ديني

ما هي رحلة الاسراء والمعراج

رحلة الإسراء والمعراج بالتفصيل الممل

مقدمة عن رحلة الإسراء والمعراج

الإسراء والمعراج هي احدي المعجزات الربانية التي اخصها الله سبحانه وتعالى بحبيبه ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم وذكر الله تعالى في آياته الكريمة وقال تعالى “سبحان من اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير” صدق الله العظيم وهنا سوف نتحدث معكم عن رحلة الإسراء والمعراج بالتفصيل كما وردت في القران والسنة النبوية.

مسار رحلة الإسراء والمعراج

ونتحدث في هذه الفقرة عن مسار الإسراء والمعراج منذ خروج النبي صلى الله عليه وسلم حتى عودته من الرحلة كاملة وهي كالآتي:

  • أراد الله سبحانه وتعالى أن يخفف الضيق عن صدر حبيه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بعد أن ضاق به الحال ورفض أهل الطائف استجابتهم للدعوة فقام بإرسال سيدنا جبريل عليه السلام ومعه براق ويقال أن البراق كان حصان له أجنحة والله اعلم.
  • وركب الرسول صلى الله عليه وسلم خلف جبريل عليه السلام على البراق حتى أسرى بهم إلى المسجد الأقصى في فلسطين وتم بربط البراق في حلقة بحائط بجانب المسجد الأقصى وسمي هذا الحائط حتى الآن بحائط البراق.
  • وبعدها التقى سيدنا محمد في داخل المسجد بجميع الأنبياء بداية بسيدنا ادم عليه السلام انتهاء بسيدنا عيسى عليه السلام وكان الرسول صلى الله عليه وسلم هو إمامهم في الصلاة وبعد الانتهاء من الصلاة خرج النبي صلى الله عليه وسلم في تكملة الرحلة مع سيدنا جبريل عليه السلام.
  • وبعدها عرج جبريل عليه السلام بالرسول إلى السماء وعند كل طبقة من طبقات السموات السبع قابل الرسول ثانية نبي من أنبياء الله وكان الغرض من إعراج النبي إلى السموات السبع حتى يصل إلى سدرة المنتهى أن الرسول لا يحزن عن عدم استجابة دعوة الله من قبل الكفار وأراد الله سبحانه وتعالى أن يريه ما هو حال الكفار في جهنم وما هو حال المؤمنون في الجنة.

قصة إعراج النبي إلى السموات السبع

  • عندما أراد الله سبحانه وتعالى التخفيف عن عبده محمد صلى الله عليه وسلم فأنه سبحانه وتعالى أمر سيدنا جبريل بان يأخذه في رحلة لتخفيف عن حزنه.
  • الصعود إلى السماء الأولى التقى الرسول صلى الله عليه وسلم بنبي الله ادم عليه والسلام وسلم عليه ورأى عن يمينه أرواح الشهداء ورأى عن شماله أرواح الأشقياء والعياذ بالله.
  • ثم صعد السماء الثانية ووجد فيها سيدنا عيسى عليه السلام ومعه سيدنا يحيي بن ذكريا والقي عليهم السلام.
  • وفي السماء الثالثة رأى سيدنا يوسف عليه السلام .
  • وفي السموات الرابعة التقى بسيدنا إدريس عليه السلام.
  • وفي السماء الخامسة التقى الرسول صلى الله عليه وسلم بسيدنا هارون عليه السلام.
  • وفي السماء السادسة التقى عليه الصلاة والسلام بسيدنا موسى كليم الله عليه السلام.
  • أما عند صعوده للسماء السابعة التقى بخليل الله سيدنا إبراهيم عليه السلام.
  • وبعدها وصل إلى سدرة المنتهى وظهر سيدنا جبريل للنبي بصورته الحقيقية وهنا تم فرض الصلوات الخمس على أمة محمد صلى الله عليه وسلم وتم تخفيف فروض الصلاة من خمسين فرض في اليوم حتى أن خففت لتكون خمسة فقط.
  • فعندما فرض الله خمسون فرض من الصلاة على أمة محمد ونزل محمد فالتقى بموسى وقال له عما فرض الله عليه من الصلوات فقال له كلم الله ارجع وأسال الله أن يخففها فعاد وكانت أربعون ونزل محمد وقال لموسى فقال ارجع وأسال الله التخفيف فأخذ سيدنا محمد يرجع اكثر من مرة حتى وصلت إلى خمس صلوات فساله موسى كم كانت قال محمد أنها خمسة قال له ارجع وأسال الله التخفيف قال صلى الله عليه وسلم إني استحي من الله وهكذا فرضت الصلوات الخمس حتى تقوم الساعة.

