الحياة والمجتمع

تاريخ اليوم العالمي لحقوق الإنسان

اليوم العالمي لحقوق الإنسان

يوم حقوق الإنسان (بالإنجليزيّة: Human Rights Day) هو مناسبة يحتفل بها العالم سنويًّا في 10 ديسمبر من كل عام. تقرر اختيار هذا اليوم للاحتفال من قِبل الجمعية العامة للأمم المتحدة، في العاشر من ديسمبر عام 1948، عندما تبنت الجمعية الإعلان العالميّ لحقوق الإنسان، وهو الإعلان العالمي الأول لحقوق الإنسان وواحد من الانجازات الكبرى للأمم المتحدة. تأسس يوم حقوق الإنسان رسميًّا في الاجتماع رقم 317 للجمعية العامة في الرابع من ديسمبر 1950، عندما أعلنت الجمعية العامة عن القرار رقم 423(V)، بدعوة جميع أعضاء الدول والمنظَّمات الأخرى ذات الصلة للاحتفال باليوم الذي رأوا أنه مناسب.

احتل اليوم مكانته في نظر المؤتمرات السياسيّة والاجتماعات والأحداث الثقافيّة والمحافل التي تتعامل مع قضايا حقوق الإنسان. كما أن يوم العاشر من ديسمبر هو اليوم التقليديّ لإعلان جائزة الأمم المتحدة في مجال حقوق الإنسان، وكذلك جائزة نوبل في السلام. يحتفل باليوم عدد من الحكومات وعدد من المنظَّمات غير الحكوميّة المهتمة بالشأن الحقوقيّ، وينظِّمون المحافل لإحياء ذكرى اليوم، كما تفعل العديد من المنظمات الأهليّة والاجتماعيّة.

اذاعة مدرسية عن اليوم العالمي لحقوق الإنسان

المعلمين الكرام ، زملائي الطلاب الأعزاء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
في مثل هذه الساعة يقف ملايين الطلاب في أنحاء العالم في طابور الصباح ، يوحدهم العلم ويجمعهم الكتاب ، فهناك زملاء لنا من أبناء الإنسانية ، بلادهم مختلفة ، ألوانهم مختلفة ، لغاتهم مختلفة ، ولكنهم جميعا ينتمون إلى آدم عليه السلام ، ونحن وهم أبناؤه الذين كرمهم الله تعالى ، وسخر لهم البر والبحر ، ورزقهم من الطيبات ، ولدوا أحرارا متساوين ، وفرقت بينهم الحروب والثروات ، وزرعت العنصرية بينهم الكراهية ، وجاءت المنظمات الإنسانية والقوانين الدولية لكي تعيد لهم حقهم في الحرية والمساواة والعدالة ، ونخصص إذاعة هذا الصباح للحديث عن حقوق الإنسان والقانون الدولي ، وخير بداية مع كتاب الله وآيات يتلوها علينا الطالب : ……..

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِى ءَآدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِى الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْناهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَـاهُمْ عَلَى كَثِير مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلا(70) يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُنَاس بِإِمَـامِهِمْ فَمَنْ أُوتِىَ كِتَبَهُ بِيَمِينِهِ فَأُولَئِكَ يَقْرَءُونَ كِتَـابَهُمْ وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلا(71) وَمَنْ كَانَ فِى هَـذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِى الاَْخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلا(72)

الحديث الشريف ..
قال رَسُولِ اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ في حجة الوداع :
” يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَلا إِنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ ، أَلا وَإِنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ ، أَلا لا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى عَجَمِيٍّ ، أَلا لا فَضْلَ لأَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ إِلا بِالتَّقْوَى ، فإن أكرَمَكم عند اللهِ أتقاكم ” .

متى نشأ القانون الدولي
بدأت نشأة القانون الدولي الإنساني بعد معركة شرسة دارت رحاها على أرض( سلفرينور) بمقاطعة( لومبارديا) بايطاليا، بين القوات النمساوية من جانب وقوات فرنسا وسردينيا من جانب آخر. تلك
المعركة خلفت خسائر بشرية هائلة من القتلى راح ضحيتها أكثر من 40000 شخص، بالإضافة لعدد مماثل من الجرحى الذين لقوا حتفهم بعد ذلك نتيجة للقصور في الخدمات الطبية. وسطر هذه المعركة المواطن السويسري ( هنري دونان) في كتابه “تذكار سلفرينو”، الذي هز وجدان العالم لما جاء فيه من أحداث مروعة.
ودعا دونان في نهاية كتابه إلى إعداد أفراد إغاثة طبية حياديين وقت السلم، لتقديم الحد الأدنى من الخدمات الطبية وقت الحرب. وانضم إليه فيما بعد أربعة مواطنين من سويسرا ليشكلوا اللجنة الخماسية، والتي عرفت فيما بعد باللجنة الدولية للصليب الأحمر.
واستطاعت هذه اللجنة في عام 1864 حمل الحكومة السويسرية على عقد مؤتمر دولي شاركت فيه 16 دولة، نتج عنه إبرام اتفاقية جنيف لتحسين حال الجرحى في الجيوش الميدانية. والتي بمقتضاها تقدم الإسعافات الأولية والرعاية الطبية للمحاربين والجرحى والمرضى دون أي تمييز، وباحترام أفراد الخدمات الطبية الذين تميز أفرادها بشارة الصليب الأحمر على أرضية بيضاء. حيث كان ذلك بمثابة الخطوة الأولى لتدوين القانون الدولي الإنساني والتي تلاها عدة اتفاقيات دولية كان أهمها اتفاقيات جنيف الأربعة لعام 1949 والبرتوكولان الإضافيان لعام 1977

