أمراض الجهاز التنفسي

طرق توسيع الشعب الهوائية

ضيق الشعب الهوائية

تُعدّ مشكلة تضيّق الشعب الهوائيّة (Bronchoconstriction) من المشاكل التنفسيّة التي قد تحدث نتيجة بذل الفرد مجهوداً أو قيامه بتمرين شاق، وتجدر الإشارة إلى أنّه بالرغم من أنّ هذا التضيق الذي يصيب الشعب الهوائيّة قد يحدث دون الإصابة بأية أمراض أو مشاكل رئوية، إلاّ أنّه غالباً ما يترافق مع الإصابة بأمراض الرئة المختلفة، وهنا يمكن تعريف ضيق الشعب الهوائيّة على أنّه ذلك الانقباض الذي يحدث للعضلات الملساء المكوّنة للشّعب الهوائية، الأمر الذي يؤدّي إلى تضيق هذه الممرّات الهوائيّة، وإعاقة مرور الهواء فيها، ممّا يحدّ من كميّة الهواء التي يتم تبادلها مع الرئة.

طرق توسيع الشعب الهوائية

يتم تقسيم الأدوية الموسعة للشعب الهوائية لثلاثة أقسام بحسب الية عملها في جسم الإنسان:

  • محفزات بيتا 2 : تعمل هذه الأدوية على الارتباط بمستقبلات بيتا 2 في الشعب الهوائية، وتعمل على انبساط العضلات لتسمح للهواء بالمرور بمرونة وسهولة و تعمل هذه الأدوية على تقليل الأعراض والتخلص من ضيق النفس المصاحب للربو.
  • الأدوية المضادة للكولين: تمنع هذه الأدوية عمل الأسيتيل كولين، وهو عبارة عن مادة كيميائية يتم إفرازها بواسطة الأعصاب لتعمل على تضييق الشعب الهوائية والقصبات. يعمل تثبيط عمل الأسيتيل كولين على توسيع الشعب الهوائية.
  • مشتقات الزانثين: تعمل مشتقات الزانثين على توسيع الشعب الهوائية، ولكن يعد السبب وراء عملها غير معروف إلى هذا اليوم. أحد الأمثلة على مشتقات الزانثين هو دواء الثيوفيلين. ويعمل الأطباء على وصف أدوية مشتقات الزانثين نادرًا لما تسبب من أعراض جانبية عديدة لدى المرضى.

وهناك نوعين رئيسيين من موسعات الشعب الهوائية، بحيث يعالج كلا النوعين الأمراض التنفسية المختلفة ومنها الربو:

الأدوية قصيرة الفعالية

  • يصف الأطباء عادةً هذه الأدوية بالبخاخات سريعة الفعالية، لما لها من فعالية في إزالة الأعراض التي تظهر بشكل مفاجئ مثل الصفير، قصر النفس، وانقباض الصدر.
  • تعمل هذه الأدوية بشكل سريع جدًا وخلال دقائق على تحسين الأعراض، ولكن تستمر فعاليتها لمدة 4-5 ساعات فقط.
  • تعالج هذه الأدوية الأعراض المفاجئة فقط، وعلى المرضى أخذها فقط عند الحاجة.
  • بعض الأمثلة على هذه الأدوية قصيرة الفعالية: البيوتيرول، ليفابيوتيرول، وبيربيتيرول.

الأدوية طويلة الفعالية

  • لا تعمل موسعات الشعب الهوائية طويلة الفعالية بسرعة عند مقارنتها بالأدوية قصيرة الفعالية التي تعالج الأعراض المفاجئة بشكل سريع جدًا.
  • تستمر فعالية هذه الأدوية لمدة 12-24 ساعة، ويقوم الناس بتناول هذه الأدوية بشكل يومي لمنع الإصابة بنوبات الربو.
  • بعض الأمثلة على هذه الأدوية طويلة الفعالية: سالميتيرول، فورموتيرول، اسليدينيوم، وتيوتروبيوم.

موسعات الشعب الهوائية والكورتيزون

  • يعد استخدام الكورتيكوستيرويد شائعًا لعلاج الالتهاب ومنع الإصابة بنوبات الربو، عادة ما يتم دمج العلاج بالكورتيزون مع موسعات الشعب الهوائية الأخرى خصوصًا الأدوية طويلة الفعالية.
  • يمكن استخدام كل من هذه الأدوية كلًا على حدا، ولكن تقوم بعض شركات الأدوية بدمج الكورتيزون مع الأدوية الموسعة للشعب الهوائية في بخاخ واحد.