تعريف الإسراء والمعراج

وهنا نتعرف على ما هو المقصود بالإسراء وما هو المقصود بالمعراج فنتعرف على ذلك فيما يلي:

  • الإسراء في اللغة بمعنى اسري أو مسري أي السير ليلا وتعني اصطلاحًا هو سير النبي صلى الله عليه وسلم مع سيدنا جبريل من المسجد الحرام إلى أن وصل إلى المسجد الأقصى على البراق وهو جاء به سيدنا جبريل من السماء لتفوق سرعته سرعة الخيل العادي في الدنيا، لأنه اختلف الكفار في هذا الوقت كيف للرسول أن يقوم بالسير من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى في ليلة واحدة وبضع ساعات فقط وهنا هي المعجزة الإلهية.
  • المعراج في اللغة هو الصعود وهو أن الإنسان يعرج السلم أي يصعد السلم وفي مصطلح كلمة المعراج هو ما يدل على الرحلة التي قام بها سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام بصحبة سيدنا جبريل عليه السلام حتى صعد إلى السموات السبع والتقى بالأنبياء في خلال الصعود حتى وصل عند سدرة المنتهى.

مشاهد رحلة الإسراء والمعراج

مواقف من رحلة الإسراء والمعراج

تعدُّ رحلة الإسراء والمعراج معجزةً من معجزات رسول الله التي أكرمه بها الله تعالى، والتي استطاع من خلالها رسول الله أن يصعد إلى السماء ويرى الأنبياء ويصلِّي بهم في بيت المقدس، وأن يدنوَ حتَّى وصل إلى سدرة المنتهى بقدرة الله سبحانه، وقد حدثت مع رسول الله مواقف عديدة أثناء رحلة الإسراء والمعراج، ومن هذه المواقف:

لقاء رسول الله بالأنبياء في السماوات السبع

عَرَجَ جبريل -عليه السلام- برسول الله -صلَّى الله عليه وسلّم- إلى السماء الأولى، فرأى رسول الله نبيَّ الله آدم -عليه السَّلام-، وفي هذا الموقف جاء في صحيح البُخاري سرد هذه القصة على لسان رسول الله -صلى الله عليه وسلّم-، فيما رَواه مالك بن صعصعة الأنصاري إنَّ رسول الله قال: “فَلَمَّا خَلَصْتُ فَإِذَا فِيهَا آدَمُ، فَقَالَ: هذا أبُوكَ آدَمُ فَسَلِّمْ عليه، فَسَلَّمْتُ عليه، فَرَدَّ السَّلَامَ، ثُمَّ قَالَ: مَرْحَبًا بالِابْنِ الصَّالِحِ، والنبيِّ الصَّالِحِ، ثُمَّ صَعِدَ بي حتَّى أتَى السَّمَاءَ الثَّانِيَةَ، فَاسْتَفْتَحَ قيلَ: مَن هذا؟ قَالَ: جِبْرِيلُ، قيلَ: ومَن معكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ، قيلَ: وقدْ أُرْسِلَ إلَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، قيلَ: مَرْحَبًا به فَنِعْمَ المَجِيءُ جَاءَ فَفَتَحَ، فَلَمَّا خَلَصْتُ إذَا يَحْيَى وعِيسَى، وهُما ابْنَا الخَالَةِ، قَالَ: هذا يَحْيَى وعِيسَى فَسَلِّمْ عليهمَا، فَسَلَّمْتُ فَرَدَّا، ثُمَّ قَالَا: مَرْحَبًا بالأخِ الصَّالِحِ، والنبيِّ الصَّالِحِ، ثُمَّ صَعِدَ بي إلى السَّمَاءِ الثَّالِثَةِ، فَاسْتَفْتَحَ، قيلَ: مَن هذا؟ قَالَ: جِبْرِيلُ، قيلَ: ومَن معكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ، قيلَ: وقدْ أُرْسِلَ إلَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، قيلَ: مَرْحَبًا به فَنِعْمَ المَجِيءُ جَاءَ فَفُتِحَ، فَلَمَّا خَلَصْتُ إذَا يُوسُفُ، قَالَ: هذا يُوسُفُ فَسَلِّمْ عليه، فَسَلَّمْتُ عليه، فَرَدَّ ثُمَّ قَالَ: مَرْحَبًا بالأخِ الصَّالِحِ والنبيِّ الصَّالِحِ، ثُمَّ صَعِدَ بي حتَّى أتَى السَّمَاءَ الرَّابِعَةَ فَاسْتَفْتَحَ، قيلَ: مَن هذا؟ قَالَ: جِبْرِيلُ، قيلَ: ومَن معكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ، قيلَ: أوَقَدْ أُرْسِلَ إلَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، قيلَ: مَرْحَبًا به، فَنِعْمَ المَجِيءُ جَاءَ فَفُتِحَ، فَلَمَّا خَلَصْتُ إلى إدْرِيسَ، قَالَ: هذا إدْرِيسُ فَسَلِّمْ عليه فَسَلَّمْتُ عليه، فَرَدَّ ثُمَّ قَالَ: مَرْحَبًا بالأخِ الصَّالِحِ والنبيِّ الصَّالِحِ، ثُمَّ صَعِدَ بي، حتَّى أتَى السَّمَاءَ الخَامِسَةَ فَاسْتَفْتَحَ، قيلَ: مَن هذا؟ قَالَ: جِبْرِيلُ، قيلَ: ومَن معكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ، قيلَ: وقدْ أُرْسِلَ إلَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، قيلَ: مَرْحَبًا به، فَنِعْمَ المَجِيءُ جَاءَ، فَلَمَّا خَلَصْتُ فَإِذَا هَارُونُ، قَالَ: هذا هَارُونُ فَسَلِّمْ عليه، فَسَلَّمْتُ عليه، فَرَدَّ ثُمَّ قَالَ: مَرْحَبًا بالأخِ الصَّالِحِ، والنبيِّ الصَّالِحِ، ثُمَّ صَعِدَ بي حتَّى أتَى السَّمَاءَ السَّادِسَةَ فَاسْتَفْتَحَ، قيلَ: مَن هذا؟ قَالَ: جِبْرِيلُ، قيلَ: مَن معكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ، قيلَ: وقدْ أُرْسِلَ إلَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: مَرْحَبًا به، فَنِعْمَ المَجِيءُ جَاءَ، فَلَمَّا خَلَصْتُ فَإِذَا مُوسَى، قَالَ: هذا مُوسَى فَسَلِّمْ عليه فَسَلَّمْتُ عليه، فَرَدَّ ثُمَّ قَالَ: مَرْحَبًا بالأخِ الصَّالِحِ، والنبيِّ الصَّالِحِ، فَلَمَّا تَجَاوَزْتُ بَكَى، قيلَ له: ما يُبْكِيكَ؟ قَالَ: أبْكِي لأنَّ غُلَامًا بُعِثَ بَعْدِي يَدْخُلُ الجَنَّةَ مِن أُمَّتِهِ أكْثَرُ مِمَّنْ يَدْخُلُهَا مِن أُمَّتِي، ثُمَّ صَعِدَ بي إلى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ، قيلَ: مَن هذا؟ قَالَ: جِبْرِيلُ، قيلَ: ومَن معكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ، قيلَ: وقدْ بُعِثَ إلَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: مَرْحَبًا به، فَنِعْمَ المَجِيءُ جَاءَ، فَلَمَّا خَلَصْتُ فَإِذَا إبْرَاهِيمُ قَالَ: هذا أبُوكَ فَسَلِّمْ عليه، قَالَ: فَسَلَّمْتُ عليه فَرَدَّ السَّلَامَ، قَالَ: مَرْحَبًا بالِابْنِ الصَّالِحِ والنبيِّ الصَّالِحِ..”.

