أدبيات

قصص الحب في التراث العربي بين الحقيقة والأسطورة

اشهر قصص الحب في الاسلام

ولنبدأ مع ‘أقوي قصة حب بين النبى محمد والسيدة خديجة * رضي الله عنها * والتي كانت في سن الأربعين أي في سن اكتمال عقلها ورشدها، أما محمد ففي سن اكتمال الشباب ابن خمس وعشرين سنة، ولعل السبب الحقيقي في نجاح هذا الزواج الذي يبدو غير متكافئ. أن السيدة خديجة كانت تبحث عن الرجولة الكاملة بكل معانيها من أخلاق ومروءة وإيثار وكرم خصال، وما كان محمد ليقبل هذا الزواج لولا ما رآه في خديجة من رجاحة العقل وحسن الخلق وعراقة النسب، ولهذا وافقت رغبة خديجة رغبة محمد في الاقتران بها.. ولقد أحبت خديجة زوجها محمد حبا ملك عليها كل مشاعرها فكانت خديجة تهيئ لرسول الله كل أسباب الراحة وكانت سخية بعواطفها ومشاعرها وأموالها راضية النفس، بل لم تكن تبخل بحبها علي من يحب زوجها، فكانت تكرم من يحبه ولا أدل علي ذلك عندما فطنت خديجة الحب الأبوي الذي نشأ بين زوجها وزيد بن حارثة، ذلك الفتي الذي اشتراه حكيم بن حزام من سوق عكاظ، ووهبه لعمته خديجة، فقد تعلق محمد بزيد، كما أحب زيد محمدا حبا لم يحب أحدا مثله من قبل، فوهبت خديجة زيدا لزوجها فأعتقه، كما شرفه ورقاه بأن نسبه إلي نفسه فكان زيد بن محمد.
وقضي النبي أجمل أيام العمر مع خديجة في مودة ورحمة وطاعة لله، فلم يتزوج النبي قبلها ولم يتزوج عليها حتي ماتت، ومم يدل علي منزلة خديجة في قلب محمد ومكانتها عند الله تعالي أن النبي قال: ‘حسبك من نساء العالمين مريم ابنة عمران وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد وآسية امرأة فرعون’.
وحتي بعد وفاة خديجة * رضي الله عنها * لم تزده الأيام إلا حبا ووفاء لها فكان يثني عليها دائما ويحب من يحبها وكان يحب أن يري أو يسمع من يذكٌره بها وبأيامها العطرة المباركة حتي أن السيدة عائشة * رضي الله عنها * قالت ما عزت علي امرأة للنبي قدر ما عزت علي خديجة هلكت قبل أن يتزوجني، لما كنت أسمعه يذكرها وأمره الله أن يبشرها ببيت من قصب، وربما ذبح الشاه يقطعها أعضاء ثم يبعثها إلي أصدقاء خديجة، فقلت له: كأنه لم يكن في الدنيا إمرأة إلا خديجة؟ فيقول: ‘إنها كانت وكانت وكان لي منها ولد’ رواه البخاري.
ومن الدلائل الرائعة علي وفائه للطاهرة خديجة ما حدث في غزوة بدر الكبري، إذ أسر أبو العاص بن الربيع صهر الرسول الحبيب وزوج ابنته زينب، فأرسلت الوفية زينب فداء لزوجها أبي العاص، ومن ضمن الفداء قلادة قلدتها بها والدتها خديجة * رضي الله عنها * ليلة زفافها، فلما رأها رسول الله رق لها رقة شديدة، وتذكر زوجته المباركة الوفية خديجة، وقال لأصحابه: ‘إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها وتردوا عليها قلادتها فافعلوا’. فما كان من أصحابه الكرام إلا أن سارعوا بالاستجابة للنبي الكريم، لأنهم رأوا في عين النبي ذكري للوفية خديجة حركت مشاعره، كما أن للسيدة خديجة دينا كبيرا في عنق المسلمين.
فهكذا قضي النبي مع السيدة خديجة أجمل أيام العمر، فقد أحسنت صحبته وآمنت به ولم تبخل عليه بمالها وحبها، فهذا هو الحب الحقيقي ولذلك ظلت خديجة خالدة في قلب رسول الله ولم تزده الأيام بعد وفاتها إلا حبا ووفاء لها فكان يثني عليها دائما ويحب من يحبها بل وكان يحب أن يري أو يسمع من يذكره بها وبأيامها العطرة المباركة

حب الصحابة

عبدالله بن عمر العابد الزاهد التقي الذي وقع في حب جارية له حبا شديدا (والجارية في هذا الزمن كانت كالزوجة في حلها للرجل)، تعثرت يوما في مشيتها ووقعت، ففوجئ من شاهد الواقعة أنه ما احتمل الموقف وظل يمسح لها التراب عن وجهها بيديه قائلا: فداك نفسي وروحي، ثم حدث أنها فارقته فكان حزينا لذلك جدا وكان حين يتذكرها يقول فيها الشعر، ويتهم نفسه بالتقصير في حق حبيبته لأنها فارقته.. فلم يخش هذا الصحابي من البوح والإعلان عن هذا الحب فقد كان يفخر بهذا الحب ولا يخجل منه.

