ديني

سنن عيد الأضحى المبارك

سنن عيد الفطر

شرع النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- للمُسلمين العديد من السُّنَن التي يُستحَبّ فِعلها يوم العيد، ومنها ما يأتي:

  • الأكل يوم العيد، وتختلف هذه السنّة بين عيد الفِطر وعيد الأضحى؛ ففي عيد الفطر تكون السُنّة في الأكل قبل الخروج إلى صلاة العيد، ويكون الأكل من التمر بعدد فرديّ، أمّا في عيد الأضحى فيكون الأكل بعد الصلاة؛ ليأكل المُسلم من أُضحيته إن ضحّى؛ لِما ورد عن الصحابيّ بريدة الأسلمي عن فِعل النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، فقال: (كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يخرجُ يومَ الفطرِ حتى يَطْعمَ ، ويوم النحْرِ لا يأكلُ حتى يرجعَ فيأكلَ من نسيكَتهِ).
  • الذهاب إلى مُصلّى العيد من طريق والعودة إلى البيت من طريقٍ آخر؛ لحديث ابن عُمر عن فِعل النبيّ -عليه الصلاة والسلام- ذلك في خروجه إلى صلاة العيد، إذ قال: (أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلمَ كان يخرجُ إلى العيدينِ من طريقٍ ويرجعُ من طريقٍ أُخرى).
  • التمهُّل في الانصراف بعد الصلاة للإمام؛ وذلك كي يُسلّم على الناس، ويتفقَّد أحوالهم؛ لِفعل النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- كما ورد في الحديث: (رأيتُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ إذا انصرفَ منَ العيدَينِ أتى وسطَ المصلَّى فقامَ فنظرَ إلى النَّاسِ كيفَ ينصرفونَ وكيفَ سمتُهم ثمَّ يقفُ ساعةً ثمَّ ينصرفُ).
  • أداء صلاة العيد فقط وعدم أداء أيّ صلاة قبلها أو بعدها؛ إذ ليس للعيد سُنّة قبليّة ولا بعديّة إن كانت خارج المسجد، أمّا إن كانت صلاة العيد داخل المسجد؛ فيجوز للمُسلم صلاة تحيّة المسجد؛ لفِعل النبيّ -عليه الصلاة والسلام- الذي ورد عن عبدالله بن عباس، فقال: (أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ صَلَّى يَومَ الفِطْرِ رَكْعَتَيْنِ لَمْ يُصَلِّ قَبْلَهَا ولَا بَعْدَهَا).
  • الغُسل للعيد؛ لِفعل الصحابة -رضي الله عنهم-؛ فقد كان ابن عُمر لا يذهب إلى المُصلّى حتى يغتسل، ويُسَنّ التطيُّب والتسوُّك.
  • لبس أجمل الثياب وأحسنها؛ لِفعل ابن عمر -رضي الله عنه-؛ فقد كان يلبس أجمل شيء عنده من الثياب في يوم العيد.
  • الذهاب إلى المُصلّى مَشياً في سكينة ووقار؛ فقد كان النبيّ -عليه الصلاة والسلام- يذهب إلى المُصلّى ماشياً، ويرجع إلى بيته ماشياً، وقد ذكرَ ذلك ابن عُمر، فقال: (كان رسولُ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يخرجُ إلى العيدِ ماشيًا ويرجعُ ماشيًا).
  • أداء صلاة العيد في مُصلَّياتٍ خارج المسجد فلا تُصلّى في المسجد إلّا للحاجة؛ وذلك لفِعل النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- في العيدَين؛ فقد كان يُصلّيهما في المُصلّى خارج المسجد، قال أبو سعيد الخدريّ: (كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَخْرُجُ يَومَ الفِطْرِ والأضْحَى إلى المُصَلَّى، فأوَّلُ شيءٍ يَبْدَأُ به الصَّلَاةُ).
  • التبكير إلى المُصلّى للمأموم، والتأخير إلى بداية وقت الصلاة للإمام؛ ووقت التبكير يكون بعد صلاة الفجر؛ ويؤكّد ذلك فِعل النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-؛ فقد كان يتأخّر في الخروج إلى المُصلّى حتى يحين وقت صلاة العيد؛ بدليل الحديث الوارد في النقطة السابقة.
  • التكبير ورفع الصوت به في الطريق إلى المُصلّى؛ وذلك لِفعل النبيّ -عليه الصلاة والسلام-؛ فقد كان يُكبّر عند خروجه من بيته إلى أن يصل إلى المُصلّى ويُصلّي؛ بدليل ما ورد عن محمد الزهري؛ إذ قال: (كان رسولُ اللهِ يخرج يومَ الفطرِ فيكبِّرُ حتى يأتيَ المصلَّى ، و حتى يقضيَ الصلاةَ ، فإذا قضى الصلاةَ قطع التَّكبيرَ).
  • صلاة العيد تكون بلا أذان أو إقامة؛ فقد ورد عن جابر -رضي الله عنه- أنّه صلّى العيد مع النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أكثر من مرّة دون أذان، ولا إقامة.
  • خروج النساء إلى مُصلّى العيد؛ ويكون خُروجهنّ بالتزام الحِجاب، وعدم مَسّ الطِّيب؛ لحديث الصحابيّة أُم عطية -رضي الله عنها-: (أَمَرَنَا رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، أَنْ نُخْرِجَهُنَّ في الفِطْرِ وَالأضْحَى، العَوَاتِقَ، وَالْحُيَّضَ، وَذَوَاتِ الخُدُورِ، فأمَّا الحُيَّضُ فَيَعْتَزِلْنَ الصَّلَاةَ، وَيَشْهَدْنَ الخَيْرَ، وَدَعْوَةَ المُسْلِمِينَ، قُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، إحْدَانَا لا يَكونُ لَهَا جِلْبَابٌ، قالَ: لِتُلْبِسْهَا أُخْتُهَا مِن جِلْبَابِهَا).
  • اصطحاب الأطفال إلى مُصلّى العيد؛ وذلك لحضور دعوة المُسلمين.
  • تهنئة المُسلمين بعضهم البعض بالعيد؛ وذلك لِفعل الصحابة -رضي الله عنهم-؛ فقد كانوا إذا رأوا بعضهم يوم العيد يقولون: “تقبّل الله منّا ومنك”. جواز ضرب الدفّ للجواري؛ وهُنّ الصِّغار من الإناث، وجواز اللعب بما هو مشروع.

