الأسرة في الإسلام

عوامل الطلاق

تعريف الطلاق

لفظ الطلاق كغيره من الألفاظ التي تزخر بها اللغة العربية، والتي لها معنيان؛ أحدهما في اللغة، والآخر في الاصطلاح، وفيما يأتي بيان كلا المعنيين:

  • الطلاق في اللغة: الطاء واللام والقاف أصلٌ صحيح، يدل على التخلية والإرسال، يُقال: انطلق الرجل ينطلق انطلاقاً، وأطلقته إطلاقاً، ومن هذا الباب؛ عدا الفرس طلقاً وطلقين، وامرأة طالق؛ أي طلّقها زوجها، والطالق: الناقة التي تُرسل لترعى حيث شاءت.
  • يُعرّف الطلاق في الاصطلاح بعددٍ من التعريفات، وهي:
  1. يُعرّف عند فقهاء الحنفية بأنّه: رفع قيد النكاح في الحال أو المآل، بلفظٍ مخصوصٍ.
  2. يُعرّف عند فقهاء المالكية بأنّه: رفع القيد الثابت شرعاً بالنكاح.
  3. عرّفه فقهاء الشافعية بأنّه: حلّ عقد النكاح بلفظ الطلاق ونحوه.
  4. عرّفه الحنابلة بأنّه: حلّ قيد النكاح أو بعضه.

أسباب الطلاق وعلاجه

لا بد للطلاق من مقدمات وأسباب وعوامل تؤدي إليه، ومنها:

  • غياب المقاصد الأساسية والأصلية للزواج.
  • استحضار دافع الإشباع الجنسي في الزواج وغياب دوافع الزواج الأخرى.
  • عدم التأهيل والإعداد للحياة الزوجية.
  • الجهل بحقيقة الزواج ومقاصده.
  • ضعف الوازع الديني.
  • سوء أخلاق المرأة أو الرجل.
  • إهمال الواجبات الزوجية والتخلي عنها.
  • سوء الاختيار.
  • عدم تكافؤ الزوجين.
  • اختلاف نظرة الزوجين إلى الحياة.
  • الغيرة المفرطة بين الزوجين.
  • غياب السكن والحوار والتواصل السليم بين الزوجين.
  • الإصابة بمرض خطير؛ جسمي أو عقلي.
  • المخدرات وحبوب الهلوسة.
  • الخيانة الزوجية.
  • اعتداء أحد الزوجين على سلطة الآخر.
  • غياب الحوار واتساع دائرة الخلاف بين الزوجين.
  • عمل المرأة خارج البيت.
  • تحكيم المصلحة الدنيوية في الزواج.
  • فقدان معاني الرجولة الحقيقية.
  • عدم التوافق العاطفي والجنسي.
  • تحكم بعض العادات والأعراف الفاسدة.
  • الجهل بحقيقة الدين الإسلامي الحنيف، والحِكم المنطوية تحت أحكامه أو معرفتها مع عدم الالتزام بها.

الطرق العلاجية والوقائية للحد من الطلاق

  1. حسن الاختيار للرجل والمرأة، يشهد لذلك قوله ﷺ: «تخيروا لنطفكم …».
  2. الكفاءة في الزواج معتبرة لأنها تساعد على استقرار الحياة الزوجية ونجاحها، كما أنها تساهم في تجنب الزوجين لكثير من المشاكل والصعوبات، وتحفظ الحياة الزوجية من الفشل والإخفاق. وقد حث النبي على تزوج الأكفاء في قوله: «تَخَيَّرُوا لِنُطَفِكُمْ، وَانْكِحُوا الْأَكْفَاءَ، وَأَنْكِحُوا إِلَيْهِمْ».
  3. التأهيل للحياة الزوجية والأسرية، وذلك عن طريق التعلم والتفقه في أحكام الأسرة والحياة الزوجية وتربية الأولاد.
  4. التدريب على الطاعة وتحمل المسؤولية والتضحية.
  5. عقد دورات تدريبية وتأهيلية للمقبلين على الزواج .
  6. الاهتمام بالإعلام السمعي البصري بتوظيفه لخدمة الأسرة والمجتمع الإسلامي، لأن دوره كبير في التربية والتوجيه، ومسؤوليته اليوم كبيرة، ينبغي القيام بها والوقوف في وجه الحملة الشرسة التي تحاك ضد الإسلام.

أسباب الطلاق عند المرأة

بينت نتائج الاستطلاع أن الخيانة الزوجية جاءت في المرتبة الثانية بين أسباب الطلاق العشرة الرئيسية، في حين احتل اختلاف أهداف الزوجين في الحياة المرتبة الأولى.

