الحياة والمجتمع

ما معنى العدل

تعريف العدل لغة واصطلاحًا

معنى العدل لغةً:

العدل خلاف الجور، وهو القصد في الأمور، وما قام في النفوس أنه مستقيم، مِن عَدَلَ يَعْدِلُ فهو عادل من عُدولٍ وعَدْلٍ، يقال: عَدَلَ عليه في القضية فهو عادِلٌ. وبسط الوالي عَدْلَهُ  (1) .

معنى العدل اصطلاحًا:

العدل هو:(أن تعطي من نفسك الواجب وتأخذه)  (2) .
وقيل هو: (عبارة عن الاستقامة على طريق الحق بالاجتناب عما هو محظور دينًا)  (3) .
وقيل هو: (استعمال الأمور في مواضعها، وأوقاتها، ووجوهها، ومقاديرها، من غير سرف، ولا تقصير، ولا تقديم، ولا تأخير)  .

قيمة العدل

إنّ العدل من القيم الإنسانية الأساسية الّتي جاء بها الإسلام وشدّد في الالتزام به، وجعلها من مُقَوِّمَاتِ الحياة الفردية والأسرية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية، حتّى أنّ القرآنُ جعل إقامةَ القسط -أي العدل- بين النّاس هو هدف الرسالات السّماوية كلّها، قال تعالى: ”لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْـمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ”، والمراد بالعدل: إعطاء كلّ ذي حقّ حقّه، إن خيرًا فخيرا، وإن شرًّا فشرّا، من غير تفرقة بين المستحقّين، ولأهمية العدل ومنزلته، بعث الله رسله وأنزل كتبه، لنشره بين الأنام.

