قصص

خرافات واساطير

خرافات شعبية

1- خرافة الحامض والحلو… صبي أم بنت

تقول الخرافة الشعبية إن المرأة الحامل التي تشتهي الطعم الحامض والمخللات تكون حاملاً بذكر، ومن تشتهي المذاقات الحلوة والسكريات تكون حاملاً بأنثى. وتبدو هذه الخرافة الأكثر انتشاراً وتداولاً بين النساء. وسألنا سميرة هاشم، وهي لبنانية وأم لثلاثة شبان أكبرهم في الثلاثين من عمره اليوم، وتعيش في بيروت، عمّا كانت تشتهيه خلال حملها، فأخبرتنا عن حملها الأول قائلة: “كنت أسمع أن اشتهاء الحامض يعني الحمل بصبي، واشتهاء الحلو معناه الحمل ببنت”. وأضافت ضاحكة “لم أشته طعماً أكثر من غيره، كانت شهيتي مفتوحة على كل الأطعمة والمذاقات، وأنجبت صبياً”. وأضافت “إنه السؤال الذي يتكرر حتى اليوم لكل الحوامل عمّا يشتهينه لمعرفة نوع الجنين”.

اشتهاء مذاقات معينة أو أطعمة محددة أكثر من غيرها خلال الحمل أمر طبيعي خلال الأشهر الثلاثة الأولى، وتبلغ تلك الشهوات ذروتها في الثلث الثاني من الحمل، وتختفي عادة قبل الولادة، وفق موقع psychology today. ومن الفرضيات التي يعرضها الموقع عن كيفية حدوث هذه الرغبة الشديدة بالمذاقات والأطعمة الخاصة خلال الحمل أنها تعود إلى مادة تسمى Neuropeptide Y، وهي واحدة من أقوى منشطات الشهية المعروفة لدى الإنسان، والتي يزداد إنتاجها في الدماغ أثناء الحمل، وقد تكون مسؤولة عن زيادة الشهية الملحوظة لدى الحوامل.

2- خرافة الملح ونوع الجنين

إحدى الخرافات الشعبية تتعلق بالملح وكشف نوع الجنين، وهي عبارة عن اختبار للمرأة الحامل برش الملح على رأسها خفية، فإذا شعرت بوجوده وحركت رأسها إلى أعلى تكون حاملاً بذكر، وإن حركته إلى الأمام تكون حاملاً بأنثى. وتخبرنا نوال، وهي لبنانية مقيمة في الدوحة، وجدة لثلاثة أحفاد، بأنها جربت اختبار الملح من باب الدعابة مع كنتها التي حركت رأسها نزولاً، وتقول: “نجح الاختبار وأنجبت بنتاً”. وتشير إلى أن اختبار الملح عادة متداولة وأغلب الحوامل يخضعن له.

وهناك خرافة أخرى تتعلق بوضعية الحامل، وحدثتنا عنها سميرة هاشم قائلة: “خلال حملي انزلقت رجلي أثناء سيري على الطريق العام، فوقعت على الأرض بوضعية الجلوس ورأسي للأعلى، وكانت أمي معي فأخبرتني وهي فرحة بأن سقوط الحامل للخلف يؤكد أنها حامل بصبي، وإن الحامل ببنت تقع ووجهها نحو الأرض”. وأضافت “صدقت التوقعات”.

3- خرافة نبض الحامل

الخرافة الشعبية تقول إن نبض الحامل إذا كان قوياً يكون الجنين ذكراً، وإن كان بطيئاً فالجنين أنثى. ولكن من يعتقد بذلك لا يستخدم آلة قياس الضغط، وإنما وسيلة بدائية لا تمت للاختبار الدقيق والعلمي بصلة.