أما المرتبة الثالثة فكانت من نصيب الشجار الدائم بين الزوجين، والذي تتحول بسببه الحياة الزوجية إلى جحيم لا يطاق. وتمثل السبب الرابع في قلة العلاقة الجنسية بين الزوجين.

ووضع الاستبيان سوء الحالة النفسية للزوج في المرتبة الخامسة. وجاءت الدوافع والأسباب الأخرى مرتبة على النحو التالي: السلوك غير اللائق للزوج، الملل وعدم الشعور بأهمية الحياة الزوجية، العنف الجسدي أو العاطفي، المشكلات البيتية المختلفة، وأخيرا المال.

أشهر أسباب الطلاق

1- الإفراط العاطفي في وقتٍ مُبكِّرٍ للغاية

إن البداية القويّة للغاية قد تكون مُؤشِّراً على المشاحنات القويّة جداً في وقت لاحق.

وتزيد احتمالية الانفصال في حال كان مُستوى العاطفة بين الزوجين يتغيّر كثيراً خلال أوّل عامين من الزواج.

عليك الالتزام بالحديث والاستثمار في العلاقة إذ يحرص الكثير من الأزواج مثلاً على جدولة لقاءات مواعدة شهرية.

2- التوقّعات غير المتوافقة

في حال كنت من الأشخاص الذين ارتدوا خاتم الزواج في أصابعهم على أمل قضاء اليوم بطوله معاً في كل أيام الشهر، واعتقدت أن المُغازلة ستتواصل بلقاءات المواعدة الفخمة؛ فسيكون الإحباط هو مصيرك على الأرجح.

إن التخطيط قبل الزواج هو أحد أهمّ الأشياء التي يمكن أن يفعلها الأزواج الواقعون في الغرام قبل إقامة العُرس.

إذ تجب مُناقشة تلك الموضوعات المهمة، لتُزوِّد الأزواج بأرض صلبة تُساعدهم على تحمُّل العواصف الزوجية الكبيرة ومواجهة الأوقات العصيبة.

3- نقص التواصل العاطفي

يعدُّ التواصل من الأركان الأساسية للحفاظ على العلاقة، حيث أن اتِّساع الفجوة بين الأزواج وعدم القدرة على الحديث هما أكثر أسباب الطلاق شيوعاً.

وفقاً لإجابات نحو 500 زوج وزوجة حين طُرِح عليهم سؤال “لماذا تطلبون الطلاق؟”.

فإن السبب الرئيسي في الطلاق هو عدم التواصل، لا يستطيع شريكك أو شريكتك قراءة أفكارك، ولا يجب أن تحاول قراءة أفكارهم. تحدّثوا عن الأشياء التي لا ترغبون في الحديث بشأنها. تحدَّثوا عن الفواتير، وعن المشاعر -السعيدة والتعيسة.

وتعمَّد أن تقول لشريكك: “هذا أمرٌ مُهمّ بالنسبة لي” أو “هذا أمرٌ لا يُهمِّني”. لا تفترض أن شريكك يعرف رأيك، بل عليك أن تُخبره برأيك”.

4- المشكلات المالية

إذا لم تتحدَّثا عن الأمور المرغوبة والمُستطاعة والمُهمة بالنسبة لكما في ما يتعلَّق بالماديات قبل الزواج، فلا مفر من حدوث ذلك بعد فترةٍ وجيزةٍ من الزواج.

ربما ترغب في قضاء المزيد من الوقت مع شريكك الذي لا يرغب في العمل كثيراً، ولكنّه يعتقد أنكما في حاجةٍ إلى الأمان المالي.

وربما لا يعلم شريكك أنك مُستعدٌ لتقليص حجم منزلك في حال كان هذا يعني سعادةً أكثر، وتوتّراً أقل، وقضاء المزيد من الوقت مع العائلة.

5- مشكلات الثقة

ترتبط هذه المشكلة تحديداً بمشكلات التواصل على الأغلب إذ ستبحث عن شخصٍ آخر لتمنحه ثقتك، في حال لم يعد شريكك يُوفِّر “مساحةً آمنةً” تستطيع التعبير عن ضعفك ومخاوفك داخلها.

الخيانة الزوجية وتحديداً الخيانة العاطفية يكون تأثيرها أكبر من الخيانة الجسدية عادةً، بسبب عامل الثقة. إذ إن الانفتاح على شخصٍ آخر بشأن مخاوفك وآمالك وأحلامك وما هو أكثر من ذلك، تعدّ أموراً أكثر حميميةً مقارنةً بمشاركة جسدك مع هذا الشخص.

