ديني

ما الفرق بين التوبة والاستغفار

فوائد التوبة والاستغفار

شرع الله التوبة والاستغفار في كل وقت وأكَّد عليها، ورغَّب في التوبة والاستغفار في خواتيم الأعمال الصالحة كالوضوء، والصلاة، وقيام الليل، والحج، ومجالس العلم والذكر، وختام المجلس، والجهاد، والدعوة إلى الله وغير ذلك.
وجميع الناس محتاجون إلى التوبة والاستغفار:
الأنبياء والمرسلون.. والمؤمنون المتقون.. والفجار والفاسقون.. والله يفرح بتوبة كل تائب مهما بلغ ذنبه ويتوب عليه.
1- قال الله تعالى: {وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا [110]} [النساء: 110].
2- وقال الله تعالى: {قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ [53]} [الزمر: 53].
3- وقال الله تعالى: {فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ [37]} [البقرة:37].
4- وقال الله تعالى: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ [1] وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا [2] فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا [3]} [النصر:1- 3].
5- وقال آدم عليه السلام: {رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ [23]} [الأعراف: 23].
6- وقال نوح عليه السلام: {رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا [28]} [نوح: 28].
7- وقال إبراهيم عليه السلام: {رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ [127] رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ [128]} [البقرة: 127- 128].
8- وَعَنْ أبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «وَالله إِنِّي لأسْتَغْفِرُ اللهَ وَأتُوبُ إِلَيْهِ فِي اليَوْمِ أكْثَرَ مِنْ سَبْعِينَ مَرَّةً». أخرجه البخاري.
9- وَعَنِ الأَغَرِّ المُزَنِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إِنَّهُ لَيُغَانُ عَلَى قَلْبِي، وَإِنِّي لأَسْتَغْفِرُ اللهَ فِي اليَوْمِ مِائَةَ مَرَّةٍ». أخرجه مسلم.
10- وَعَنْ أنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «اللهُ أفْرَحُ بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ مِنْ أحَدِكُمْ سَقَطَ عَلَى بَعِيرِهِ وَقَدْ أضَلَّهُ فِي أرْضِ فَلاةٍ». متفق عليه.

الفرق بين التوبة والاستغفار إسلام ويب

تعددت آراء العلماء في التفريق بين الاستغفار والتوبة على النحو الآتي:

  • يرى شيخ الاسلام ابن تيمية -رحمه الله- أن كلاً من الاستغفار والتوبة سببٌ مستقلٌ بحدّ ذاته من أسباب المغفرة، وهناك أسبابٌ أخرى مثل: فعل المسلم للطاعات فإنها تمحو السيئات، وشفاعة من يأذن الله لهم بالشفاعة كالنبي -صلى الله عليه وسلم-، والمصائب والابتلاءات التي تصيب الإنسان عموماً؛ كالمرض أو موت الأحبة ونحوه، وكذلك رحمة الله التي يرحم بها عباده يوم القيامة.
  • إن للتوبة شروطاً إذا تحقّقت فإنها تنفع العبد في إصلاح ماضيه وحاضره ومستقبله، فإن ندم المسلم على فعل الذنب فإن ذلك يؤول إلى إصلاح ماضيه، وإن أقلع عن الذنب أصلح حاضره، وإن صدق في العزم على عدم العودة إليه أصلح مستقبله، أما الاستغفار فالأصل فيه إصلاح ما مضى مع وجود الندم الذي يصحبه الخوف من الله تعالى على ما اقترف من الذنوب والمعاصي، وهو من أنواع الدعاء يسأل العبد فيه مغفرة الذنب والرحمة من الله أو التقرب إليه سبحانه وتعالى، ويشترط له شروط الدعاء كأن يكون القلب حاضراً ليس بلاهٍ، مع الافتقار والتذلل إلى الله تعالى.
  • يرى الشيخ ابن عثيمين أن الاستغفار يكون عما أسلف العبد من المعاصي والآثام، أما التوبة فهي لما يستقبل العبد، ويعدّ الاستغفار مقدمةً وتمهيداً للتوبة، فهو كتنظيف الجرح قبل تعقيمه، ولذلك قرن الله بينهما فقال: (وَأَنِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ)والاستغفار كما التوبة لا بد فيه من الإقلاع عن الذنوب وعدم الإصرار عليها، فإن الإصرار على الذنب يعد استهزاءً بحق الله تعالى.
  • إن التوبة تحتاج لشروط حتى تتحقّق؛ وتكون بترك المسلم للذنب وهو نادمٌ على فعله عازمٌ على ألا يعود لارتكابه، أما الاستغفار فقد يكون توبة وقد لا يكون، فإذا اقترن بالإقرار والاعتراف بالذنب والندم عليه وعدم العودة له فهو توبة، وقد يكون على سبيل الذكر بشكل عام أو مجرد كلام ينطقه المرء، كأن يقول العبد: “ربّ اغفر لي، أستغفر الله العظيم..”، فهنا يسمى استغفارا وليس توبة.
  • إن للاستغفار عدة وسائل؛ فقد يكون بالدعاء بقول المسلم: “أستغفر الله”، أو “اللهم اغفر لي”، وقد يكون بغيرها من الطاعات بنية طلب المغفرة؛ كالصلاة وقيام الليل ونحوه، أما التوبة فلا بدّ أن ترافقها شروطها، فلا تصح التوبة من ذنب مع الإصرار على فعله.
  • لا تصح توبة إنسان عن آخر، أما الاستغفار فيجوز أن يستغفر المسلم له ولغيره من المسلمين، فقد جاء الأمر بالقرآن الكريم بالاستغفار للمسلمين، أما التوبة عن الغير فلم يرد فيها نص، وكذلك الملائكة فهم يستغفرون للمؤمنين، لكنهم لا يتوبون عن أحد منهم.
  • يغلق باب التوبة بانتهاء وقتها؛ أي عند الغرغرة وخروج الروح من الجسد، وعند طلوع الشمس من المغرب، أما الاستغفار فقد يستغفر الإنسان لغيره من المسلمين الأحياء منهم والأموات.
  • تُشرع التوبة في كل وقت، ولا يجوز تأخيرها، بينما الاستغفار فله أوقات مطلقة ومقيدة، والمقيدة مثلا الاستغفار بعد الصلاة، وبين السجدتين، وفي الأسحار وغيرها.