عزيزي الطالب ، هل تعلم أن هناك اتفاقية دولية تسمى اتفاقية أوتاوا أبرمتها دول العالم عام 1997 تحظر صناعة أو تجارة أو حيازة الألغام المضادة للأفراد ، وهي ألغام تنفجر إذا داس عليها الإنسان أو عبث بها ، وتقوم الجيوش بزراعتها لمنع دخول الأفراد منطقة معينة وتسمى هذه المناطق حقول الألغام . وتعهدت الدول الموقعة على الاتفاقية بإزالة كل الألغام المضادة للأفراد في الأراضي التي سيطرت عليها .
وهل تعلم عزيزي الطالب أنه يوجد في الضفة الغربية (15) حقلاً للألغام موزعة كالآتي:
• محافظة جنين: خمسة حقول في جنين (المقاطعة)، قباطية، عرابة، يعبد، بيت قاد.
• محافظة قلقيلية: يوجد حقلان شمال النبي إلياس، وغربي قرية جينصافوط.
• محافظة طولكرم: حقل واحد شرقي المدينة.
• محافظة القدس: (رام الله) توجد ثلاث حقول في شرقي قرية قطنة، وجنوب ما يسمى مستعمرة موفو حورون، وشرق تقاطع طريق بيت سيرا عسقلان.
• محافظة بيت لحم: يوجد حقلان جنوبي القدس، وشمال بيت لحم غرب قرية صور باهر، وجنوبي قرية حوسان.
• محافظة الخليل: يوجد حقلان، الأول قرب قرية صوريف، والثاني جنوب شرق محافظة الخليل قرب معسكر خُشم الدرج.
وأفضل حل للتعامل مع الألغام المضادة للأفراد هو عدم الاقتراب منها بأي حال من الأحوال

من قصيدة للشاعر أحمد مطر عن أمريكيا التي تدعي حماية حقوق الإنسان ، وهي من أكثر الدول انتهاكا لها لأنها تدعم وتشجع دولة إسرائيل التي تعتدي كل يوم على حقوق الإنسان ، يقول الشاعر :
هُوَ مُعجزَةٌ.. ما جاءَ بهِ الأمريكانْ إذ فَتَّحَ في الحال لَدَيْنا أبصارَ جَميعِ العُميانْ وأثارَ الضجّةَ عارِمَةً في سَمْعِ جَميعِ الطرشانْ وَحَشا بِفَمِ الأبكمِ مِنّا عُنقوداً مِن ألفِ لِسانْ ! فإذا بِسياطِ الطُّغيانْ تتحوَّلُ أوتارَ كَمانْ يصدمها التّعذيبُ فتبكي وَتَفيضُ بعَذْبِ الألحانْ ! وإذا بضِباعِ البرّيَّةِ تَعوي لِضياعِ الحرّيةِ حامِلةً بينَ نَواجذِها أشلاءَ حُقوقِ الإنسانْ

وبالختام نشكر لكم حسن استماعكم ، ونتمنى من الله تعالى أن يجعلنا آمنين في وطننا فلسطين ، نحيا في أرضنا بأمن وكرامة وحرية ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

الإعلان العالمي لحقوق الإنسان PDF

اضغط هنا لتحميل ملف الاعلان العالمي لحقوق الانسان

مبادئ حقوق الإنسان

تتميز حقوق الإنسان بالعديد من المزايا أو المبادئ الأساسية المرتبطة بطبيعة الإنسان من جهة، وبكونها حقوقا محددة من جهة أخرى. ومن أبرز هذه المبادئ ما يلي:

         حقوق الإنسان لا تشترى ولا تباع: فهي ليست منحه من أحد، بل هي ملك للبشر بصفتهم بشر. فحقوق الإنسان متأصلة في كل إنسان وملازمه له لكونه إنساناً والتمتع بها غير مشروط بأي شيء من حيث القاعده.

 حقوق الإنسان هي نفسها لكل بني البشر: على قدم المساواة بغض النظر عن اللون، العرق، الدين، الجنس، الرأي السياسي أو الأصل الاجتماعي. فالناس جميعا يولدون أحرارا ومتساوين في الكرامة والحقوق، تباعا لذلك، حقوق الإنسان هي عالمية من حيث المحتوى والمضمون.

         حقوق الانسان لا يمكن التنازل عنها أو الانتقاص منها: تعرف حقوق الانسان على أنها ملازمة لشخصية الانسان وذاته والتي يستحيل وجوده بدونها. من هنا، لا يمكن التصرف بحقوق الانسان أو التنازل عنها. كذلك، لا يمكن بأي حال الانتقاص من حقوق الإنسان. اذ لا يملك أحدا الحق في حرمان شخص آخر منها مهما كانت الأسباب. وحتى لو كانت القوانين في بلد ما لا تعترف بذلك أو أن بلد ما يقوم بانتهاك حقوق الانسان، فإن ذلك لا يفقدها قيمتها ولا جوهرها ولا علاقتها المتأصلة في البشر. اي إن انتهاك الحقوق لا يعني عدم وجودها.

