القرآن الكريم

صفات بقرة بني إسرائيل

بقرة بني إسرائيل

قصة بقرة بني إسرائيل من القصص التي تحدث عنها القرآن الكريم، إذ كان لأحد الرجال الصالحين من بني إسرائيل بقرة، كان يُربيها ويرعاها ويُحافظ عليها كي تظلّ من بعده لابنه، وكان يذهب بها إلى المروج الخضراء كي ترعى ويدعو الله قائلًا: “اللهم إني استودعتكها لابني حتى يكبر”، ولم مات الرجل بقيت هذه البقرة من بعده لابنه اليتيم، وبقي يرعى البقرة كما كان يرعاها أبوه من قبله، وقد كان في بني إسرائيل رجلٌ يملك مالًا كثيرًا، ويُعدّ من وجوه بني إسرائيل، أعطاه الله المال والغنى وكان له ابنٌ وحيد، ورث كلّ شيءٍ عن أبيه، فحسده أبناء عمومته على هذا المال؛ لأنه لم يكن لديهم مثله، فتجمعوا عليه وقتلوه، وأشاعوا أن قومًا آخرين هم الذين قتلوه، وراحوا يُطالبونهم بدمه، وعند وقوع هذه المشكلة الكبيرة لم يجد القوم أي ملجأ لهم إلا أن يذهبوا إلى موسى -عليه السلام- كي يحتكموا إليه، فسألهم موسى عن الأمر، فأمرهم أن يأتوا ببقرة ويضربوا الميت بلسانها، فيحيا ويخبر بمن قتله. وظن بنو إسرائيل  أنّ موسى -عليه السلام- يستهزئ بهم، فراجعوه في هذا فقال لهم: “أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين”، ولو أنهم أطاعوا موسى -عليه السلام- وذبحوا البقرة لكان كافٍ، لكنهم أخذوا يسألونه عن صفات البقرة التي يجب أن يذبحوها، وكانوا كلما ازدادوا بالسؤال يزداد الوصف تعقيدًا، ولم يجدوا بقرة بالمواصفات المطلوبة إلا بقرة اليتيم التي بارك الله له فيها،فاشتروها منه بالكثير من المال، وذبحوها بعد حيرة وتردد. وورد هذا في قوله تعالى: “وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ * قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا فَارِضٌ وَلَا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ فَافْعَلُوا مَا تُؤْمَرُونَ * قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ * قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ * قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا ذَلُولٌ تُثِيرُ الْأَرْضَ وَلَا تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لَا شِيَةَ فِيهَا قَالُوا الْآَنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ * وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ * فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ” ، ولما ضربوا القتيل بالبقرة أحياه الله تعالى، وأخبر عن قاتله، وأصبحت تُعرف بأنها بقرة بني إسرائيل، وبهذا انتهت قصة بقرة بني إسرائيل.

بني إسرائيل

بنو إسرائيل (بالعبريَّة: בני ישראל بنيْ يسرائيل) هو مصطلح من التناخ يطلق على أبناء يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم الإثنيْ عشر، بنو إسرائيل أيضاً يعرفون باسم “القبائل الإثنى عشر”.

حسب النص التوراتي تعني كلمة إسرائيل “الذي يجاهد مع الله” باللغة العبرية. كما جاء في التوراة: “فَقَالَ: «لاَ يُدْعَى اسْمُكَ فِي مَا بَعْدُ يَعْقُوبَ بَلْ إِسْرَائِيلَ، لأَنَّكَ جَاهَدْتَ مَعَ اللهِ وَالنَّاسِ وَقَدَرْتَ».”

بقرة صفراء

الدروس المستفادة من قصة بقرة بني إسرائيل

– يجب على الإنسان أن لا يكثر الكلام فيما لا يفيد ولا ينفع
– اظهرت العجرفة والكبر وسوء الأخلاق عند بني إسرائيل فلو أن بني اسرائيل ذبحوا أي بقرة دون أن يسألوا على مواصفاتها لكان أيسر لهم

– أظهرت القصة جوانب ضعف الايمان عند بني اسرائيل، فلذلك قذ حذرنا الله تعالى من أن عدم تنفيذ الاوامر قد يقود الإنسان الى مرحلة الابتعاد عن الايمان تماماً

صفات البقرة التي أمر الله بذبحها

– ليست مسنة هرمة ولا صغيرة فتية, صفراء شديدة الصفرة تسر من ينظر إليها,غير مذللة في حراثة الأرض والزراعة, وغير معدة للسقي من الساقية , وخالية من العيوب .