رسول الله في سدرة المنتهى

بعد أن لاقى رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- أباه إبراهيم -عليه السَّلام- في السماء السابعة صعد إلى سدرة المنتهى، حيث يقول في تتمة الحديث السابق: “ثُمَّ رُفِعَتْ إلَيَّ سِدْرَةُ المُنْتَهَى، فَإِذَا نَبْقُهَا مِثْلُ قِلَالِ هَجَرَ، وإذَا ورَقُهَا مِثْلُ آذَانِ الفِيَلَةِ، قَالَ: هذِه سِدْرَةُ المُنْتَهَى، وإذَا أرْبَعَةُ أنْهَارٍ: نَهْرَانِ بَاطِنَانِ ونَهْرَانِ ظَاهِرَانِ، فَقُلتُ: ما هذانِ يا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: أمَّا البَاطِنَانِ فَنَهْرَانِ في الجَنَّةِ، وأَمَّا الظَّاهِرَانِ فَالنِّيلُ والفُرَاتُ، ثُمَّ رُفِعَ لي البَيْتُ المَعْمُورُ، ثُمَّ أُتِيتُ بإنَاءٍ مِن خَمْرٍ، وإنَاءٍ مِن لَبَنٍ، وإنَاءٍ مِن عَسَلٍ، فأخَذْتُ اللَّبَنَ، فَقَالَ: هي الفِطْرَةُ الَّتي أنْتَ عَلَيْهَا وأُمَّتُكَ، ثُمَّ فُرِضَتْ عَلَيَّ الصَّلَوَاتُ خَمْسِينَ صَلَاةً كُلَّ يَومٍ، فَرَجَعْتُ فَمَرَرْتُ علَى مُوسَى، فَقَالَ: بما أُمِرْتَ؟ قَالَ: أُمِرْتُ بخَمْسِينَ صَلَاةً كُلَّ يَومٍ، قَالَ: إنَّ أُمَّتَكَ لا تَسْتَطِيعُ خَمْسِينَ صَلَاةً كُلَّ يَومٍ، وإنِّي واللَّهِ قدْ جَرَّبْتُ النَّاسَ قَبْلَكَ، وعَالَجْتُ بَنِي إسْرَائِيلَ أشَدَّ المُعَالَجَةِ، فَارْجِعْ إلى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ التَّخْفِيفَ لِأُمَّتِكَ، فَرَجَعْتُ فَوَضَعَ عَنِّي عَشْرًا، فَرَجَعْتُ إلى مُوسَى فَقَالَ مِثْلَهُ، فَرَجَعْتُ فَوَضَعَ عَنِّي عَشْرًا، فَرَجَعْتُ إلى مُوسَى فَقَالَ مِثْلَهُ، فَرَجَعْتُ فَوَضَعَ عَنِّي عَشْرًا، فَرَجَعْتُ إلى مُوسَى فَقَالَ مِثْلَهُ، فَرَجَعْتُ فَأُمِرْتُ بعَشْرِ صَلَوَاتٍ كُلَّ يَومٍ، فَرَجَعْتُ فَقَالَ مِثْلَهُ، فَرَجَعْتُ فَأُمِرْتُ بخَمْسِ صَلَوَاتٍ كُلَّ يَومٍ، فَرَجَعْتُ إلى مُوسَى، فَقَالَ: بمَ أُمِرْتَ؟ قُلتُ: أُمِرْتُ بخَمْسِ صَلَوَاتٍ كُلَّ يَومٍ، قَالَ: إنَّ أُمَّتَكَ لا تَسْتَطِيعُ خَمْسَ صَلَوَاتٍ كُلَّ يَومٍ، وإنِّي قدْ جَرَّبْتُ النَّاسَ قَبْلَكَ وعَالَجْتُ بَنِي إسْرَائِيلَ أشَدَّ المُعَالَجَةِ، فَارْجِعْ إلى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ التَّخْفِيفَ لِأُمَّتِكَ، قَالَ: سَأَلْتُ رَبِّي حتَّى اسْتَحْيَيْتُ، ولَكِنِّي أرْضَى وأُسَلِّمُ، قَالَ: فَلَمَّا جَاوَزْتُ نَادَى مُنَادٍ: أمْضَيْتُ فَرِيضَتِي، وخَفَّفْتُ عن عِبَادِي” [٤]، والله أعلم.

