ديني

كيفية أداء صلاة الجماعة

كيفية صلاة الجماعة خلف الإمام

حكم الصّلاة وراء الإمام (الجماعة) اختلف الفقهاء في حكم الصّلاة وراء الإمام، وذلك على النّحو الآتي:

  • ذهب الحنفيّة والشافعيّة في قولٍ إلى أنّ صلاة الجماعة واجبةٌ على كل مُسلمٍ ذكرٍ بالغٍ عاقلٍ قادر واستدلّوا بعدّة أدّلة، منها أنّه رُوِيَ عن النّبي – عليه الصّلاة والسّلام – قوله: (لقد هممتُ أن آمرَ رجلًا يُصلِّي بالناسِ. ثم أخالفُ إلى رجالٍ يتخلَّفون عنها. فآمرُ بهم فيَحرِقوا عليهم، بحِزَمِ الحَطبِ، بيوتَهم. ولو علِم أحدُهم أنه يجدُ عظمًا سمينًا لشهِدَها – يعني صلاةَ العشاءِ) ومثل هذا الوعيد لا يلحق إلا بتارك الصّلاة فدلَّ على وجوبها، واستدلّوا كذلك بأنّ الأمّة من عهد رسول الله – عليه الصّلاة والسّلام – إلى هذا اليوم قد واظبت على صلاة الجماعة وعلى النكّير على تاركها، ومواظبة الأمّة عليها بهذا الوجه دليلٌ على وجوبها.
  • ذهب الشافعيّة في الرّاجح عندهم والصّحيح عند الحنفيّة والمالكيّة إلى أنّ صلاة الجماعة سنَّةٌ مُؤكّدة، واستدلّوا بقوله عليه الصّلاة والسّلام: (صلاةُ الجماعةِ تَفضُلُ صلاةَ الفَذِّ بسبعٍ وعشرين دَرَجَةً)فلو أنّها واجبةٌ لما قارن بينها وبين صلاة المُفرد، بل لذكر فرضيّتها وعدم جواز صلاة المفرد إلا في حالاتٍ استثنائيّة.
  • ذهب الشافعيّة في قولٍ والحنابلة في الرّاجح عندهم أنّ صلاة الجماعة فرضٌ كفايةٌ؛ إن أقامتها جماعةٌ من المسلمين سقطت فرضيتها عن باقي الأمة، فإن اتّفق أهل بلد على تركها قوتلوا عليها، وأقل الجماعة اثنان.
  • ذهب الظاهريّة إلى أنّ صلاة الجماعة فرضٌ على كلّ مسلمٍ ذكرٍ قادر بالغ، وأنّه إن سمع الأذان وجب عليه أن يُلبّي، فإن تعّمد ترك صلاة الجماعة بغير عذر بَطُلَت صلاته، فإن كان لا يسمع الأذان فيجب عليه أن يُصلّي في جماعةٍ مع واحد أو أكثر، فإن لم يفعل فلا صلاة له إلا ألّا يجد أحداً يُصلّيها معه فيجوز له حينها الصّلاة مُنفرداً، أمّا من له عذر فيجوز له التخلّف عن الجماعة.

كيفية صلاة الجماعة لشخصين

اتّفق العلماء على أنّ أقلّ عدد لصلاة الجماعة اثنان؛ ما يعني أنّ صلاة الجماعة تنعقد وتُقبل بشخصين فقط؛ إمام ومأموم، رجل وامرأة، أو رجلان أو امرأتان، ودليل ذلك ما رواه مالك بن الحويرث رضي الله عنه، حيث قال: (أتيتُ النبيَّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- أنا وصاحبٌ لي، فلمّا أردْنا الإقفالَ من عندِه قال لنا: إذا حضرتِ الصلاةُ فأَذِّنا، ثمّ أَقيما ولْيؤمَّكما أكبرُكما) أمّا كيفيّة الوقوف للصّلاة الثّنائيّة؛ فلو كان يصلّي مع الإمام رجل واحد أو صبيّ عاقل، فالإمام يقف على يساره والمأموم يقف عن يمين الإمام، وشاهد ذلك ما رواه عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: (قام فصلَّى فجئتُ فقمتُ إلى جنبِه، فقمتُ عن يسارِه، قال: فأخذني فأقامني عن يمينِه) وهذا الأصل في صلاة الإمام معه آخر، وإن وقف المأموم على يسار الإمام أو رجع فوقف خلفه جاز ذلك مع الكراهة عند جمهور الفقهاء خلافاً للحنابلة الذين ذهبوا إلى بطلان الصّلاة في تلك الحالة، وأمّا إن كانت المأمومة إمرأةً فإنّها تقف خلف الإمام إن كان الإمام رجلاً، وإن كانت الإمام امرأةً تؤم امرأةً أخرى أو جماعةً من النّساء عند من يرى جواز صلاة الجماعة للمرأة؛ فإنّهنّ يقفن صفّاً واحداً.

كيفية صلاة الجماعة في البيت مع الزوجة

شروط صلاة الجماعة

شروط صلاة الجماعة بعد الحديث عن الصلاة عمومًا، وفضل صلاة الجماعة خصوصًا، لا بدّ من بيان شروط صلاة الجماعة، فمن المعروف أنّ لصحة الصّلاة شروطًا لا بدّ من اتّباعها، من وضوءٍ وطهارةٍ واستقبال للقبلة وما إلى ذلك، ولصلاة الجماعة الشروط نفسها مع بعض الإضافات، وسيتناول المقال تلك الشروط، فمن شروط صلاة الجماعة ما يأتي:

  • أن يكون عدد المصلين اثنين فأكثر لتصحّ صلاة الجماعة، وورد في ذلك أحاديث نبويّةٌ كثيرة، ومن أمثلة ذلك ما ورد عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “أنَّ رَجُلًا دخَلَ المَسجِدَ، وقد صلَّى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بأصْحابِه، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: مَن يَتَصدَّقُ على هذا فيُصلِّيَ معه؟ فقام رَجُلٌ من القَومِ، فصلَّى معه” وذلك دليلٌ أيضًا على أهميّة صلاة الجماعة، فجعلها بمثابة صدقةٍ يتصدّق المرء بها على أخيه المسلم، لينال أجر الجماعة.
  • أن يكون الإمام قادرًا على قراءة ما يتوجّب قراءته في الصلاة؛ كالفاتحة مثلًا، فلا تصحّ الصلاة من دونها، فمن الضروريّ أن يكون الإمام متقنًا لها، وأن لا يضع حرفًا بدلًا من حرفٍ آخر، فإن كان لعلّةٍ في نطقه -وهذا خارجٌ عن استطاعته- صحّت صلاته لنفسه ولمَن هم مثله؛ وذلك لقوله تعالى: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} وإن كان بإمكانه تجاوز هذا الإبدال أو اللحن ولم يفعل، فلا صحّة لصلاته لا لنفسه ولا لغيره.
  • أنْ يكون إمام الذكور المصلين رجلًا، فلا تصحّ إمامة الأنثى للذكور ولا للصبْية المميّزين، وأمّا إمامةُ الأنثى لجماعة النساء فتصحّ على الرّاجح؛ لِما ورد من أنّ السيدة عائشة -رضي الله عنها- كانت تؤمُّ النساء في صلاتهم.

كيفية الوقوف في صلاة الجماعة

السابق
ما صلاة البردين
التالي
طريقة خضار صيني

اترك تعليقاً