ديني

ماذا رأى الرسول في رحلة المعراج

مشاهد رحلة الإسراء والمعراج

هناك بعض المشاهد التي رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم في رحلة الإسراء والمعراج لكن لم يَرِدْ على وجه التحديد موضع رؤية هذه المشاهد؛ فقد تكون أثناء إسرائه من مكة إلى بيت المقدس، أو أثناء معراجه من الأرض إلى السماء، أو أثناء زيارته للسموات المختلفة، أو أثناء رحلته في الجنة، أو أثناء عودته من السماء إلى بيت المقدس أو مكة؛ إنها مشاهد ثابتة في الأحاديث الصحيحة؛ لكن لم نتحقَّق من توقيت حدوثها في الرحلة؛ ومن ثَمَّ أثبتناها هنا جميعًا.

رائحة ماشطة ابنة فرعون

من هذه المشاهد مروره صلى الله عليه وسلم على رائحة ماشطة ابنة فرعون!
روى أحمد -بإسناد صحيح- عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لَمَّا كَانَتِ اللَّيْلَةُ الَّتِي أُسْرِيَ بِي فِيهَا، أَتَتْ عَلَيَّ رَائِحَةٌ طَيِّبَةٌ، فَقُلْتُ: يَا جِبْرِيلُ، مَا هَذِهِ الرَّائِحَةُ الطَّيِّبَةُ؟ فَقَالَ: هَذِهِ رَائِحَةُ مَاشِطَةِ ابْنَةِ فِرْعَوْنَ وَأَوْلادِهَا”. قَالَ: “قُلْتُ: وَمَا شَأْنُهَا؟ قَالَ: بَيْنَا هِيَ تُمَشِّطُ ابْنَةَ فِرْعَوْنَ ذَاتَ يَوْمٍ؛ إِذْ سَقَطَتِ الْمِدْرَى مِنْ يَدَيْهَا، فَقَالَتْ: بِسْمِ اللهِ. فَقَالَتْ لَهَا ابْنَةُ فِرْعَوْنَ: أَبِي؟ قَالَتْ: لاَ، وَلَكِنْ رَبِّي وَرَبُّ أَبِيكِ اللهُ. قَالَتْ: أُخْبِرُهُ بِذَلِكَ. قَالَتْ: نَعَمْ. فَأَخْبَرَتْهُ فَدَعَاهَا، فَقَالَ: يَا فُلانَةُ، وَإِنَّ لَكِ رَبًّا غَيْرِي؟ قَالَتْ: نَعَمْ، رَبِّي وَرَبُّكَ اللهُ. فَأَمَرَ بِبَقَرَةٍ مِنْ نُحَاسٍ فَأُحْمِيَتْ، ثُمَّ أَمَرَ بِهَا أَنْ تُلْقَى هِيَ وَأَوْلادُهَا فِيهَا، قَالَتْ لَهُ: إِنَّ لِي إِلَيْكَ حَاجَةً. قَالَ: وَمَا حَاجَتُكِ؟ قَالَتْ: أُحِبُّ أَنْ تَجْمَعَ عِظَامِي وَعِظَامَ وَلَدِي فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ، وَتَدْفِنَنَا. قَالَ: ذَلِكَ لَكِ عَلَيْنَا مِنَ الحَقِّ”. قَالَ: “فَأَمَرَ بِأَوْلادِهَا فَأُلْقُوا بَيْنَ يَدَيْهَا، وَاحِدًا وَاحِدًا، إِلَى أَنِ انْتَهَى ذَلِكَ إِلَى صَبِيٍّ لَهَا مُرْضَعٍ، كَأَنَّهَا تَقَاعَسَتْ مِنْ أَجْلِهِ، قَالَ: يَا أُمَّهْ، اقْتَحِمِي، فَإِنَّ عَذَابَ الدُّنْيَا أَهْوَنُ مِنْ عَذَابِ الآخِرَةِ. فَاقْتَحَمَتْ” [1].

فهذا تخليد عجيب لذكرى امرأة بسيطة كانت تعمل خادمة في قصر فرعون؛ زعيم البلاد وملكها؛ ليخبرنا الله تعالى أن المجد الحقيقي هو مجد الآخرة؛ فهذه امرأة قد بلغت الدرجات العلا، حتى وصل الأمر إلى أن يختارها الله سبحانه لتكون برائحتها الطيبة إحدى محطات تكريم خير الخلق صلى الله عليه وسلم؛ بينما كان مصير مَلِك البلاد فرعون ما نعرفه جميعًا من سوء العذاب.