       حقوق الانسان متكاملة وغير قابلة للتجزئة: الأصل في حقوق الانسان هو ترابطها وعدم قابليتها للانقسام أو التجزئة. أي أنه لا يجوز تفضيل نوع معين من الحقوق على غيرها، كتفضيل الحق في الغذاء على الحق في حرية التعبير عن الرأي، مثلا. أهمية تكامل حقوق الانسان وعدم قابليتها للانقسام أو التجزئة يعود لكون هذا التكامل هو الذي يضمن كفالة التمتع بالحقوق فعليا ولأنه يتيح للانسان أينما وجد فرصة اشباع حاجاته الأساسية، بصفته انسانا يعيش في اطار جماعة سياسية منظمة.

         حقوق الانسان هي حقوق عامة أو مطلقة: هذا المبدأ مفاده أنه يجب الاعتراف بهذه الحقوق لكل انسان على وجه الاطلاق وفي جميع الأحوال. لا يجب تقييد هذه الحقوق الا في اطار حالة الضرورة التي تسوغه وبشرط ان لا يؤدي ذلك الى انتهاك كبير للحقوق. في بعض الحالات، يمكن لحقوق الانسان أن تتضارب مع بعضها أو مع قيم ومصالح أخرى. عند وجود مثل هذا التضارب يجب البحث عن التوازن الذي يضمن بأن يكون المس او التقييد للحقوق بمقدار وزمان مقبوليين .

  حقوق الإنسان في حالة تطور مستمر: بما أن حقوق الانسان مرتبطة بالإنسان بصفته إنسانا، فإن حاجة الإنسان وارتفاع مستواه المادي والروحي في حالة تطور مستمر يستوجب معه تطوير الحقوق وأنواعها، اضافة لتوسيع محتواها لتتضمن دوائر جديدة.

الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في الإسلام

شرع الإسلام – منذ أربعة عشر قرنا – “حقوق الإنسان” في شمول وعمق، وأحاطها بضمانات كافية لحمايتها، وصاغ مجتمعه على أصول ومبادئ تمكن هذه الحقوق وتدعمها.
والإسلام هو خاتم رسالات السماء، التي أوحى بها رب العالمين إلى رسله – عليهم السلام – ليبلغوها للناس، هداية وتوجيها، إلى ما يكفل لهم حياة طيبة كريمة، يسودها الحق والخير والعدل والسلام.
ومن هنا كان لزاما على المسلمين أن يبلغوا للناس جميعا دعوة الإسلام امتثالا لأمر ربهم: “ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر” (آل عمران: 104)، ووفاء بحق الإنسانية عليهم وإسهاما مخلصا في استنقاذ العالم مما تردى فيه من أخطاء وتخليص الشعوب مما تئن تحته من صنوف المعاناة.
ونحن معشر المسلمين – على اختلاف شعوبنا وأقطارنا – انطلاقا من:
عبوديتنا لله الواحد القهار ..
ومن: إيماننا بأنه ولي الأمر كله في الدنيا والآخرة، وأن مردنا جميعا إليه وأنه وحده الذي يملك هداية الإنسان إلى ما فيه خيره، وصلاحه بعد أن استخلفه في الأرض، وسخر له كل ما في الكون.
ومن: تصديقنا بوحدة الدين الحق، الذي جاءت به رسل ربنا، ووضع كل منهم لبنة في صرحه حتى أكمله الله تعالي برسالة محمد صلى الله عليه وسلم فكان كما قال صلى الله عليه وسلم: “أنا اللبنة – الأخيرة – وأنا خاتم النبيين” (رواه البخاري ومسلم).
ومن: تسليمنا بعجز العقل البشري عن وضع المنهاج الأقوم للحياة، مستقلا عن هداية الله ووحيه …
ومن: رؤيتنا الصحيحة – في ضوء كتابنا المجيد – لوضع الإنسان في الكون، وللغاية من إيجاده، وللحكمة من خلقه …
ومن: معرفتنا بما أصفاه عليه خالقه، من كرامة وتفضيل على كثير من خلقه …
ومن: استبصارنا بما أحاطه به ربه – جل وعلا – من نعم، لا تعد ولا تحصى …
ومن: تمثلنا الحق لمفهوم الأمة، التي تجسد وحدة المسلمين، على اختلاف أقطارهم وشعوبهم.
ومن رغبتنا الصادقة، في الوفاء بمسئوليتنا تجاه المجتمع الإنساني كأعضاء فيه …
ومن: حرصنا على أداء أمانة البلاغ، التي وضعها الإسلام في أعناقنا … سعيا من أجل إقامة حياة أفضل …
تقوم على الفضيلة، وتتطهر من الرذيلة …
يحل فيها التعاون بدل التناكر، والإخاء مكان العداوة …
يسودها التعاون والسلام، بدلا من الصراع والحروب…
حياة يتنفس فيها الإنسان معاني:
الحرية، والمساواة، والإخاء، والعزة والكرامة …
بدل أن يختنق تحت ضغوط:
العبودية، والتفرقة العنصرية، والطبقية، والقهر والهوان …
وبهذا يتهيأ لأداء رسالته الحقيقية في الوجود:
عبادة لخالقه تعالى.
وعمارة شاملة للكون.
تتيح له أن يستمتع بنعم خالقه، وأن يكون بارا بالإنسانية التي تمثل – بالنسبة له – أسرة أكبر، يشده إليها إحساس عميق بوحدة الأصل الإنساني، التي تنشيء رحما موصولة بين جميع بني آدم.
وإنطلاقا من هذا كله: نعلن نحن معشر المسلمين، حملة لواء الدعوة إلى الله – في مستهل القرن الخامس عشر الهجري – هذا البيان بإسم الإسلام، عن حقوق الإنسان، مستمدة من القران الكريم و “السنة النبوية” المطهرة.
ومن: تصديقنا بوحدة الدين الحق، الذي جاءت به رسل ربنا، ووضع كل منهم لبنه في صرحة حتى أكمله الله تعالى برسالة محمد صلى الله عليه وسلم. وكان كما قال صلى الله عليه وسلم “أنا اللبنة (الأخيرة) وأنا خاتم النبيين…” (رواه البخاري ومسلم).
تسليمنا بعجز العقل البشرى على وضع المنهاج الأقوام للحياة مستقلا عن هداية الله ووحيه ..
ومن: رؤيتنا الصحيحة – في ضوء كتابنا المجيد – لوضع الإنسان في الكون، وللغاية من إيجاده وللحكمة في خلقه ..
ومن: معرفتنا بما أضفاه عليه خالقه، من كرامة وعزة وتفضيل على كثير من خلقه ..
ومن: استبصارنا بما أحاطه به ربه – جل وعلا – من نعم لا تعد ولا تحصى ..
ومن: تمثلنا الحق لمفهوم الأمة، التي تجسد وحدة المسلمين، على اختلاف أقطارهم وشعوبهم.
ومن: إدراكنا العميق، لما يعانيه عالم اليوم من أوضاع فاسدة، ونظم آثمة …
ومن: رغبتنا الصادقة، في الوفاء بمسؤوليتنا تجاه المجتمع الإنساني، كأعضاء فيه …
ومن: حرصنا على أداء أمانة البلاغ التي وضعها الإسلام في أعناقنا … سعيا من اجل إقامة حياة أفضل …
تقوم على الفضيلة وتتطهر من الرذيلة …
يحل فيها التعاون بدل التناكر والإخاء مكان العداوة …
يسودها التعاون والسلام بديلا من الصراع والحروب …
حياة يتنفس فيها الإنسان معاني:
الحرية، والمساواة، والإخاء، والعزة والكرامة …
بدلا أن يختنق تحت ضغوط:
العبودية، والتفرقة العنصرية، والطبقية، والقهر والهوان …
وبهذا يتهيأ لأداء رسالته الحقيقة في الوجود:
عبادة لخالقه تعالى.
وعمارة شاملة للكون.
تتيح له أن يستمتع بنعم خالقه، وأن يكون بارا بالإنسانية التي تمثل – بالنسبة له – أسرة أكبر، يشده إليها إحساس عميق بوحدة الأصل الإنساني، التي تنشأ رحما موصولة بين جميع بني آدم.
انطلاقا من هذا كله:
نعلن نحن معشر المسلمين، حملة لواء الدعوة إلى الله – في مستهل القرن الخامس عشر الهجري – هذا البيان باسم الإسلام، عن حقوق الإنسان مستمدة من القرآن الكريم و”السنة النبوية” المطهرة.
وهى – بهذا الوضع – حقوق أبدية، لا تقبل حذفا ولا تعديلا … ولا نسخا ولا تعطيلا …
أنها حقوق شرعها الخالق – سبحانه – فليس من حق بشر – كائنا من كان – أن يعطلها، أو يعتدي عليها، ولا تسقط حصانتها الذاتية، لا بإرادة الفرد تنازلا عنها، ولا بإرادة المجتمع ممثلا فيما يقيمه من مؤسسات أيا كانت طبيعتها، وكيفما كانت السلطات التي تخولها.
إن إقرار هذه الحقوق هو المدخل الصحيح لإقامة مجتمع إسلامي حقيقي …
1- مجتمع: الناس جميعا فيه سواء، لا إمتياز ولا تمييز بين فرد وفرد على أساس من أصل أو عنصر، أو جنس، أو لون، أو لغة، أو دين.
2- مجتمع: المساواة فيه أساس التمتع بالحقوق، والتكليف بالواجبات … مساواة تنبع من وحدة الأصل الإنساني المشترك: “يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى” (الحجرات: الآية 13). ومما أسبغه الخالق – جل جلاله – على الإنسان من تكريم ” ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا” (الإسراء: الآية 70).
3- مجتمع: حرية الإنسان فيه مرادفة لمعنى حياته سواء، يولد بها، ويحقق ذاته في ظلها، آمنا من الكبت، والقهر، والإذلال، والاستعباد.
4- مجتمع: يرى في الأسرة نواة المجتمع، ويحوطها بحمايته وتكريمه، ويهيىء لها كل أسباب الاستقرار والتقدم.
5- مجتمع: يتساوى فيه الحاكم والرعية، أمام شريعة من وضع الخالق – سبحانه – دون امتياز أو تمييز.
6- مجتمع: السلطة فيه أمانة، توضع في عنق الحاكم، ليحقق ما رسمته الشريعة من غايات، وبالمنهج الذي وضعته لتحقيق هذه الغايات.
7- مجتمع: يؤمن كل فرد فيه أن الله – وحده هو مالك الكون كله، وأن كل ما فيه مسخر لخلق الله جميعا، عطاء من فضله، دون استحقاق سابق لأحد، ومن حق كل إنسان أن ينال نصيبا عادلا من هذا العطاء الإلهي: “وسخر لكم ما في السموات وما في الأرض جميعا منه” (الجاثية: الآية 13).
8- مجتمع: تقرر فيه السياسات التي تنظم شئون الأمة، وتمارس السلطات التي تطبقها وتنفذها “بالشورى”: “وأمرهم شورى بينهم” (الشورى: الآية 38).
9- مجتمع: تتوافر فيه الفرص المتكافئة، ليتحمل كل فرد فيه من المسئوليات بحسب قدرته وكفاءته وتتم محاسبته عليها دنيويا أمام أمته وأخرويا أمام خالقه “كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته” (رواه الخمسة).
10- مجتمع: يقف فيه الحاكم والمحكوم على قدم المساواة أمام القضاء، حتى في إجراءات التقاضي.
11- مجتمع: كل فرد فيه هو ضمير مجتمعه، ومن حقه أن يقيم الدعوى – حسبة – ضد أي إنسان يرتكب جريمة في حق المجتمع، وله أن يطلب المساندة من غيره … وعلى الآخرين أن ينصروه ولا يخذلوه في قضيته العادلة.
12- مجتمع: يرفض كل ألوان الطغيان، ويضمن لكل فرد فيه: الأمن، والحرية، والكرامة والعدالة بالتزام ما قررته شريعة الله للإنسان من حقوق، والعمل على تطبيقها، والسهر على حراستها … تلك الحقوق التي يعلنها للعالم: “هذا البيان”