سنن وآداب عيد الأضحى

يوم عيد الأضحى أفضل الأيام عند الله ويدل على ذلك مارواه أهل السنن وفيه يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أفضل الأيام عند الله يوم النحر ثم يوم القَرّ”- ويوم القر: هو يوم الحادي عشر لأن الحجاج يستقرون في منى- وفي الحديث الآخر الذي رواه أهل السنن ً وصححه الإمام الترمذي {يوم عرفة ويوم النحر وأيام منى عيدنا أهل الإسلام وهي أيام أكل وشرب وذكر لله} وأما قول النبي صلى الله عليه وسلم “أفضل الأيام يوم الجمعة”، فإن الأفضلية هنا بالنسبة لأيام الأسبوع فيكون يوم الجمعة أفضل أيام الأسبوع وأما يوم النحر فأفضل أيام العام .

وتتجلى سنن عيد الأضحى لعموم المسلمين في القيام بأفعال وأقوال وردت عن النبيّ الكريم -صلى الله عليه وسلم-، ويتوجب على المسلمين عامةً اتباع هدي رسول الله، ومما جاء من سنن عيد الأضحى لغير الحجيج ما يأتي:

الاستمرار بالتكبير والتحميد والتهليل والتسبيح والدعاء إلى آخر أيام التشريق:

قال شيخ الإسلام رحمه الله: أَصَحُّ الْأَقْوَالِ فِي التَّكْبِيرِ الَّذِي عَلَيْهِ جُمْهُورُ السَّلَفِ وَالْفُقَهَاءِ مِنْ الصَّحَابَةِ وَالْأَئِمَّةِ: أَنْ يُكَبِّرَ مِنْ فَجْرِ يَوْمِ عَرَفَةَ إلَى آخِرِ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ عَقِبَ كُلِّ صَلَاةٍ وَيَشْرَعُ لِكُلِّ أَحَدٍ أَنْ يَجْهَرَ بِالتَّكْبِيرِ عِنْدَ الْخُرُوجِ إلَى الْعِيدِ. وَهَذَا بِاتِّفَاقِ الْأَئِمَّةِ الْأَرْبَعَةِ. وَصِفَةُ التَّكْبِيرِ الْمَنْقُولِ عِنْدَ أَكْثَرِ الصَّحَابَةِ: قَدْ رُوِيَ مَرْفُوعًا إلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَاَللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ وَلِلَّهِ الْحَمْدُ). وَإِنْ قَالَ: اللَّهُ أَكْبَرُ ثَلَاثًا جَازَ. وَمِنْ الْفُقَهَاءِ مَنْ يُكَبِّرُ ثَلَاثًا فَقَطْ وَمِنْهُمْ مَنْ يُكَبِّرُ ثَلَاثًا وَيَقُولُ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.

الاغتسال والتطيب: يُحبب اغتسال الرجال وتطيبهم يوم العيد قبل الخروج لأداء صلاة العيد، أمّا بالنسبة للمرأة فيُشرع لها الخروج إلى مصلّى العيد ولكنْ من غير تبرج ولا تطيّب.

التجمل في العيد : عن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ، رضي الله عنهما، قَالَ: أَخَذَ عُمَرُ جُبَّةً مِنْ إِسْتَبْرَقٍ تُبَاعُ فِي السُّوقِ فَأَخَذَهَا، فَأَتَى بِهَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ابْتَعْ هَذِهِ، تَجَمَّلْ بِهَا لِلْعِيدِ وَالْوُفُودِ. فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : إِنَّمَا هَذِهِ لِبَاسُ مَنْ َلا خَلاقَ لَهُ. فَلَبِثَ عُمَرُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَلْبَثَ، ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِجُبَّةِ دِيبَاجٍ، فَأَقْبَلَ بِهَا عُمَرُ، فَأَتَى بِهَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّكَ قُلْتَ إِنَّمَا هَذِهِ لِبَاسُ مَنْ َلا خَلاقَ لَهُ، وَأَرْسَلْتَ إِلَيَّ بِهَذِهِ الْجُبَّةِ. فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : تَبِيعُهَا أَوْ تُصِيبُ بِهَا حَاجَتَك، (صحيح البخاري، 948).

الصلاة: يجب أداء صلاة عيد الأضحى جماعةً مع المسلمين، وحضور خطبة العيد.

مخالفة الطريق: يُفضل الاقتداء بالنبي محمد -صلّى الله عليه وسلّم-، فمن سنن عيد الأضحى التي كان يقوم بها الذهاب من طريق، والعودة من طريق آخر.

التهنئة بالعيد: فقد ثبت عن صحابة رسول الله -رضوان الله عليهم- تهنئة بعضهم البعض في العيد.

المشي إلى المصلى: يستحب السير إلى المصلى ماشياً لا راكباً، وعليه السكينة والوقار، فإن ذهب راكباً فلا حرج من ذلك.

صلة الرحم: يفضل زيارة الأرحام في كل وقت، ولكن يستغل الناس هذه المناسبة لزيارة بعضهم البعض، وبالأخص الوالدين.

ذبح الأضحية: يبدأ وقت ذبح الأضاحي بعد انتهاء صلاة العيد، ويستمر الوقت مدة أربعة أيام، وهي أيام عيد الأضحى الأربع.

الأكل من الأضحية: فقد جاء في نصّ الحديث الشريف: “كان رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- لا يَغْدو يَومَ الفِطْرِ حتى يَأكُلَ، ولا يَأكُلُ يَومَ الأضْحى حتى يَرجِعَ، فيَأكُلَ مِن أُضحِيَّتِه”.

عدد سنن العيد

الأضاحي في عيد الأضحى

معنى أضحية

في الشريعة  الأضحية”قرباني” تعني شعائر الأضحية”ذبح الأنعام” التي تجري في أيام محددة”يوم النحر وأيام التشريق” بشكل خاص بقصد الاقتراب من الله .لذلك أي ذبح في اوقات وايام اخرى وان كان من أجل الله لا يتعبر أضحية حتى وان تم الذبح في أيام النحر ولكن بقصد غير ذلك لا يعتبر ضحية”قرباني” مثل الجزار الذي يذبح بقصد البيع.