العدل ميزان الله على الأرض، به يُؤْخَذُ للضّعيف حَقُّه، ويُنْصَفُ المظلومُ ممّن ظلمه، ويُمَكَّن صاحب الحقِّ من الوصول إلى حَقِّه من أقرب الطّرق وأيسرها، وهو واحد من القيم الّتي انبثقت من عقيدة الإسلام في مجتمعه، فلجميع النّاس في مجتمع الإسلام حَقُّ العدالة وحقُّ الاطمئنان إليها. وبقدر ما أَمَرَ الإسلامُ بالعدل وحثَّ عليه، حَرَّمَ الظّلم أشدَّ التّحريم، وقاومه أشدَّ المقاومة، سواء ظُلْم النّفس أم ظُلْم الآخرين، وبخاصة ظُلْم الأقوياء للضّعفاء، وظُلْم الأغنياء للفقراء، وظُلْم الحُكَّام للمحكومين، وكلَّما اشتدَّ ضعف الإنسان كان ظلمه أشدَّ إثمًا. ففي الحديث القدسي: ”يَا عِبَادِي، إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي، وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا فَلاَ تَظَالَمُوا”. والآيات الآمرة بالعدل في كتاب الله عامة تشمل العدل مع جميع النّاس، وفي جميع القضايا، بل إنّ الله تعالى أمر بالعدل في معاملة المخالفين، وإن كانوا لنا أعداءً، قال الله تعالى: ”يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُون”. وقد قرّر النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم في سنته مبدأ العدل، ودعا إليه، وذكر عاقبة أهله، ففي حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: ”إنّ المقسطين عند الله على منابر من نور عن يمين الرّحمن عزّ وجلّ، وكلتَا يديه يمين، الّذين يعدلون في حُكْمهم وأهليهم وما وُلُّوا”. يقول ابن حزم: ”أفضل نعم الله تعالى على المرء أن يطبعه على العدل وحبه، وعلى الحقّ وإيثاره”، وقال ابن تيمية: ”بالصّدق في كلّ الأخبار، والعدل في الإنشاء من الأقوال والأعمال تصلح جميع الأعمال، وهما قرينان كما قال الله تعالى: ”وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلاً”.
والعدل هو قوام الدّنيا والدِّين، وسبب صلاح العباد والبلاد، به قامت السّموات والأرض، وتألفت به الضمائر والقلوب والتأمت به الأمم والشّعوب، وشمل به النّاس التّناصف والتّعاطف، وضمّهم به التّواصل والتّجانس، وارتفع به التقاطع والتّخالف. وعندما تختفي أنوار العدل عن البشر، يغشاهم الهرج والمرج، ويتفشى الظّلم بينهم بشكلٍ فظيع، حيث تجد القويّ يفتك بالضّعيف، والقادر يسلب حقّ العاجز، والغالب يُريق دم المغلوب، والرّاعي يهضم حقّ المرعى، والكبير يقهر الصّغير، ولا يخرجهم من هذا الوضع المشين، إلاّ ”العدل” سعادتهم وقاعدة أمنهم واستقرارهم.
إذن العدل قيمة ضرورية في الإسلام، عمل الإسلام على إثباتها وإرسائها بين النّاس، حتّى ارتبطت بها جميع مناحي تشريعاته ونظمه، فلا يوجد نظام في الإسلام إلاّ وللعدل فيه مطلب، فهو مرتبط بنظام الإدارة والحكم والقضاء وأداء الشّهادة وكتابة العهود والمواثيق، بل إنّه مرتبط أيضًا بنظام الأسرة والتّربية، والاقتصاد والاجتماع والسّلوك والتّفكير إلى غير ذلك من أنظمة الإسلام المختلفة، وهذا يدلّ بوضوح على أنّ الإسلام ضمن قيمة العدل في جميع مجالات الحياة، بل إنّه ركّز كافة أهدافه على ضوئها، ممّا شهد له التاريخ على سلامة المجتمعات الّتي حكمها من الانهيار الخطير في الأخلاق، وأمَّنها من اضطراب الموازين والمعايير، وصانها من دمار النّفوس وخراب العمران. وينظر الإسلام للعدل على اعتبارات متعدّدة:
العدل في السّلوك الفردي التّبادلي بين النّاس، فالمرء هنا مطالب بالعدل في تعاملاته، فلا يظلم ولا يغش، ”مَن غشّنا فليس منّا”، و«يعدل بين أولاده في العطية”، ويعدل بينهم حتّى في الرّحمة بهم وتقبيل الصّغار منهم، وليعدل في معاملة الأجراء والعاملين عنده..
ومن أجمل صور العدل: أنّ يقوم المسلمُ بتطبيق العدل على نفسه، فيقرَّ بالخطأ، ويعتذرَ لمَن أساء إليه، ويسارع بالإحسان. قال تعالى: ”يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ”.
والعدل العام باعتبار الفرد جزء من المجتمع، فهو ههنا يهدف إلى مصلحة عامة عن طريق القيم العُليا كما في الحديث الصّحيح الشّريف: ”لو سَرَقَت فاطمة بنت محمّد لَقَطَعَ محمّد يدها”، وإنّ أولى النّاس بتطبيقِ العدل هم القُضاةُ لما لوظيفتهم من أثرٍ كبير في استرداد الحقوق لأصحابها وردِّ المظالم لأهلها.
والعدل الموزّع من المجتمع للأفراد، فالدولة تقوم بتوزيع الحقوق والمنافع وهي ههنا تعدل بينهم فيما يستحقون وعلى اعتبار قدراتهم وإمكاناتهم..
وقِيمُ العدل والمساواة عند تطبيقِها يتقدَّم المجتمع المسلم، ويسعَى إلى الرّخاء والنّموِ، ويستعيدُ الأمجاد القديمة، ويعودُ ليقودَ البشرية في نشر أُسُس الدّين الإسلامي وتطوير العلوم وإعمار الأرض امتثالاً لأمر الله تعالى، فالكلّ في دولة العدل يشعر بالسّكينة والأمان، فلا يَخشى من الظّلم والعدوان.
فهذا هو العدل الّذي أمر به الله عزّ وجلّ في القرآن الكريم، وأمر به عباده على مرّ العصور والأزمان، وسار به رسولنا المصطفى صلّى الله عليه وسلّم والصّحابة والتّابعين وتابعيهم من بعده، عصرًا بعد عصر، فعَمّ خير الإسلام كلّ البلاد، وبه قويت دولة الإسلام العظمى، حتّى هابهم القاصي والدّاني.

تعريف العدل والمساواة

العدل

العَدْل في اللغة هو ضِدّ الجَوْر،[١] وهو في الحُكم أن يُثاب المرء على الحسنة بالحسنة، وعلى السيئة بالسيئة، وهو التسوية بين الشيئين أيضاً،[٢] كما ويُعرَّف العدل بأنه القصد في الأمور واستقامتها في النفوس، والعدل في الاصطلاح هو أن يعطي المرء من نفسه الواجب ويأخذه، وقيل أيضاً فيه أنه استقامة المرء على طريق الحق من خلال ابتعاده عن كل ما هو محظور ديناً، وورد أيضاً في تعريفه اصطلاحاً أنه استخدام الأمور في مواضعها وأوقاتها الصحيحة من دون تقديمٍ أو تأخير، بالإضافة إلى استعمالها في وجوهها ومقاديرها من غير إسراف أو تقصير.