صورة مهيبة لجبريل عليه السلام

ومشهد آخر -لعلَّه كان في السماء- يُبْرِز جبريل عليه السلام في صورة تبعث خشية الله ورهبته في القلوب. روى جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “مَرَرْتُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي بِالْمَلأِ الأَعْلَى وَجِبْرِيلُ كَالْحِلْسِ الْبَالِي مِنْ خَشْيَةِ اللهِ” [2].

والحِلْسُ كساء رقيق يلي ظهر البعير، والبالي هو الكساء الذي بَلِيَ من كثرة الاستعمال، وهذه صورة خشية كبيرة من الله تعالى، مع أنه -وكذا كل الملائكة- بلا ذنوب ولا خطايا، فكأن الغرض من رؤية هذا المشهد هو تذكير العباد بدرجة الخشية التي ينبغي أن يكونوا عليها.

وصية عجيبة من الملائكة

أما المشهد الأخير من هذه المشاهد فقد يكون أثناء الصعود إلى السماء، وفيه أوصت الملائكة رسولنا صلى الله عليه وسلم وصية عجيبة!
قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: “حَدَّثَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ لَيْلَةِ أُسْرِيَ بِهِ أَنَّهُ لَمْ يَمُرَّ عَلَى مَلإٍ مِنَ المَلاَئِكَةِ إِلاَّ أَمَرُوهُ أَنْ مُرْ أُمَّتَكَ بِالحِجَامَةِ” [3].

وقال عكرمة رحمه الله: كَانَ لاِبْنِ عَبَّاسٍ، غِلْمَةٌ ثَلاَثَةٌ حَجَّامُونَ “فَكَانَ اثْنَانِ مِنْهُمْ يُغِلاَّنِ [4] عَلَيْهِ وَعَلَى أَهْلِهِ وَوَاحِدٌ يَحْجُمُهُ وَيَحْجُمُ أَهْلَهُ” قَالَ: وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: قَالَ نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم: “نِعْمَ العَبْدُ الحَجَّامُ، يُذْهِبُ الدَّمَ، وَيُخِفُّ الصُّلْبَ [5]، وَيَجْلُو [6] عَنِ البَصَرِ” وَقَالَ: “إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى لله عليه وسلم حِينَ عُرِجَ بِهِ مَا مَرَّ عَلَى مَلإٍ مِنَ المَلاَئِكَةِ إِلاَّ قَالُوا: عَلَيْكَ بِالحِجَامَةِ”. وَقَالَ: “إِنَّ خَيْرَ مَا تَحْتَجِمُونَ فِيهِ يَوْمَ سَبْعَ عَشْرَةَ وَيَوْمَ تِسْعَ عَشْرَةَ وَيَوْمَ إِحْدَى وَعِشْرِينَ”. وَقَالَ: “إِنَّ خَيْرَ مَا تَدَاوَيْتُمْ بِهِ السَّعُوطُ [7] وَاللَّدُودُ [8] وَالحِجَامَةُ وَالمَشِيُّ [9]”[10].

ووجه العجب في الأمر أن الملائكة تُوصي هذه الوصية الجماعية المتكرِّرة بأمر يظنُّ الناس أنه لا يُفْعَل إلا في ظروف محدودة؛ بل قد يعيش المسلم عشرات السنين دون أن يفعله، ولو مرَّة واحدة؛ بل قد يتفاقم الأمر مع البعض فيعتبره من الطب القديم؛ الذي صار بلا نفع ولا جدوى مع تقدُّم الطب في زماننا.

إن هذه الوصية الملائكية تُثبت بما لا يدع مجالاً للشكِّ أن علمنا ما زال محدودًا، وأن ارتباط معظمنا بالسُّنَّة ما زال ضعيفًا، وأننا نحتاج أن نعيد تقييم الأشياء وفق رؤية رسول الله صلى الله عليه وسلم ونظرته، وما أجدر الأطباء -بل كل المسلمين- أن يقفوا متدبِّرين أمام هذه الوصية، وأمام أمثالها في السُّنَّة المطهَّرة.

رحلة الإسراء والمعراج بالتفصيل الممل

مقدمة بحث عن رحلة الإسراء والمعراج

الإسراء والمعراج هي احدي المعجزات الربانية التي اخصها الله سبحانه وتعالى بحبيبه ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم وذكر الله تعالى في آياته الكريمة وقال تعالى “سبحان من اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير” صدق الله العظيم وهنا سوف نتحدث معكم عن رحلة الإسراء والمعراج بالتفصيل كما وردت في القران والسنة النبوية.