أغلي مهر في الإسلام

قصة ‘أغلي مهر في الإسلام’ بطلة هذه القصة الصحابية ‘أم سليم’ * رضي الله عنها * التي كانت من السابقات إلي الدخول في الإسلام وهي امرأة مؤمنة راجحة العقل، وأم أنس بن مالك خادم رسول الله * صلي الله عليه وسلم * الذي نشأ يتيما، فقالت: لا أفطم أنس حتي يدع الثدي، ولا أتزوج حتي يأمرني أنس… ومضت السنوات والحديث عن أنس وأمه بين الناس ينال كل التقدير والإعجاب بهذه المرأة، وعلي الفور تقدم للزواج من أم سليم وعرض عليها مهرا غاليا، إلا أن المفاجأة أذهلته وعقدت لسانه، فهذه فرصة عظيمة أمام أم سليم حيث المال والجاه والشباب، فردت أم سليم بكل أدب وعزة وقالت: ‘والله، ما مثلك يا أبا طلحة يرد، ولكنك رجل كافر وأنا امرأة مسلمة، ولا يحل لي أن أتزوجك، فإن تسلم فذاك مهري، وما أسألك غيره’.
لقد هزت هذه الكلمات كيان أبي طلحة وازداد إعجابه بأم سليم ورأي فيها المرأة العاقلة ولم يجد خيرا منها لتكون زوجة صالحة له وأما عظيمة لأولاده، فما شعر إلا ولسانه يردد ‘أنا علي مثل ما أنت عليه، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله’.
وقال ثابت راوي الحديث عن أنس ‘فما سمعت بامرأة قط كانت أكرم مهرا من أم سليم: الإسلام..’ أخرجه النسائي.

 

أشهرقصص حب بالتراث العربي.. أبطالها شعراء

1 – عنترة وعبلة

وهي من القصص الشهيرة بطلها عنترة بن شداد من قبيلة بني عبس وعبلة وهو ذلك الفارس الذي بزّ الأعداء في حرب داحس والغبراء، وأمه كانت جارية، وبعد أن أثبت قدراته في الحروب، ألحق نسبه ببني عبس وأصبح من الأحرار بحسب تقاليد ذلك الزمان.

وقد أحب عنترة ابنة عمه عبلة بنت مالك، ولكن المنال لم يكن سهلاً إلى أن أنجز مهمة أسطورية في تلبية طلب والدها بجلب النوق العصافير من الملك النعمان، ليكلل الهيام بالمراد، رغم ما قيل إنه خانها فيما بعد.

وقد ذكر عنترة عبلة في أشعاره كثيراً، ومعلقته الشهيرة، كقوله:
يا دار عبلة بالجواء تكلمي

وعمي صباحاً دار عبلة واسلمي

2 – جميل وبثينة

وهي قصة انتهت بالصدّ، فجميل بن معمر الذي عاش في العصر الأموي، وأحب بثينة وكلاهما من بني عذرة مع اختلاف الفرع، وقد تقابلا في مرابع الإبل في مشادة بسبب الهجن في البداية انتهت إلى هيام، لم ينل وطره من بثينة، إذ مانعه أهلها. لكنه لم يقتل الحب، رغم أن محبوبته ذهبت لزواج رجل آخر بإملاء الأهل، وظلت في نفسها مع هواها الأول والأخير، ويقال إنهما كانا يتقابلان سراً أحياناً ليبلا الأشواق ولكن في لقاء عفيف بحسب المرويات. ويشار إلى كلمة “الحب العذري” جاءت من هذه القبيلة “بني عذرة” وسياق قصة جميل وبثينة، أي ذلك الحب العفيف والطاهر.

بعد زواج بثينة ضاق الحال بجميل فسافر إلى اليمن لأخواله، ثم عاد إلى مرابع الأهل في وادى القرى لاحقاً دون أن ينسى هواه، فوجد أن بثينة قد غادرت مع أهلها إلى الشام، فقرر أن يهاجر إلى مصر وظل هناك إلى أن مات يتذكر حبه القديم، وهناك أنشد في أيامه الأخيرة قبل رحيله:

وما ذكرتك النفس يا بثين مرة

من الدهر إلا كادت النفس تتلف

وإلا علتني عبرة واستكانة

وفاض لها جار من الدمع يذرف

تعلقتها والنفس مني صحيحة

فما زال ينمى حب جمل وتضعف

إلى اليوم حتى سلّ جسمي وشفني

وأنكرت من نفسي الذي كانت أعرف

وقيل إن بثينة عرفت بالخبر ففجعت وأنشدت شعراً في رثاء الحبيب المكلوم، ويجب الإشارة إلى أن الرواة قد تفاوتوا في توصيف شخصية جميل، فثمة من رآه عفيفاً ومن قال إنه كان ماجناً، وفي نهاية الأمر فإن القصة أخذت طابعاً أسطورياً وجمالياً أكثر من عمقها الحقيقي، مثلها مثل كل قصص الحب عند العرب.