وإن مفهوم العدل يعبر عن الإنصاف، كما يُعبر عن معاملة الناس بشكل متساوٍ، وعدم الانحياز لفئةٍ معينة، أو تعريضهم للظلم أو التعامل معهم بعنصرية، وذلك من خلال سن القوانين الاجتماعية، والسياسية، والجنائية، والتي من شأنها تحقيق الإنصاف بين أفراد المجتمع في مختلف المجالات الصحية، والتعليمية، وحتى في مجال الأعمال، وبصرف النظر عن أجناسهم وأعراقهم، كما يتجلى دور هذه القوانين في منح أفراد المجتمع الفرص المتساوية في الحياة، بالإضافة إلى حمايتهم في مختلف المجالات الاجتماعية، والسياسية، والاقتصادية.

وقد ورد عن العلامة عبد الله بن أحمد النسفي أن العدل هو التسوية في الحقوق بين الناس، وإعطاء كلّ ذي حق حقه، كما قال العلامة علي بن محمد الخازن أن العدل هو المساواة في المكافأة، فإن كان خيراً فخير، وإن كان شرّاً فشرّ، وقد قال البيضاوي أن الله يأمر بالعدل، والمقصود به هنا التوسط في الاعتقاد كالتوحيد الذي يتوسّط بين التعطيل والتشريك، والكسب المتوسط بين الجبر والقدر، وبالتوسط في الأعمال بين البطالة والترهب، والتوسط في الأخلاق بين البخل والتبذير، والعدل عند الفلاسفة كأفلاطون يعني اقتصار الإنسان على ما يخصه وعدم تدخله في أمور الآخرين،[٢] أما في الاصطلاح الشرعي العدل هو أن يضع المرء الأمور في موضعها التي أمر الله سبحانه وتعالى بها، ويمكن القول أنه الموازنة بين جميع الأطراف بإعطاء كل ذي حق حقه دون تبخيس أو ظلم.

المساواة

المُساواة في اللغة هي مصدر الفعل ساوى، وعندما يُقال: ساوى بين شخصين؛ أي أنه جعلهما متعادلين ومتماثلين، وساوى صاحبه أي أنه ماثله وعادله، وساوى بين الناس يُقصد أنه عادَلَ بينهم وأصلح،[٦] والمساواة هي العنصر الأساسي في الإنصاف، كما تعني عدم تفضيل أحد على أحد،[٧] ويمكن القول أيضاً أن المساواة في اللغة مأخوذة من السواء وهي تعني المماثلة أو المعادلة في قدر الشيء وقيمته، فعندما يقال عن شيء أنه يساوي درهمين؛ أي أنه يعادله في القيمة، وقد ورد عن الشافعي في قوله هذا لا يساوي هذا أي أنه لا يعادله،[٨] والمساواة اصطلاحاً تعني أن يحصل المرء على ما يحصل عليه الآخرين من الحقوق، كما عليه ما عليهم من واجبات دون أي زيادة أو نقصان، وهي قيمة عظيمة تجعل جميع الأطراف سواء.

وقد ظهرت عدة آراء في تعريف المساواة تحديداً، فقد ظهر اتجاه يعرّف المساواة بأنّها إزالة كافة الفروقات بين جميع الناس ليصبحوا سواسية بصرف النظر عن أديانهم، وأجناسهم، وقد سمي هذا النوع من المساواة بالمساواة المطلقة، وأما الاتجاه الآخر فقد عمد إلى تعريف المساواة بأنّها الممثالة بين الأشياء بشكلٍ كامل، باستثناء الأمور التي أمر الشرع بعدم التسوية فيها، وهذا الاتجاه هو ما يُعبِّر عن المساواة العادلة، والتي تجمع بين المتساويين وتفرق بين المفترقين، ويمكن توضيح ذلك من خلال المساواة بين الرجل والمرأة، فالجمع بين المتساويين يكون بمساواة الرجل والمرأة في الثواب والعقاب، وفي تكاليف الشرع والخصائص الإنسانية على اختلافها، أما التفريق بين المفترقين فيكون من خلال اختلاف الرجل والمرأة من ناحية الصفات الجسدية والنفسية، والجدير بالذكر أنّ الاتجاه الأول، والذي يعبر عن المساواة بإطلاقٍ؛ ففيه نوع من العبث حيث إنه يجمع المتساوين والمفترقين على السواء، ويكمن العبث بأن المساواة المطلقة تجمع بين النقيضين، وفي ذلك انحراف عن العدل والإنصاف.