موقف أبي بكر من رحلة الإسراء والمعراج

بعدَ أنْ عادَ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- من رحلة الإسراء والمعراج إلى مكة المكرمة، كان قد زال عنه كلُّ همٍّ وغمٍّ ونصب رغم الرحلة الطويلة التي قام بها، وبعد أن رجع أخبر أهله بما حدث معه في هذه الرحلة الطويلة، فاشتد تكذيب المشركين له، وارتد عدد من الناس الذين أسلموا ولم يكن الإيمان قد ترسخ في قلوبهم، واستغل بعض الناس هذا الموقف، فذهبوا إلى أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- ليخبروه بما يقول رسول الله، وجاء هذا في الحديث الذي روته السيدة عائشة -رضي الله عنها- قالت: “لما أُسرِيَ بالنبيِّ إلى المسجدِ الأقْصى، أصبح يتحدَّثُ الناسُ بذلك، فارتدَّ ناسٌ ممن كانوا آمنوا به، و صدَّقوه، و سَعَوْا بذلك إلى أبي بكرٍ، فقالوا: هل لك إلى صاحبِك يزعم أنه أُسرِيَ به الليلةَ إلى بيتِ المقدسِ؟ قال: أو قال ذلك؟ قالوا: نعم، قال: لئن كان قال ذلك لقد صدَقَ، قالوا: أو تُصَدِّقُه أنه ذهب الليلةَ إلى بيتِ المقدسِ وجاء قبل أن يُصبِحَ؟ قال: نعم، إنِّي لَأُصَدِّقُه فيما هو أبعدُ من ذلك، أُصَدِّقُه بخبرِ السماءِ في غُدُوِّه أو رَوْحِه، فلذلك سُمِّي أبو بكٍر الصِّديقَ”. [٧]، ولهذا سُمِّي أبو بكر بالصديق، والله تعالى أعلم.

قصة الإسراء والمعراج بالتفصيل pdf

https://www.noor-book.com/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A1-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D8%AC-pdf

تاريخ الإسراء والمعراج

توافق ليلة 27 رجب ذكرى الإسراء والمعراج، وهذا يوافق يوم الأحد 22 مارس 2020 ميلاديًا، وتبدأ ليلة السابع والعشرين من رجب مغرب يوم السبت 26 رجب وتنتهي فجر الأحد

مشاهد الإسراء والمعراج الصحيحة

ماذا رأى الرسول في رحلة المعراج

إن من عظمة وبلاغة القرآن الكريم أن لخّص حادثة الإسراء والمعراج في آية واحدة بَيَّنَ فيها نقطة البداية ونقطة النهاية، فالله -سبحانه- القادر على تلخيصها في القرآن قادرٌ على تسهيلها للمصطفى العدنان،[٢] وقد ثبتت رحلة الإسراء في قوله تعالى: (سُبحانَ الَّذي أَسرى بِعَبدِهِ لَيلًا مِنَ المَسجِدِ الحَرامِ إِلَى المَسجِدِ الأَقصَى)،[٣] أما المعراج فهو ثابت بالأحاديث الصحيحة المقبولة عند الأمة، ويرى بعض العلماء أنه إن لم يثبت بالقرآن الكريم بشكل صريح، فقد تمّت الإشارة إليه في سورة النجم، ومن الأمور التي رآها النبي -صلى الله عليه وسلم- في رحلة المعراج ما يأتي.

جبريل على هيئته الحقيقية

رأى النبي -صلى الله عليه وسلم- في رحلة المعراج المَلَكْ جبريل -عليه السلام- في صورته التي خلقه الله عليها، وهي خلقة عظيمة، وآية من آيات الله، فهو مخلوق عظيم له ستمائة جناح، كل جناح منها حجمه مدّ البصر، وقد رآه النبي مرتين على صورته الحقيقة، حيث رآه في الأفق الأعلى، وعند سدرة المنتهى، والمقصود هنا أن الذي رآه النبي -صلى الله عليه وسلم- هو جبريل عليه السلام، لكن ظَنَّ البعض أنه رأى ربه في رحلة المعراج، والصواب أنه لم يره، ودليل ذلك قول عائشة -رضي الله عنها- عندما سُئلَّت عن ذلك قالت: أنه لم ير ربه، وقرأت قول الله تعالى: (لا تُدرِكُهُ الأَبصارُ وَهُوَ يُدرِكُ الأَبصارَ)،[٥] يعني: لا نرى الله في الدنيا، أما في الآخرة فسوف يراه النبي -صلى الله عليه وسلم- والمؤمنون يوم الحساب، وفي الجنة، بإجماع أهل السنة والجماعة، بحيث يرونه رؤية ثابتة واضحة بيقين لا شبهة فيه، ووضوحها ويقينها كرؤية الشمس والقمر، وهذه الرؤية خاصة بأهل الإيمان، أما الكُفار فهم محجوبون عن رؤية الله -تعالى- بنص القرآن الكريم.