حقوق الإنسان في الإسلام

1- حق الحياة:

(أ) حياة الإنسان مقدسة … لا يجوز لأحد أن يعتدي عليها: “من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا” (المائدة: 32). ولا تسلب هذه القدسية إلا بسلطان الشريعة وبالإجراءات التي تقرها.
(ب) كيان الإنسان المادي والمعنوي حمى، تحميه الشريعة في حياته، وبعد مماته، ومن حقه الترفق والتكريم في التعامل مع جثمانه: “إذا كفن أحدكم أخاه فليحسن كفنه” (رواه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي). ويجب ستره سوءاته وعيوبه الشخصية: “لا تسبو الأموات فإنهم أفضوا إلى ما قدموا” (رواه البخاري).

2- حق الحرية:

(أ) حرية الإنسان مقدسة – كحياته سواء – وهي الصفة الطبيعية الأولى التي بها يولد الإنسان: “ما من مولود إلا ويولد على الفطرة” (رواه الشيخان). وهي مستصحبة ومستمرة ليس لأحد أن يعتدي عليها: “متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا” من كلمة لعمر بن الخطاب رضي الله عنه. ويجب توفير الضمانات الكافية لحماية حرية الأفراد، ولا يجوز تقييدها أو الحد منها إلا بسلطان الشريعة، وبالإجراءات التي تقرها.
(ب) لا يجوز لشعب أن يعتدي على حرية شعب آخر، وللشعب المعتدى عليه أن يرد العدوان، ويسترد حريته بكل السبل الممكنة: “ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل” (الشورى: 41). وعلى المجتمع الدولي مساندة كل شعب يجاهد من أجل حريته، ويتحمل المسلمون في هذا واجبا لا ترخص فيه: “الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر” (الحج: 41).

3- حق المساواة:

(أ) الناس جميعا سواسية أمام الشريعة: “لا فضل لعربي على عجمي، ولا لعجمي على عربي، ولا لأحمر على أسود، ولا لأسود على أحمر إلا بالتقوى” من خطبة للنبي صلى الله عليه وسلم. ولا تمايز بين الأفراد في تطبيقها عليهم: “لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها” (رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي). ولا في حمايتها إياهم: “ألا إن أضعفكم عندي القوي حتى آخذ الحق له، وأقواكم عندي الضعيف حتى آخذ الحق منه” من خطبة لأبي بكر رضي الله عنه عقب توليته خليفة على المسلمين.
(ب) الناس كلهم في القيمة الإنسانية سواء: “كلكم لآدم وآدم من تراب” من خطبة حجة الوداع. وإنما يتفاضلون بحسب عملهم: “ولكل درجات مما عملوا”(الأحقاف: 19)، ولا يجوز تعريض شخص لخطر أو ضرر بأكثر مما يتعرض له غيره: “المسلمون تتكافأ دماؤهم” (رواه أحمد). وكل فكر وكل تشريع، وكل وضع يسوغ التفرقة بين الأفراد على أساس الجنس، أو العرق، أو اللون، أو اللغة، أو الدين، هو مصادرة مباشرة لهذا المبدأ الإسلامي العام.
(ج) لكل فرد حق في الانتفاع بالموارد المادية للمجتمع من خلال فرصة عمل مكافئة لفرصة غيره: “امشوا في مناكبها وكلوا من رزقه” (الملك: 15). ولا يجوز التفرقة بين الأفراد في الأجر، ما دام الجهد المبذول واحدا، والعمل المؤدي واحدا كما وكيفا: “فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره، ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره” (الزلزلة: 7 و 8).

