ديني

قصة اصحاب الفيل

قصة اصحاب الفيل

قصة أصحاب الفيل الحقيقية

في قديم الزمان كان لليمن ملك اسمه ( ذو نواس ) , وهذا الملك قام باضطهاد نصارى نجران بحرقهم , فنجا من هؤلاء النصارى شخص واحد اسمه ( دوس ) , فذهب دوس الى الى قيصر الروم والذي كان نصرانياً ولكن لبعد المسافة بين الروم واليمن فبعث قيصر الروم ذلك الرجل (دوس ) الى النجاشي حاكم الحبشة لينتقم للنصارى من قاتلهم ( ذو نواس) . ولما سمع النجاشي القصة ثار غضبه وجهز جيشاً عظيماً للذهاب الى اليمن بقيادة ( أرياط ) و ( أبرهة ) , وانتصر جيش النجاشي على قائد اليمن وأصبح (أرياط ) حاكماً لليمن , وبعد مدة من الزمن انقلب ( أبرهة ) على ( أرياط ) وأخذ منه الحكم وأصبح هو حاكم اليمن , وغضب النجاشي منه وقرر أن يأخد الحكم منه ولكن ( أبرهة ) اعلن استسلامه وولائه للنجاشي فعفا عنه وأبقاه حاكماً لليمن . لكي يثبت ( أبرهة ) ولائه للنجاشي بنى كنيسة كبيرة ولا يوجد لها مثيل على وجه الارض , ليحجو اليها اهل الجزيرة بدلا من الكعبة , وأرسل ( أبرهة ) وفوداً الي الجزيرة العربية ليدعوهم الي الحج في الكنيسة التي بناها ولكن أهل الجزيرة العربية رفضوا ذلك , وقال البعض أن مجموعة من العرب ذهبوا الى الكنيسة ولوثوها بالقاذورات . غضب أبرهة من رفض العرب وقرر أن يهدم الكعبة , وجهز جيشاً عظيماً وتوجه به الى مكة وهو يمتطي الفيل , وعند اقتراب الجيش من مكة بعت ( أبرهة ) من ينهب أموال مكة وبعث رسولاً الى كبير قوم مكة وقال له : ابحث عن كبير القوم وقل له إن أبرهة مللك اليمن يدعوك. أنا لم آت لحرب، بل جئت لأهدم هذا البيت، فلو استسلمتم، حقنت دماؤكم. فجاء رسول ( أبرهة ) الى عبد المطلب , فقال له عبد المطلب : نحن لا طاقة لنا بحبركم , وللبيت رب يحميه . وذهب عبد المطلب وجمع من قريش الى شعاب مكة وأمر أحد أولاده أن يصعد على جبل ( أبو قيس ) ليرى ما يجري , وعاد هذا الابن ليخبر أباه أن سحابة سوداء تتجه من البحر الاحمر الى ارض مكة , والفيل الذي يمتطيه ( أبرهة ) رفض أن يتحرك ويتقدم الى الامام وحين يوجهوه يميناً يتجه شمالاً . ومن ثم أتت طيور قادمة من البحر كأنها الخطاطيف وتحمل في منقارها حجراً وفي رجليها حجرين , وثم ألقت الطيور الحجارة التي تحملها على جيش أبرهة , وقيل : إن الحجر كان يسقط على الرجل منهم فيخترقه ويخرج من الجانب الآخر. فهلك من الجيش ما هلك وفر من استطاع , وأما ( أبرهة ) فقد أصيب بحجر وتوفي في صنعاء . وفي هذا العام (عام الفيل ) ولد الرسول _ صلى الله عليه وسلم .

 

قصة اصحاب الفيل مبسطة للأطفال

قصة اصحاب الفيل
كان يوجد حاكم ظالم وكاف في اليمن ويطلق عليه ابرهة الاشرم ، كان ابرهة له قوة ونفوذ كبير ، وقام بتجهيز جيش كبير جدا مكون من الفيلة ، في أحد الأيام لاحظ ابرهة أن عناك عدد كبير من الناس يسافرون الى بلاد بعيدة . كل هؤلاء الناس يقومون بالإستعداد والتجهيز للسفر.

سأل ابرهة وزيره عن سبب سفرهم ، وأجابه أنهم يسافرون إلى مكة في الجزيرة العربية ، فتعجب أبرهة وسأل الوزير عن سبب سفرهم إلى هناك بكل هذه الأعداد الكبيرة ، وفي هذه الفترة تحديدا ،

فأوضح له الوزير أن هذا وقت الحج ، حيث يذهب الذين يؤمنون بالله حتى يطوفوا حول الكعبة ويحجون الى بيت الله الحرام .

وأضاف الوزير أن سيدنا إبراهيم عليه السلام هو من قام ببناء الكعبة ، عندما جاء إلى الناس ليدعوهم الى التوحيد بالله ، غضب ابرهة ، وسال الوزير هل يذهبون فقط لكي يطوفوا بالكعبة ؟ فأجابه أنهم يؤدون فريضة الحج ويبيعون الأغراض التي أخذوها من بلدهم يتاجروا بها ، يشترون بعض الأعراض أيضا .

تعجب ابرهة من هذا الكلام وقال لوزيره : يتاجرون ويحجون ؟ هذا معناه أن المكان المسمى بمكة له كثير من الأهمية، فهناك تجارة وأماكن مقدسة، أليس كذلك أيها الوزير ؟ فأجابه الوزير : نعم يا سيدي الملك إنها كذلك.