مسار رحلة الإسراء والمعراج

ونتحدث في هذه الفقرة عن مسار الإسراء والمعراج منذ خروج النبي صلى الله عليه وسلم حتى عودته من الرحلة كاملة وهي كالآتي:

  • أراد الله سبحانه وتعالى أن يخفف الضيق عن صدر حبيه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بعد أن ضاق به الحال ورفض أهل الطائف استجابتهم للدعوة فقام بإرسال سيدنا جبريل عليه السلام ومعه براق ويقال أن البراق كان حصان له أجنحة والله اعلم.
  • وركب الرسول صلى الله عليه وسلم خلف جبريل عليه السلام على البراق حتى أسرى بهم إلى المسجد الأقصى في فلسطين وتم بربط البراق في حلقة بحائط بجانب المسجد الأقصى وسمي هذا الحائط حتى الآن بحائط البراق.
  • وبعدها التقى سيدنا محمد في داخل المسجد بجميع الأنبياء بداية بسيدنا ادم عليه السلام انتهاء بسيدنا عيسى عليه السلام وكان الرسول صلى الله عليه وسلم هو إمامهم في الصلاة وبعد الانتهاء من الصلاة خرج النبي صلى الله عليه وسلم في تكملة الرحلة مع سيدنا جبريل عليه السلام.
  • وبعدها عرج جبريل عليه السلام بالرسول إلى السماء وعند كل طبقة من طبقات السموات السبع قابل الرسول ثانية نبي من أنبياء الله وكان الغرض من إعراج النبي إلى السموات السبع حتى يصل إلى سدرة المنتهى أن الرسول لا يحزن عن عدم استجابة دعوة الله من قبل الكفار وأراد الله سبحانه وتعالى أن يريه ما هو حال الكفار في جهنم وما هو حال المؤمنون في الجنة.

قصة إعراج النبي إلى السموات السبع

  • عندما أراد الله سبحانه وتعالى التخفيف عن عبده محمد صلى الله عليه وسلم فأنه سبحانه وتعالى أمر سيدنا جبريل بان يأخذه في رحلة لتخفيف عن حزنه.
  • الصعود إلى السماء الأولى التقى الرسول صلى الله عليه وسلم بنبي الله ادم عليه والسلام وسلم عليه ورأى عن يمينه أرواح الشهداء ورأى عن شماله أرواح الأشقياء والعياذ بالله.
  • ثم صعد السماء الثانية ووجد فيها سيدنا عيسى عليه السلام ومعه سيدنا يحيي بن ذكريا والقي عليهم السلام.
  • وفي السماء الثالثة رأى سيدنا يوسف عليه السلام .
  • وفي السموات الرابعة التقى بسيدنا إدريس عليه السلام.
  • وفي السماء الخامسة التقى الرسول صلى الله عليه وسلم بسيدنا هارون عليه السلام.
  • وفي السماء السادسة التقى عليه الصلاة والسلام بسيدنا موسى كليم الله عليه السلام.
  • أما عند صعوده للسماء السابعة التقى بخليل الله سيدنا إبراهيم عليه السلام.
  • وبعدها وصل إلى سدرة المنتهى وظهر سيدنا جبريل للنبي بصورته الحقيقية وهنا تم فرض الصلوات الخمس على أمة محمد صلى الله عليه وسلم وتم تخفيف فروض الصلاة من خمسين فرض في اليوم حتى أن خففت لتكون خمسة فقط.
  • فعندما فرض الله خمسون فرض من الصلاة على أمة محمد ونزل محمد فالتقى بموسى وقال له عما فرض الله عليه من الصلوات فقال له كلم الله ارجع وأسال الله أن يخففها فعاد وكانت أربعون ونزل محمد وقال لموسى فقال ارجع وأسال الله التخفيف فأخذ سيدنا محمد يرجع اكثر من مرة حتى وصلت إلى خمس صلوات فساله موسى كم كانت قال محمد أنها خمسة قال له ارجع وأسال الله التخفيف قال صلى الله عليه وسلم إني استحي من الله وهكذا فرضت الصلوات الخمس حتى تقوم الساعة.