وعن تلك التجربة، أخبرتنا نسرين سالم، وهي لبنانية ومقيمة في الدوحة: “رأيت مرة في القرية اختباراً لقياس ضغط الحامل، وربطت إحدى النساء طرف قلم رصاص طويل بخيط، وتركته يتدلى فوق رسغ امرأة قريبتنا وكانت حاملاً، وصارت تحركه وقالت إذا تحرك بموازاة الذراع يكون الجنين ذكراً وإذا تحرك بالعرض يكون أنثى”. وقالت “بالطبع هي تتحكم في حركته”، وأعربت عن ظنها بأنها عادات طريفة ومسلية ولا تأخذها جميع النساء على محمل الجدّ.

موقع Health line يتحدث عن نبض الجنين وليس نبض الأم، ويشير إلى أن معدل ضربات القلب لا يمكنه التنبؤ بجنس الطفل، وينفي صحة القصص المتداولة بأن زيادة عدد الضربات عن 140 نبضة في الدقيقة يعني أن الجنين أنثى، وإن قلّ عن 140 نبضة فالجنين ذكر. وأشار إلى دراسة أجراها الباحثون على 966 تصويرًا بالموجات فوق الصوتية لأجنة نساء لم يتجاوز حملهن الـ14 أسبوعًا، وتبين أن بمتوسط ​​معدل ضربات قلب الأجنة التي تبين أنهم ذكور في الأشهر الثلاثة الأولى 154.9 نبضة في الدقيقة (بزيادة أو نقصان 22.8 نبضة في الدقيقة)، وبالنسبة للأجنة الإناث كان 151.7 نبضة في الدقيقة (زائد أو ناقص 22.7 نبضة في الدقيقة). واستنتج الباحثون أن لا فرق كبيرا بين معدلات ضربات القلب لدى الذكور والإناث أثناء الحمل المبكر.

أسباب الخرافات

الاسباب التى تساهم في انتشار الخرافة وتحول بعض الأساطير الى حقيقة متقبلة؛ فيمكن حصرها بالأسباب التالية:

1. تناقل الأحاديث:

من خلال التواصل، ينقل الناس معتقداتهم وقصصهم إلى الآخرين، فمثلا عبارة (الاضداد تتجاذب) هي عبارة أخاذة وسهلة التذكر، يميل الأفراد إلى نقلها الى غيرهم مثلها مثل القصص المثيرة والحكايات الشائعة، والتى تتحول بعد فترة من الزمان إلى قصة نسمعها مرارا وتكرارا فنخلط بين شيوع العبارة بعتبارها خرافة وبين صحة العبارة بعتمادها على مصدر أو تاريخ يؤكد صحتها.

2. الرغبة في الحصول على إجابات سهلة وحلول سريعة لمشكلاتنا:

بسبب الجهد الذي تسببه لنا ضغوط الحياة اليومية فنحن بطريقة لاشعورية نحاول البحث عن إجابات سريعة وسهلة التطبيق لمشكلاتنا، مثلا مشكلة انقاص الوزن التى تحاول بعض النساء تحقيقه؛ نجد أن معظم النساء الذين يسعون لهذا الهدف يبحثن عن أسهل الطرق التى تقدم لهم وعود قاطعة بالتغيير السريع وغير مؤلمة، ونفس الشيئ ينطبق على الكثير من المشاكل التى تواجهنا يوميا.

3. الإدراك الإنتقائي للاشياء:

تقوم فكرة الإدراك الإنتقائي على أن الأفراد يركزون ويختارون من حولهم أكثر الرسائل التى تتناسب مع معتقداتهم وقيمهم، ويكونون أقل اهتماما وتأثرا بتلك الرسائل التى تتناقض مع معتقداتهم، ومن الممكن أن يتحول الإدراك الإنتقائي إلى مرض إذا زاد عن الحد الطبيعي، فمثلا: المرأة التى ترى شعرة على ثياب زوجها، يمكن أن تعتقد اعتقاد راسخ أن مصدر هذه الشعرة هو امراة يخونها زوجها معها، ومهما حاولت اقناعها بالمنطق فلن تفلح في ذلك.

