ديني

صفات اولياء الله الصالحين

سر أولياء الله الصالحين

قال الله تعالى في بيان صفات أوليائه: (وَعِبَادُ الرَّحْمَـنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا*وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا*وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا*إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا*وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا*وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّـهِ إِلَـهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّـهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا)، وفيما يأتي بيان الصفات التي يتميّز بها الأولياء:

  • نَسْب الله تعالى أولياءه إلى اسمه الرحمن الذي يُعدّ أعظم دلالة من غيره من الأسماء، وفي ذلك قال السعدي: (ولهذا أضافها (العبودية) الله إلى اسمه “الرحمن” إشارة إلى أنّهم وصلوا إلى هذه الحال بسبب رحمته، فذكر أنّ صفاتهم أكمل الصفات، ونعوتهم أفضل النعوت).
  • التواضع، وخفض الجناح، ولين الجانب، والذل للمؤمنين خاصّةً، وذلك ما يبدو من المؤمنين في حياتهم اليومية، وسائر شؤون وأمور حياتهم، وبيّن ابن كثير المقصود بتواضعهم، فقال: (وليس المراد أنهم يمشون كالمرضى تصنعاً ورياءً، فقد كان سيد ولد آدم -صلى الله عليه وسلم- إذا مشى كأنما ينحط من صبب، وكأنما الأرض تطوى له، وإنما المراد بالهون هنا: السكينة والوقار).
  • الحلم والعفو والصفح عن الناس، ورُقيّ ألفاظهم وأفعالهم، وقوتهم مع الحرص على الصبر والتحمّل إيماناً بالله تعالى، واحتساباً للأجر من عنده.
  • الحرص على قيام الليل، ومناجاة الله تعالى وقت السحر، فأولياء الله تعالى يفضّلون قيام الليل ومناجاة الله تعالى والسجود له على النوم، والمكوث في الفراش.
  • الخوف والخشية من الآخرة، وذكر الله تعالى ذلك في الآيات السابقة بعد ذكر قيام الليل والتهجّد، ممّا يدلّ على أهمية قيام الليل وعظم أجره ومكانته ومنزلته، ومن ذلك أنّه يُنجي العبد من العذاب في الآخرة.
  • التوازن والاعتدال والوسطية، وإعطاء كل أمر ما يستحق من الشأن والأهمية، وعدم البخل والإسراف في الإنفاق.
  • التوحيد الخالص لله تعالى، والتوكّل عليه، فأولياء الله يسعون ويجتهدون في صلاح الباطن أكثر من سعيهم في صلاح الظاهر.
  • عدم إلحاق الأذى بالأنفس، وعدم التعدّي عليها، والابتعاد عن الزنا، وتجنّب الوقوع فيه.
  • التوبة والإنابة والرجوع إلى الله تعالى، فمهما بلغت ذنوب العبد ومعاصيه فإن التوبة تمحي ما قبلها، كما أنّ الله تعالى يُكرم عبده التائب بتبديل سيئاته إلى حسنات.
  • اجتناب الوقوع في المعاصي، وتجنّب الأماكن التي تؤدي إلى الوقوع في ذلك، فقد قال السعدي: (يجتنبون جميع المجالس المشتملة على الأقوال المحرمة أو الأفعال المحرمة).