تعريف الإسراء والمعراج

وهنا نتعرف على ما هو المقصود بالإسراء وما هو المقصود بالمعراج فنتعرف على ذلك فيما يلي:

  • الإسراء في اللغة بمعنى اسري أو مسري أي السير ليلا وتعني اصطلاحًا هو سير النبي صلى الله عليه وسلم مع سيدنا جبريل من المسجد الحرام إلى أن وصل إلى المسجد الأقصى على البراق وهو جاء به سيدنا جبريل من السماء لتفوق سرعته سرعة الخيل العادي في الدنيا، لأنه اختلف الكفار في هذا الوقت كيف للرسول أن يقوم بالسير من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى في ليلة واحدة وبضع ساعات فقط وهنا هي المعجزة الإلهية.
  • المعراج في اللغة هو الصعود وهو أن الإنسان يعرج السلم أي يصعد السلم وفي مصطلح كلمة المعراج هو ما يدل على الرحلة التي قام بها سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام بصحبة سيدنا جبريل عليه السلام حتى صعد إلى السموات السبع والتقى بالأنبياء في خلال الصعود حتى وصل عند سدرة المنتهى.

قصة الإسراء والمعراج عذاب الرجال

وصف أهل النار في الإسراء والمعراج

مشاهد من النار في الإسراء والمعراج

حتى تتعادل الصورة في رحلة الإسراء والمعراج كان لا بُدَّ لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن يرى بعض المشاهد من النار؛ لتكتمل بذلك له رؤية العالم الغيبي ودار الجزاء بشقَّيْهَا: الجنة والنار؛ ولكن من المؤكَّد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يدخل النار ليتعرَّف عليها كما فعل في الجنة، إنما هي فقط الرؤية والنظر من بعيد، أو لعلَّها مشاهد تجسيمية رآها رسول الله صلى لله عليه وسلم وهو في مكان آخر بعيد تمامًا عن حرِّ النار وسمومها.

مشاهد من النار!

سياق بعض الأحاديث يُوحي أن رؤية هذه المشاهد المؤلمة من مشاهد النار كان بعد دخول الجنة؛ حيث جاء ذلك في الرواية نفسها التي ذكرت أمر بلال بن رباح رضي الله عنه، ثم ذكرت اجتماع النبي مع ثلاثة من الأنبياء عليهم السلام، فإنها ذكرت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم -بعد لقاء موسى وعيسى وإبراهيم عليهم السلام- نظر في النار!

قال ابن عباس رضي الله عنهما: “فَنَظَرَ فِي النَّارِ فَإِذَا قَوْمٌ يَأْكُلُونَ الْجِيَفَ، قَالَ: مَنْ هَؤُلاَءِ يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: هَؤُلاَءِ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ لُحُومَ النَّاسِ. وَرَأَى رَجُلاً أَحْمَرَ أَزْرَقَ جَعْدًا شَعِثًا إِذَا رَأَيْتَهُ، قَالَ: مَنْ هَذَا يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: هَذَا عَاقِرُ النَّاقَةِ”[1].

وفي مشهد آخر رأى عذابًا آخر للعصاة أنفسهم، وهم الذين يقعون في أعراض الناس؛ روى أبو داود -وصحَّحه الألباني- عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لَمَّا عُرِجَ بِي مَرَرْتُ بِقَوْمٍ لَهُمْ أَظْفَارٌ مِنْ نُحَاسٍ يَخْمُشُونَ[2] وُجُوهَهُمْ وَصُدُورَهُمْ، فَقُلْتُ: مَنْ هَؤُلاَءِ يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: هَؤُلاَءِ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ لُحُومَ النَّاسِ، وَيَقَعُونَ فِي أَعْرَاضِهِمْ” [3].

كان هذا هو أحد مشاهد النار الشنيعة التي رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يكن هو المشهد الوحيد؛ فقد رأى مشهدًا آخر له وجه علاقةٍ به.

فقد روى ابن حبان -وصحَّحه الألباني- عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “رَأَيْتُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي رِجَالاً تُقْرَضُ شِفَاهُهُمْ بِمَقَارِضَ مِنْ نَارٍ، فَقُلْتُ: مَنْ هَؤُلاَءِ يَا جِبْرِيلُ؟ فَقَالَ: الْخُطَبَاءُ مِنْ أُمَّتِكَ، يَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَيَنْسَوْنَ أَنْفُسَهُمْ، وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ يَعْقِلُونَ” [4].