والدليل :
قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لا فَارِضٌ وَلا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ فَافْعَلُوا مَا تُؤْمَرُونَ (68) قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ (69) قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ (70) قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لا ذَلُولٌ تُثِيرُ الأَرْضَ وَلا تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لا شِيَةَ فِيهَا قَالُوا الآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ (71) البقرة .

صفات بني إسرائيل

لما كانت الشخصية الصهيونية مريضة، إذن فهي مصدر أمراض نفيسة شتّي، ثمّ انّ هذه الأمراض وجدت لها خير مرتع عند اليهود فبدأت افتراءاتهم وتُهمهم تتجه نحو الباري المصوّر، حيث يصفهم قائلاً «وقالت اليهودُ يدُ اللّه ِ مغلولةٌ غُلَّتْ أيديهِمْ ولُعِنُوا بِما قالوا » (64 / المائدة)، فإنّك لتري عظيماً من القول وزوراً، تمجّه أفواه الظلمة من اليهود، فهذه النظرة المريضة في منطقهم للّه سبحانه، فما بالك بالآخرين الّذين هم دونه تعالي.

وإنّهم لمّا لم يتورّعوا عن الكذب والافتراء علي الساحة الربوبية، فكيف بنا وبالآخرين، وكذلك يقصّ علينا القرآن العزيز كيفية تجرأهم علي الافتراء في أحكام اللّه ، حيث يخاطبهم الكتاب الكريم قائلاً: «وَلا تَقولوا لِمَا تَصِفُ ألسِنَتُكُم الكَذِبَ هذا حَلالٌ وهذا حَرامٌ، لِتَفْتَرُوا عَلَي اللّه ِ الكَذِبَ » (116 النحل). ثم إنّ جرأتهم أصبحت أكبر شأناً من هذا، فأخذوا البيع في كلام اللّه كما يعبّر عنهم القرآن قائلاً «فَلا تَشْتَرُوا بِآياتي ثَمَناً قَليلاً » (البقرة / 41)، (وروي عن أبي جعفر (ع) في هذه الآية، قال: كان حيّ ابن أخطب وكعب بن الأشرف وآخرون من اليهود لهم مأكلة علي اليهود في كلّ سنة، فكرهوا بطلانها بأمر النبيّ (ص)، فحرّفوا لذلك آيات من التوراة فيها صفته وذكره، فذلك الثمن الذي اُريد في الآية)(1)، فهؤلاء القوم أصبحوا تجّاراً يتبادلون كلام اللّه كسلعٍ تجارية فيما بينهم وقد حذّر اللّه تعالي من مغبة الإفتراء قائلاً :

1 بعدم الفلاح للذين يتعاطونها حيث يقول «الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَي اللّه ِ الْكَذِبَ لا يَفْلَحُونَ » (يونس / 69).

2 يصفهم بالظلم «ومَنْ أَظْلَمُ مِمَّن افتَرَي عَلَي اللّه ِ كَذِبَاً » (21 / الأنعام) فلا تري أظلم من اليهود اليوم علي وجه الأرض.

3 وأخيراً وسمهم بالكفر قائلاً «الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَي اللّه ِ الكَذِبَ » (103 / المائدة).

ثانياً : تحريف الكلام :

ونعني به تغيير الكلمة عن معناها الأصلي، وهي من الصفات المقيتة والسيئة التي يتصف بها اليهود في ماضيهم وحاضرهم وأصبحت مورثة عندهم جيلاً بعد جيل، ولا يخافون أحداً ولا يرهبون الضمير والوجدان كما صرّح اللّه تعالي في بعضهم قائلاً «وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلامَ اللّه ِ ثُمَّ يُحرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُون » (البقرة / 75).