6- الإدمان

في حال عدم التصدِّي للمشكلات التي طرأت في وقتٍ مبكِّر من الحياة -أو وقتٍ مبكِّر من العلاقة-، ربما يلجأ أحد الزوجين أو كلاهما إلى بدائلٍ تُساعدهما على حل المُشكلة.

ورغم ضرورة أن يكون الشريك الذي يُعاني من الإدمان مُستعداً للتغيير، يستطيع الطرف الآخر أن يُساعده بالتعاطف والصبر وتقديم الدعم.

لا يتم إصلاح الأمور دون معالجة أصل المشكلة عند حدوثها، وبذل جهدٍ مُكثَّفٍ في العمل على حل المشكلات باستمرار.

7- التظاهر بعد وجود المشكلات

هناك مقولة مهمة جداً عليك الالتزام بها: “لا تنم وأنت غاضب”.

الفكرة الأساسية تكمُن في عدم السماح للغضب أن يدوم طويلاً، بل يجب التطرُّق للمشكلة.

ويجب أن تكون على استعدادٍ للاستماع إلى شريكك. ويجب أن تنظر لمشكلة شريكك باعتبارها مشكلتك الشخصية أيضاً.

إذ سينتهي بك المطاف تائهاً من مشكلةٍ لأخرى في حال لم تدرك ذلك. وتكمُن الفكرة في أنّكما تشتركان في الأمر معاً.

8- مُعضلة الأطفال

إن أعداد الزيجات التي تصل إلى الطلاق بسبب الأطفال تتزايد يوماً بعد يوم؛ سواءً كان ذلك بسبب الخلاف حول إنجاب طفل، أو عدم القدرة على إنجاب طفل، أو الخلاف بشأن كيفية تربية الأطفال.

ربما تختلف تربيتنا عن الطريقة التي نشأ بها شريكنا. فضلاً عن أنه من الصعب أحياناً التواصل بشأن الفارق بين أنماط الأبوّة والأمومة، ويصعب أحياناً تذكُّر أن عليك احترام اختلافات شريكك.

أسباب الطلاق الشرعية

الأسباب الشرعية للطلاق

  • وقوع النزاع والشقاق واستنفاد جميع أساليب الإصلاح، في هذه الحالة يقوم القاضي بتعيين حكمين؛ أحدهما من أهل الزوج والآخر من أهل الزوجة، وذلك بسبب التوفيق والمصالحة بين الزوجين، وإذا يئس هذان الحكمان واستبان لهم استحالة استمرار الحياة الزوجية، يحكم القاضي بالطلاق، ويعد هذا طلاقاً بائناً
  • وجود عيب يمنع تحقق مقاصد النكاح، كأن يكون في أحد الطرفين مرضٌ أو شيٌ مُنفر، ومن شروط وقوع الطلاق في هذه الحالة ألاّ يكون أحدهما عالماً بالعيب، وإقرار أهل الخبرة بعدم إمكانية معالجة هذا العيب.
  • امتناع الزوج عن الإنفاق على زوجته تقصيراً وبخلاً، ويعد هذا الطلاق رجعياً.
  • هجران الزوج لزوجته مدةً لا تقل عن سنة من غير عذر مقبول، وهذا يعد طلاقاً بائناً.

نتائج الطلاق

إنّ للطلاق نتائجَ عديدة، ومنها:

  • تفكّك الأسرة وانهيارها بمجرد انفصال الطرفين، فيضيع الأبناء بين الأم والأب.
  • الفشل الدراسي بالنسبة للأبناء.
  • الانعزال عن الناس والعلاقات الاجتماعية، والميل للعزلة والوحدة.
  • أمراض الأطفال النفسية، وتشتّتهم سلوكياً بالإضافة إلى العدوانية.
  • نظرة المجتمع المجحفة والظالمة بحقّ المرأة، فينتقد الناس تصرفاتها وسلوكياتها وإن كانت عادية.
  • السلوكيات غير السوية والسيئة للأبناء ثم نموهم، مثل مرافقتهم لأصحاب السوء الذين قد يجرونهم نحو المخدرات والخمر وغيرهما.
السابق
دواء انفلاميكس INFLAMEX مسكن للألم (الخفيف إلى المعتدل) وخافض للحرارة.
التالي
كيف أتغلب على مشاكلي الزوجية

اترك تعليقاً