ديني

كيف نبني بيتا في الجنة

كيف تبني لنفسك بيتا في الجنة

1- الاجتهاد في النوافل، والإكثار منها، ودليل ذلك قول النبي – صلّى الله عليه وسلّم-: «مَن صلَّى في يومٍ وليلةٍ ثِنْتَيْ عَشْرةَ ركعةٍ، بَنَي له بيتٌ في الجنَّةِ: أرْبَعاً قبلَ الظُّهرِ، وركعتيْنِ بعدَها، وركعتيْنِ بعدَ المغرِبِ، وركعتَيْنِ بعدَ العِشاءِ، وركعتيْنِ قبلَ الفَجرِ صلاةِ الغَداةِ ».

2-الصبر والحمد عند الابتلاء بوفاة الولد، فقد بشّر النبي -صلّى الله عليه وسلّم- بأنّه من توفّي له ولدٌ، فصبر واسترجع، بني له بيتٌ في الجنة، حيث قال: «إذا مات ولدُ العبدِ المؤمنِ، قال اللهُ للملائكةِ: قبَضْتُم ولَد عبدي؟ قالوا: نَعم، قال: قبَضْتُم ثمرةَ فؤادِه؟ قالوا: نَعم، قال: فما قال؟ قالوا: استرجَع وحمِدك، قال: ابنوا له بيتاً في الجنَّةِ، وسمُّوه بيتَ الحمدِ».

3- بناء المساجد لوجه الله، ودليل ذلك قول النبي – صلّى الله عليه وسلّم-: «من بنى مسجداً للهِ، بنى اللهُ له في الجنةِ مثلَه، وفي روايةٍ: بنى اللهُ له بيتاً في الجنةِ».

4- ترْك المراء، والكذب، والاجتهاد والسعي في حُسن الخلق، فإنّ النبي -صلّى الله عليه وسلّم- اختصّ تلك الأمورعمّن سواها ببناء البيوت في الجنّة، حيث قال: «أَنا زعيمٌ ببيتٍ في ربَضِ الجنَّةِ، لمن ترَكَ المراءَ، وإن كانَ محقّاً، وببيتٍ في وسطِ الجنَّةِ، لمن ترَكَ الكذبَ، وإن كانَ مازحاً، وببيتٍ في أعلى الجنَّةِ، لمن حسَّنَ خلقَهُ».

5- الدعوة إلى الله تعالى، وإيصال أحد أفضال الإسلام إلى الناس، فإن أتى مسلم عملاً حسناً، فبُني له بسببه بيتٌ في الجنّة، كان لمن دلّ على ذلك الخير كأجره، فإنّ النبي -صلّى الله عليه وسلّم- يقول: «الدالُ على الخيرِ كفاعلِه».

ما هو الذكر لبناء بيت في الجنة

بناء قصر في الجنّة

لقد ذكر النبي -صلّى الله عليه وسلّم- الأجر الذي يلقاه الذاكر في جنته يوم الخلود، وفيما يأتي ذكرٌ لجانبٍ من أجور الذكر الواردة في الأحاديث النبوية الشريفة، ذكر النبي -صلّى الله عليه وسلّم- بعض الأعمال الصالحة وأجورها، مبشّراً ومرغّباً المسلمين بالإكثار منها؛ ليفرحوا بها حين يرون فضلها يوم القيامة، ومن الأجور التي وردت في الأحاديث النبوية؛ تشييد القصورٍ في الجنة، ولقد ذكر النبي -صلّى الله عليه وسلّم- طريقين لبناء قصرٍ في الجنة، وهما في قول النبي صلّى الله عليه وسلّم: (من قرأ قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ حتى يختمَها عشرَ مراتٍ، بنى اللهُ له قصراً في الجنَّةِ، ومن قرأها عشرين مرةً، بني له قصرانِ، ومن قرأها ثلاثينَ مرَّةً، بُنِيَ له ثلاثٌ)، وممّا دلّ على ذلك أيضاً قول النبي صلّى الله عليه وسلّم: (مَن صلَّى الضُّحَى ثِنْتَيْ عشرَةَ ركعةً، بَنَى اللهُ له قصراً في الجنةِ من ذَهَبٍ)، ولا شك أنّ القصور في الجنة، ليست كالقصور التي اعتاد المرء رؤيتها في الدنيا؛ ففي الجنة تكون الغرف شفافةً، مرتفعةً، يُرى باطنها من ظاهرها، والبناء فيها لبنةً من فضةٍ، ولبنةً من ذهبٍ، وطلاؤها من المسك، وفيها الفُرش وثيرةٌ، وناعمةٌ كالحرير، ويتمتّع ساكنوها بالأمن والطمأنينة، والسرور على الدوام بإذن ربّهم.