تفكير ابرهه في بناء كنيسة بدل الكعبة الشريفة
فكر أبرهة في تأثير الكعبة الذي جعل أعداد كبيرة من الناس يأتون إليها لزيارتها ، والأثر الكبير لها في عمليات التجارة والبيع والشراء ، ما يزيد من ازدهار البلد ، ففكر كثير وقال لنفسه إذا قمت ببناء بيت ضخم وكبير يشبه البيت الموجود في مكة ، وقمت بدعوة الناس لزيارته ، فإن مملكتي سوف تزدهر وتصبح مركزا ضخما للتجارة ، وتزداد بها الأموال التي سوف تنهمر من كل مكان في العالم.

بعد ذلك طلب أبرهة من وزيره أن يحضر له شخص خبير في بناء الكنائس الفخمة والقصور والمعابد ، أطاعه الوزير وقام باحضار احد اكبر من يعملون في البناء ، وله خبرة كبيرة في فن العمارة والتشييد .

عندما جاء الرجل إلى الملك قال للملك أمرك يا سيدي الملك، فرد عليه أبرهة وطلب منه أن يقوم ببناء كنيسة لا يوجد مثلها في الدنيا، وأن يقوم بتزيينها بالفضة والذهب حتى تبهر من ينظر إليها، وخاصةً من العرب.

تعجب الوزير كثيرا من أمر الملك وسأله عن سبب ذكر العرب ورغبته في جذبهم إليه، فرد عليه الملك وقال : أريدهم أن يأتوا لتلك الكنيسة التي سوف توجد في المملكة حتى يحجوا ويتاجرون و ولا يذهبون إلى مكة، وقام العمال بالفعل ببناء هذه الكنيسة بالفعل بمنتهى النشاط والاجتهاد والجد ، بعد ذلك انتهى العمال من بناء الكنيسة في فترة قصيرة .

ثم ذهب الوزير إلى الملك وأخبره بالانتهاء من بناء الكنيسة وقال له يا مولاي قد إنتهى العمال من بناء ما طلبت، فأصبحت الكنيسة تُبهر من ينظر إليها، فرد عليه الملك وقال له انه يجب عليه الآن أن يرسل إلى كل شيوخ القبائل والأمراء والناس دعوات ليقوموا بالحج هذا العام إلى الكنيسى ، لكن هذا الحج لا يكون إلا مرة واحدة في العام.

اطاعه الوزير وقام بالفعل بإرسال الدعوات إلى الأمراء والشيوخ ليدعوهم إلى الحج هذا العام إلى الكنيسة، ومرت الشهور ، وعندما جاء الوقت الذي خصصه أبرهة أن يأتي الناس لكي يحجون إلى كنيسته ، لكن لم يأتي أحد، وعندما طلب أبرهة الوزير وسأله عن عدد الناس الذين أتوا لزيارة كنيسته ، صدم من اجابة الوزير انه لم يأتي أحد لزيارة الكنيسة غضب كثيرا . أمر الملك وزيره بإحضار جيش كبير من الفيلة لا يقدر عليه أحد ، واخذه ليخرج إلى مكة ، قابله أحد اشراف مكة ونصحه بعدم فعل ذلك ، ولكنه لم يقتنع بكلامه واستمر في عنده وطغيانه .

ذهب أبرهة على أطراف مكة وقبل ان يصل إليها مر بعدة معارك وكسبها ، وعندما وصل إلى أطراف مكة أرسل رجاله إليها ينهبوا ويسرقوا خيراتها .

وفي هذا الوقت كان عبد المطلب بن هاشم هو من يحكم مكة .

اشار عبد المطلب على اهل فريش بالقتال ثم تراجع قائلاً لأن المعركة لن تكون متكافئة وسوف تنهزم فيها قريش بكل تأكيد وترجع بعار الهزيمة .

دخول ابرهه الاشرم مكة وهزيمته
عندما علم أبرهة من هو قائد قريش قام بدعوة عبد المطلب إليه فخرج واستقبله استقبالاً حسناً، فسأله ابرهه عن حاجته فقال له عبد المطلب : حاجتي أن ترد إلي إبلي، فقال أبرهة: تكلمني في مائتي بعير أخذتها وتترك بيتا هو دينك ودين آبائك وأجدادك لا تكلمني فيه، قال له عبد المطلب : أنا رب الإبل، اما البيت فله رب يحميه، ازداد غضب أبرهة ، ولكنه أعطى لعبد المطلب إبله، وقال انه سوف يهدم البيت .

ذهب أبرهة بجيشه العظيم يتقدمهم الفيل لدخول مكة ولكن الغريب أن الفيل برك ورفض أن يتحرك يخطو خطوة واحدة، وعندما تقدم الجيش قليلاً أظلم عليهم الجو وظهرت سحابة سوداء وكأنها تداهمهم، فإذا بها طيور تحمل في أقدامها حجارة من جنهم تقذفها عليهم تحصدهم حصداً، جعلتهم كعصف مأكول كما ذكر الله سبحانه وتعالى في سورة الفيل، وأصبحوا عبرة لمن يعتبر

 

قصة أصحاب الفيل إسلام ويب

الأمور العظيمة يسبقها من الإشارات والأحداث ما يكون مؤذنا بقربها، وعلامة على وقوعها، ولم يطرق البشرية حدث أعظم من ميلاد النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ، الذي ساق الله على يديه الخير للبشرية بأسرها .. وكان من الأحداث الهامة التي سبقت ميلاده ـ صلى الله عليه وسلم ـ حادثة عام الفيل، الذي وُلِدَ فيه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ..
وقد سُمِّي عام الفيل بهذا الاسم لأنه حدث فيه قدوم أبرهة الحبشي وجيشه ومعه فِيَلة لهدم الكعبة، وقد أرسل الله على هذا الجيش طيراً أبابيل محملة بالحجارة فأهلكتهم، وهذه الحادثة ثابتة بالقرآن الكريم والسنة النبوية، وأتت تفاصيلها في كتب السِّيَر والتاريخ، وذكرها المفسرون في كتبهم، قال الله تعالى: { أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ * أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ * وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ * تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ * فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولِ }(الفيل 1 : 5) .
قال ابن كثير في تفسيره: ” كان هذا من باب الإرهاص والتوطئة لمبعث رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ، فإنه في ذلك العام وُلِدَ على أشهر الأقوال، ولسان حال القدر يقول: لم ننصركم ـ يا معشر قريش ـ على الحبشة لخيريتكم عليهم، ولكن صيانة للبيت العتيق الذي سنشرفه ونعظمه ونوقره ببعثة النبي الأمي محمد ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ، خاتم الأنبياء ” .

