ديني

ما هي النفس المطمئنة

كيفية الوصول إلى النفس المطمئنة

إن كثرة الذكر والصلاة من أسباب صلاح النفس، وترقيها في مراقي الإيمان. فالصلاة تعين على منع النفس من الفواحش كما قال الله تعالى: اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ {العنكبوت:45}.

وأما الذكر فهو العاصم لها من تسلط الشيطان عليها كما في الحديث: وآمركم بذكر الله عز وجل كثيراً، وإن مثل ذلك كمثل رجل طلبه العدو سراعا في أثره، فأتى حصنا حصينا فتحصن فيه، وإن العبد أحصن ما يكون من الشيطان إذا كان في ذكر الله عز وجل. رواه أحمد والترمذي والحاكم، وصححه الألباني.

وبقدر ما يجاهد العبد نفسه في التمسك بالطاعات، والبعد عن المنهيات يزداد إيمانه حتى تكون نفسه مطمئنة، خاضعة لله، راضية بحكمه الشرعي والقدري.

وقد قال ابن القيموأفرض الجهاد جهاد النفس, وجهاد الهوى, وجهاد الشيطان, وجهاد الدنيا, فمن جاهد هذه الأربعة في الله هداه الله سبل رضاه الموصلة إلى جنته. انتهى.

وقال أيضا: وقد ركب الله سبحانه في الإنسان نفسين: نفسًا أمارة, ونفسًا مطمئنة، وهما متعاديتان، فكل ما خف على هذه ثقل على هذه، وكل ما التذت به هذه تألمت به الأخرى، فليس على النفس الأمارة أشق من العمل لله، وإيثار رضاه على هواها، وليس لها أنفع منه، وليس على النفس المطمئنة أشق من العمل لغير الله، وما جاء به داعي الهوى, وليس عليها شيء أضر منه، والملك مع هذه عن يمنة القلب، والشيطان مع تلك عن يسرة القلب، والحروب مستمرة لا تضع أوزارها إلا أن يستوفى أجلها من الدنيا، والباطل كله يتحيز مع الشيطان والأمارة، والحق كله يتحيز مع الملك والمطمئنة، والحرب دول وسجال، والنصر مع الصبر، ومن صبر وصابر ورابط، واتقى الله فله العاقبة في الدنيا والآخرة، وقد حكم الله تعالى حكمًا لا يبدل أبدا: أن العاقبة للتقوى، والعاقبة للمتقين. اهـ.

النفس المطمئنة PDF

https://www.noor-book.com/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8-%D9%86%D8%AD%D9%88-%D9%86%D9%81%D8%B3-%D9%85%D8%B7%D9%85%D8%A6%D9%86%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D8%AB%D9%82%D8%A9-pdf-pdf

النفس المطمئنة والنفس اللوامة النفس الأمارة بِالسُّوءِ

قال الشيخ العلامة ابن عثيمين ـ رحمه الله: والنفوس ثلاث:

  • نفس شريرة: وهي الأمارة بالسوء.
  • ونفس خيرة: وهي المطمئنة تأمر بالخير.
  • ونفس لوامة.

وكلها مذكورة في القرآن: فالنفس الشريرة التي تأمر بالسوء مذكورة في سورة يوسف: وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ. { يوسف: 53 }.

والنفس المطمئنة الخيرة التي تأمر بالخير مذكورة في سورة الفجر: يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي. { الفجر: 28-30 }. 

والنفس اللوامة مذكورة في سورة القيامة: لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ * وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ.

{ القيامة: 1-2 }.

فهل النفس اللوامة غير النفسين: الخيرة والسيئة؟ أو هي النفسان؟ من العلماء من يقول: إنها نفس ثالثة ومنهم من يقول: بل هي وصف للنفسين السابقتين، فمثلاً: النفس الخيرة تلومك متى؟ إذا عملت سوءاً، أو فرطت في واجب تلومك.

والنفس الشريرة تلومك متى؟ إذا فعلت خيراً، أو تجنبت محرماً، لامتك: كيف تحجر على نفسك؟ لماذا لم تتحرر؟ لماذا لا تفعل كل ما تريد؟ تقولها النفس الأمارة بالسوء.

أما النفس الخيرة: فتلومك عند فعل الشر وترك الخير.

والنفس الأمارة بالعكس. هـ.

