الأسرة في الإسلام

حلول لمشكلة الطلاق

نتائج الطلاق

إنّ للطلاق نتائجَ عديدة، ومنها:

  • تفكّك الأسرة وانهيارها بمجرد انفصال الطرفين، فيضيع الأبناء بين الأم والأب.
  • الفشل الدراسي بالنسبة للأبناء.
  • الانعزال عن الناس والعلاقات الاجتماعية، والميل للعزلة والوحدة.
  • أمراض الأطفال النفسية، وتشتّتهم سلوكياً بالإضافة إلى العدوانية.
  • نظرة المجتمع المجحفة والظالمة بحقّ المرأة، فينتقد الناس تصرفاتها وسلوكياتها وإن كانت عادية.
  • السلوكيات غير السوية والسيئة للأبناء ثم نموهم، مثل مرافقتهم لأصحاب السوء الذين قد يجرونهم نحو المخدرات والخمر وغيرهما.

وسائل الوقاية من الطلاق

هذه الوسائل كثيرة ، وهي وسائل عقدية ، ووسائل نفسية ، ووسائل اجتماعية ، ووسائل عملية ، ومن جانب آخر فهي وسائل قبل الزواج ، ووسائل بعد الزواج نلخصها فيما يأتي:

أولاً : الوسائل العقدية وهي :

1 ـ الجانب الإيماني الذي يشمل الأمور الآتية :

أ ـ الإيمان بالله تعالى واستشعار الخوف من الله تعالى من الظلم والإيذاء ، ومراقبة الله تعالى ، والتفكير في اليوم الآخر ، حيث يجمع هذه المعاني لفظ ، التقوى من الله تعالى ، ولذلك تكرر معظم الحديث عن الزواج والطلاق وأحكام الأسرة ، بل بدأ الله تعالى بالتقوى في سورة النساء وفي أول آية منها فقال تعالى : ( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً))(4) وكذلك قوله تعالى في أول آية من سورة الطلاق فقال تعالى : (يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهنّ لعدتهنّ وأحصوا العدة واتقوا الله ربكم…)(5).

ب ـ الإيمان بأن الجميع (رجالاً ونساءً) من نفس واحدة ، وبالتالي فأصلها واحد.

2 ـ الجانب الأخلاقي :

حيث إن الإسلام فرض مجموعة من الأخلاقيات في التعامل بين الناس جميعاً ، وبين الزوج والزوجة تؤدي إلى الوقاية من الوقوع في الطلاق .

3 ـ الجانب النفسي ، وذلك من عدة جوانب:

أ ـ أن المرأة جزء من الرجل ، وأن كليهما من نفس واحدة ، فقد شاء الله تعالى ان تبدأ هذه البتة في الأرض بأسرة واحدة ، فخلق ابتداءً نفساً واحدة ، وخلق منها زوجها فكانت أسرة من زوجين (وبث منهما رجالاً كثيراً ونساءً) فتقوم الأسرة الأولى من ذكر وأنثى هما من نفس واحدة ، وطبعة واحدة ، وفطرة واحدة .

ب ـ رعاية مكونات كل من الرجل والمرأة ، ورعاية خصائص كل واحد منهما ، وتوزيع الأدوار عليما بعدل وحكمة ، دون تجاهل لاستعدادات الرجل ، واستعدادات المرأة وتناسق هذه الاستعدادات مع بعضها البعض ، وتكاملها لإقامة الأسرة(6).

ج ـ رعاية الجانب النفسي للزوجين ، وبالأخص الزوجة ، حيث يقول الله تعالى (واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام) كما يقول سيد قطب : (أما تقوى الأرحام فهي تعبير عجيب يقلي ظلاله الشعورية في النفس … ارهفوا مشاعركم للإحساس بوشائجها ، والإحساس بحقها وتوقي هضمها وظلمها ، والتحرج من خدشها ومسها ، توقوا أن تؤذوها ، وأن تخرجوها وأن تغصبوها)(7) .

د ـ تأكيد القرآن الكريم على جوانب الخير في بقاء الزوجية ، كما سبق في تفسير قوله تعالى : (فإن كرهتموهن فعسى ان تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً)(8).

رابعاً : وسائل قبل الزواج :

1ـ اختيار الشريك الصالح ، أو الزوجة الصالحة .

2ـ ملاحظة الجوانب النفسية والصحية ، والبدنية والاجتماعية من خلال الأسرة وأفرادها .

3ـ البحث الطويل عن طبائع الزوج ، أو الزوجة من حيث المعاشرة والإدارة …. .

خامساً: وسائل بعد الزواج :

1 ـ صناعة البيت الإسلامي منذ أول ليلة من خلال إقامته على الطاعة والصلاح .