3 – كثير وعزة

كثير بن عبد الرحمن الأسود الخزاعي، من شعراء العصر الأموي، عرف بعشقه لعزة بنت جميل الكنانية، فقد والده في الصغر وعاش يتيماً وقيل إنه كان سليط اللسان منذ صباه، وقد رباه عمه في مرابع الإبل وأبعده عن الناس حتى يصونه عن الطيش، وقد اشتهر بهيامه بعزة حتى أنه كُني بها فصار يلقب بـ “كثير عزة”، ويذكر أنه أولع بها عندما أرشدته مرة إلى موضع ماء لسقاية الإبل في إحدى رحلاته بالمراعي وقد كانت صغيرة السن.

وكأغلب قصص الحب عند العرب لم يتزوج، لأن عادة العرب كانت ألا يزوجوا من يتغزل شعراً ببناتهم.

وقد تزوجت بثينة وغادرت من المدينة المنورة إلى مصر مع زوجها، ولحق بها جميل هناك. لكنه عاد إلى المدينة وتوفي بها.

ومن قوله:

رأيت جمالها تعلو الثنايا

كأنّ ذرى هوادجها البروج

وذكر أن عبد الملك بن مروان سمع بقصصه، فلما دخل عليه ذات يوم وقد كان كثير قصير القامة نحيل الجسم كما قيل إنه كان أعور كذلك.

قال عبدالملك: أأنت كثير عزة؟

وأردف: أن تسمع بالمعيدى خير من أن تراه!

فأنشده قولا القصيدة الشهيرة التي مطلعها:

ترى الرجل النحيف فتزدريه

وفـي أثـوابـه أســد هـصـورُ

ويعجـبـك الطـريـر إذا تـــراهُ

ويخلفُ ظنكَ الرجـلُ الطريـرُ

بغـاث الطيـر أكثرهـا فراخـاً

وأم الصقر مقلات نزور

فقال عبد الملك: لله دره، ما أفصح لسانه، وأطول عنانه! والله إني لأظنه كما وصف نفسه.

وقيل إنه عند وفاته شُيّع بواسطة النساء أكثر من الرجال وكن يبكينه ويذكرن عزة في ندبهن.

4 – مجنون ليلى

هو قيس بن الملوح عشق ليلى بنت مهدي بن ربيعة بن عامر “ليلى العامرية” وعاشا في البادية بنجد في العصر الأموي، وككل القصص السابقة لابد من رعي الأبل وحيث يبدأ الحب في المرابع، وهي ابنة عمه كانت لهما طفولة مشتركة وقد أحبها في سن صغيرة.

وكما يحدث في العادة، فقد رفض طلب زواجه حيث زوجت ليلى لرجل آخر أخذها بعيدا عن الديار إلى الطائف، فبدأت القصة الملهمة التي دخلت التاريخ، قصة مجنون ليلى التي فيها حب غير عادي، فالرجل فعل فيه الهيام الأفاعيل، فقد أصبح يطارد الجبال والوهاد ويمزق الثياب ويستوحش من الناس ويكلم نفسه، وهل بعد ذلك إلا الجنون!!

وقيل إنه تعلق بأستار الكعبة وهو يدعو الله أن يريحه من حب ليلى، وقد ضربه أبوه على ذلك الفعل، فأنشد:

ذكرتك والحجيج له ضجيج

بمكة والقلوب لها وجيب

فقلت ونحن في بلد حرام

به لله أُخُلصت القلوب

أتوب إليك يا رحمن مما

عملت فقد تظاهرت الذنوب

وأما من هوى ليلى وتركي

زيارتها فإني لا أتوب

وكيف وعندها قلبي رهين

أتوب إليك منها وأنيب

وعاد للبرية لا يأكل إلا العشب وينام مع الظباء، إلى أن ألفته الوحوش وصارت لا تنفر منه كما يرد في القصة “الأسطورة” وقد بلغ حدود الشام، وكان يعرف علته برغم “جنونه” فقد رد على أحد سائليه بقوله:

كان القلب ليلة قيل يُغدى

بليلى العامرية أو يراحُ

قطاة عزها شرك فباتت

تجاذبه وقد علِق الجناح

وقيل إنه وجد ميتاً بين الأحجار في الصحراء وحمل إلى أهله فكانت نهاية مأساوية للعاشق المجنون، ووجدته ميتاً امرأة كانت تحضر له الطعام.