وقد قرر المحققون من أهل العلم أن النفس واحدة، ولكن لها صفات وتسمى باعتبار كل صفة باسم، فهي أمارة بالسوء، لأنها دفعته إلى السيئة وحملته عليها، فإذا عرضها الإيمان صارت لوامة تفعل الذنب ثم تلوم صاحبها وتلومه بين الفعل والترك، فإذا قوي الإيمان صارت مطمئنة.

يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ

قوله تعالى : يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي

قوله تعالى : ياأيتها النفس المطمئنة لما ذكر حال من كانت همته الدنيا فاتهم الله في إغنائه ، وإفقاره ، ذكر حال من اطمأنت نفسه إلى الله تعالى . فسلم لأمره ، واتكل عليه . وقيل : هو من قول الملائكة لأولياء الله – عز وجل – . والنفس المطمئنة ” الساكنة الموقنة أيقنت أن الله [ ص: 51 ] ربها ، فأخبتت لذلك قاله مجاهد وغيره . وقال ابن عباس : أي المطمئنة بثواب الله . وعنه المؤمنة . وقال الحسن : المؤمنة الموقنة . وعن مجاهد أيضا : الراضية بقضاء الله ، التي علمت أن ما أخطأها لم يكن ليصيبها ، وأن ما أصابها لم يكن ليخطئها . وقال مقاتل : الآمنة من عذاب الله . وفي حرف أبي بن كعب ( يأيتها النفس الآمنة المطمئنة ) . وقيل : التي عملت على يقين بما وعد الله في كتابه . وقال ابن كيسان : المطمئنة هنا : المخلصة . وقال ابن عطاء : العارفة التي لا تصبر عنه طرفة عين . وقيل : المطمئنة بذكر الله تعالى بيانه الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله . وقيل : المطمئنة بالإيمان ، المصدقة بالبعث والثواب . وقال ابن زيد : المطمئنة ; لأنها بشرت بالجنة عند الموت ، وعند البعث ، ويوم الجمع . وروى عبد الله بن بريدة عن أبيه قال : يعني نفس حمزة . والصحيح أنها عامة في كل نفس مؤمن مخلص طائع .

قال الحسن البصري : إن الله تعالى إذا أراد أن يقبض روح عبده المؤمن ، اطمأنت النفس إلى الله تعالى ، واطمأن الله إليها . وقال عمرو بن العاص : إذا توفي المؤمن أرسل الله إليه ملكين ، وأرسل معهما تحفة من الجنة ، فيقولان لها : اخرجي أيتها النفس المطمئنة راضية مرضية ، ومرضيا عنك ، اخرجي إلى روح وريحان ، ورب راض غير غضبان ، فتخرج كأطيب ريح المسك وجد أحد من أنفه على ظهر الأرض . وذكر الحديث . وقال سعيد بن زيد : قرأ رجل عند النبي – صلى الله عليه وسلم – يا أيتها النفس المطمئنة ، فقال أبو بكر : ما أحسن هذا يا رسول الله فقال النبي – صلى الله عليه وسلم – : ” إن الملك يقولها لك يا أبا بكر ” .

وقال سعيد بن جبير : مات ابن عباس بالطائف ، فجاء طائر لم ير على خلقته طائر قط ، فدخل نعشه ، ثم لم ير خارجا منه ، فلما دفن تليت هذه الآية على شفير القبر – لا يدرى من تلاها – : يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية . وروى الضحاك أنها نزلت في عثمان بن عفان – رضي الله عنه – حين وقف بئر رومة . وقيل : نزلت في خبيب بن عدي الذي صلبه أهل مكة ، وجعلوا وجهه إلى المدينة فحول الله وجهه نحو القبلة . والله أعلم .

معنى إلى ربك أي إلى صاحبك وجسدك قاله ابن عباس وعكرمة وعطاء . واختاره الطبري ودليله قراءة ابن عباس فادخلي في عبدي على التوحيد ، فيأمر الله تعالى الأرواح غدا أن ترجع إلى الأجساد . وقرأ ابن مسعود ( في جسد عبدي ) . وقال الحسن : ارجعي إلى ثواب ربك وكرامته . وقال أبو صالح : المعنى : ارجعي إلى الله . وهذا عند الموت .

فادخلي في عبادي أي في أجساد عبادي دليله قراءة ابن عباس وابن مسعود . قال ابن عباس : هذا يوم القيامة وقاله الضحاك . والجمهور على أن الجنة هي دار الخلود التي هي مسكن الأبرار ، [ ص: 52 ] ودار الصالحين والأخيار . ومعنى في عبادي أي في الصالحين من عبادي كما قال : لندخلنهم في الصالحين . وقال الأخفش : في عبادي أي في حزبي والمعنى واحد . أي انتظمي في سلكهم . وادخلي جنتي معهم .