4. المبالغة في بعض الحقائق:

بعض الخرافات ليست خاطئة تماما لكن مبالغ فيها أو مبالغ في طريقة عرضها، فمثلا: يكاد يكون من المؤكد أنه ليس من أحد فينا يستخدم امكانياته العقلية بشكل كامل، لكن هذه الحقيقة لاتعني أن الغالبية العظمة بيننا تستخدم فقط 10%، كما يعتقد كثير من الأفراد.

5. منطق المتتاليين:

كثير من الناس تربط بين حدثين متتالين بعتبارهم مترابطين ارتباط السابق باللاحق، لكن في الحقيقة كثير من الأحداث تقع قبل حدوث أحداث أخرى ولا تكون سبب فيها، وقد لايكون بينهم أي ارتباط. وأشهر مثال على ذلك هو الخرافة التى تقول بأن التعرض للاعتداء في الطفولة يؤدي إلى تحول الطفل إلى معتدٍ عندما يكبر، أما التفسير الحقيقي لهذه الخرافة فيفسره العلماء بتأثير الوراثة والبيئة التى عاش بها المعنف أكثر بكثير من أي أسباب حدثت في مرحلة الطفولة.

6. التعميم المتحيز:

مغالطة تحصل كثيرا، حيث يتم تبني نتجة وتعميمها على مجموعة كبيرة بناء على عينة مختارة منها لاتمثل المجموعة الأصلية بشكل صحيح. أوضح مثال على هذا الخطأ ماحدث في الانتخابات الامريكية الأخيرة، حيث أظهرت استطلاعات الرأي في معظمها فوز المرشحة هيلاري كلينتون على الرئيس الحالي دونالد ترامب، بينما جاءت نتائج الانتخابات عكس ذلك.

7. الخلط بين المصطلحات:

بعض المصطلحات تؤدي إلى نتائج خاطئة عند سماعها بسبب الخلط بين المعنى الحقيقي المراد من المصطلح وكلمة أخرى. مثل مصطلح التنويم المغناطيس؛ عند سماع هذه الكلمة يعتقد العديد من الأشخاص أن التنويم هو نوع من أنواع النوم، ونرى في الكثير من الأفلام كيف يحاول المنومون المغناطيسيون أن يوجدوا عاملا مساعدا على الدخول في حالة التنويم المغناطيسي عن طريق أخبار الاشخاص الذين يطبق عليهم التنويم أنهم يشعرون برغبة بالنعاس. بينما التنويم المغناطيسي في حقيقته ليس له علاقة بالنوم، والاشخاص الذين يطبق عليهم التنويم المغناطيسي في الحقيقة يظلون في حالة من الإدراك التام والوعي الكامل لكل مايحيط بهم.

8. الطرح المضلل من قبل بعض وسائل الاعلام:

كثيرا ماتتناول وسائل الاعلام الكثير من المسائل والظواهر بشكل تعوزه الدقة، فهي في طبيعتها تقدم الظواهر بطريقة أكثر إثارة مماهي عليه في الواقع. مثل ذلك ماقدمته أفلام هوليود ووسائل الاعلام عن معلومات منقوصة عن العلاج بالصدمة الكهربائية، حيث تظهر العملية خطيرة وتترافق مع تشنجات حركية ملحوظة، لكن المعلوم أنه مع التقدم التكنلوجي لم تعد للصدمة الكهربائية هذه الخطورة الكبيرة ولاتترافق العملية مع أي تشنجات عضلية للجسم والأطراف.

خرافات قديمة عن الحب

وترى الدكتورة دعاء راجح أن للحب 6 خرافات لا يمكن تجاهلها، وهي:

الحب الحقيقى يبقى إلى الأبد

وقالت راجح في تدوينة لها عبر فيسبوك: “الحب الي من بعيد لبعيد زي روميو وجولييت، وقيس وليلى، والمحبين الي بيحبوا على وسائل التواصل دا الي بيبقى إلى الأبد في القلوب، لكن أول ما بيتجوزوا الحب الرومانسي بيهبط، ويحل محله المودة والرحمة والسكن”.