وقد أشار النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى هذه الحادثة في ما رواه مسور بن مخرمة، ومروان بن الحكم ـ رضي الله عنهما ـ : ( أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ سار فلما دنا من الحديبية وقعت يدا راحلته على ثنيّة تهبط في غائط القوم، فبركت به راحلته، فقال الناس: حَل حَل ( كلمة تقال للناقة إذا تركت السير) , فألحت (تمادت) فقالوا: خلأت القصواء!، فقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ما خلأت القصواء وما ذاك لها بخُلُق، ولكن حبسها حابس الفيل ) رواه البخاري .

والحادثة بطولها ذكرها محمد بن إسحاق وابن كثير وغيرهما في السيرة النبوية :

” أن أبرهة بن الصَّباح كان عاملا للنجاشي ملك الحبشة على اليمن، فرأى الناس يتجهزون أيام الموسم إلى مكة – شرفها الله -، فبنى كنيسة بصنعاء، وكتب إلى النجاشي : إني بنيت لك كنيسة لم يبن مثلها، ولست منتهيا حتى أصرف إليها حج العرب، فسمع به رجل من بني كنانة، فدخلها ليلا، فلطخ قبلتها بالعذرة، فقال أبرهة: من الذي اجترأ على هذا؟، قيل: رجل من أهل ذلك البيت، سمع بالذي قلتَ، فحلف أبرهة ليسيرن إلى الكعبة حتى يهدمها، وكتب إلى النجاشي يخبره بذلك، فسأله أن يبعث إليه بفيله، وكان له فيل يقال له: محمود، لم يُرَ مثله عظما وجسما وقوة، فبعث به إليه، فخرج أبرهة سائرا إلى مكة، فسمعت العرب بذلك فأعظموه، ورأوا جهاده حقا عليهم، فخرج ملك من ملوك اليمن، يقال له: ذو نفر، فقاتله. فهزمه أبرهة وأخذه أسيرا، فقال: أيها الملك استبقني خيرا لك، فاستبقاه وأوثقه .

وكان أبرهة رجلا حليما، فسار حتى إذا دنا من بلاد خثعم خرج إليه نفيل بن حبيب الخثعمي، ومن اجتمع إليه من قبائل العرب، فقاتلوه فهزمهم أبرهة، فأخذ نفيلا، فقال له: أيها الملك إنني دليلك بأرض العرب، وهاتان يداي على قومي بالسمع والطاعة، فاستبقني خيرا لك، فاستبقاه، وخرج معه يدله على الطريق، فلما مر بالطائف خرج إليه مسعود بن معتب في رجال من ثقيف، فقال له: أيها الملك، نحن عبيدك، ونحن نبعث معك من يدلك، فبعثوا معه بأبي رِغال مولى لهم، فخرج حتى إذا كان بالمُغَمّس (مكان قبل مكة) مات أبو رغال، وهو الذي يرجم قبره، وبعث أبرهة رجلا من الحبشة يقال له: الأسود بن مفصود، على مقدمة خيله، وأمر بالغارة على نَعَم الناس، فجمع الأسود إليه أموال الحرم، وأصاب لعبد المطلب مائتي بعير .

ثم بعث أبرهة حُناطة الحميري إلى أهل مكة فقال: سل عن شريفها ثم أبلغه أني لم آت لقتال، إنما جئت لأهدم هذا البيت، فانطلق حناطة حتى دخل مكة فلقي عبد المطلب بن هاشم فقال: إن الملك أرسلني إليك ليخبرك أنه لم يأت لقتال إلا أن تقاتلوه، إنما جاء لهدم هذا البيت ثم الانصراف عنكم، فقال عبد المطلب: ما عندنا له قتال، فقال: سنخلي بينه وبين البيت، فإن خلى الله بينه وبينه فوالله ما لنا به قوة، قال: فانطلق معي إليه، قال: فخرج معه حتى قدم المعسكر وكان ذو نفر صديقا لعبد المطلب فأتاه فقال: يا ذا نفر هل عندكم من غناء فيما نزل بنا؟ فقال: ما غناء رجل أسير لا يأمن من أن يقتل بكرة أو عشية، ولكن سأبعث لك إلى أُنيَس سائس الفيل فآمره أن يصنع لك عند الملك ما استطاع من خير، ويعظم خطرك ومنزلتك عنده، قال: فأرسل إلى أنيس فأتاه فقال: إن هذا سيد قريش صاحب عين مكة الذي يطعم الناس في السهل والوحوش في الجبال، وقد أصاب له الملك مائتي بعير، فإن استطعت أن تنفعه فانفعه، فإنه صديق لي .