ووجه العلاقة بين الموقفين أن كليهما من آفات اللسان؛ فالموقف الأول يصف عذاب قومٍ يقعون في الغيبة، والموقف الثاني يصف عذاب خطباء السوء، والإشارة التي وصلت إلينا واضحة؛ وهي أن اللسان هو أكثر ما يُدْخِل العبدَ النارَ، وهو ما ذكره رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك لمعاذ بن جبل رضي الله عنه في حوارهما الإيماني الجميل.

روى الترمذي عن معاذ بن جبل رضي الله عنه، قال: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ، فَأَصْبَحْتُ يَوْمًا قَرِيبًا مِنْهُ وَنَحْنُ نَسِيرُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ أَخْبِرْنِي بِعَمَلٍ يُدْخِلُنِي الجَنَّةَ وَيُبَاعِدُنِي عَنِ النَّارِ. قَالَ: “لَقَدْ سَأَلْتَنِي عَنْ عَظِيمٍ، وَإِنَّهُ لَيَسِيرٌ عَلَى مَنْ يَسَّرَهُ اللهُ عَلَيْهِ، تَعْبُدُ اللهَ وَلاَ تُشْرِكْ بِهِ شَيْئًا، وَتُقِيمُ الصَّلاَةَ، وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ، وَتَصُومُ رَمَضَانَ، وَتَحُجُّ البَيْتَ”. ثُمَّ قَالَ: “أَلاَ أَدُلُّكَ عَلَى أَبْوَابِ الخَيْرِ: الصَّوْمُ جُنَّةٌ، وَالصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الخَطِيئَةَ كَمَا يُطْفِئُ الْمَاءُ النَّارَ، وَصَلاَةُ الرَّجُلِ مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ”. قَالَ: ثُمَّ تَلاَ: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ}، حَتَّى بَلَغَ {يَعْمَلُونَ} [السجدة: 16 – 17]، ثُمَّ قَالَ: “أَلاَ أُخْبِرُكَ بِرَأْسِ الأَمْرِ كُلِّهِ وَعَمُودِهِ، وَذِرْوَةِ سَنَامِهِ؟” قُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: “رَأْسُ الأَمْرِ الإِسْلاَمُ، وَعَمُودُهُ الصَّلاَةُ، وَذِرْوَةُ سَنَامِهِ الجِهَادُ”. ثُمَّ قَالَ: “أَلاَ أُخْبِرُكَ بِمَلاَكِ ذَلِكَ كُلِّهِ؟” قُلْتُ: بَلَى يَا نَبِيَّ اللهِ. فَأَخَذَ بِلِسَانِهِ قَالَ: “كُفَّ عَلَيْكَ هَذَا”. فَقُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللهِ، وَإِنَّا لَمُؤَاخَذُونَ بِمَا نَتَكَلَّمُ بِهِ؟ فَقَالَ: “ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا مُعَاذُ، وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ -أَوْ عَلَى مَنَاخِرِهِمْ- إِلاَّ حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ” [5].

فبعد كل هذه الأعمال الصالحة من صلاة وصيام وصدقة وجهاد.. وغيرها يمكن للسان أن يذهب بكل هذا الخير، ويُورد صاحبه النار!

لهذا كانت هذه المشاهد المفجعة التي رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم في رحلته إلى السماء! ومع هذا فمشاهد النار لم تكن كثيرة، فأحد أهداف الرحلة هو إسعاد رسول الله صلى الله عليه وسلم وتسليته؛ ومن ثَمَّ كان الانتقال بسرعة لمشهد آخر سعيد!

قصة الإسراء والمعراج للاطفال مكتوبة

قصة الاسراء والمعراج للاطفال مكتوبة : –

في السنة العاشرة من البعثة  ، جاء الاختبار الحقيقي لإيمان المسلمين .
حين  أسرى الله بنبيه محمد صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام بمكة إلى المسجد الأقصى بفلسطين .
ومكافأة الله لنبيه بتلك الرحلة ؛ليشاهد فيها ويرى كثيرا من عجائب قدرة الله .
وتهوينًا عليه بعد وفاة زوجته خديجة وعمه وإيذاء قريش له.

ليلة الاسراء والمعراج :

في هذه الليلة  نزل جبريل إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – ومعه البراق ؛ ليركب النبي
وانطلقا معًا حتى وصل إلى بيت المقدس .
وفي هذه المدينة المباركة لقى النبي – صلى الله عليه وسلم –  الأنبياء عليهم السلام .
وصلّى بهم إمامًا في المسجد الأقصى .
وكانت صلاته دليلًا على وحدة الدعوة لجميع الأنبياء وأنه خاتم الأنبياء ورحمة للعالمين ، ومكانته العليا عند الله سبحانه وتعالى .
وكان هذا الاسراء وهو الجزء الأول من الرحلة .