وقد خط قبل موته بيتين من الشعر تركهما وراءه هما:

تَوَسَّدَ أحجارَ المهامِهِ والقفرِ

وماتَ جريح القلبِ مندملَ الصدرِ

فياليت هذا الحِبَّ يعشقُ مرةً

فيعلمَ ما يلقى المُحِبُّ من الهجرِ

5 – مجنون لبنى

اسمه قيس بن ذريح الليثي الكناني، عاش في زمن خلفاء الرسول، وقد أحب لبنى بنت الحباب الخزاعية، وقد عشقها لأول مرة يوم أن زار مرابع بني حباب أهل لبنى فطلب سقي الماء فجاءت له بها فأغرم من وقتها وقد كانت مديدة القامة، بهية الطلة وعذبة الكلام.

وقد أنشد بعد فراقه لبنى:

فيا ليت أني متّ قبل فراقها

وهل تَرْجِعَنْ فَوْتَ القضيةِ ليتُ

ولكن اختلاف قصته أنه تزوجها بخلاف الآخرين ثم طلقها لأنها كانت عاقراً، وقد فعل ذلك تحت ضغط الأسرة لاسيما والده الذي كان يرى عارا أن يقطع نسله.

ويروى أنه ذكر لرفاقه: هجرني أبواي اثنتي عشرة سنة، أستأذن عليهما فيرداني، حتى طلقتها.

ومما أنشد في لوم نفسه:

أتبكي على لبنى وأنت تركتها

وكنت عليها بالملا أنت أقدر

فإن تكن الدنيا بلبنى تقلبت

فللدهر والدنيا بطون وأظهر

كأني في أرجوحة بين أحبل

إذا فكرة منها على القلب تخطر

ومن ثم ربما أنه أنكر فعله فجرى فيه ما جرى وهو يهيم بالصحاري ينشد الشعر وقد ساء حاله. وإن كانت قد تزوجت لبنى بعده فقد كان المنال صعبا إلى حين، وكانت – هي – هائمة به لم تنسه، وهذا أغضب زوجها الذي خيّرها بينه وهذا الـ”مجنون”، فاختارت الطلاق وتزوجت من جديد بقيس ولكن بعدها لم يعيشا طويلاً، ماتت هي أولاً وهو ثانياً.

6 – توبة وليلى الأخيلية

ليلى الأخيلية كانت شاعرة مثل الخنساء، وقد هام بها توبة بن الحمير، وفي هذه القصة بخلاف قصص الحب الأخرى فإن البطولة للمرأة، فهي التي ذاع صيت شعرها أكثر، في حين كان الرجل هو الحبيب الذي يتغزل فيه حتى لو أنه كان شاعراً مثلها. وقد عاشا في صدر الإسلام والعصر الأموي، وعرفا بعشق متبادل لا شك فيه.

وقيل إن ليلى كانت باهرة الجمال وقوية الشخصية وفصيحة، فيما كان توبة شجاعاً وفصيحاً هو الآخر، وقد افتتن بها عندما رآها في إحدى الغزوات.

ورغم حبهما إلا أن والد ليلى حال دون زواجهما، حتى إنه اشتكى إلى الخليفة من توبة. فعاشا حباً عذرياً إلى أن قُتِل توبة وقيل إنه قتل في إحدى المعارك، كما قيل إنه كان يمارس النهب على القوافل وهذا سبب قتله، فرثته ليلى تقول:

لعَمرك ما بالموت عارٌ على الفتى

إذا لم تصبه في الحياة المعابرُ

وما أحدٌ حيا وإن كان سالما

بأخلد ممن غيّبته المقابرُ

ومن كان مِما يُحدثُ الدهر جازعا

فلابد يوما أن يُرى وهو صابر

وليس لذي عيش من الموت مذهبٌ

وليس على الأيام والدهر غابِرُ

ولا الحيُ مما يُحدث الدهر معتبٌ

ولا الميت إن لم يصبر الحيُ ناشرُ

وكل شبابٍ أو جديد إلى بِلى

وكل امرئ يوما إلى الله صائرُ

فأقسمتُ لا أنفكُ أبكيك ما دعت

على فننٍ ورقاءُ أو طار طائرُ

ويروى أنها ماتت بجوار قبره عندما كانت تزوره بشكل متكرر، وذات مرة سقطت من على الهودج بجوار القبر فأخذتها المنية.

ومن أشعار توبة في ليلى قوله:

لكل لقاء نلتقيه بشاشة

وإن كان حولا كل يوم أزورها

وكنت إذا ما جئت ليلى تبرقعت

فقد رابني منها الغداة سفورها

وقد رابني منها صدود رأيته

وإعراضها عن حاجتي وبسورها

ألا إن ليلى قد أجد بكورها

وزمت غداة السبت للبين عيرها

فما أم سوداء المحاجر مطفل

بأحسن منها مقلتين تديرها

ويشار إلى أن البعض يخلط بين أشعار توبة بن الحمير مجنون ليلى الأخيلية وأشعار قيس بن الملوح مجنون ليلى العامرية.