4- حق العدالة:

(أ) من حق كل فرد أن يتحاكم إلى الشريعة، وأن يحاكم إليها دون سواها: “فإن تنازعتم في شئ فردوه إلى الله والرسول” (النساء: 59)، “وأن أحكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم” (المائدة: 49).
(ب) من حق الفرد أن يدفع عن نفسه ما يلحقه من ظلم: “لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم” (النساء: 148) ومن واجبه أن يدفع الظلم عن غيره بما يملك: “لينصر الرجل أخاه ظالما أو مظلوما: إن كان ظالما فلينهه وإن كان مظلوما فلينصره” (رواه الشيخان والترمذي). ومن حق الفرد أن يلجأ إلى سلطة شرعية تحميه وتنصفه، وتدفع عنه ما لحقه من ضرر أو ظلم، وعلى الحاكم المسلم أن يقيم هذه السلطة، ويوفر لها الضمانات الكفيلة بحيدتها واستقلالها: “إنما الإمام جنة يقاتل من ورائه، ويحتمي به” (رواه الشيخان).
(ج) من حق الفرد – ومن واجبه – أن يدافع عن حق أي فرد آخر، وعن حق الجماعة “حسبة”: “ألا أخبركم بخير الشهداء؟ الذي يأتي بشهادته قبل أن يسألها” (رواه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي) – يتطوع بها حسبة دون طلب من أحد -.
(د) لا تجوز مصادرة حق الفرد في الدفاع عن نفسه تحت أي مسوغ: “إن لصاحب الحق مقالا” (رواه الخمسة)، “إذا جلس بين يديك الخصمان فلا تقضين حتى تسمع من الآخر، كما سمعت من الأول، فإنه أحرى أن يتبين لك القضاء” (رواه أبو داود والترمذي بسند حسن).
(هـ) ليس لأحد أن يلزم مسلما بأن يطيع أمرا يخالف الشريعة، وعلى الفرد المسلم أن يقول: “لا” في وجه من يأمره بمعصية، أيا كان الأمر: “إذا أمر بمعصية لا سمع ولا طاعة” (رواه الخمسة). ومن حقه على الجماعة أن تحمي رفضه تضامنا مع الحق: “المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه””(رواه البخاري).

5- حق الفرد في محاكمة عادلة:

(أ) البراءة هي الأصل: “كل أمتي معافى إلا المجاهرين” (رواه البخاري). وهو مستصحب ومستمر حتى مع إتهام الشخص ما لم تثبت إدانته أمام محكمة عادلة إدانة نهائية.
(ب) لا تجريم إلا بنص شرعي: “وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا” (الإسراء: 15)، ولا يعذر مسلم بالجهل بما هو معلوم من الدين بالضرورة، ولكن ينظر إلى جهله – متى ثبت – على أنه شبهة تدرأ بها الحدود فحسب: “وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ولكن ما تعمدت قلوبكم” (الأحزاب: 5).
(ج) لا يحكم بتجريم شخص، ولا يعاقب على جرم إلا بعد ثبوت إرتكابه له بأدلة لا تقبل المراجعة، أمام محكمة ذات طبيعة قضائية كاملة: “إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا” (الحجرات: 6). “وإن الظن لا يغني من الحق شيئا” (النجم: 28).
(د) لا يجوز – بحال – تجاوز العقوبة، التي قدرتها الشريعة للجريمة: “تلك حدود الله فلا تعتدوها” (البقرة: 229)، ومن مبادئ الشريعة مراعاة الظروف والملابسات، التي ارتكبت فيها الجريمة درءا للحدود: “ادرأوا الحدود عن المسلمين ما استطعتم، فإن كان له مخرج فخلوا سبيله” (رواه البيهقي والحاكم بسند صحيح).
(هـ) لا يؤخذ إنسان بجريرة غيره: “ولا تزر وازرة وزر أخرى” (الإسراء: 15)، وكل إنسان مستقل بمسئوليته عن أفعاله: “كل امرئ بما كسب رهين” (الطور: 21)، ولا يجوز بحال – أن تمتد المساءلة إلى ذويه من أهل وأقارب، أو أتباع وأصدقاء: “معاذ الله أن نأخذ إلا من وجدنا متاعنا عنده إنا إذا لظالمون” (يوسف: 79).

6- حق الحماية من تعسف السلطة:

لكل فرد الحق في حمايته من تعسف السلطات معه، ولا يجوز مطالبته بتقديم تفسير لعمل من أعماله أو وضع من أوضاعه، ولا توجيه اتهام له إلا بناء على قرائن قوية تدل على تورطه فيما يوجه إليه: “والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا” (الأحزاب: 58).

7- حق الحماية من التعذيب:

(أ) لا يجوز تعذيب المجرم فضلا عن المتهم: “إن الله يعذب الذين يعذبون الناس في الدنيا” (رواه الخمسة)، كما لا يجوز حمل الشخص على الاعتراف بجريمة لم يرتكبها، وكل ما ينتزع بوسائل الإكراه باطل: “إن الله وضع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه” (رواه ابن ماجه بسند صحيح).
(ب) مهما كانت جريمة الفرد، وكيفما كانت عقوبتهما المقدرة شرعا، فإن إنسانيته، وكرامته الآدمية تظل مصونة.