تمارين توسيع الشعب الهوائية

هناك 5 تمارين من شأنها مساعدتنا تحسين صحة الرئة، وهي كالتالي:

1- التنفس الحجابي

  • في التنفس بطريقة سليمة وصحية يتم استخدام الحجاب الحاجز، وهو عبارة عن جدار عضلي على شكل قبة موجودة بين القفص الصدري والبطن.
  • ويتمثل دور الحجاب الحاجز في مساعدة الرئة على الامتلاء بالهواء من خلال التحرك للأسفل ثم دفع الهواء خارج الرئتين بينما تتحرك للأعلى مجددًا، وتعرف هذه الطريقة باسم التنفس الحجابي أو البطني، حيث ترتفع البطن وتنخفض مع كل نفس.

2- التنفس مع زم الشفاه

  • غالبا ما تنتج أمراض الرئة المزمنة، مثل: الربو والتهاب الشعب الهوائية، عن وجود التهاب بالمسارات الهوائية التي تمنع دورة الهواء بالرئة، وعندما يحدث هذا الأمر، يحتجز الهواء الفاسد بالداخل مما يصعب مهمتها في امتصاص الهواء النقي (والأكسجين).
  • وهذه الحالة تجعلك تشعر بضيق في التنفس، لكن باستخدام تمرين التنفس مع زم الشفاه، فإنه يجبر الشعب الهوائية على البقاء مفتوحة لفترة أطول أثناء الزفير حتى يمكن طرد الهواء الفاسد واستنشاق مزيد من الهواء النقي.
  • وتعتبر طريقة التنفس مع زم الشفاة تمرينًا بسيطًا يمكن أدائه بأي مكان وفي أي وقت، ويتم من خلال الشهيق، ببطء، عبر الأنف ثم الزفير عن طريق الشفاه الصارة، ويكون الهدف من هذه الطريقة استغراق ضعف الوقت أثناء خروج النفس، بمعنى إن أخذت شهيق لخمس ثواني، ستريد الزفير لعشر ثواني.

3- تمدد الأضلاع

  • كما يتضح من اسمه، يساعد هذا التمرين في تمدد العضلات، وهو ما يساعد الرئة على استنشاق هواء قدر المستطاق، ويحتاج هذا التمرين أن تؤديه وأنت واقف، في وضعية مستقيمة، مع وضع اليدين على الفخذين.
  • خذ شهيق ببطء حتى تمتلأ الرئة بالهواء تمامًا، احبس النفس لمدة 20 ثانية أو لأي فترة تناسبك، ثم اخرج الهواء ببطء، ثم استرح وبعدها يمكنك تكرار التمرين.
  • ويمكن لممارسة هذا التمرين بانتظام أن يساعدك على استنشاق مزيد من الهواء إلى داخل الرئة، ثم إخراجه بأكمله حتى لا يتراكم الهواء الفاسد بداخل الرئة.

4- الضحك والغناء

  • أي نشاط تعمل معه عضلات البطن تعمل معه عضلات الرئة، ويتحقق ذلك مع الضحك والغناء.
  • الغناء لا يزيد فقط من سعة الرئة، لكن يجبر أيضًا الهواء الفاسد على الخروج منها حتى يتمكن الهواء النقي من الدخول، وكذلك الحال مع الغناء، الذي يحرك الحجاب الحاجز، الذي يساعد أيضًا في زيادة سعة الرئة.

5- زيادة مستوى النشاط

  • زيادة مستوى النشاط اليومي، بشكل عام، يمكنها أن تقطع طريقًا طويلًا في تحسين صحة الرئة، فمثلا ممارسة شيء بسيط، مثل: المشي أو ركوب الدراجة الهوائية لا يعمل فقط كتمرين للرئة، بل أيضًا يساعد في تحسين صحة القلب والمزاج.