2 ـ المشاورة المستمرة لكل الأمور (عن تشاور) والمناصحة الدائمة .

3 ـ محاولة إرضاء الآخر بكل الوسائل المشروعة حتى التعريض في هذا الباب جائز ، بل أجيز الكذب إذا كان هناك ضرورة .

4 ـ الوعظ ومراعاة الآداب الشرعية للوعظ ووسائله وأساليبه المتنوعة (مع ذكر نماذج من وعظ الرسول صلى الله عليه وسلم).

5 ـ الهجر في المضجع مع بيان آثاره .

6 ـ الهجر في الكلام ، ومدته وشروطه .

7 ـ الضرب ومعناه وكيفيته ، وهدي النبي صلى الله عليه وسلم فيه .

8 ـ تدخل مجلس الأسرة من خلال الحكمين ، وهذا التحكيم إجباري فقد ذكر

جماعة من الفقهاء منهم الشافعية على المعتمد ، وبعض المالكية ، وهو مروي عن علي وابن العباس ومعاوية والشعبي إلى أن التحكيم واجب عند حدوث الشقاق بين الزوجين حيث قال الله تعالى : ( وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكماً من أهله وحكماً من أهلها إن يريدا إصلاحاً يوفق الله بينهما ). فالآية صريحة في دلالتها على الوجوب

وقد تبنى هذا الرأي القاضي ابن العربي فقال : ( إذا علم الإمام من حال الزوجين الشقاق لزمه أن يبعث إليهما حكمين ).

وقد ذكر القاضي أن المراد بالمخاطب هو ولي الأمر ونائبه المتمثل في القاضي.

حيث لا يجوز له البت في الأمر إلاّ بعد هذا الإجراء ، وهو إرسال حكم من أهله ، وحكم من أهلها ، أو أن المراد أولياء الزوجين إذا كانا محجورين ، وأن الحكمين هما بمثابة القاضيين وليسا وكيلين .

قال القاضي ابن العربي : ( هذا نصّ من الله تعالى من أنهما قاضيان لا وكيلان ، وللوكيل اسم في الشريعة ومعنى ، وللحكم اسم في الشريعة ومعنى ، فإذا بين الله سبحانه كلّ واحد منهما فلا ينبغي لشاذ ـ فكيف لعالم ـ أن يركب معنى أحدهما على الآخر فذلك تلبيس وافساد للأحكام ، وإنما يسيران بإذن الله تعالى ويخلصان النية لوجه الله وينظران فيما عند الزوجين بالتثبيت ، فإن رأيا للجمع وجهاً جمعا ، وإن وجداهما قد أنابا تركاهما،…)

وإن وجداهما قد اختلفا ولم يمكن الجمع بينهما ، أو أن الجمع لا ينفع لوجود تجارب أخرى فرّقا بينهما وهذا مروي عن عليّ وابن عباس ومعاوية والشعبي ، وهو مذهب مالك دافع عنه القاضي ابن العربي دفاعاً مستميتاً ، وقد ذكر عدة أدلة على ذلك.

وقال إذا فرّقا فتكون الفرقة طلقة بائنة ، وأن هذه الفرقة لوقوع الخلل في مقصود النكاح من الألفة وحسن العشرة ( فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان ). وقد ردّ على من قال : بأن الظلم من أحد الزوجين لا ينافي النكاح ، بأن هذا نظر قاصر يتصور في عقود الأموال ، فأما عقود الأبدان فلا تتمّ إلاّ بالاتفاق والتآلف وحسن التعاشر ، فإذا فقد ذلك لم يكن لبقاء العقد وجه ، وكانت المصلحة في الفرقة ، ثم أوضح بأن حكم الحكمين كما أنه ملزم في الجمع ، أو الفرقة ، ملزم كذلك فيما يخص بقية الحقوق المالية من المنازلة أو أخذ شيء من أحدهم. ثم بيّن بأن القاضي لا يقضي بعلمه ، ولكن الشرع خصّ هاتين الواقعتين ( الشقاق وجزاء الصيد ) بحكمين لينفذ حكمهما بعلمهما وترتفع بالتعدد التهمة عنهم .

ومع وجود هذا التحكيم الإجباري في حالة الشقاق فإنه لا مانع شرعاً من التحكيم الاختياري من الزوجين أو من أهلهما ، أو من أوليائهما سواء اختارا حكمين ، أو حكماً واحداً ، أو أكثر من اثنين التحكيم جائز وينفذ حكم المحكم إذا توافرت شروط التحكيم(17) .