 رحلة المعراج للسموات العليا :

ثم عُرِج بالنبي من بيت المقدس إلى السماء فصعد للسموات السبع .
وفي كل سماء يطلب جبريل الإذن بالدخول ، فيسمح له بترحيب شديد من الملائكة بالنبي صلى الله عليه وسلم .
فقابل في السماوات الأنبياء والمرسلين .

  • في السماء الدنيا قابل أبو البشر سيدنا آدم عليه السلام وتبادلا التحية .
  • وصل الثانية ليتقابل مع سيدنا عيسى ويحيى عليهما السلام .
  • وفي الثالثة التقى بيوسف عليه السلام .
  • وفي الرابعة إدريس عليه السلام ، ثم في الخامسة هارون عليه السلام .
  • والتقى بكليم الله موسى عليه السلام في السادسة .
  • وصل للسابعة ليلتقي بخليل الرحمن وأبو الأنبياء سيدنا إبراهيم عليه السلام .

النبي صلى الله عليه وسلم عند سدرة المنتهى

صعد جبريل عليه السلام بالنبي– صلى الله عليه وسلم – إلى سدرة المنتهى ، وهي شجرةٌ عظيمة  الحجم والقدر.
ومن تحتها تجري الأنهار .
توقف جبريل ، وتقدّم النبي صلى الله عليه وسلم

هنا تشرّف النبي بلقاء الله والوقوف بين يديه ومناجاته ، لينسى كل مامر به من مصاعب وأحزان .
وهناك فَرَض عليه وعلى أمّته خمسين صلاة في اليوم والليلة ثم خففت للصلوات الخمس بأجر خمسين صلاة .

النبي يرى بعضًا من أهل الجنة ، وبعض أهل النار

وقد شاهد النبي – صلى الله عليه وسلم – في هذه الرحلة الجنّة ونعيمها ، ونهر الكوثر الذي أعطاه الله لنبيّه تكريمًا له .

وقف النبي – صلى الله عليه وسلم – على بعض أهل النار وهم يعذبون بسبب الغيبة والنميمة  والكذب .
كما رأى شجرة الزقوم و خازن النار وماشطة فرعون ، ورأى المسيخ الدجال .

العودة إلى مكة

عاد النبي صلى الله عليه وسلم في الليلة نفسها .

وفي الصباح أخبر قومه بماحدث فلم يصدقوه ، ووقفوا ما بين مكذّب ومشكّك ،  وجاءه أفراد من أهل مكّة يسألونه عن وصف بيت المقدس، فوصفه بدقّة بالغة ، حتى تعجب الناس .
ثم قدّم الرسول صلوات الله وسلامه عليه دليلًا آخر على صدقه ، وأخبرهم بشأن القافلة التي رآها في طريق عودته
ووقت عودتها  ، فحدث مثل مااخبرهم ، فزادهم الأمر عجبا وحيرة .

موقف أبو بكر من قول النبي

جاء أحدهم لأبي بكر يخبره قائلا: ياأبا بكر هل علمت أن صاحبك يدّعي أنه ذهب إلى بيت المقدس ، ورجع في الليلة نفسها .
قال : إن كان قال ذلك ، فهو صادق .
ومن هنا سمّي بأبي بكر الصديق .

الدروس المستفادة من قصة الاسراء والمعراج للاطفال مكتوبة

  • دعوة الأنبياء جميعهم دعوة واحدة للإيمان بالله .
  • مكانة النبي صلى الله عليه وسلم فهو خاتم الأنبياء وإمام المرسلين .
  • مكانة المسجد الحرام والمسجد الأقصى عند المسلمين .
  • فضل الصلاة وأهميتها في علاقة المؤمن بربه .
  • جاءت رحلة الاسراء والمعراج لاختبار صفوف المؤمنين .
  • مكانة وتصديق النبي عند أبي بكر .
  • قدرة الله سبحانه وتعالى تفوق حسابات العقل البشري
  • جاءت مناسبة الاسراء والمعراج كرحلة ومكافأة للنبي لتهون عليه الصعاب .
السابق
مقال عن هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم
التالي
عدد الغزوات التي قادها الرسول

اترك تعليقاً