البُراق

رأى النبي -صلى الله عليه وسلم- البُراق، وهو دابة أبيض طويل أكبر من الحمار وأصغر من البغل، وهي الدابة التي ركبها النبي -صلى الله عليه وسلم- للانتقال من مكة المكرمة إلى بيت المقدس في رحلة الإسراء والمعراج

الأنبياء

ثبت في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أثناء صعوده إلى السماء برفقة جبريل -عليه السلام- رأى في كل سماء نبيّاً أو أكثر من الأنبياء، وسلَّمَّ عليهم، على النحو الآتي:

  • السماء الأولى: آدم عليه السلام.
  • السماء الثانية: عيسى ويحيى عليهما السلام.
  • السماء الثالثة: يوسف عليه السلام.
  • السماء الرابعة: إدريس عليه السلام.
  • السماء الخامسة: هارون عليه السلام.
  • السماء السادسة: موسى عليه السلام.
  • السماء السابعة: إبراهيم عليه السلام.

مالك صاحب النار

جاء في الأحاديث أن النبي -صلى الله عليه وسلم- رأى في رحلة الإسراء والمعراج المَلَك خازن النار؛ وهو مالك عليه السلام، حتى إن مالك هو الذي بدأ النبي -صلى الله عليه وسلم- بالسلام.

البيت المعمور

البيت المعمور: وهو بيت يصلّي فيه كل يوم سبعون ألف ملك، لا يعودوا إليه أبداً، وقد ثبت في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أثناء صعوده إلى السماء برفقة جبريل -عليه السلام- رأى البيت المعمور، حيث قال: (فَرُفِعَ لي البَيْتُ المَعْمُورُ، فَسَأَلْتُ جِبْرِيلَ، فَقالَ: هذا البَيْتُ المَعْمُورُ).

سدرة المنتهى

رأى النبي -صلى الله عليه وسلم- في رحلة المعراج الجنة ونعيمها، ورأى سدرة المنتهى، ودليل ذلك قوله: (ورُفِعَتْ لي سِدْرَةُ المُنْتَهَى).

نهر الكوثر

رأى النبي -صلى الله عليه وسلم- في رحلة المعراج نهر الكوثر الذي خصّه الله به وأكرمه به، ودليل ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: (بيْنَما أنا أسِيرُ في الجَنَّةِ، إذا أنا بنَهَرٍ، حافَتاهُ قِبابُ الدُّرِّ المُجَوَّفِ، قُلتُ: ما هذا يا جِبْرِيلُ؟ قالَ: هذا الكَوْثَرُ).

النار

اطلع النبي -صلى الله عليه وسلم- في رحلة المعراج على بعض أحوال الذين يعذّبون في نار جهنم، ورأى أصناف متعددة منهم:

  • الصنف الأول: الذين يخوضون في أعراض المسلمين، ويقعون في الغيبة، ودليل ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: (لما عُرِجَ بي مررتُ بقومٍ لهم أظفارٌ من نُحاسٍ يخْمِشون وجوهَهم وصدورَهم، فقلتُ: من هؤلاء يا جبريلُ؟ قال: هؤلاء الذين يأكلون لحومِ الناسِ).
  • الصنف الثاني: الذين يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم، ودليل ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: (مرَرْتُ ليلةَ أُسرِيَ بي على قومٍ تُقرَضُ شِفاهُهم بمَقاريضَ مِن نارٍ، قال: قلتُ: مَن هؤلاءِ؟ قالوا: خُطَباءُ أمَّتِكَ).
  • الصنف الثالث: الذين يأكلون الربا، ودليل ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: (رَأَيتُ لَيلةَ أُسريَ بي رَجُلًا يَسبَحُ في نَهرٍ ويُلقَمُ الحِجارةَ، فسَأَلتُ: ما هذا؟ فقِيلَ لي: آكِلُ الرِّبا).
السابق
تربية البط
التالي
زهرة الياسمين

اترك تعليقاً