7 – أبونواس وجنان

جنان هي عشيقة أبونواس وهي تقريباً الوحيدة التي أخلص لها برغم أنه كان متقلب الهوى، وهنا تختلف القصة عن باقي القصص في أن الهيام ليس كذلك الأبدي الذي يؤدي إلى الحتف. وقد أنشد فيها الأبيات الشهيرة:

حامل الهوى تعب يستخفه الطربُ

إن بكى يحق له ليس ما به لعب

تضحكين لاهية والمحب ينتحبُ

تعجبين من سقمي صحتي هي العجبُ!

وقيل إنه رغم إدمانه الخمر تبعها في رحلة إلى الحج وهناك أنشد قصيدته المعروفة التي يتبتل بها للخالق ومطلعها:

إلهنا ما أعدلك مليك كل من ملك

لبيك قد لبيت لك لبيك إن الحمد لك

والملك لا شريك لك والليل لما أن حلك

ويقال إن جنان لم تكن تحبه كما أحبها، ربما لطيشه وخوفها من الغدر، لكن ذلك لم يستمر إذ استطاع أن يغويها بشعره لها، وقيل إن سبب تغير رأيها أنه سمعته ينشد:

جِنانُ إن وجُدتِ يا منايَ بما آمُلُ لم تقطُرِ السماءُ دما

وإن تمادى ولا تماديتِ في منعك أصبح بقفرةٍ رِمما

عَلِقتُ من لو أتى على أنفس الماضينَ والغابرين ما ندما

لو نظرت عينه إلى حجرِ ولّد فيه فُتوُرها سقما

8 – أبوالعتاهية وعتبة

أحب الشاعر أبو العتاهية جارية اسمها عتبة، قال فيها:

عُتبَ ما للخيال خبريني.. وما لي؟

لا أراه أتاني زائرا مُذ ليالي

لو رآني صديقي رق لي أو رثى لي

أو يراني عدوي لانَ من سوء حالي

وأبو العتاهية من مواليد الحجاز وقد نشأ بالكوفة وسكن بغداد، وقد دفعه حبه لعتبة أن يقول فيها الشعر لكنها لم تقابله بمثل ما يكنه لها، حيث واجهته بالصد والهجران، إلى أن كاد يفقد عقله فسمي بـ “أبو العتاهية”.

وقد أوصله اليأس من هوى عتبة إلى الزهد، فصار علامة في شعر الزهاد.

ومن بدائع ما قال في هجران عتبة:

يا إخوتي إن الهوى قاتلي فبشروا الأكفان عاجلِ

ولا تلوموا في اتباع الهوى فإنني في شُغلٍ شاغلِ

وإذا كانت عتبة هي جارية الخليفة المهدي في العصر العباسي، وكان أبوالعتاهية واسمه إسماعيل بن القاسم، دميم الشكل فربما كان ذلك سببا في نفران عتبة منه، ويروى أن الخليفة قد سمع بتغزله فسجنه عقابا على إنشاده الشعر في جاريته وقد أطلق سراحه بعد أن مدح الخليفة.

ومن أشعاره في الزهد قوله:

ما يجهل الرشد من خاف الإله

ومن أمسى وهمته في دينه الفكر

فيما مضى فكرة فيها لصاحبها

إن كان ذا بصر بالرأي معتبر

أين القرون وأين المبتنون بها

هذي المدائن فيها الماء والشجر

9 – ابن زيدون وولادة بنت المستكفي

وهي من القصص الشائعة في العصر الأندلسي، حيث عاش ابن زيدون حياة رغدة، وكان أديبا وشاعرا وكان بمثابة وزير المعتضد بالله بن عباد في إشبيلية، وفي المقابل فإن ولادة بنت المستكفي كان أبوها حاكما على قرطبة وقد قتل، وقد كانت من الأديبات الشهيرات في زمانهن، وقد التقت بالعديد من الأدباء والشعراء لكن لم يلق أحدهم طريقا إلى قلبها سوى ابن زيدون، الذي بادلها الحب كذلك. وهنا تتشابه القصة مع توبة وليلي الأخيلية في أن الطرفين شاعران.