يقول العلاّمة الطبرسي في تفسيره: «وإنّما أراد اللّه سبحانه بالآية أنّ هؤلاء اليهود الّذين كانوا علي عهد النّبيّ (ص) إن لم يؤمنوا به وكذّبوه وجحدوا نبوّته، فلهم بآبائهم وأسلافهم الّذين كانوا في زمان موسي (ع) أُسوة، إذ جروا علي طريقتهم في الجحد والعناد»(2).

واختلفت الأقوال في هذا (الفريق منهم)، قيل إنّهم علماء اليهود وقيل إنّهم السبعون رجلاً الّذين اختارهم موسي (ع).

وإنّك تجد القرآن العظيم يشير إلي هذه الرذيلة في مواضع مختلفة، منها ما جاء في سورة النساء «مِنَ الَّذِيْنَ هَادُوا يُحرّفُونَ الكَلِمَ عَنْ مَواضِعِهِ » (النساء / 46)، أي يبدّلون كلمات اللّه وأحكامه عن مواضعها، «وقال مجاهد: يعني بالكلم: التوراة وذلك أنهم كتموا ما في التوراة من صفة النبيّ (ص) »(3).

وما أن تنتهي سورة النساء إلاّ وتتعرّض سورة المائدة إلي هذه الصفة الرذيلة ثانية لتدلّ علي عظم المصيبة والبلاء الذي استند اليهود إليه في حياتهم وتذكرنا بأنهم كانوا يحرّفون الكلام، والتحريف هذا كان يتم بأحد أمرين: امّا بسوء التأويل، وامّا بالتغيير والتبديل.

وإنّك لتري القرآن الكريم يصرّ علي أنهم «محرّفون لكلام اللّه سبحانه وتعالي بقوله «يُحَرِّفُونَ الكَلِمُ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ » (المائدة : 41) أي من بعد أن وضعه اللّه مواضعه، أي فرض فروضه وأحلّ حلاله وحرّم حرامه»(4).

فإنّ هذه الشواهد الحيّة القرآنية والحكايات التي نقلتها التفاسير الإسلامية ترشدنا إلي القول القاطع بأنّ اليهود من أصحاب التحريف الذي تجذّر فيهم.

ثالثاً : قتل الأنبياء :

ما من صنيعة سيئة إلاّ وارتكبها الصهاينة، وممّا اقترفه هؤلاء القوم (القتل) الذي يعدّ من أعظم الذنوب عند اللّه ، حيث يقول «مَنْ قَتَلَ نَفساً بغيرِ نَفْسٍ أو فَسادٍ في الأَرضِ فكأ نَّمَا قتلَ النَّاسَ جَميعاً » (المائدة / 32)، وسيجزي نار جهنّم خالداً فيها، وما القتل إلاّ من الأمور المنكرة، التي حرّمها اللّه ، ثمّ تعاظموا فيها شيئاً فشياً حتي توصّلوا إلي قتل الأنبياء (ع) بغير حقّ.

هذا ما نراه في القرآن الكريم حيث يصرّح عنهم في مواطن عديدة في سورة البقرة وآل عمران والنساء والمائدة، حيث يعبّر عنهم قائلاً انّهم كانوا يكفرون بآيات اللّه ويقتلون الأنبياء بغير حقّ ظلماً وعدواناً، أو يخاطبهم علي لسان الرسول (ص)، قل: «فَلِمَ تقتلونَ أنبياءَ اللّه ِ بغيرِ حقٍّ » (البقرة / 91) والحال هو محرّم عليكم، كما جاءكم في الكتاب.

وجاء في تفسير قوله تعالي «وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بغيرِ حقٍّ ويقتلُونَ الَّذِينَ يأمُرونَ بالقسطِ من النّاسِ » (آل عمران / 21)، حديثاً تقشعر منه الجلود «حيث روي عن أبي عبيدة ابن أبي الجرّاح، قال قلت يا رسول اللّه ، أيّ النّاس أشدّ عذاباً يوم القيامة؟ فقال رجلاً قتل نبيّاً أو رجلاً أمر بمعروف ونهي عن منكر ثمّ قرأ «ويقتلون… الآية » . ثم قال (ص): يا أبا عبيدة، قتل بنو إسرائيل ثلاثة وأربعين نبيّاً من أوّل النهار في ساعة واحدة، فقام مائة رجل وإثنا عشر رجلاً من عُبّاد بني إسرائيل فأمروا مَن قتلهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر، فقُتلوا جميعاً من آخر النهار في ذلك اليوم»(5).