كيف تكون نفسي مطمئنة

“النفس المطمئنة”.. هي تلك النفس التي قال الله تعالى عنها في القرآن الكريم “يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي”.

كيف نكون من أصحاب هذه النفس؟، علينا بداية أن نعلم أن الله عز وجل رزق العباد مواهب شتى، فهو سبحانه يعطي الدنيا لمن يحب ومن لا يحب، ولكنه لا يعطي الدين إلا لمن أحب الدين، وقدم نفسه لذلك.

فالقلب الذي يكون أرضًا خصبة لزراعة الخير يوهبه الله الخير، مثال على ذلك، قصة عمر ابن الخطاب وأبو جهل، وقد دعا لهما النبي بالإسلام، فاستجاب الله لعمر ولم يستجب لأبي جهل، لأن تربة عمر كانت خصبة لاستقبال الحق أما أبوجهل فلا.. والنفس المطمئنة كذلك لا يصل إليها صاحبها إلا بعد تربية واختبارات ومكابدة يمر بها فيكون مكسبها رضا الله عز وجل.

يقول أحد الصالحين، ‏«سقت نفسي إلى الله وهى تبكي ، فما زلت أسوقها حتى انساقت إليه وهى تضحك»، ‏ولا يزال الإنسان عرضة للإلهاء عن الحق ويقاوم حتى يصل إلى ما يريد، يقول الله تعـالى: «يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَىٰ رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً»، ‌‌‏فالنفس المطمئنة هي التي اطمأنت إلى ربها وسكنت إلى حبه واطمأنت بذكره وأيقنت بوعده ورضيت بقضائه.

ولكن كيف نتخطى مرحلة النفس اللوامة إلى النفس المطمئنة؟، الله لما خلق آدم عليه السلام قال: خلقته بيدي، والياء هذه تعني الوصل بين الرب وعباده.
ومن ثم من يريد تخطي مرحلة النفس اللوامة إلى المطمئنة فعليه أن يتقدم بما يحبه الله عز وجل، ويبدأ بالتأكيد بالفرائض وأهمها الصلاة.

وأيضًا هناك أشياء بسيطة قد لا يدركها الإنسان، ومنها تحية السلام، فأنها تفشي السلام والطمأنينة بين الناس، أيضًا الوفاء لا يكون إلا مع النفس المطمئنة، إذ مازلنا نوفي بالنسك التي أجراها خليل الله إبراهيم وفاءً منا له.
يقول الإمام الشافعي: «استعصت عليا نفسي قيام ليلة فصومتها سنة»، ومن ثم فإن النفس كالفرسة الجموح تحتاج إلى من يروضها فإذا نجح الإنسان في ترويض نفسه سيصل بالتأكيد إلى النفس المطمئنة راضية بقضاء الله وقدره، وبسيطة ورقيقة ومتواضعة دائمًا.

فالإنسان يصيب ويخطئ، لكن عليه أن يحاسب نفسه حسابًا عسيرًا، ويتهم نفسه دائمًا بالنقص لكي يصل إلى الكمال.

وهذا سيدنا عمر ابن الخطاب، سمع طفلا يبكي فذهب إلى أمه وطلب منها أن ترضعه، سكت الطفل لحظات ثم بكى، فعاد عمر يطلب من أمه أن ترضعه، فسكت الطفل ثانية لحظات ثم بكى مجددًا، فعاد عمر غاضبًا وقال لأمه، يا أمة السوء ألا ترضعيه، فقالت وما شأنك بنا أنت؟ إنني أفطمه، قال: ولما تفطميه؟ قالت: لأن عمر لا يعطينا العطاء إلا بعد الفطام، فضرب جبهته، وقال: يا عمر كم قتلت من أطفال المسلمين؟.

وحينما صلى بأصحابه الفجر ما استطاع أصحابه أن يفهموا قراءته من شدة بكائه قال: يا رب هل قبلت توبتي فأهنئ نفسي أم رددتها فأعزيها.

قرآن يا أَيَّتُهَا النفس المطمئنة

السابق
دواء أكيوفلوكسين – ocufloxin يستعمل في إصابات العينِ
التالي
كيف اعتني باسناني

اترك تعليقاً