وعاش الاثنان حياة حب لفترة ومن ثم كان الجفاء والممانعة من قبل ولادة، لكن بين الشد والجذب ولدت أقوى قصة حب في الأندلس دخلت التاريخ العربي، ومن أروع ما أنشده ابن زيدون قصيدته النونية التي جاء فيها عن الجفوة:

أضحى التنائي بديلا من تدانينا وناب عن طيبِ لُقيانا تجافينا

بِنتم وبنا فما ابتلت جوانحنا شوقا إليكم ولا جفّت مآقينا

نكاد حين تناجيكم ضمائرنا يقضي علينا الأسى لولا تأسينا

حالت لفقدكم أيامنا فغدت سُودا وكانت بكم بيضا ليالينا

ليُسق عهدكم عهد السرور فما كنتم لأرواحنا إلا رياحينا

ويا نسيم الصبا بلغ تحيتنا من لو على البعد حيا كان يحيينا

عليك مني سلام الله ما بقيت صبابة بكِ نُخفيها فتخفينا

ويبدو أن ولادة متحركة القلب، فبعد ابن زيدون سعت إلى كسب قلب الوزير “ابن عبدوس″ الذي تزوجها فعلا وسجن ابن زيدون لهجائه له بعد أن شعر باليأس، وبقيت ولادة في المقابل خالدة رغم كل شيء بسبب ابن زيدون.

لكن للقصة وجه آخر حيث ورد أن ابن زيدون تعلق بإحدى جواري ولادة، ليثير غيرتها، أو أن ذلك حدث وهي تتغالى عليه، ما أثار غضب ولادة وقد أوردته شعرا، بعد الفراق:

لو كنت تنصف في الهوى ما بيننا

لم تهوَ جاريتي ولم تتخيَّرِ

وتركت غصناً مثمراً بجماله

وجنحت للغصن الذي لم يثمرِ

ولقد علمت بأنني بدر السما

لكن ولعت لشقوتي بالمشتري

ومن شعر ولادة على قلته قولها في بيتين مشهورين لها:

أنا والله أصلح للمعالي

وأَمشي مشيتي وأتيهُ تيها

أمكنُ عاشقي من صحن خدّي

وأعطي قُبلتي مَن يشتهيها

10 – ابن رهيمة وزينب

عرف ابن رهيمة بأنه من شعراء الغزل العفيف وإن لم ينل الاهتمام الكافي به في التراث الأدبي، وقد كانت محبوبته زينب بنت عكرمة بن عبد الرحمن، وبعد أن شاع أمر عشقه فقد استعداه هشام بن عبد الملك، فأمر بضربه 500 سوط وأن يباح دمه إن عاد لذكرها، فهرب وأنشد:

إن كنت أطردتني ظالما لقد كشف الله ما أرهبُ

ولو نلت مني ما تشتهي لقلّ إذا رضيت زينبُ

وما شئت فاصنعه بي بعد ذا فحبي لزينب لا يذهبُ

ويرجح أنه لم يطرق قلبه الهوى إلا في سن كبيرة لما أورده شعرا:

أقْصدت زينبُ قلبي بعدما ذهب الباطل عني والغزل

وعلا المفرق شيبٌ شاملٌ واضحٌ في الرأسِ مني واشتعل

وكان قد عرف في شعره بالوضوح والصراحة، كقوله:

إنما زينب همي بأبي تلك وأمي

بأبي زينب لا أكني ولكني أسمي

بأبي زينب مِن قاضِ قضى عمدا بظلمي

بأبي من ليس لي في قلبه قيراط رحمِ

ومأساته أن قصته على ما يبدو كانت من طرف واحد، ما زاده ألما وجعله يعيش وحشته، كما في قوله:

أقْصدت زينبُ قلبي وسَبَت عقلي ولُبي

تركتني مستهاما أستغيُث الله ربي

ولها عندى ذنوبٌ في تنائيها وقربي!!

وقد انتهت حياته بغموض، بعد هروبه من الخليفة، والأغلب أنه مات هائما وهو يتذكرها رافضا الزواج، ففي أغلب القصص أنهم يهيمون ثم يموتون.

 

اشخاص ماتوا بسبب الحب

لنا في الشعر الشعبي نماذج معروفة مثل قصة الدجيما المشهورة في الجزيرة العربية وهو دخيل الله بن عبدالله الدجيما الثعلي العضياني العتيبي ولد عام 1270ه وتوفي عام 1320ه على أرجح الأقوال وبذلك يكون توفي وعمره خمسين عاماً وهو من أهالي المحاني وقد اختلف الرواة في قصة عشق الدجيما لمعشوقته فهو لا يملك من الدنيا إلا ناقته وبندقيته (مثيبة) وهي كل متاعه في الحياة، التقى محبوبته فزهد في الدنيا وجعل من ناقته وسيلة تنقله إلى من هواها قلبه ومن بندقيته وسيلة للدفاع عن نفسه.

أخذت الأمراض تتوالى على دخيل الله وأخذ ينحل جسده بسبب حبه للفتاة وبعده عنها وقام أقرباؤه وأتوا بعدد من الأطباء ولكن لم يفلح علاجهم فلا علاج إلا الوصال ولكن حالت بينه العادات والتقاليد.

لقد زاد عليه المرض وتوفي بسبب عشقه لهذه الفتاة التي حرم من الزواج منها حيث توفي الدجيما وهو لم يتزوج ليخلد التاريخ قصة عشق عظيمة مرت على هذا الشاعر الذي قتله حب فتاة.