8- حق الفرد في حماية عرضه وسمعته:

عرض الفرد، وسمعته حرمة لا يجوز انتهاكها: “إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم بينكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا” من خطبة الوداع. ويحرم تتبع عوراته، ومحاولة النيل من شخصيته، وكيانه الأدبي: “ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا” (الحجرات: 12)، “ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابذوا بالألقاب” (الحجرات: 11).

9- حق اللجوء:

(أ) من حق كل مسلم مضطهد أو مظلوم أن يلجأ إلى حيث يأمن، في نطاق دار الإسلام. وهو حق يكفله الإسلام لكل مضطهد، أيا كانت جنسيته، أو عقيدته، أو لونه ويحمل المسلمين واجب توفير الأمن له متى لجأ إليهم: “وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه” (التوبة: 6).
(ب) بيت الله الحرام – بمكة المشرفة – هو مثابة وأمن للناس جميعا لا يصد عنه مسلم: “ومن دخله كان آمنا” (آل عمران: 97). “وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا” (البقرة: 256)، “سواء العاكف فيه والباد” (الحج: 25).

10- حقوق الأقليات:

(أ) الأوضاع الدينية للأقليات يحكمها المبدأ القرآني العام: “لا إكراه في الدين” (البقرة: 256).
(ب) الأوضاع المدنية، والأحوال الشخصية للأقليات تحكمها شريعة الإسلام إن هم تحاكموا إلينا: “فإن جاءوك فأحكم بينهم أو أعرض عنهم وإن تعرض عنهم فلن يضروك شيئا وإن حكمت فأحكم بينهم بالقسط” (المائدة: 42). فإن لم يتحاكموا إلينا كان عليهم أن يتحاكموا إلى شرائعهم ما دامت تنتمي – عندهم – لأصل إلهي: “وكيف يحكمونك وعندهم التوراة فيها حكم الله ثم يتولون من بعد ذلك” (المائدة: 43)، “وليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه” (المائدة: 47).

11- حق المشاركة في الحياة العامة:

(أ) من حق كل فرد في الأمة أن يعلم بما يجري في حياتها، من شؤون تتصل بالمصلحة العامة للجماعة، وعليه أن يسهم فيها بقدر ما تتيح له قدراته ومواهبه، إعمالا لمبدأ الشورى: “وأمرهم شورى بينهم” (الشورى: 38). وكل فرد في الأمة أهل لتولي المناصب والوظائف العامة، متى توافرت فيه شرائطها الشرعية، ولا تسقط هذه الأهلية، أو تنقص تحت أي اعتبار عنصري أو طبقي: “المسلمون تتكافأ دماؤهم، وهم يد على من سواهم، يسعى بذمتهم أدناهم” (رواه أحمد).
(ب) الشورى أساس العلاقة بين الحاكم والأمة، ومن حق الأمة أن تختار حكامها. بإرادتها الحرة، تطبيقا لهذا المبدأ، ولها الحق في محاسبتهم وفي عزلهم إذا حادوا عن الشريعة: “إني وليت عليكم ولست بخيركم فإن رأيتموني على حق فأعينوني، وإن رأيتموني على باطل فقومومني. أطيعوني ما أطعت الله ورسوله فإن عصيت فلا طاعة لي عليكم” من خطبة أبي بكر رضي الله عنه عقب توليته الخلافة.

12- حق حرية التفكير والاعتقاد والتعبير:

(أ) لكل شخص أن يفكر، ويعتقد، ويعبر عن فكره ومعتقده، دون تدخل أو مصادرة من أحد ما دام يلتزم الحدود العامة التي أقرتها الشريعة، ولا يجوز إذاعة الباطل، ولا نشر ما فيه ترويج للفاحشة أو تخذيل للأمة: “لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها إلا قليلا، ملعونين أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلا” (الأحزاب: 60 و 61).
(ب) التفكير الحر – بحثا عن الحق – ليس مجرد حق فحسب، بل هو واجب كذلك: “قل إنما أعظكم بواحدة أن تقوموا لله مثنى وفرادى ثم تتفكروا” (سبأ: 46).
(ج) من حق كل فرد ومن واجبه: أن يعلن رفضه للظلم، وإنكاره له، وأن يقاومه، دون تهيب مواجهة سلطة متعسفة، أو حاكم جائر، أو نظام طاغ .. وهذا أفضل أنواع الجهاد: “سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الجهاد أفضل؟ قال: كلمة حق عند سلطان جائر” (رواه الترمذي والنسائي بسند حسن).
(د) لا حظر على نشر المعلومات والحقائق الصحيحة، إلا ما يكون في نشره خطر على أمن المجتمع والدولة: “وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به، ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم” (النساء: 83).
(هـ) احترام مشاعر المخالفين في الدين من خلق المسلم، فلا يجوز لأحد أن يسخر من معتقدات غيره، ولا أن يستعدي المجتمع عليه: “ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم، كذلك زينا لكل أمة عملهم ثم إلى ربهم مرجعهم” (الأنعام: 108).

13- حق الحرية الدينية:

لكل شخص: حرية الاعتقاد، وحرية العبادة وفقا لمعتقده: “لكم دينكم ولي دين” (الكافرون: 6).