الحكمة من الأضحية

ليس صعباً معرفة الحكمة الإلهية من الأضحية  لذا يمكن للمرء أن يستشف بعض مقاصدها:

  1. يضحي المرء تعبيراً عن امتنانه لله سبحانه وتعالى لخلقه له في هذه الحياة.
  2.  الأضحية تقليد سيدنا ابراهيم عليه السلام وإحياء لسنته إذا ابتلى فصبر وقدم أمر الله سبحانه وتعالى على فلذة كبده وولده إسماعيل حين امتثل لأمر الله وهم بذبحه.
  3. تأتي رداً مفتوحاً على من يدعون أنه لا يجوز ذبح الحيوانات وأكل لحمها لما يسببه من ألم له، أو ادعاءات الإنسان بأن الله اختار أنواع معينة من الحيوانات وقدسها ودعا لعبادتها.
  4.   اثبت الذبح”الأضحية” على الطريقة الاسلامية انه الاسلوب الاكثر انسانية لانه يقتل الحيوان عن طريق السكتة الدماغية نتيجة تدفق الدم من العنق.
  5. الأضحية ظاهرة علينا أن الله سبحانه وتعالى أخضع الأرض للبشر وجعل من الأخلاقي بالنسبة لنا كبشر الانتفاع من هذه المخلوقات الأمر الذي يزيد من امتناننا لله لفضله الكبير علينا وفضلنا على كثير من خلقه تفضيلاً.

تاريخ عيد الأضحى 2020

متى موعد عيد الأضحى 2020 فلكيًا؟

ذكر إبراهيم الجروان، عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك، أنه يُتوقع أن يولد هلال شهر ذي الحجة 1441 يوم الاثنين 20 يوليو/ تموز المقبل الساعة 21:33، أي بعد غروب الشمس، ويشاهد مساء الثلاثاء، ليكون الأربعاء 22 يوليو/ تموز غرة ذي الحجة، وتوافق الجمعة 31 يوليو أول أيام عيد الأضحى المبارك.

سنن الأضحية

سُنن الأُضحية المتعلّقة بالمُضحّي

تتعلّق بالمُضحّي عدّة سُننٍ، بيانها فيما يأتي:

  • يُسنّ للمُضحّي أن يذبح أضحيته بنفسه، وإن تعذّر عليه الذّبح؛ فله أن يوكّل غيره، مع استحباب شهودها، وإن لم يستطع؛ فله أن يُنيب غيره، ويجوز توكيل الصبيّ، أو المرأة الحائض، مع كراهة توكيل الصبيّ، مع أنّ الأولى توكيل المسلم العالم بما يتعلّق بالأُضحية من أحكامٍ، ثمّ الحائض، ثمّ الصبيّ.
  • يُسنّ للمُضحّي أن يدعو بالدعاء المأثور عند الذَبْح، الوارد عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- بِقَوْل: (وجَّهْتُ وَجْهي للذي فطَر السَّمَواتِ والأرضَ حَنيفًا مُسلِمًا، وما أنا منَ المُشرِكينَ، إنَّ صَلاتي ونُسُكي ومَحْيايَ ومَماتي للهِ ربِّ العالَمينَ، لا شَريكَ له، وبذلك أُمِرْتُ وأنا منَ المُسلِمينَ) ذلك عند الحنفيّة، وكَرِه المالكيّة قَوْل: “اللَّهُمَّ مِنْكَ وَإِلَيْكَ”؛ لعدم ثبوتها عن أهل المدينة، واستحبّ الشافعيّة التكبير ثلاث مرّاتٍ، والصلاة على النبيّ -عليه الصلاة والسلام-، ثمّ الدّعاء بالقبول، أمّا الحنابلة، فقالوا بأنّ للمُضحّي قَوْل: “بِسْمِ اللَّهِ وَاَللَّهُ أَكْبَرُ”.