وأضافت راجح: “ودول علشان يستمروا محتاجين جهد كبير إرادي من الطرفين، وشغل كتير من التغافل والتسامح والعطاء والحنية علشان نقدر نحافظ عليه”.

المحبين يعيشون مع بعضهم إلى الأبد

وفيما يتعلق بالخرافة الثانية، أوضحت راجح: “مش شرط دا بيعتمد على قدرتهم على الحفاظ على الحب دا بعد الزواج.. فيه قصص حب كتير فشلت بعد الارتباط، بسبب أنه مكانش حب أصلا كان احتياج أو تعلق”.

“أو أنهم ماعرفوش يسيطروا على آفات الحب زي الغيرة والشك والأنانية، حب التملك والرغبة في التطبيع، والتحكم والملل والاحساس بهم المسئولية، أو أنهم ماعرفوش يفهموا بعض ويراعوا الاختلافات الي بينهم، وصور العواجيز المحبيبن ممكن يكونوا حبوا بعض على كبر، مش لازم عاشوا مع بعض من أول شبابهم يعني”.

“أنت كل حياتي”

وبخصوص الخرافة الثالثة، ذكرت راجح: “أكبر غلط.. أنت أهم إنسان في حياتي وليست كلها،

فحياتي مليئة بالأهل والأصدقاء وزملاء العمل، وعلاقات أخرى تمنحني الكثير من احتياجاتي النفسية التي ستعجز بحكم قدراتك المحدودة وإنسانيتك الضعيفة على تلبيتها”.

الرومانسية واللهفة تبقى إلى الأبد

وأضافت راجح: ” الرومانسية التلقائية بتكون في بدايات العلاقة فقط، يهدأ اللهفة والشغف مع طول الأمد، وتلعب الرومانسية الإرادية التي نصنعها نحن بإرادتنا دورا مهما في البقاء على الحب حيا في القلوب”.

ولفتت الاستشارية الأسرية إلى أن “اللهفة والشوق تهدأ كثيرا بدوام التقارب والاعتياد والملل، ولكن يمكن تجديدها بفترات من البعد”.

الحب سوف ينتصر

مش لازم كتير الحب ينهزم أمام الظروف والواقع والعقل، وحتى لو انتصر واكتمل الزواج.. فإن أكثر ما يهزمه الطبايع الشخصية التي يصعب التعامل معها، وقد يهزمه الظروف المادية الصعبة الي بتعمل ضغط نفسي على الطرفين، وبتخليهم مش عارفين يتعاملوا مع بعض”، هكذا علقت راجح عن الخرافة الخامسة.

الحب عطاء

وفيما يتعلق بالخرافة السادسة، قالت راجح: “نعم الحب عطاء لكن الحب من طرف واحد مؤلم ومؤذي، لو استمر العطاء من طرف واحد يموت الحب مع الوقت ويتوقف العطاء، ويمكن يحل محله الغل والحقد والألم”.

الخرافات الشعبية المصرية

عُرف المجتمع المصري بعاطفيته وتصديقه للأشياء، وإن كانت وهمية، فمصر الفرعونية عرفت الأساطير والقصص غير المنطقية، التي ألفها الناس عن الآلهة. ولا تزال خرافة “لعنة الفراعنة” باقية حتى الآن. وابتدعت مصر الإسلامية “الأضرحة والموالي”، وراح الناس يطلبون “البركة” منهم ويستعينون بهم لقضاء حاجاتهم. وبحسب كتاب “أشهر 50 خرافة في علم النفس”، لسكوت ليلينفيلد وآخرين، عُرّفت الخرافة بأنها “اعتقاد أو قصة شهيرة لكنها خاطئة، أصبحت مرتبطة بعادة أو شخص أو حدث، وقصة خيالية أو نصف حقيقية”. ويمكن تقسيم الخرافات في المجتمع المصري إلى:خرافات دينية