كيف تعرف أولياء الله

أولياء الله هم أهل التقوى والإيمان، وأهل الصلاح والاستقامة على دين الله وعلى ما جاء به رسوله عليه الصلاة والسلام، هؤلاء هم أولياء الله، هم أهل التقوى والإيمان كما قال الله سبحانه: أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ، ثم فسرهم وقال: الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ [سورة يونس: 62-63]، هؤلاء هم أولياء الله، هكذا في سورة يونس، وقال في سورة الأنفال: وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ [الأنفال: 34]، فأولياء الله هم أهل التقوى، هم أهل الإيمان، هم الذين أطاعوا الله ورسوله، واستقاموا على دين الله، وتركوا الشرك والمعاصي هؤلاء هم أولياء الله، يجب حبهم في الله، ولكن لا يجوز دعاءهم من الله ولا الاستغاثة بهم، ولا البناء على قبورهم، هذا منكر، ولا البناء على قبور الأنبياء، يقول النبي ﷺ: لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد، وقال عليه الصلاة والسلام: ألا وإن من كان قبلكم يعني من الأمم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد ألا فلا تتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك. رواه مسلم في الصحيح، فنهى الناس عن اتخاذ المساجد على قبور الأنبياء والصالحين، وحذرهم من ذلك ولعن من فعل هذا، وروى مسلم في الصحيح عن جابر  قال:”نهى رسول الله أن يجصص القبر وأن يقعد عليه وأن يبنى عليه”، فلا يبنى عليه قبة ولا غرفة، ولا مسجد، بل يجب الحذر من ذلك، بل تترك القبور بارزةً شامسة، كما كانت في عهد النبي ﷺ كالبقيع من غيره في الأرض الواضحة التي ليس فيها بناء، يكون القبر بارزاً على الأرض قدر شبر ونحوه حتى يعرف أنه قبر ولا يبنى عليه، ولا يجصص، ولا يجعل عليه قبة ولا مسجد، كل هذا لا يجوز، وهذه القباب والمساجد التي توضع على القبور من أسباب الشرك، إذا رآها العامي معظمة بالقباب والمساجد وربما فرشوها وربما طيبوها صار هذا من أسباب الشرك، بدعة يترتب عليها شرك أكبر نسأل الله العافية، فإن العامة إذا رأوا هذا العمل دعوها من دون الله واستغاثوا بها وتمسحوا بها إلى غير ذلك.

كرامات أولياء الله

كتاب أولياء الله الصالحين

اضغط هنا لتحميل كتاب أولياء الله الصالحين

أولياء الله الصالحين

أوصاف أولياء الله في القرآن

لأولياء الرحمن أوصاف ميزهم الله في كتابه، بيانا واضحا لا لبس فيه ولا اشتباه، لأن من الناس من يُلبِّس على الناس فيظهر أنه من أولياء الله، سواء بنسبه أو بجاهه أو بلبس خاص معين أو بالانتساب إلى جهة معينة، والأمر على خلاف ذلك، لذلك جاء وصف الأولياء في القرآن بأمور منها؛ أنهم يحبون الله وهو يحبهم، وأنهم أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين، ويجاهدون في سبيل الله لا يخافون لومة لائم. قال تعالى في وصف أوليائه: Ra bracket.png يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ Aya-54.png La bracket.png (سورة المائدة: 54).

فما بين الإنسان وبين أن يكون وليا إلا أن يحقق الإيمان والتقوى، ويعمل جاهدا لتحقيق هذه الصفات، مع اعتقاد أهل السنة والجماعة التام بأن النفع والضر وعلم الغيب والتصرف في الكون بيد الله وحده، لا يشاركه ملك مقرب، ولا نبي مرسل، ولا ولي محبوب. وأن النبوة قد ختمت، وأن الدين قد كمل، وأنه لا يمكن أن يتلقى أحدا علوما عن الله بعد رسول الله ولو كان وليا، لأن طريق التلقي عن الله واحد وهو طريق النبوة، ولا نبوة بعد نبوة محمد (صلى الله عليه وسلم). قال تعالى: Ra bracket.png مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا Aya-40.png La bracket.png سورة الأحزاب 40 وقوله(صلى الله عليه وسلم): ((لا نبي بَعْدِي)).

ومن العلماء الذين ذكروا الإجماع على القول بأن الرسول (صلى الله عليه وسلم) محمد خاتم الأنبياء، وأن الوحي قد انقطع بموته: القاضي عياض في كتابه الشفا، عبد القاهر البغدادي في أصول الدين، القسطلاني في إرشاد الساري، وسعد الدين التفتازاني في شرح المقاصد

ثواب أولياء الله

السابق
انواع الصدقات
التالي
اهداف دراسة السيرة النبوية

اترك تعليقاً