مشروبات لتوسيع الشعب الهوائية

إليك مجموعة من الأعشاب تساعد على توسيع الشعب الهوائية:

  • الزنجبيل: يمتاز الزنجبيل بخصائصه المُضادة للالتهابات، وقد أظهرت إحدى الدراسات تأثير الزنجبيل في توسعة الشعب الهوائية، ويمكن تحضيره عن طريق إضافة 20-40 غراماً من شرائح الزنجبيل الطازج إلى كوبٍ من الماء الساخن، ثمّ ترك الخليط ينقع قليلاً، كما يمكن إضافة العسل، أو الليمون كمُنهاتٍ إضافيةٍ لتحسين طعم مشروب الزنجبيل.
  • الزعتر: يُعدّ الزعتر من العلاجات الشائعة للسُعال، والتهاب الحلق والشعب الهوائية؛ حيث أظهرت العديد من الدراسات تأثير شراب السُعال الذي يحتوي على مستخلص أوراق الزعتر واللبلاب في المساهمة بشكلٍ فعّالٍ في تخفيف السُعال المُصاحب لالتهاب الشُعب الهوائية الحادّ، وذلك لاحتوائه على مركباتٍ مُضادّةٍ للأكسدة، ويمكن صنع شاي الزعتر عن طريق وضع ملعقتين صغيرتين من الزعتر المُجفف إلى كوبٍ من الماء الساخن، وتركه ينقع مدّة 10 دقائق.
  • النعناع: تُستخدم أوراق النعناع كمُهدئٍ للحلق، ومُضادٍ للاحتقان؛ وذلك لاحتوائها على مركبٍ يُسمى المنثول (بالإنجليزيّة: Menthol) الذي يساعد على إذابة المُخاط، وتوسعة الشُعب الهوائية، ويمكن استخدامه كشاي، بالإضافة إلى إمكانية استخدامه من خلال عمل حمام بخار لاستنشاق الأبخرة المُتصاعدة منه من خلال وضع بضعة قطراتٍ من زيت النعناع؛ أي ما يُعادل 3-4 قطرات إلى 150 مليلتراً من الماء الساخن، ثمّ وضع منشفة فوق الرأس، واستنشاق البخار المُتصاعد منه.
  • الكركم: يحتوي الكركم على مُركّبٍ يُسمّى الكركومين (Curcumin) وهو مركبٌ يمتلك خصائص مُضادّةً للأكسدة فعّالةً في التقليل من الأضرار الناجمة عن الجذور الحرّة في الجسم، ويُستخدم الكركم في توسعة القصبات الهوائية؛ كونه يساهم في التخفيف من احتقان الشعب الهوائية، ويمكن تحضيره من خلال إضافة نصف ملعقةٍ صغيرةٍ من الكركم إلى نصف كوبٍ من الحليب، ويُفضّل شربه على معدة فارغة بمعدّل مرتين إلى ثلاث مراتٍ يومياً للاستفادة منه.

توسيع الشعب الهوائية وطرد البلغم

هناك العديد من الطرق والأساليب والعلاجات المتنوعة التي تساعد على طرد البلغم بنجاح وتسريع عملية التشافي، وهذه أهمها:

أولاً: طرد البلغم بالوصفات الطبيعية

هذه قائمة ببعض الوصفات الطبيعية والبسيطة التي ستساعد على تخليصك من مشكلة البلغم بسرعة:

1- السوائل الدافئة:

تساعد المشروبات الساخنة على الحفاظ على رطوبة الجسم وتذويب وطرد البلغم بالتدريج ليخرج بكميات أكبر مع الكحة وليبدأ الجسم بالتخلص منه بشكل أسرع. وهذه السوائل تشمل:

  • الماء الدافئ.
  • الشاي الخالي من الكافيين.
  • مرق اللحم أو الدجاج.
  • المشروبات العشبية الدافئة.

2- الثوم والبصل

  • قد يلعب البصل دوراً فعالاً في علاج وطرد البلغم. وتستطيع الاستفادة من البصل هنا عبر بشر حبة بصل ووضع مبشورها في ماء وتركه منقوعاً لعدة ساعات، ثم القيام بتناول عدة ملاعق من هذا المنقوع يومياً.
  • أما فوائد الثوم في التخلص من البلغم فيمكن ببساطة الحصول عليها عبر تناول فص واحد من الثوم يومياً.

3- الأناناس

  • يعتبر الأناناس أحد أنواع الفواكه الفعالة في طرد البلغم المتحشر في المجاري التنفسية، وذلك لاحتواء الأناناس على نوع معين من الأنزيمات القادرة على مكافحة أمراض الجهاز التنفسي المسببة للبلغم.
  • تستطيع الاستفادة من الأناناس هنا فقط عبر تناوله كعصير يومياً لتخفيف أعراض أمراض المجاري التنفسية وتخفيف البلغم بشكل ملحوظ.

