيّر المناخ وحدوث الاحترار العالمي أو ما يُعرف بالاحتباس الحراري إلى الأنشطة الصناعية التي تُمارس منذ سنين، وما ينتج عنها من إطلاق لغازات سامّة للغلاف الجوي نتيجة عمليات الاحتراق، مثل ثاني أكسيد الكربون والميثان، إذ يمتصّ هذان الغازان أشعة الشمس، ممّا يؤدّي إلى ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض، وفيما يأتي بعض الآثار التي تترتّب على ظاهرة الاحترار العالمي:

  • تعرّض بعض أنواع الكائنات الحية إلى خطر الانقراض.
  • ذوبان القمم الجليدية.
  • ارتفاع مستوى مياه البحر.
  • ارتفاع درجة حرارة الأرض.
  • ارتفاع نسبة حدوث الكوارث الطبيعية، مثل تسونامي، والأعاصير، والفيضانات، وغيرها.
  • زيادة احتمالية تعرّض الإنسان إلى خطر الإصابة بالأمراض، كالكوليرا، والملاريا، واللايم.

2- تلوّث الماء:

تسكب المصانع في جميع أنحاء العالم مياهها الملوّثة، والمواد الكيميائية المحمّلة بالمعادن الثقيلة، والمواد المشعّة في مجاري المياه الرئيسية، ممّا يسبّب ضرراً للكائنات الحية البحرية والبيئة بشكل عام، وهذا يجعل المصانع المسبّب الرئيسي لتلوّث المياه، ولكنّ هذا لا ينطبق على جميع المصانع، بل فقط المصانع الموجودة ضمن مناطق غير منظّمة، والتي تتخلّص من نفاياتها السامّة بطريقة أقلّ كلفة، أي عبر إلقائها في المحيطات والأنهار.

3- تلوّث الهواء:

  • يحدث تلوّث الهواء عندما تنتشر ملوّثات ضارّة فيه، ممّا يؤثّر على صحة الإنسان وكوكب الأرض بشكل عام، ويعدّ سكان المناطق الحضرية الذين يشكّلون أكثر من 80% من إجمالي عدد السكان أكثر عرضة لتلوّث الهواء، إذ تتعدّى نسبة الملوّثات في هواء هذه المناطق الحدّ المسموح به من قبل منظّمة الصحة العالمية، وإلى جانب ذلك يعدّ سكان البلاد متوسّطة ومنخفضة الدخل أيضاً أكثر عرضة لتلوّث الهواء من غيرهم.
  • يتأثّر الإنسان بكمية الملوّثات والغازات السامّة التي تأتي من المصانع والسيارات ويتمّ إطلاقها في الهواء، ممّا يسبّب تلوّثه، إذ ترفع هذه الملوّثات نسبة خطر إصابة الإنسان بالأمراض التنفّسية المزمنة، وسرطان الرئة، وأمراض القلب، والعديد من الأمراض الأخرى، كما يؤثّر تلوّث الهواء على الحياة البرية، فقد يسبّب انقراض بعض أنواع الحيوانات والنباتات.

4- تلوّث التربة:

  • يؤدّي تعرّض التربة لمواد غريبة وسامّة بتراكيز عالية إلى تلوّثها، ممّا ينتج عنه الكثير من المخاطر الصحية، ويجدر بالذكر أنّ تلوّث التربة من الأخطار التي يصعب ملاحظتها وتقدير حدوثها فور وقوعه، وهذا بدوره يؤدّي إلى نتائج سيئة تؤثّر على الأمن الغذائي، وذلك من خلال إضعاف عمليات الأيض في النباتات، وبالتالي انخفاض كمية المحصول، إلى جانب كون المحاصيل الناتجة غير آمنة للاستهلاك، ويسبّب تلوّث التربة أيضاً الضرر للكائنات الحية التي تعيش داخلها والمسؤولة عن المحافظة على خصوبتها.
  • تشمل المواد الخطرة والمسبّبة لتلوّث التربة كلّ من: الزرنيخ، والرصاص، والكادميوم، والمواد الكيميائية العضوية، بالإضافة للملوّثات المستجدّة (emerging pollutants)، والتي تتضمّن الأدوية، والملوّثات البيولوجية، والنفايات الإلكترونية التي تتكوّن من الأجهزة الإلكترونية القديمة، والمواد البلاستيكية، إذ يتمّ التخلّص من النفايات البلاستيكية والإلكترونية عبر مدافن النفايات ولا يُعاد تدويرها.
  • تُعدّ الأنشطة البشرية المسبّب الأكبر لتلوّث التربة، وذلك من خلال الأنشطة الصناعية والعمليات المختلفة، مثل عمليات التعدين، والصهر، والتصنيع، بالإضافة للمخلّفات المنزلية، ومخلّفات الماشية، والمبيدات الحشرية، ومبيدات الأعشاب، وأسمدة الزراعة، والمشتقّات النفطية، إذ يتمّ إلقاء المخلّفات الصناعية وغيرها داخل مدافن النفايات، ممّا يؤدّي إلى انبعاث المواد السامّة والكيميائية التي تصل للتربة وتتحلّل فيها.

5- تأثيرات صحية:

تتأثّر صحة الإنسان بالتعرّض لتلوّث الماء، والهواء، والتربة، فيصبح أكثر عرضة للأمراض، وحسب تقارير منظّمة الصحة العالمية فإنّ 5% تقريباً من الأشخاص المصابين بسرطان الرئة يُعود سبب مرضهم إلى تعرّضهم للتلوّث لفترة طويلة من الزمن، والذي يعدّ أيضاً المسؤول عن نسبة صغيرة من التهابات الصدر، وأمراض الرئة، والقلب، وقد أدّى ذلك إلى تصعيد مطالب قانونية ضدّ بعض أماكن العمل؛ بسبب تعرّض العاملين فيها للوقود وغيره من الملوّثات بشكل كبير جداً.

6- تأثيرات بيئية:

تعاني العديد من الكائنات الحية من خطر الانقراض، وذلك بسبب المصانع التي تساهم في تدمير البيئة، وزيادة الطلب على الموارد الطبيعية كالخشب، والفحم، والنفط، إذ ينتج عن محاولات الحصول على الخشب بكميات كبير العديد من الآثار، مثل إزالة الغابات، وتجريد الحيوانات والكائنات البرية من موائلها الطبيعية، كما تسبّب عمليات التعدين هجرة الحيوانات من أمكانها للبحث عن أماكن أخرى للعيش والبقاء على قيد الحياة، أمّا تسرّبات النفط وإلقاء النفايات فتؤدّي إلى إلحاق الضرر بالحياة البرية، ولذلك يجب السيطرة على هذه الأضرار وتقليلها ما أمكن.

اهمية الماء في التعدين

تستخدم المياه لأغراض استخراج المعادن التي تكون على شكل مواد صلبة مثل الفحم، والحديد، والرمل، والحصى، بالإضافة إلى المواد السائلة مثل البترول، والغازات مثل الغاز الطبيعي، وتشمل عملية التعدين الحفر أو ما يعرف بالقلع (quarrying)، ثم الطحن (milling)، ثم حقن المياه، وتعرف هذه العملية بالتصدع المائي (hydraulic fracturing).

السابق
دواء دايروكس – Diarox مطهر عام في حالات الاسهال الحاد
التالي
أضرار تلوث الماء على النبات

اترك تعليقاً