يظن الكثيرون أن الخرافات التي تتعلق بالدين أو المعتقد الإيماني لدى الأشخاص صحيحة ويرفضون دعاوى بطلانها. ومن عادات بعض المصريين زيارة أضرحة الأولياء وطلبهم توسط صاحب المقام أو الضريح لدى الرب، إما لشفاء مريض، أو لتزويج عانس، أو لنيل الرزق من مال وأولاد، أو الصفح والمغفرة لذنب.خرافات اجتماعية

تندرج أسفل هذا التقسيم أنماط عديدة للخرافات بحسب ما أوردته سناء محمد سليمان، أستاذة علم النفس في كلية البنات في جامعة عين شمس، في مؤلفها “الخرافات والسحر والشعوذة” ومنها:خرافات مرتبطة بالزواج والإنجاب

في الكثير من المناطق الريفية يلتزم العريس والعروس عدم مصافحة أي من المهنئين حتى يتفاديا أعمال السحر أو الربط. و”يقصد به امتناع أحد الزوجين عن الآخر لسبب خارج عنه مثل السحر”. كما يحمل الأقارب العريسين إلى شقتهما لعدم المرور على أي أعمال سحر أيضاً. وفي مناطق أخرى، لا بد أن تمر العروس أسفل ذراع “حماتها” لتدخل مسكن الزوجية لإعطائها الطاعة العمياء لاحقاً. كذلك يشيع اعتقاد بأن “قرص” العروس في “ركبتها” فأل خير لسرعة الزواج. وتلتزم العروس في المناطق الشعبية بتناول الأسماك، “الفسيخ خصوصاً”، ليلة العرس، اعتقاداً بأنه ييسر عملية “فض غشاء البكارة”. وهناك اعتقاد راسخ في مناطق ريفية بأن أموراً مثل رؤية العريس للعروس بفستان الزفاف قبل يوم العرس، أو دخول العريس على عروسه وهو “حليق” تعتبر فأل شر وتنذر بعدم استمرار الحياة بين الشريكين، أو تأخر الإنجاب. ويعد دخول “حائض” على العروس سبباً لتأخر الحمل، ويؤدي إلى “المشاهرة” وهي لفظ دارج في الريف يعني عدم الإنجاب.خرافات مرتبطة بالتفاؤل والتشاؤم

“قلب الشبشب على وجهه” فأل شر ونحس، لدى المصريين، بل كان يعتقد سابقاً أنه حرام شرعاً. واستخدام المقص أو الحياكة ليلاً من دواعي التشاؤم، وسكب القهوة خير وسكب اللبن شر، فتح الأبواب ونوافذ المنزل باكراً تجلب الرزق والتأخر يتسبّب بقلته. أن تتخطى شخص نائم فأل شر ويسبب وقف نمو “طول” هذا الشخص، ولعلاج ذلك لا بد أن تمر فوقه بالاتجاه المعاكس، “لأخذ العكس”، أي الشر عنه. وعدم تناول الضيف لمشروبه كاملاً ينذر بتأخر زواج البنات في هذا البيت.خرافات مرتبطة بالموت

تعتقد غالبية الشعب المصري أن روح الميت تبقى في منزله مدة 40 ليلة وتشعر بكل ما يدور به، ما عدا مَن يقتل خارج منزله، فـ”عفريته” يلزم الموضع الذي قتل فيه. وهناك أيضاً الاعتقاد بأن دفن طفل صغير مع الميت (في حال تزامنها مع وفاة طفل حديث الولادة) أو غرس نبتة “الصبار”، أمام قبره أمور تخفف من عذابه. بعض الأطعمة لا يجب طهوها في بيت المتوفى قبل مرور عام أو أشهر على الأقل، منها المحشي والحلويات والصواني والأطعمة، التي ترتبط بالمناسبات السعيدة، اعتقاداً بأن ذلك يعني عدم الحزن على الميت. وانبعاث تلك الروائح من منزله أمر مشين. كما يحرم على أهل الميت تنظيف منزله قبل مرور 40 يوماً وإلا اعتبر ذلك فرحاً بالخلاص منه.خرافات مرتبطة بالحسد والسحر