14- حق الدعوة والبلاغ:

(أ) لكل فرد الحق أن يشارك – منفردا ومع غيره – في حياة الجماعة: دينيا، واجتماعيا، وثقافيا، وسياسيا، الخ، وأن ينشئ من المؤسسات، ويصطنع من الوسائل ما هو ضروري لممارسة هذا الحق: “قل هذه سبيلي أدعو إلى الله، على بصيرة أنا ومن اتبعني” (يوسف: 108).
(ب) من حق كل فرد ومن واجبه أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، وأن يطالب المجتمع بإقامة المؤسسات التي تهيئ للأفراد الوفاء بهذه المسئولية، تعاونا على البر والتقوى: “ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر” (آل عمران: 104)، “وتعانوا على البر والتقوى” (المائدة: 12)، “إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله بعقاب” (رواه أصحاب السنن بسند صحيح).

15- الحقوق الاقتصادية:

(أ) الطبيعة – بثرواتها جميعا- ملك لله تعالى: “لله ملك السموات والأرض وما فيهن” (المائدة: 120). وهى عطاء منه للبشر، منحهم حق الانتفاع بها: “وسخر لكم ما في السموات وما في الأرض جميعا” (الجاثية: 13). وحرم عليهم إفسادها وتدميرها: ولا تعثوا في الأرض مفسدين” (الشعراء: 183). ولا يجوز لأحد أن يحرم آخر أو يعتدي على حقه في الانتفاع بما في الطبيعة من مصادر الرزق: “وما كان عطاء ربك محظورا” (الإسراء: 20).
(ب) لكل إنسان أن يعمل وينتج، تحصيلا للرزق من وجوهه المشروعة: “وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها” (هود: 6)، “فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه” (الملك: 15).
(ج) الملكية الخاصة مشروعة – على انفراد ومشاركة – ولكل إنسان أن يقتني ما اكتسبه بجهده وعمله: “وأنه هو أغنى وأقنى” (النجم: 48). والملكية العامة مشروعة، وتوظف لمصلحة الأمة بأسرها: “ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل كي لا يكون دولة بين الأغنياء منكم” (الحشر: 7).
(د) لفقراء الأمة حق مقرر في مال الأغنياء، نظمته الزكاة، “والذين في أموالهم حق معلوم. للسائل والمحروم” (المعارج: 24 و 25). وهو حق لا يجوز تعطيله، ولا منعه، ولا الترخص فيه، من قبل الحاكم، ولو أدى به الموقف إلى قتال مانعي الزكاة: “والله لو منعوني عقالا، كانوا يؤدونه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم عليه” من كلام أبي بكر رضي الله عنه في مشاورته الصحابة في أمر مانعي الزكاة.
(هـ) توظيف مصادر الثروة، ووسائل الإنتاج لمصلحة الأمة واجب، فلا يجوز إهمالها ولا تعطيلها: “ما من عبد استرعاه الله رعية فلم يحطها بالنصيحة إلا لما يجد رائحة الجنة” (رواه الشيخان)، كذلك لا يجوز استثمارها فيما حرمته الشريعة، ولا فيما يضر بمصلحة الجماعة.
(و) ترشيدا للنشاط الاقتصادي، وضمانا لسلامته، حرم الإسلام:
1- الغش بكل صوره: “ليس منا من غش” (رواه مسلم).
2- الغرر والجهالة، وكل ما يفضي إلى منازعات، لا يمكن إخضاعها لمعايير موضوعية: “نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن بيع الحصاة، وعن بيع الغرر” (رواه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي)، “نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن بيع العنب حتى يسود وعن بيع الحب حتى يشتد” (رواه الخمسة).
3- الاستغلال والتغابن في عمليات التبادل: “ويل للمطففين الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون. وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون” (المطففين: 1 و 2).
4- الاحتكار، وكل ما يؤدي إلى منافسة غير متكافئة: “لا يحتكر إلا خاطئ” (رواه مسلم).
5- الربا، وكل كسب طفيلي، يستغل ضوائق الناس: “وأحل الله البيع وحرم الربا” (البقرة: 275).
6- الدعايات الكاذبة والخادعة: البيعان بالخيار ما لم يتفرقا فإن صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما، وإن غشا وكذبا محقت بركة بيعهما” (رواه الخمسة).
(ز) رعاية مصلحة الأمة، والتزام قيم الإسلام العامة، هما القيد الوحيد على النشاط الاقتصادي، في مجتمع المسلمين.

اليوم العالمي لحقوق الطفل

اليوم العالمي لحقوق الطفل هو يوم عالمي يوافق تاريخ التوقيع على الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل في 20 نوفمبر 1989 من قبل 192 دولة. صادقت عليها جميع الدول ما عدا الولايات المتحدة التي وقعت عليها دون تصديق. وتم التصديق من الصومال على اتفاقية حقوق الطفل عام 2015 والدولة الوحيدة التي لم تصدق على الاتفاقية هي دولة الولايات المتحدة الأمريكية

السابق
دواء أوميجا ٣،٦،٩ – omega 3,6,9 علاج حالات الامساك
التالي
تاريخ اليوم العالمي للتوحد

اترك تعليقاً