العدل والمساواة

الفرق بين العدل والمساواة

ومن الفروقات بين العدل والمساواة، الآتي:

  • المساواة هي الهدف الذي ترمي إليه العدالة، فهي الغاية المرجوّة من تحقيق العدل، حيث إنّ العدل ما هو إلّا القسط الذي يلزم للاستواء، وبالتالي فإنه لتحقيق المساواة بين الأطراف دون زيادةٍ أو نقصان يلزم تطبيق العدل على أكمل وجه.
  • المساواة قيمة وهدف، أما العدالة فهي خلقاً.
  • تشتمل المساواة على التسوية فقط، بينما يشتمل العدل على التسوية والتفريق.
  • العدل أشمل من المساواة وهو ضابط لها، فالعدل أن تأخذ المرأة نصف الرجل في الميراث، وهو يقتضي أيضاً أن تتساوى الأختان في الميراث.
  • الإسلام هو دين عدل وليس دين مساواة، وذلك لأن العدل يعني الموازنة بين جميع الأطراف فيأخذ كل ذي حق حقه دون تبخيس، أما المساواة فقد تعني التسوية بين أمرين بينما يكون من الحكمة التفريق بينهما كما ذُكر سابقاً.
  • أمرت الشريعة الإسلامية بالعدل بين جميع الناس بشكلٍ مُطلق وفي كل زمان ومكان، فقد قال تعالى في كتابه الكريم:(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ ۖ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا ۚ اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ)،[١٠] في حين أن المساواة منفيةً في بعض المواضع، فقد قال تعالى: (وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاءُ وَلَا الْأَمْوَاتُ).
  • أمر الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم بالعدل في معظم آياته دون المساواة، وذلك لأنّ العدل يكون في جميع الأوقات، بينما المساواة فقد تكون في أوقات معينة فقط.
  • تتحقق المساواة في حال كان الناس متساوين في أمرٍ معين، أما عندما يكون هناك فوارق فلا تتحقق، وبذلك فإنّها واجبة وليست مطلقة، أما العدل فهو واجب مطلقاً ليس عليه قيود أو شروط، حيث يجب إعطاء كل ذي حق حقه في كل زمان ومكان وفي كل الظروف.

مفهوم العدل في القرآن الكريم

العدل في القرآن والعدل ـ بفتح العين ـ في اللغة هو الانصاف وإعطاء لما له وأخذ ما عليه ويقال رجل عدل وامرأة عدلة، وقد استعمل القرآن الكريم كلمة العدل في مقابل الظلم والبغي والجور واستعمله أيضا في مقابل الفسق والفجور، وقد ورد معنيين لهذه الكلمة أحدهما : العدل في الحكم والعلاقات وهو في هذا المعنى يتعدى معناه إلى الغير فيقال عدل بين الناس أو بين النساء أو عدل في أمرهم أو نحو ذلك فالعدل بهذا المعنى صفة له علاقة بذات الشخص ولكن تتجاوز آثاره إلى الغير، وثانيهما : العدالة الذاتية بان يكون المتصف بها مستقيما غير فاسق وفاجر وبهذا المعنى يستعملها الفقهاء في باب الشهادات ونحوها .

مظاهر العدل

مظاهر العدل في الإسلام

تتعدّد وجوه العدل في الإسلام، فنجد العدل في التّشريع، والخلق، وكلّ أمرٍ صدر عن الله عزّ وجلّ، ومن هذه المظاهر :

  • عدل الله عزّ وجلّ في الخَلق: والهيئةِ التي خلق الإنسان عليها؛ حيث عَدَل في شكله، وفي مكان وجهه ويديه، وسائر جسمه، وأحسن خِلقته وجعل كل شيءٍ فيه بقَدَر، كذلك خَلْقُ السماوات والأرض، والليل والنهار، فلا الليل يطغى على النّهار ولا النّهار يطغى على الليل، فجعل لكلٍّ منهما ساعاتٍ مُحدّدةٍ بلا إفراطٍ ولا تفريط، وإنّما الاعتدال بين هذا وذاك.
  • العدل في التشريع الإسلامي: نجدُ عدل الله في صلواتنا، وعدد ركعاتها، وعدله في صيامنا ثلاثين يومًا؛ فلو كان أكثر من ذلك لما تحمّلنا، وكذلك العدل في كلّ أحوالنا تحت ظلّ ديننا القويم؛ فمثلًا رخّص لنا الإسلامُ الفِطْر في رمضان عند السّفر الطّويل الشّاق، أو المرض الشّديد.
  • العدل بين العباد في الحساب: وذلك في الدّنيا والآخرة، بأخْذِ الحقوق لأصحابها فلا تضيع، وتشريع القوانين والأنظمة الخاصّة بالقضاء، والفصل في المُنازعات بين الناس بالعدل، والله يوم القيامة يُحاسب العبد، ويجعل جزاءه من جنس عمله، ولا يظلمُ شيئًا.
  • العدل بين العباد في الرزق: وزّع الله سبحانه وتعالى الأرزاق على النّاس، وقسّمها بينهم وِفقًا لحِكمته وعلمه وعدله، وبما يصلح به أمر الأفراد.

العدل بين الناس

السابق
دواء تروكسال – truxal لعلاج وتخفيف أعراض الاضطرابات النفسية
التالي
دواء تروفيلين – truphylline لعلاج أعراض الربو والتهاب الشعب الهوائية

اترك تعليقاً