فدخل أنيس على أبرهة فقال: أيها الملك! هذا سيد قريش وصاحب عين مكة الذي يطعم الناس في السهل والوحوش في الجبال يستأذن عليك وأنه أحب أن تأذن له، فقد جاءك غير ناصب لك ولا مخالف عليك، فأذن له وكان عبد المطلب رجلاً عظيمًا جسيمًا وسيمًا، فلما رآه أبرهة عظمه وأكرمه، وكره أن يجلس معه على سريره وأن يجلس تحته، فهبط إلى البساط فجلس عليه معه، فقال له عبد المطلب: أيها الملك إنك قد أصبت لي مالا عظيما فاردده عليَّ، فقال له: لقد أعجبتني حين رأيتك ولقد زهدت فيك، قال: ولم؟ قال: جئت إلى بيت هو دينك ودين آبائك وعصمتكم ومنعتكم فأهدمه فلم تكلمني فيه، وتكلمني في مائتي بعير لك؟. قال: أنا رب هذه الإبل، ولهذا البيت رب سيمنعه، قال: ما كان ليمنعه مني، قال: فأنت وذاك، قال: فأمر بإبله فردت عليه، ثم خرج عبد المطلب وأخبر قريش الخبر وأمرهم أن يتفرقوا في الشعاب .

وأصبح أبرهة بالمغمس قد تهيأ للدخول وعبأ جيشه، وقرب فيله وحمل عليه ما أراد أن يحمل وهو قائم, فلما حركه وقف وكاد أن يرزم إلى الأرض فيبرك، فضربوه بالمعول في رأسه فأبى، فأدخلوا محاجن لهم تحت مراقه ومرافقه فأبى، فوجهوه إلى اليمن فهرول، فصرفوه إلى الحرم فوقف، ولحق الفيل بجبل من تلك الجبال، فأرسل الله الطير من البحر كالبلسان (شجر كثير الورق)، مع كل طير ثلاثة أحجار: حجران في رجليه وحجر في منقاره، ويحملن أمثال الحمص والعدس من الحجارة, فإذا غشين القوم أرسلنها عليهم، فلم تصب تلك الحجارة أحدا إلا هلك وليس كل القوم أصيب فذلك قوله تعالى: { أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ * أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ * وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ * تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ * فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولِ }(الفيل1 : 5).
وبعث الله على أبرهة داء في جسده، ورجعوا سراعا يتساقطون في كل بلد، وجعل أبرهة تتساقط أنامله، كلما سقطت أنملة أتبعها مِدَّة من قيح ودم، فانتهى إلى اليمن وهو مثل فرخ الطير فيمن بقي من أصحابه، ثم مات ” .

وقد ذكر ابن إسحاق أن عبد المطلب أخذ بحلقة الباب وجعل يقول :

يا رب لا أرجو لهم سواكا يا رب فامنع منهم حماكا
إن عدو البيت من عاداكا فامنعهمو أن يخربوا قواكا

وفي قصة وحادثة الفيل بيان لشرف الكعبة وحفظ الله لها، فهي أول بيت وضع للناس، قال الله تعالى: { إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدىً لِلْعَالَمِينَ } (آل عمران:96)، وكيف أن مشركي العرب كانت تعظمه وتقدسه، ولا يقدمون عليه شيئا، وتعود هذه المنزلة إلى بقايا ديانة إبراهيم وإسماعيل ـ عليهما الصلاة والسلام ـ .

وقد ظهر من هذه الحادثة : حسد النصارى وحقدهم على مكة، وعلى العرب الذين يعظمون هذا البيت، وعاقبة من يجتريء عليه .
قال القاسمي في محاسن التفسير: ” قال القاشاني : قصة أصحاب الفيل مشهورة وواقعتهم قريبة من عهد الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ، وهي إحدى آيات قدرة الله، وأثر من سخطه على من اجترأ عليه بهتك حرمه ” .

وحادثة الفيل من دلائل نبوة النبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ، قال الماوردي: ” آيات الملك باهرة، وشواهد النبوة ظاهرة، تشهد مباديها بالعواقب، فلا يلتبس فيها كذب بصدق، ولا منتحل بحق, وبحسب قوتها وانتشارها يكون بشائرها وإنذارها، ولما دنا مولد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ تعاطرت آيات نبوته، وظهرت آيات بركته، فكان من أعظمها شأنًا وأشهرها عيانًا وبيانًا أصحاب الفيل ” .
وقال ابن تيمية: ” وكان جيران البيت مشركين يعبدون الأوثان، ودين النصارى خير من دينهم، فعلم بذلك أن هذه الآية لم تكن لأجل جيران البيت حينئذ، بل كانت لأجل البيت، أو لأجل النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ، الذي وُلِدَ في ذلك العام عند البيت، أو لمجموعهما، وأيّ ذلك كان، فهو من دلائل نبوته، فإنه إذا قيل إنما كانت آية للبيت وحفظا له وذبَّا عنه لأنه بيت الله الذي بناه إبراهيم الخليل، فقد عُلِمَ أنه ليس من أهل الملل من يحج إلى هذا البيت ويصلى إليه إلا أمة محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ، ومحمد هو الذي فُرِضَ حَجُّه والصلاة إليه ” ..