يؤمن المصريون كثيراً بالسحر والحسد، لذا يعتمدون على خرافات أكثر عبثاً لتفاديها. فالخرزة الزرقاء و”الخمسة وخميسة”، أي شكل الكف، و”الشبشب المقلوب” و”حدوة الحصان” كلها تعلق على باب المنزل للحماية من الحسد. كما يرش الملح للهدف ذاته. ويعتقد كذلك أن المنازل المهجورة تسكنها “العفاريت” لذا يلجأون إلى وضع طعام في الثلاجة وتغييره كل فترة لتفادي ذلك.خرافات مرتبطة بالحيوانات

القطط السوداء تسكنها الأرواح الشريرة، وتنذر بموت أحدهم. هذا اعتقاد سائد أيضاً. والحمار يرى الشيطان وعندما ينهق لا بد من الاستعاذة بالله. وصوت الغراب فوق منزل يعني في الريف أن شخصاً ما سيموت في هذا المنزل. وأحياناً نباح الكلب ليلاً، يعادله في الصعيد “عواء الذئب”. وصهيل الخيل ينذر بشر أو خطر قريب.

خرافات عراقية

يؤمن عدد كبير من العراقيّين بالخرافات. وهذا ليس أمراً جديداً، لكن يبدو أنّ البعض يُبالغون في تصديقها أو الاعتماد عليها في حياتهم اليومية، مع ارتفاع نسبة الجهل والفوضى، وتراجع تطبيق القانون في بلد يعاني من الحروب منذ أكثر من ثلاثة عقود. يقول الباحث الاجتماعي، مقداد صالح، إن “الخرافة هي الحديث المستَمْلَح المكذوب، الذي قد يرد على شكل أسطورة أو قصّة قصيرة ذات مغزى أخلاقي، وربّما يكون أشخاصها وحوشاً. ويمكن أن تكون قصّة خرافيّة ذات مغزى، تتضمّن صفات إنسانيّة وُجدت مذ خلق الإنسان”.

ويوضح لـ “العربي الجديد” أن “المجتمع العراقي يؤمن بالكثير من الخرافات والأساطير غير الواقعية، ويعتقد أنّها حقيقية”. يضيف أن “الجهل والتكوين النفسي أو العاطفي للأفراد قد يجعلهم أكثر تأثّراً”، لافتاً إلى أن “بعض التجار يروّجون للخرافات والأساطير، وينشرونها بين الناس. ربّما يكونون دجّالين ويستغلّون الدين حتى يصدّقهم الناس. أحياناً، تلجأ عائلات إلى تهديد الأطفال بحيوان خرافي قد يظهر في حال لم يلتزموا بالتعليمات”.

وترى المدرّسة، فائزة عمار (47 عاماً)، أن انتشار الخرافات والإيمان بها في المجتمع العراقي بشكل متزايد لم يأتِ من فراغ. تضيف أنّ بعض هذه الخرافات متوارثة وتختلف من شعبٍ إلى آخر. وتلفت إلى ظهور خرافات حديثة بدأت تنتشر بين أفراد المجتمع العراقي، في ظلّ ارتفاع نسبة الجهل وشيوع الفوضى، فضلاً عن وسائل الإعلام التي تلعب دوراً كبيراً في انتشار الخرافات والمعتقدات. ويلجأ عراقيون إلى قراءة الكف والفنجان والسحر وفك السحر وغيرها، في محاولة لمعرفة الغيب.

السابق
دواء تاسيجا – tasigna لعلاج أنواع معينة من سرطان الدم النخاعي المزمن
التالي
ما هو طائر الرخ

اترك تعليقاً