ويبدو من ظاهر كلام اللّه سبحانه وتعالي في قوله (وقتلهم الانبياء) أنه رضي في جماعة منهم بفعل القاتلين «وإن الرضا بفعل القبيح يجري مجراه في عظم الجرم، لأن اليهود الذين وصفوا بقتل الأنبياء لم يتولّوا ذلك بأنفسهم وإنما ذُمّوا بذلك لأنهم بمنزلة من تولاّه في عظم الإثم»(6).

علماً بأنّ عملية القتل كانت تتم بعد أن تكمل الحجة عليهم، أي أصبحوا عارفين بحقّهم. هذا وانّ اللّه سبحانه وتعالي حذّر من مغبّة القتل بقوله «لا تعتدوا إنَّ اللّه َ لا يُحِبُّ المُعْتَدِينَ » (المائدة / 78)، وما جائهم هذا الشرُّ (قتل الأنبياء) إلاّ أ نّهم كانوا يعصون ويعتدون ويتجاوزون علي حقوق الآخرين، وستكون عاقبة أمرهم أن «أَ لْقِيَا في جهنَّمَ كلَّ كفّارٍ عنيدٍ منّاعٍ للخيرِ معتدٍ مُريب » (ق / 25).

رابعاً : أعداء أهل الإيمان :

نهي اللّه سبحانه وتعالي عن السير علي خطوات الشيطان، لأ نّه من أكبر أعداء الإنسان، ولا غبار علي هذا الكلام، حيث يصفه اللّه في مواطن عديدة بقوله «إنَّهُ لَكُم عَدُوٌّ مُبِينٌ » (البقرة / 168)، وكذلك يأمرنا بأن لا نقف مكتوفي الأيدي أمام هذا العدوّ الظاهر، بل علينا مقاومته ومحاربته ونتّخذه عدوّاً لنا، وهو أيضاً من جانب آخر بؤرة الفساد للمجتمع الإنساني حيث عبّر اللّه عنه قائلاً «إنّما يريدُ الشَّيطانُ أن يوقِعَ بينكُم العداوةَ والبغضاءَ » (المائدة / 91)، ومن المعروف انّ للشيطان أتباع وأولياء بعضهم من الناس والآخر من الجنّ، ويعدُّ اليهود من هؤلاء التّابعين له حيث عبّر عنهم القرآن بقوله «لتجدنَّ أشَدَّ النَّاسَ عَداوةً للّذينَ آمنوا اليهودَ » (المائدة / 82)، فهم من أشدّ النّاس عداوة لأهل الإيمان كما هو شأن الشيطان الرجيم، وكذلك أنهم من أشدّ الناس عداوة لرسول اللّه (ص) وما عداوتهم إلاّ من الحسد.

فعلي المسلمين في العالم أن يتخذوا الصهاينة أعداء لهم، وأ لاّ يتغافلوا عنهم لحظة، فإنّهم لبالمرصاد لأهل الإيمان.

خامساً : الإفساد في الأرض :

وممّا يتصف به الصهاينة من السوء والفحشاء هو الإفساد في الأرض، ومن المعلوم إنّ اللّه سبحانه وتعالي نهي عن ذلك قائلاً «ولا تَعِثُوا في الأَرضِ مُفْسِدِيْنَ » (البقرة / 60)، وله كلام يشابه ذلك في مواطن أخري من القرآن المجيد، وما يكون الإفساد في الأرض إلاّ من شيمة الملوك والطغاة الذين صرّح عنهم القرآن قائلاً «ان الملوكَ إذا دَخَلوا قَريةً أفسَدوها » (النّمل / 34).

واعلم انّ اللّه تعالي لا يحب الفساد ولا يصلح أمر المفسدين وانّه تعالي حذّر من مغبّة ذلك بقوله «وانظروا كيفَ كانَ عاقبةُ المفسدينَ » (الأعراف / 86) وثم أمر المؤمنين أن يدعوا اللّه بالنصرة عليهم.