قصة أصحاب الْفِيلِ صيد الفوائد

وقد وردت في كتاب الله سبحانه وتعالى هذه القصة في غاية الإيجاز والإعجاز، وفي السنة النبوية إشارات إلى أحداث من هذه القصة، فمن ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم بركت ناقته، وهو قاصد مكة للعمرة عام الحديبية، فقالوا: خلأت القصواء، أي تركت السير، وتمردت، واستعصت، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:  ما خلأت القصواء وما ذاك لها بخلق  ليس من خلقها الامتناع والرفض، ليست تحرن وترفض الانقياد، قال: ولكن حبسها حابس الفيل [رواه البخاري: 2731].
من هو حابس الفيل ؟ الله عز وجل فهو الذي حبس ناقة رسوله عن المضي.
ومن ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم لما فتح الله عليه مكة قام في الناس، فحمد الله وأثنى عليه، وقال: إن الله حبس عن مكة الفيل، وسلط عليها رسوله والمؤمنين  [رواه البخاري: 2434، ومسلم: 1355].
وقد جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما عند الحاكم في المستدرك: أقبل أصحاب الفيل حتى إذا دنوا من مكة استقبلهم عبد المطلب، فقال لملكهم: ما جاء بك إلينا، ما عناك ألا بعثت فنأتيك بكل شيء أردت، فقال: أخبرت بهذا البيت الذي لا يدخله أحد إلا أمن، فجئت أخيف أهله، فقال: إنا نأتيك بكل شيء تريد فارجع، فأبى إلا أن يدخله، وانطلق يسير نحوه، وتخلف عبد المطلب، فقام على جبل، فقال: لا أشهد مهلك هذا البيت وأهله، ثم أنشأ يقول:
اللهم إن لكل إله حلال فامنع حلالك
لا يغلبن محالهم أبدًا محالك
اللهم فإن فعلت فأمر ما بدا لك
فأقبل مثل السحابة من نحو البحر حتى أظلتهم طيرًا أبابيل، التي قال الله عز وجل:  تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ  [الفيل: 4]، فجعل الفيل يعج عجًا، فجعلهم كعصف مأكول”. [المستدرك: 3974، وقال صحيح الإسناد ووافقه الذهبي].
هذه القصة كانت في عام ولادة النبي صلى الله عليه وسلم وكان أصحاب الفيل نصارى أهل كتاب، وكان أبرهة قد صنع بيتًا في اليمن، سماه الكعبة اليمانية، أراد أن يصرف به الحجاج عن مكة إليه، فخرج اثنان من العرب حتى قدما اليمن، فأحدثا فيها أي جعلا فيها النجاسة، ولطخاها، فلما بلغ ذلك أبرهة، أقسم أنه يأتي البيت العتيق فيخربه، وكان أحد خونة العرب، وهو أبو رغال أجاب طلب أبرهة أن يدله على الطريق إلى مكة، فاعتبر عند العرب خائنًا حتى عند الكفرة منهم، ولما مات ودفن صار من عادات العرب إذا مروا بقبر أبي رغال رجموه بالحجارة، أي واحد يمر بالقبر يرجمه بالحجارة تعبيرًا عن كرههم لهذا الخائن الذي دل أبرهة على الطريق، ولا شك أن أهل الكتاب أحسن حالاً من عبدة الأوثان، ولم تكن هذه الحادثة كرامة لأهل مكة، ولا لعبد المطلب، فإنهم كانوا على الشرك إنما كانت كرامة من الله للبيت العتيق، وكانت لفتًا لأنظار العالم إلى هذه البقعة التي هي أعظم البقاع عند الله، ولفت أنظار العالم إلى هذا المكان الذي سيولد فيه النبي صلى الله عليه وسلم، كان ذلك الحدث الضخم الغريب العجيب الذي لم يسمع به العالم من قبل، أن طيورًا تأتي بحجارة، ترجم جيشًا فيه الفيلة التي تتراجع مذعورة، والتي ترفض الذهاب إلى البيت العتيق، واقتحام الحرم ويتساقط الجنود بهذه الحجارة، والذين لم يموتوا لحظتها ماتوا في طريق العودة، بما فيهم أبرهة.
هذه الحادثة العجيبة سلطت الضوء عالميًا على مكة في ذلك العام، كأن الله يريد أن يلفت أنظار العالم إلى من سيولد في ذلك المكان، وسيكون له مع هذه الكعبة شأن عظيم، ألا وهو محمد صلى الله عليه وسلم.
 أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ  [الفيل: 1] ألم تخبر؟ ألم تعلم؟ ألم تسمع؟ استفهام تقريري، والخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم، وهو عام لكل أحد، ألم تروا ما فعلت بأصحاب الفيل؟
إذا رأيتم ذلك، وعلمتموه، فاعرفوا منتي عليكم يا أهل مكة، إذا رأيت آثار فعل الله بالحبشة، وسمعت الأخبار به متواترة، لقد قامت مقام المشاهدة لك، امتن الله على قريش، وصرف عنهم أصحاب الفيل الذين كانوا أقوى منهم، لا طاقة لقريش بمقابلتهم، عبد المطلب انسحب إلى الجبل، أباد الله ذلك العدو، وأرغم أنوفهم، وخيب سعيهم، وأضل عملهم، وردهم بشر خيبة، وكانت تلك الحادثة سببًا لشهرة قريش، واجتماع العرب عليهم، ولفت الأنظار لهذه القبيلة التي سيولد منها النبي صلى الله عليه وسلم، وأوسطهم نسبًا، محمد بن عبد الله.
ولما أهلك الله تعالى أصحاب الفيل أخبر عنهم، فقال:  أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ  [الفيل: 2] الكيد إرادة المضرة بالغير عن طريق الخفية، هذا الكيد كان في نفوسهم، خططوا له من قبل، أرادوا تخريب بيت الله العتيق، ولكن الله خرب هذا الكيد وجعله في تضليل، وأذهبه فلم يتمكنوا من عمل شيء، معنى   فِي تَضْلِيلٍ  يعني: في تضييع وإبطال، يقال: ضلل كيده يعني جعله ضالاً ضائعًا، مثل قول الله:  وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ  [غافر: 50]، يعني: أنهم لن يؤجروا عليه، وأنه ضائع.
وقال:  وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ  [الفيل:  3]، أبابيل هذه يمكن أن يؤخذ منها استراتيجية القصف العسكري بالطائرات في هذا الزمن، لأن أبابيل ورد للعلماء فيها خمسة أقوال:
أنها المتفرقة من ها هنا وها هنا وها هنا.
ثانيًا: أنها المتتابعة يتبع بعضها بعضًا، أسراب متتابعة.
ثالثًا: الأبابيل الكثيرة.
رابعًا: أنها الجمع بعد الجمع.
وخامسًا: أنها مختلفة في الألوان.
وأبابيل جمع  لا مفرد له في اللغة، لا يوجد له مفرد، كما لو قلت لك: نساء جمع ما مفردها؟ لا مفرد لها، هناك أسماء في اللغة جمع لا مفرد لها.
وقوله: تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ  [الفيل: 4]، سجيل: قيل: هي بمعنى سجين، وهو النار.
وقيل: سجيل حجارة مرسلة.
وقيل: سجيل طين متحجر.
وقيل: سجيل معناه الشديد.
وقيل: سجيل اسم السماء الدنيا.
ورجح الشيخ الشنقيطي رحمه الله أن سجيل معناها طين شديد القوة، وهذا له شواهد في القرآن، مثل قول الله تعالى:  قالوا إِنَّآ أُرْسِلْنَا إلى قَوْمٍ مُّجْرِمِينَ لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِّن طِينٍ مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ لِلْمُسْرِفِينَ  [الذاريات: 32-34]، وهي الحجارة من الآجر المطبوخ، الطين المطبوخ، وقال تعالى:  فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنْضُودٍ  [هود: 82 ]. [أضواء البيان: 9/300].
ماذا كانت نتيجة هذه الحجارة، لما رموا بها، قال تعالى:  فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ  [الفيل: 5] ما هو العصف؟ هو التبن، ورق الحنطة، مأكول الدواب، القشرة التي على الحبة، ورق البقل إذا أكلته البهائم فرثته، فصار درينًا،  كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ  أرأيت ورق الزرع الذي يبقى في الأرض بعد الحصاد، تعصفه الرياح، وتأكله المواشي هذا عصف.
وقيل: هو التبن، وقال عز وجل:  ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانُ  [الرحمن: 12]، تعصف به الريح، فتفرقه عن الحب، الورقة التي على الحبة إذا جاءتها الريح وفرقتها، كيف يكون هوانها؟ كيف تكون خفتها؟ هكذا صاروا  كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ ، مثل الحب الذي أكل لبة وبقي قشره، {مَأْكُولٍ} الذي أكل، مثل الزرع والتبن إذا أكلته الدواب وألقته روثًا، ثم جفوتفرقت أجزاؤه، هكذا شبه تقطع أوصالهم، وكذلك شبههم بالزرع الذي أكل حبه، وبقي تبنه، فهم في حالة سيئة جداً مريعة.