ويقال إن سبب وفاته وقوعه من فوق جبل وهذه الأبيات من قصيدة قالها قبل وفاته:

عديت أنا فالجال مع سرحت المال

وشفت الغبيط يشال والمال ينقاد

وجض الضمير وجاض والدمع قد فاض

وحولت أنا مغتاض وأبديت الإنشاد

إلى قوله:

مير آتعبر عندهم وأتجبر

مقدر أعبر والوجع فيّ يزداد

جو بالطبيبي من تردي نصيبي

هو يحسب اللي بي تداويه الأجواد

و(المغربي) جوبه عليّ أوقفوا به

وعطوه مطلوبه وداوا ولا فاد

يحسب بلاية علة في شواية

وأنا بلاية ود مركوز الانهاد

والدجيما لم يكن قتيل الحب الوحيد في أرض العرب فهم كثر ومنهم مسلم الوليعي ففي بدايات القرن الثاني عشر تقريباً عاش الوليعي وهو شاب من سكان المنطقة الغربية طيب الأخلاق شهم ذو نخوة وحيد أبويه وعنده أخ من أمه أكبر منه سناً وكغيره من الشباب يطمح لجمع المراجل وتكوين النفس فأمتهن مهنة الرعي وأصبح يتنقل بين القبائل حتى حط رحاله عند رجل من رجال إحدى القبائل المشهورة وكان ذلك الرجل لديه حلال كثير وكريماً أكرم مسلم وأحبه الوليعي وعمل معه لسنوات وكان لذلك الرجل بنت جميلة ألفت مسلم فأحبها وأحبته حباً عفيفاً طاهراً كما يقول الرواية محمد الشرهان وكان صاحب الحلال لديه ذودين من الإبل فكان مسلم يرعى ذود والبنت ترعى ذود وفي أحد الأيام في مفلى الإبل قرصت مسلم حية وكان ذلك أمام مرأى من جميع الرعيان فلما تألم هبت إليه الفتاة وأمسكت بمكان القرصة وهو إصبعه الخنصر وأرخت لثامها تمص إصبعه لتسحب منه السم وسقط لثامها بالأرض ولم تأبه به ولما أمساهم الليل ناموا بعيداً عن بعض وعندما استيقظوا في الصباح رأت البنت حول منامهم أثر حوافر فرس أبيها فخافا أن يتهمهما بتهمة ولخوف الفتاة على مسلم من والدها قالت له لا تدخل الفريق بل ابق بعيداً وأنا سوف أذهب بالإبل وسأكتشف إن كان والدي قد ظن بنا سوءاً أم لا فإن كان الأمر طبيعياً ولم يشك فسأقرع الحوض للإبل وتأتي أنت لأنني إن ذهبت لأناديك علموا أننا خائفان فيشكون في أمرنا وإن كان هناك خطر عليك فسأصرخ باسمك فاهرب لأهلك وهذا من حرصها عليه ولما عادت وقابلت أبيها وجدته لم يشك بأي شيء لأنه يثق فيهما ويعلم طهرهما ومن فرحة البنت وشوقها لمسلم بعد علمها بأنه لن يفارقها نسيت فصاحت له تناديه باسمه وعندما سمع نداءها علم أنه الموت فهرب وكان متحسراً لفراقها وخائفاً عليها من أن يمسها والدها بسوء فعاد لدياره وهو يتحسر وكان مهموماً من فراق محبوبته والهم الأكبر خوفه عليها فجلس عند أهله مريضاً وانسلت حاله فحاروا به أهله فأخذه أخوه الأكبر وعرضه على أطباء شعبيين عدة فلم يجدوا به مرضاً وكانت عندهم عجوز كبيرة في السن تعالج وتعرف في أمور العشق والهواء فقالت لأخيه هل اخوك شاعر قال لها لا لم اسمع ذلك عنه فقالت العجوز لأخي مسلم بوادر المرض الذي فيه هي بوادر العشق والحب وكان جبل رضوى قريباً من ديارهم قال أخو مسلم لمسلم وش رايك نطلع في نزهة للصيد لأن أخي مسلم رجل بواردي ويحب الصيد فوافق مسلم للخروج وشدا على الرحول زهاب الصيد وذهبا في اتجاه جبل رضوى وبعد وصولهما لقمة جبل رضوى نزلوا زهابهم وقال أخو مسلم لأخيه اجلس هنا وأنا بصيد لنا شيئاً من الطيور ونستأنس بالصيد ليتركه وحيداً ويختبي في مكان قريب ليسمع ماذا يقول فجلس مسلم على حصاة كبيرة وكان المهياف أمامه وكان هناك على مد الشوف شجرة كبيرة يحيطها الخضار والهواء يلعب في رأسه من الشمال والجنوب تذكر مسلم محبوبته وتذكر الأيام وتذكر الشجرة التي كان يجلس معها تحتها وأنشد الأبيات التالية:

يقول الوليعي والوليعي مسلم

من دامت أيام الصبا له دام

لو إن عجات الصبا بجبرنه

كما يجبر الجابر كسير عظام

إلى قوله:

رقيت في رضوى ورضوى منيفه

وأخيل في عيني جنوب وشام

أخيل بعيني طلحة ناعمية

سلام بادار الحبيب سلام

أنا جيتكم من راس رضوى عشيه

كما شن غرب باد منه وذام

وبعد أن أتم الأبيات سقط ميتاً وتدحرج من أعلى قمة رضوى حتى أخره نزل أخوه إلى آخر المهياف وحصله ميتاً وكان جسده ممزقاً فأقسم أخوه أن يعرف من قتله وعندما حملوه لدفنه قام أخوه وقص قرونه لأنه كان له قرون طويلة وبعد أن دفنه أخذ القرون وعباءته وذهب لتلك الديار وهو ينشد عن العرب الذين كان مسلم يعمل عندهم ووضع عباءة مسلم على جنب الذلول والقرون ربطها على القربة وعندما وصل إلى منازل القبيلة وقف على العد وكل من جاءت تروي عطاها القربة تروي له فإذا ملأتها ولم تقل شيئاً أخذها ونثر ماها إلى أن أتت فتاة وأول ما شافات العباءة على الذلول هرعت إليها فباشرها بمد القربة إليها فرأت القرون فقالت: يا ولد أسألك بالله العظيم ربك اللي خلقك وأذرى نسمك وين راعي هالقرون والعباءة؟

فقال والله ما جيتك إلا دافنه فيقال بعد سماعها رد أخو مسلم صعقت الفتاة وماتت في مكانها فأنشد وهو في بداية عشق مع إحدى فتيات القبائل المجاورة لهم قائلاً:

والله فلا ألوم الوليعي ولو طاح

من رأس رضوى والعوض به عباته

مير اعذروني عند هبات الأرياح

لأذب عمري ثم أسوي سواته

 

اشهر قصة حب عرفها التاريخ

– باريس وهيلين:

ذكرت قصة هيلين من طروادة وحرب طروادة في الألياذة للكاتب اليوناني الشهير هوميروس، وهي قصة امتزج فيها الواقع بالأسطورة. وتعتبر هيلين واحدة من أجمل الشخصيات النسائية في ذلك الوقت، لقد كانت متزوجة من ملك إسبارطة مينيلوس، ووقع باريس ابن ملك طروادة في حبها وخطفها وعاد بها إلى طروادة، فجمع اليونانيون جيشاً جراراً لاستعادة هيلين وتم تدمير طروادة، و أعيدت هيلين سالمة الى إسبارطة حيث عاشت بسعادة مع مينيلوس بقية حياتها.

– كليوباترا ومارك انطونيو:

تعتبر قصة حبهما هي أشهر قصة حب ذكرها التاريخ، وجسدها الكاتب الإنجليزي شكسبير في مسرحية مأساوية بعنوان “انطونيو وكليوباترا”، فقد وقعا في الحب من أول نظرة، لكن علاقتهما أثارت غضب الرومان، بسبب خشيتهم من أن تزيد قوة مصر مع وجود هذه العلاقة، حيث كان أنطونيو قائد الرومان، لكن رغم كل التهديدات، تزوجا وحين جاء يوم كان انطونيو يخوض فيه حرباً، فتلقى إشاعات كاذبة بأن كليوباترا ماتت، فانتحر بسيفه، وعندما عرفت كليوباترا حزنت، ولم تحتمل فانتحرت هي الأخرى بالسم.

– الملكة فكتوريا والأمير ألبرت:

لم يكن الأمير ألبرت يحظى بشعبية كبيرة، حين تزوج الملكة فكتوريا في البداية، ثم بدأ الناس يعجبون بصدقه ودماثة خلقه، وإخلاصه للعائلة الحاكمة.. كانت فكتوريا تحب زوجها حباً جماً، وتعتمد على نصيحته في الكثير من شؤون الحكم، وانجبت منه تسعة أبناء، وحين توفي ألبرت، أصيبت فكتوريا بإحباط وحزن عميق، ولم تظهر على العامة لمدة ثلاث سنوات، وظلت على حدادها عليه 40 عاماً حتى توفيت.

 

مجانين الحب في التاريخ

  1.   المرقش الأكبر .. مجنون أسماء
  2.   يزيد بن الطثرية.. عاشق اليمامة
  3.   المخبَّل وميْلاء
  4.  عبد الله بن العجلان.. عاشق زوجته
  5.  مُرَّة بن عبد الله ومعشوقته ليلى
  6. عروة بن حِزام.. عاشق عفراء

 

السابق
فوائد الأناناس الصحية
التالي
اضرار المخدرات

اترك تعليقاً