التوبة والاستغفار من الذنوب

دعاء التوبة والاستغفار من الذنوب والمعاصي :-

  • اللهم أخرج حب المعاصي من قلوبنا، فكلما تبنا عدنا، وكلما ندمنا كررنا، وكلما عاهدناك نقدنا، ربي إهدنا وردنا إليك ردًا جميلاً.
  • اللهم إني أستغفرك لكل ذنب خطوت إليه برجلي، ومددت إليه يدي أو تأملته ببصري، وأصغيت إليه بأذني، أو نطق به لساني، أو أتلفت فيه ما رزقتني ثم استرزقتك على عصياني فرزقتني، ثم استعنت برزقك على عصيانك فسترته علي، وسألتك الزيادة فلم تحرمني ولا تزال عائدًا علي بحلمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين.
  • اللهم إني أستغفرك من كل سيئة ارتكبتها في بياض النهار وسواد الليل، في ملأ وخلاء وسر وعلانية وأنت ناظر إلي، اللهم إني أستغفرك من كل فريضة أوجبتها علي في آناء الليل والنهار تركتها خطأً أو عمداً أو نسياناً أو جهلاً، وأستغفرك من كل سنة من سنن سيد المرسلين وخاتم النبيين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم تركتها غفلةً أو سهواً أو نسياناً أو تهاوناً وجهلاً أو قلة مبالاة بها، أستغفر الله وأتوب إلى الله مما يكره الله قولاً وفعلاً وباطناً وظاهراً، اللهم صل وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين.
  • اللهم أنت الملك لا إله إلا أنت ربي، وأنا عبدك لمت نفسي، واعترفت بذنبي، فاغفر لي ذنوبي جميعاً، إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، واهدني لحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها إلا أنت، لبيك وسعديك، والخير كله بيديك، والشر ليس إليك، تباركت وتعاليت، أستغفرك وأتوب إليك.
  • اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي، وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت.

اذكر الفرق بين التوبة والاستغفار

التوبة هي :

تكون بالاقلاع عن الذنب والعزم على عدم العود إليه في المستقبل وتتضمن أمرا ماضيا وحاضرا ومستقبلا  فالندم على الماضي والإقلاع عن الذنب في الحاضر والعزم على عدم العودة في المستقبل .

والاستغفار :

هو سؤال الله المغفره والعفو عما مضى من ارتكاب الذنوب فهو امر متعلق بالماضي وهو طلب المغفرة.
وأصله هو  ستر العبد فلا ينفضح  ووقايته من شر الذنب فلا يعاقب عليه فمغفرة الله لعبده تتضمن أمرين هما  ستره فلا يفضحه  ووقايته أثر معصيته فلا يؤاخذ عليها  وبهذا يعلم أن بين الاستغفار والتوبة فرقا  فقد يستغفر العبد ولم يتب كما هو حال كثير من الناس لكن التوبة تتضمن الاستغفار. وبهذا القدر اعطيناكم بوضوح الفرق بين التوبة والاستغفار.

باب التوبة والاستغفار

صيغ التوبة

صيغة التوبة إلى الله

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” كل إبن آدم خطاءً وخير الخطائين التوابون ” .

إذا أذنب العبد وشعر بإرتكابه معصية وجب عليه التوبة على الفور دون تأخير وفيما يلي صيغة التوبة تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال:

1- تقرأ الفاتحة لحضرة النبي وآل بيته الكرام .

2- تقرأ ” لا إله إلا الله ” ثلاث مرات.

3- يقرأ ” أستغفر الله العظيم” ثلاث مرات .

4- قراءة صيغة التوبة
تبت إلى الله ورجعت إلى الله وندمت على ما فعلت ،وعزمت ألا أعود إلى المعاصي أبدا ، وبرئت من كل دين يخالف دين الإسلام ، وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله.

السابق
ما هو غراس الجنة
التالي
أحب الأذكار لله عز وجل

اترك تعليقاً