 

قصة اصحاب الفيل مبسطة للاطفال بالصور

 

في قصة اصحاب الفيل للاطفال بالصور

تستطيعي بسهولة أن تزودي حصيلة طفلك وتنمي معرفته الدينية من خلال قصص
السيرة النبوية للاطفال، وتقرأي له وتحكي عن مولد النبي صلى الله عليه وسلم وحياته .
تتناول قصة اصحاب الفيل للاطفال بالصور أحداث عام الفيل من محاولة الملك الظالم أبرهة الحبشي
هدم الكعبة،  وحماية الله لبيته الحرام من بطش أبرهة الأشرم .

وسمي هذا العام بعام الفيل ؛ لأن أبرهة جاء بفيل عظيم وركبه متجهًا نحو الكعبة المشرفة ؛ ليهدمها .

ماذا تعرف عن بيت الله الحرام ؟

بيت الله الحرام وهو الكعبة المشرفة بمكة المكرمة بالمملكة العربية السعودية ، قبلة المسلمين ،بناها نبي الله إبراهيم وولده إسماعيل عليهما السلام ، ومن وقتها يؤمها الناس للحج من كل مكان، فالحج هو الركن الخامس من أركان الإسلام .

فمن هو أبرهة الحبشي ؟

أبرهة ملك ظالم شرير باليمن بنى معبدا، ودعا الناس للحج بهذا المعبد ، لكن الناس لم تلبّي دعوته ، فهم لايعرفون مكانا للحج سوى الكعبة المشرفة .

فاغتاظ ذلك الملك الظالم لهذا الأمر ، فلم يذهب أحد لمعبده، وقرر أن ينتقم لمعبده ولنفسه .

 

فجهز أبرهة جيشًا قويّا يقوده بنفسه ، راكبًا فيلا ضخما؛ ليذهب ويهدم الكعبة .

 

دفاع الله عن البيت الحرام :

وهنا تأتي المفاجأة الساحقة لأبرهة ، الفيل لايتحرك ولا يستطيع أن يتقدم نحو الكعبة .
تملأ السماء طيور ، ترمي عليهم حجارة من نار ، تصيب من تصيب من جنوده فيموت .
يتعجّب الملك الظالم أبرهة الأشرم ، إنها العناية الإلهية فالله يحمي بيته من هؤلاء الظالمين .

ليهلك من هلك من جيشه ، ويعود أبرهة هاربًا خائفا على حياته مهزوما.