كيف نتجنب الطلاق

طرد فكرة الطلاق

إنّ وجود فكرة الطلاق تعيق الدافع لتحسين العلاقة، ولذلك يجب إزالة فكرة أنّ الحياة خارج نطاق الزواج ستكون أفضل، وبدلاً من ذلك التفكير في ما يمكن فعله وليس ما لا يمكن فعله.

تعلم المهارات الهامة

الحفاظ على علاقة المحبة بين الزوجين من شأنه يوجب تعلم بعض المهارات الأساسية، ومنها التحدث معاً بشكل تعاوني، ومنع الغضب من إفساد العلاقة، واتخاذ القرارات معاً، وضخ الإيجابية إلى الحياة الزوجية، ويمكن تعلم هذه المهارات من خلال الدورات، أو الكتب، أو الإنترنت.

التوقف عن العدائية

العداء هو العائق الأول ضد الزيجات، ففي حال اختلاف وجهات النظر، يسعى كل طرف إلى إثبات وجهة نظره، وأنه على حق، ولكنّ الاهتمام بالنتيجة هي نظرة سامة للعلاقة بين الزوجين، فمن المفترض أن يعمل الطرفين معاً من أجل الوصول إلى نتيجة، وهذا ما يستطيع فعله العشاق، ولفض العداء يجب ترك الأنا، وتحمل بعض التعليقات الناقدة من الشريك، فعندما يتوقف طرف عن رد الهجوم، سيتوقف الطرف الآخر تلقائياً، وبالتالي يصبحان قادرين على التحدث بشكل صحيح.

العناية بالنفس

إصابة الكثيرين من الأزواج بخيبة الأمل من الشكل الخارجي للشريك، ولذلك من المهم المحافظة على أخذ دش، والحلاقة في نهاية الأسبوع، وممارسة التمارين الرياضية، وتنظيم تناول الطعام، فكلما زاد الاهتمام بالذات، زاد اهتمام الشريك بالمحافظة على نفسه أيضاً.

إزالة الجروح الماضية

عمل قائمة بالانتقادات ولحظات المرارة والغضب التي شعر بها الشريك، والبحث عن التصورات الخاطئة التي سببت الإشكالية، ومن المهم أن يقوم الطرف الآخر بالتصرف ذاته، ثمّ مناقشة هذه القوائم للعثور على نقاط سوء الفهم.

إعطاء الشريك مساحة خاصة

إعطاء الشريك مساحة خاصّة به لقضائها لوحده أو مع الأصدقاء، فقضاء الكثير من الوقت مع الشريك قد يسبب الاختناق، أما في حال زيادة الوقت الخاص عن المعقول، يمكن الجلوس معاً والتحدث عن التوقعات والاحتياجات.

أسباب الطلاق في السعودية وعلاجها

حذر خبراء اجتماع من تنامي ظاهرة الطلاق في السعودية، حيث تصل إلى أكثر من 25% من حالات الزواج، وفقاً لبعض الإحصاءات، بزيادة عن المعدل العالمي الذي يتراوح بين 18% – 22%.

هذه المعدلات المرتفعة في حالات الطلاق باتت تشكل هاجساً لدى الشارع السعودي، لكن ما أبرز أسباب الطلاق في السعودية؟

وضع الدكتور عبدالله الربيش، مدير مركز الإصلاح الأسري بجمعية أسرة، أهم 10 أسباب تؤدي للطلاق في السعودية خلال حديث لـ”العربية.نت”، وهي:

أولاً: اختلاف الطباع: المحرك الرئيسي للطلاق بين الزوجين.

ثانياً: إهانة الزوج لزوجته، إضافة إلى تسلط الزوج وهيمنته داخل الأسرة وعدم مراعاة جانب الزوجة.

ثالثاً: ضرب الزوج لزوجته.

رابعاً: الغيرة الزائدة عن حدها وصولاً إلى مرحلة الشك والتأويلات المتعسفة.

خامساً: سوء الاختيار من قبل الأهل بعيداً عن أخذ رأي الشاب أو الفتاة.

سادساً: تدخل الأقارب: الحد من التدخلات الخارجية يضع الأسرة دائماً في مأمن، خصوصاً ممن يملكون الحل للمشاكل الصغيرة.

سابعاً: الإدمان.

ثامناً: فارق العمر بين الزوجين.

تاسعاً: بخل الزوج.

عاشراً: الخلافات العائلية بين عائلة الرجل وزوجته، والعكس صحيح.

مشكلة الطلاق doc

اضغط هنا لتحميل ملف مشكلة الطلاق وأسبابه

السابق
حلول الهجرة
التالي
معلومات عن مدينة الرياض

اترك تعليقاً