خطبة عن بيت في الجنة

المرأة التي بنى الله لها بيتا في الجنة

آسيا إمرأة فرعون لم تَغُرَّها مفاتنُ الدنيا، وطلبت النجاة من فرعون وظلمه وقومه ..

كانت امرأة فرعون إحدى الأمثلة البارزة التي ضربها الله سبحانه وتعالى للمؤمنين، لتكون نموذجًا يحتذى وقدوة تُتَّبَع، وكانت إحدى سيدات نساء العالمين، مع السيدة مريم والسيدة خديجة والسيدة فاطمة عليهنَّ جميعًا سلام الله ورضوانه.

لقد كانت زوجة فرعون، امرأة منعمة مرفهة، تعيش في ظل أعظم حكَّام الأرض وأقواهم، هذا الحاكم الذي بلغ جبروته وطغيانه أن ادَّعَى الألوهية، ومع ذلك لم تغرَّها هذه الحياة المنعَّمة، وإنما فضلت رضا الله سبحانه وتعالى على كل مُتع الدنيا وزخارفها، فآمنت بسيدنا موسى عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام، وحين علم فرعون بإيمانها طلب منها أن ترجع، فرفضت، ولم ترجع عن إيمانها، فوتَّدَها بأربعة أوتاد في يديها ورجليها، وربطها وجعل على صدرها حجر الرحى، وجعلها في الشمس.

فأراها الله تعالى بيتها في الجنة، ونسيت ما هي فيه من العذاب، وضحكت، فقالوا عند ذلك: “هي مجنونة تضحك، وهي في العذاب”، وروي عن سلمان الفارسي أنها كانت تُعذَّبُ في الشمس، فإذا ذرت، أي: طلعت الشمس وارتفعت، أظلتها الملائكة بأجنحتها، وأُرِيَتْ مقعدَها من الجنة. وفي رواية أخرى أنه أرسل إليها، فقال: انظروا أعظم صخرة تجدونها، فإن مضت على قولها فألقوها عليها، وإن رجعت عن قولها فهي امرأته؛ فلما أتوها رفعت بصرها إلى السماء، فأبصرت بيتها في السماء، فمضت على قولها، فانتزع الله روحها، وألقيت الصخرة على جسد ليس فيه روح.

وعن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: «حَسْبُكَ مِنْ نِسَاءِ العَالَمِينَ: مَرْيَمُ ابْنَةُ عِمْرَانَ، وَخَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ، وَآسِيَا امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ» رواه الترمذي.

لقد خلَّد الله سبحانه وتعالى قصَّة امرأة فرعون بذكرها في القرآن الكريم؛ فقال تعالى: ﴿وَضَرَبَ اللهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ﴾ [التحريم: 11].
فقد كانت امرأة فرعون نموذجًا لجميع المؤمنين، رجالهم ونسائهم، فإنه لم يضرها كفر فرعون على ما كان فيه من طغيان وتجبر، ولم تَغُرَّها مفاتنُ الدنيا، وكانت ملك يديها تتذوق حلاوتها، ومع ذلك طلبت النجاة من فرعون وظلمه وقومه، اختارت طريق الحق برغم تكلفته الجسيمة، حيث نالت عذابًا شديدًا مِن فرعون، ولكنها كانت تنظر إلى ما هو أبعد من هذه المحنة المؤقتة، كانت تنظر إلى رضا الله سبحانه وتعالى، فمنحها الحياة الأبدية الهانئة، ورزقها الله تعالى بيتًا في الجنة تتنعم فيه، وأذاق زوجها حياة العذاب الأبدية، جزاء كفره وطغيانه.

كيف تزرع شجرة في الجنة

غراس الجنّة

وردت لفظة غراس الجنة في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: (ألَا أدُلُّكَ على غِراسٍ، هو خيرٌ مِنْ هذا؟ تقولُ: سبحانَ اللهِ، والحمدُ للهِ، ولا إلهَ إلَّا اللهُ، واللهُ أكبرُ، يُغْرَسُ لكَ بِكُلِّ كَلِمَةٍ منها شجرةٌ في الجنةِ)،والغراس لغة هو كل ما يغرس من النخل أو الشجر، وهي جمع غرس، إذاً فغراس الجنّة كما ورد في الحديث الشريف هي: سبحانَ اللهِ، والحمدُ لله، ولا إلهَ إلَّا اللهُ، واللهُ أكبرُ، وهذه الكلمات الأربع هي إحدى العبادات القولية السهلة واليسيرة، حيث يستطيع المسلم قولها في كل وقت وحين، وهي أذكار عظيمة وجليلة، ويسيرة على من وفقه الله إليها ويسرّها عليه، ويتحصّل بقولها للمسلم في الجنة الكثير الكثير من غراس الجنة من الشجر والنخل.

بيوت الجنة

السابق
ما علامات القلب السليم
التالي
فوائد عسل النحل والقرفة في علاج ارتفاع ضغط الدم

اترك تعليقاً