ولاننسى أن نذكر لأطفالنا أن هناك سورة بالقرآن الكريم ، وجاءت باسم الفيل
سورة الفيل  هي السورة التاسعة عشر حسب النزول ، وهي مكية : أي نزلت على الرسول الكريم بمكة المكرمة بما فعله الله بأصحاب الفيل الذين حاولوا هدم الكعبة وهم أبرهة الحبشي وجيشه وفيها تذكير بقدرة الله على الظالمين

 

قصة أصحاب الفيل مكتوبة مختصرة

قصة أصحاب الفيل خرج أبرهة الأشرم مع أصحاب الفيل إلى مكة، فسمع أهل مكة بهذا فأعظموه ورأوا أنه لا بدّ من جهادهم، فخرج إليه أحد ملوك اليمن يُقال له “ذو نفر”، فانتصر عليه أبرهة وأخذه أسيرًا، فقال له: “أيها الملك استبقني خيرًا لك، فاستبقاه وأوثقه”، وعند وصولهم إلى بلاد خنعم خرج لملاقاته نفيل بن حبيب الخثعمي، بالإضافة إلى عددٍ من قبائل العرب، فقاتلوا أبرهة فهومهم جميعًا، واخذ نفيلًا، فقال له نفيل: “أيها الملك إنني دليلك بأرض العرب، وهاتان يداي على قومي بالسمع والطاعة، فاستبقني خيرًا لك”، فاستبقاه أبرهة، وخرج مع نفيلًا كي يدلّه على الطريق. وعندما مروا بالطائف خرج إليهم أحد رجال ثقيف وهو مسعود بن معتب فقال له: “أيها الملك، نحن عبيدك، ونحن نبعث معك من يدلك”، فبعثوا معه رجلًا يُقال له أبو رغال، وعند وصولهم منطقة في مكة تدعى “المغمّس” مات أبو رغال، فبعث أبرهة رجلّا من الحبشة اسمه الأسود بن مفصود” ليكون على مقدمة الخيل، وأمرهم بشن غاره على نَعَم الناس، فأصاب لعبد المطلب مئتي بعير، ثم بعث أبرهة الأشرم رجلٌ يقال له حُناطة الحميري إلى أهل مكة وقال له: “سل عن شريفها ثم أبلغه أني لم آت لقتال، إنما جئت لأهدم هذا البيت”، فذهب حناطة إلى مكة ولاقى عبد المطلب بن هاشم، وقال له: “إن الملك أرسلني إليك ليخبرك أنه لم يأت لقتال إلا أن تقاتلوه، إنما جاء لهدم هذا البيت ثم الانصراف عنكم” فأجابه عبد المطلب: “ما عندنا له قتال، فقال: سنخلي بينه وبين البيت، فإن خلى الله بينه وبينه فوالله ما لنا به قوة، قال: فانطلق معي إليه، قال: فخرج معه حتى قدم المعسكر وكان ذو نفر صديقًا لعبد المطلب فأتاه فقال: يا ذا نفر هل عندكم من غناء فيما نزل بنا؟ فقال: ما غناء رجل أسير لا يأمن من أن يقتل بكرة أو عشية، ولكن سأبعث لك إلى أُنيَس سائس الفيل فآمره أن يصنع لك عند الملك ما استطاع من خير، ويعظم خطرك ومنزلتك عنده، قال: فأرسل إلى أنيس فأتاه فقال: إن هذا سيد قريش صاحب عين مكة الذي يطعم الناس في السهل والوحوش في الجبال، وقد أصاب له الملك مائتي بعير، فإن استطعت أن تنفعه فانفعه، فإنه صديق لي”، وعندما دخل أنيس على أبرهة، قال له: “أيها الملك! هذا سيد قريش وصاحب عين مكة الذي يطعم الناس في السهل والوحوش في الجبال يستأذن عليك وأنه أحب أن تأذن له، فقد جاءك غير ناصب لك ولا مخالف عليك، فأذن له”، وقد كان عبد المطلب رجلًا وسيمًا عظيمًا وجسيمًا. وعندما رآه أبرهة الحبشي أكرمه وعظمه، وجلس إلى جانبه فقال له عبد المطلب: “أيها الملك إنك قد أصبت لي مالًا عظيمًا فاردده عليَّ، فقال له: لقد أعجبتني حين رأيتك ولقد زهدت فيك، قال: ولم؟ قال: جئت إلى بيت هو دينك ودين آبائك وعصمتكم ومنعتكم فأهدمه فلم تكلمني فيه، وتكلمني في مئتي بعير لك؟. قال: أنا رب هذه الإبل، ولهذا البيت رب سيمنعه، قال: ما كان ليمنعه مني، قال: فأنت وذاك، قال: فأمر بإبله فردت عليه”، وخرج عبد المطلب من عنده، وأخبر قريش بما حصل وأمهرم أن يتفرقوا في شعاب مكة، وركب أبرهة على الفيل كي يتوجه إلى الكعبة، فأبى الفيل أن يمشي، حتى ضرب رأسه بالمعول وأبى أيضًا أن يمشي، وأدخل فيه محاجن فأبى أيضًا، فوجه الفيل باتجاه اليمن فأخذ يهرول، فأعاد توجيهه إلى مكه فوقف، فأرسل الله تعالى إليهم طيورًا لا تُعد، ومع كل طيرٍ ثلاثة أحجار، حجرٌ في منقاره وحجرين في رجليه، ولم تصب هذه الحجارة أحدًا إلا هلك، ووردت قصة أصحاب الفيل في قوله تعالى: “أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ * أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ * وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ * تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ * فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولِ”، وتساقطت أنامل أبرهة حتى خرج منه القيح والدم، ووضل إلى اليمن مثل فرخ الطير حتى مات

أصحاب الفيل سورة

سورة الفيل

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ ﴿أَ لَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحابِ الْفِيلِ﴾ ﴿أَ لَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيل﴾ ﴿وَ أَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبابِيلَ﴾ ﴿تَرْمِيهِمْ بِحِجارَة مِنْ سِجِّيل﴾ ﴿فَجَعَلَهُمْ كَعَصْف مَأْكُول﴾

 

قصة أصحاب الفيل عند الشيعة

نزل جماعة من أهل مكة بأرض الحبشة في تجارةٍ، فدخلوا في كنيسةٍ من كنائس النصارى، وأوقدوا بها ناراً يصطلون عليها، ويصنعون بها طعاماً لهم. ورحلوا ولم يُطفؤوها، فهبّت به ريح فأحرقت جميع ما في الكنيسة، فلما دخلوا قالوا: من فعل هذا؟ قالوا: كان بها تجار من عرب مكة، فأخبروا بذلك ملكهم، فقال: ما أحرق معبدنا إلا العرب، فغضب لذلك غضباً شديداً، وقال: لأُحرقنّ معبدهم، فأرسل وزيره أبرهة بن الصبّاح مع الجيوش، وأرسل معه الفيل؛ ليهدم البيت.