4- الزيوت العطرية

  • للزيوت العطرية العديد من الفوائد والاستخدامات لا سيما في الطب البديل، لأغراض جمالية وصحية، ومن فوائد هذه الزيوت أنها تساعد على تذويب البلغم في المجاري التنفسية وتسهيل إخراجه والتخلص منه.
  • ولتحصيل الفوائد المذكورة يمكن استنشاق البخار المتصاعد من سوائل دافئة ممزوجة ببضعة قطرات من هذه الزيوت.
  • ونخص بالذكر هنا الزيوت العطرية التالية: زيت النعناع، زيت شجرة الشاي، زيت الزعتر، زيت الريحان.

5- أعشاب وأطعمة مفيدة أخرى

ومن الممكن كذلك الاستعانة بالأطعمة والمشروبات والمواد الغذائية التالية لطرد البلغم:

  • مشروب الزنجبيل الدافئ.
  • الفلفل الحار.
  • حب الهال.

ثانياً: طرد البلغم عبر الأدوية والمكملات الغذائية

هناك العديد من الأدوية والمكملات الغذائية التي تعتبر فعالة لطرد البلغم والتخلص منه، وهذه أهمها:

1- المكملات الغذائية

تساعد هذه المكملات على تذويب البلغم:

  • حبوب الزنك.
  • حبوب الجنسنج.
  • مكملات عرق السوس.
  • المكملات الغنية بخلاصات التوت البري.

ولكن يجب استشارة الطبيب أولاً قبل تناول أي من هذه المكملات في حال كان الشخص يتناول أدوية معينة.

2- استعمال محلول سالين

  • تساعد الغرغرة بماء وملح أو استنشاق بخاخ محلول سالين الملحي على طرد البلغم وتذويبه وتسريع عملية الشفاء.

3- أدوية الكحة والحساسية

هناك العديد من الأدوية التي تساعد على التخفيف من احتقان المجاري التنفسية، ولكن يفضل استشارة الطبيب أولاً قبل تناول أي منها، وهذه بعضها:

  • مزيلات الاحتقان (Decongestants).
  • مراهم خاصة يتم تدليك الصدر بها.
  • بخاخات الأنف.

وإذا كان المريض يعاني بالأصل من الحساسية فإن عليه تناول أدوية الحساسية بانتظام لأنها تساعد بدورها على طرد البلغم.

ثالثاً: نصائح إضافية لطرد البلغم

إليك بعض النصائح والتغييرات في نمط الحياة والتي سوف تساعدك على طرد البلغم بفاعلية:

  • احرص على البقاء في غرفة هواؤها رطب، واستعمل أجهزة ترطيب الهواء في غرفة النوم ليلاً لمساعدتك على النوم.
  • حاول أن تزيد من عدد مرات الاستحمام بماء دافئ، فالتعرض المتكرر لبخار الحمام يساعد على طرد البلغم.
  • حاول النوم على وسادة عالية بعض الشيء ليلاً لتسهيل التنفس.
  • حاول بصق البلغم إلى الخارج كلما استطعت.
  • تجنب الشاي والقهوة ومصادر الكافيين المختلفة، فهذه تساعد على طرد الماء من الجسم وتزيد من كثافة البلغم وجفاف الجسم.
  • ابتعد عن الكحول والتدخين، فهما يزيدان حالة البلغم سوءاً.

علاج التهاب الشعب الهوائية بالعسل

  • للعسل قدرة محتملة على مقاومة البكتيريا وبعض الأمراض، خاصة عندما يتعلق الأمر بالكحة والبلغم المرافق لها.
  • ومن الممكن الاستفادة من العسل لطرد البلغم عبر تناول ملعقة واحدة منه كل 4 ساعات خلال النهار من قبل الشخص البالغ.
  • ولقد تم استخدام العسل قديمًا في الطب البديل كعلاج منزلي لتخفيف آلام الحلق والسعال، وذلك لخصائصه المضادة للفيروسات وقدرته على تقوية الجهاز المناعي، الذي يهاجم البكتيريا والجراثيم المسببة للسعال، وتشير نتائج الأبحاث التي أجريت على العسل أنه علاج فعال لأمراض الجهاز التنفسي.

مضاد حيوي لعلاج التهاب الشعب الهوائية

تستخدم المضادات الحيوية في بعض الأحيان لعلاج التهاب القصبات المزمن الناجم عن التهابات بكتيرية، ومن الأمثلة على المضادات الحيوية الفلوروكينولونات، والماكروليدات، وإزيثروميسين، وسلفوناميدس، والتتراسيكلين.

السابق
مجالات العمل الحر
التالي
البحث الذي يهدف الى حل مشكلة فيروس كورونا covid 19

اترك تعليقاً