سُنن الأُضحية المتعلّقة بالمذبوح

سُنن الأُضحية المتعلّقة بالمذبوح هي:

  • تكون الأُضحية من الغنم، أو البقر، أو الإبل، ويُفضّل أن تكون من الغنم.
  • يستحبّ من المضحّي اختيار الأُضحية الحسنة السمينة؛ إذ إنّها من شعائر الله، قال -تعالى-: (ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّـهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ)،[٩] وقد قال ابن عباس -رضي الله عنهما-: “تعظيمها: استسمانها، واستعظامها، واستحسانها؛ ولأنّ ذلك أعظم لأجرها، وأكثر لنفعها”، كما رُوي عن أبي أمامة بن سهل؛ أنّ المسلمين في المدينة المنوّرة، كانوا يسمّنون الأُضحية، كما قال الإمام الشوكانيّ في ذلك: “فيه استحباب تسمين الأُضحية؛ لأنّ الظاهر اطّلاع النبيّ على ذلك”.
  • يستحبّ أن تُساق الأُضحية إلى الذبح سوقاً جميلاً لطيفاً، وليس عنيفاً، أو شديداً، كما يستحبّ أيضاً أن تُحدّ السكين قبل الذبح، بعيداً عن الأنعام؛ لعدم تعذيب الأُضحية أثناء أو قبل الذبح، إذ حثّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- على الإحسان في كلّ شيءٍ، فقال: (إنَّ اللَّهَ كَتَبَ الإحْسَانَ علَى كُلِّ شيءٍ، فَإِذَا قَتَلْتُمْ فأحْسِنُوا القِتْلَةَ، وإذَا ذَبَحْتُمْ فأحْسِنُوا الذَّبْحَ، وَلْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ، فَلْيُرِحْ ذَبِيحَتَهُ).
  • يستحبّ ذَبْح الأُضحية وهي مضطجعةٌ، على جانبها الأيسر، ذلك إن كانت من الغنم، أو البقر؛ لأنّ ذلك أرفق، أمّا إن كانت من الأبل؛ فتُنحر وهي قائمةٌ، مع ربط ركبتها اليسرى، استدلالاً بما رُوي من قَوْل النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (أن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابهُ كانوا ينحرونَ البدنةَ معقولةً اليسرى قائمةً على ما بقِيَ من قوائمها).
  • يُسنّ استقبال القِبلة عند الذَبْح، سواءً من الذابح أو الذبيحة، قال الإمام النوّوي في ذلك: “استقبال الذابح القبلة، وتوجيه الذبيحة إليها، وهذا مستحبٌّ في كلّ ذبيحةٍ، لكنّه في الهَدْي والأضحية أشدّ استحباباً؛ لأنّ الاستقبال في العبادات مستحبٌّ، وفي بعضها واجبٌ”.

سُنن الأُضحية المتعلّقة بالوقت

يبدأ وقت الأُضحية من بعد صلاة العيد، أو بعد مُضي الوقت الذي تؤدّى به الصلاة، على خلافٍ بين العلماء في المدّة؛ فقال الجمهور من العلماء؛ من الحنفيّة، والمالكيّة، والحنابلة؛ بأنّ وقت الأُضحية هو: يوم العيد، ويومي التشريق، أمّا الشافعيّة؛ فقالوا بأنّ وقت الأضحية: يوم العيد، وأيام التشريق الثلاثة، وهو ما اختاره ابن تيمية، وابن القيم،[١٢] ويستحبّ المبادرة بذبح الأضحية بعد دخول وقت باتّفاق الأئمة الأربعة؛ لِما في ذلك من المسارعة إلى الخير، ومن باب سرعة الإقبال والاستجابة لضيافة الله -عز وجل- لعباده،[١٣] أما من ذبح قبل صلاة العيد فلا تعتبر أضحية، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنَّ أوَّلَ ما نَبْدَأُ به مِن يَومِنَا هذا أنْ نُصَلِّيَ، ثُمَّ نَرْجِعَ فَنَنْحَرَ، فمَن فَعَلَ هذا فقَدْ أصَابَ سُنَّتَنَا، ومَن نَحَرَ فإنَّما هو لَحْمٌ يُقَدِّمُهُ لأهْلِهِ، ليسَ مِنَ النُّسُكِ في شيءٍ).

السابق
بحث عن صلاة الاستسقاء
التالي
الإعجاز العلمي في السنة النبوية

اترك تعليقاً