سبب استهدافهم لهدم الكعب

ورد في بعض المصادر أنّ السبب الذي جرّ أصحاب‏ الفيل‏ إلى مكة هو أمير الحبشة الذي بنى كنيسة باسم الملك ( القليس) وأراد أن يصرف إليها حج العرب ويمنع الناس من الذهاب إلى مكة، وبعدها خرجت رفقة من العرب وأشعلت ناراً، وكان في في عمارة (القليس) خشب، فحملتها الريح إليها فأحرقتها، فحلف ليهدمنّ الكعبة.

لما سمع أهل مكة أنه قد نزل بهم صاحب الفيل جمعوا أموالهم وأهليهم ودوابهم وهموا بالخروج من مكة هاربين من أصحاب‏ الفيل،‏ فلما نظر إليهم عبد المطلب قال لهم: يا قوم أيجمل منكم هذا الأمر وإنه لعار عليكم خروجكم عن كعبتكم قالوا له: إنّ الملك أقسم بمعبوده أن لا بد له من ذلك أن يهدم الكعبة ويرمي أحجارها في البحر ويذبح أطفالها ويرمل نساءها ويقتل رجالها، فاتركنا نخرج قبل أن يحل بنا الويل فقال لهم عبد المطلب: إنّ الكعبة لا يصلون إليها لأنّ لها مانعاً يمنعهم عنها وصاداً يصدهم عنها، فإن أنتم التجأتم إليها واعتصمتم بها فهو خير لكم، فلم تطمئن القلوب إلى كلامه وغلب عليهم الخوف والجزع وخرجوا هاربين يطلبون الشعاب ومنهم من طلب الجبال ومنهم من ركب البحر، فعند ذلك قالوا لعبد المطلب: ما يمنعك أن تهرب مع الناس قال أستحيي من الله أن أهرب عن بيته وحرمه، فو الله لا برحت من مكاني ولا نأيت عن بيت ربي حتى يحكم الله بما يشاء، ولم يبق يومئذ بمكة إلا عبد المطلب وأقاربه وهم غير آمنين على أنفسهم، فلما نظر عبد المطلب إلى الكعبة خالية وديارها خاوية قال: اللهم أنت أنيس المستوحشين.

موقف أبرهة مع عبد المطلب
لما أقبل صاحب الحبشة بالفيل يريد هدم الكعبة، مرّوا بإبل لعبد المطلب فاستاقوها، فتوجه عبد المطلب إلى الجيش، وقيل لأبرهة: إنّ هذا شريف قريش وهو رجل له عقل ومروءة، فأكرمه وأدناه، ثمّ قال لترجمانه: سله: ما حاجتك؟ فقال له: إنّ أصحابك مرّوا بإبل لي فاستاقوها، فأحببت أن تردّها لي، فتعجب من سؤاله إياه ردّ الإبل وقال: انت تتحدث عن إبلك ولا تذكر الكعبة وأنا قدمت لهدمها؟! فقال عبد المطلب: أنا ربّ الإبل وللبيت ربّ يحميه.

وصف الطير والحجارة

عن الإمام الصادق عليه السلام قال: أرسل الله على أهل الفيل طيراً مثل الخطاف أو نحوه، في منقاره حجر مثل العدسة، فكان يحاذي برأس الرجل فيرميه بالحجر، فيخرج من دبره، فلم تنزل بهم حتى أتت عليهم، قال: فأفلت رجل منهم فجعل يخبر الناس بالقصة، فبينما هو يخبرهم إذ أبصر طيراً منها فقال: مثل هذا هو منها، قال: فحاذى به فطرحه على رأسه فخرج من دبره.
عن ابن عباس قال: دعا الله الطير الأبابيل فأعطاها حجارة سوداً عليها الطين، فلما حاذت بهم رمتهم، فما بقي أحد منهم إلا أخذته الحكة، فكان لا يحك إنسان منهم جلده إلا تساقط لحمه، قال: وكانت الطير نشأت من قبل البحر لها خراطيم الطيور ورؤوس السباع، لم تر قبل ذلك ولا بعده.
معجزة حفظ بيت الله
أرسل الله سبحانه طيوراً أبابيل تحمل معها حجارة من سجيل، فرمتهم بالحجارة، وبعث اللَّه ريحاً، فزادتها شدَة، فما وقع منها حجرٌ على رجُلٍ إِلا خرج من دُبُره، فقتلتهم وشتتت أشلائهم، وكان هذا من أعظم المعجزات في ذلك الزمان، أظهره اللَّه ليدل على وجوده، ووجوب معرفته.

عام الفيل مبدأ للتاريخ
جعل العرب واقعة هجوم أبرهة علی الكعبة، مبدأ لتاريخهم. ولهذا السبب عدّوا السنة الأولى من حياة النبي الأكرمصلى الله عليه وآله وسلم ضمن عام الفيل

 

 

السابق
قصة سيدنا نوح
التالي
الفلفل الحلو

اترك تعليقاً