هذا وانّ القرآن الكريم يصرّح علناً بإفساد اليهود في الأرض مرتين حيث يقول «وقضينا إلي بني اسرائيلَ في الكتابِ (التوراة) لَتُفْسِدُنَّ في الأَرضِ مَرَّتَيْنِ ولتعلُنَّ عُلُوّاً كَبيراً » (الإسراء / 4) حيث أشارت التواريخ والتفاسير مفصلاً إلي هذا الفساد الذي تجلّي في ظلمهم وأخذهم الأموال وقتلهم الأنبياء وسفكهم الدماء، «فقد سلّط اللّه عليهم سابور ذا الأكتاف ملكاً من ملوك فارس في قتل زكريا، وسلّط عليهم في قتل يحيي بخت نصر وهو رجل خرج من بابل»(7)، «وقيل كان بين فساد الأول والثاني مائتا سنة وعشرة سنين»(8).

هذا فليعلم صهاينة اليوم انّ عاقبة فسادهم في الأرض أن يقتّلوا وينفوا منها كما فُعِلَ بأشياعهم من قبل.

سادساً : تعاطي الربا :

لقد حرّم اللّه تعالي الرّبا في جميع كتبه السماوية ومنها التوراة، وها هو القرآن الشريف يحدّثنا عن التحريم لدي اليهود قائلاً «وأخْذِهِمْ (اليهود) الرّبا وَقَدْ نُهوا عَنْهُ (حُرّم عليهم) » (النساء / 161)، وهو أيضاً يحرّمه علي المسلمين قائلاً «وأحلّ اللّه ُ البيعَ وحرَّمَ الرّبا » (البقرة / 275) وانّه تعالي شدّد في تحريمه قائلاً «لا تأكُلوا الرّبا أضعافاً مضاعفةً » (آل عمران / 130)، أو كما يقول «يُمْحِقُ (ينقص) اللّه ُ الرِّبا يُربي (يزيد وينمي) الصَّدَقاتِ » (البقرة / 276)، فالقرآن لما أغلق باب الرّبا فتح وأحلّ باب البيع والصدقات، وجعله محلاً لتزايد الثروات، علي خلاف ما يتصوّره الجهلاء انّ الزيادة في الربا المحرّم.

واعلم إنّ الربا هو «زيادة من غير بدل للتأخير في الأجل أو زيادة في البضاعة»(9).

ثمّ إنّ القرآن الكريم يصوّر الذين يتعاطون الربا بأبشع صورة حيث يقول «الَّذينَ يأكُلُونَ الرّبا لا يقومونَ إلاّ كَما يقومُ الّذي يَتَخَبَّطُهُ (بضرب علي غير استواء) الشّيطانُ من المَسِّ (المجنون) » (البقرة / 375)، ولكن اليهود طاب واحلَولي لهم أكل الحرام وفعل المحرمات.

هذا وإنّ أحاديث كثيرة جاءت في ذمّ الربا نذكر منها «ما روي عن الإمام عليّ (ع) انّه قال: لعن رسول اللّه (ص) في الرّبا خمسة، آكله وموكله وشاهديه وكاتبه. وعنه (ع) قال: إذا أراد اللّه بقرية هلاكاً ظهر فيهم الرّبا. وعنه (ع) قال: للرّبا سبعون باباً أهونها عند اللّه الذي ينكح أمّه»(10).

سابعاً : الثروة المادية عند اليهود :

من المعروف عن الإسرائيليين انّهم ماديين بمعني الكلمة، ونري ذلك بوضوح في ماضيهم (قصة قارون) وفي حاضرهم (المشهود في أوروبا وخاصة في أمريكا)، ولقد أشارت الآيات القرآنية إلي أربعة مواقف مختلفة من قبل هذا المادي العنيد (قارون اللعين) اتّجاه ربّ موسي وقومه ونفسه الشريفة (ع). وقارون يُعدّ من أغني الأغنياء في عصره، فغناه الماديّ هذا جعله أن يكون باغيّاً فرحاً مغرواً مفسداً ومستكبراً في الأرض.

السابق
صفات المنافقين في سورة البقرة
التالي
عدد أجزاء القرآن

اترك تعليقاً