ديني

ما هي نواقض الاسلام

نواقض الإسلام مختصرة

  • الشرك في عبادة الله تعالى؛ فالله لا يغفر أن يُشرك به ويغفر غير ذلك بإذنه، ومن الشرك بالله الذبح لغير الله، كالذبح للجن مثلاً أو للقبر، ودعاء الأموات والاستغاثة بهم.
  • اتخاذ الإنسان وسطاء بينه والله تعالى، حيث يدعوهم ويطلب منهم الشفاعة، ويتوكّل عليهم؛ فالدين الخالص لله سبحانه، وليس لإنسان أن يقرّب إلى الله زُلفى.
  • الاعتقاد بأنّ حكم غير الرسول أفضل من حكمه صلّى الله عليه وسلم، وأنّ غير هديه هو أكمل من هديه، وذلك يشمل تفضيل حكم الكافرين على حكم الشريعة.
  • كره شيء ممّا جاء به الرسول صلّى الله عليه وسلّم حتّى ولو تمّ العمل به.
  • الاستهزاء بشيء من الدين أو ثوابه أو عقابه؛ فأصل الدين قائم على تعظيم الله وتعظيم دينه ورسله، وغير ذلك يعني الإخلال بهذا الأصل.
  • السحر، ويشمل صرف الشرّ والعطف، كما يشمل من يفعله ويرضى به، ونُشير هنا إلى أنّ السحر الذي فيه إهانة للمصحف أو السجود للشياطين وما إلى ذلك هو السحر الذي يعدّ من نواقض الإسلام بالإجماع، أمّا غيره من السحر فأكثرية العلماء قالت بكفر فاعله والبعض لم يكفّره.
  • معاونة المشركين وحضّهم على المسلمين؛ فلا يجوز للمسلم أن يكون نصيراً للكافرين ضدّ المسلمين.
  • الاعتقاد بإمكانيّة الخروج عن شريعة محمّد صلّى الله عليه وسلم كما أمكن الخضر الخروج عن شريعة موسى عليه السلام.
  • الصدّ عن دين الله سبحانه؛ فلا يتعلّمه الإنسان ولا يعمل به.

تعريف نواقض الإسلام

الأعمال، أو الأقوال، أو الاعتقادات التي إن وقعت من المسلم بطُل إسلامه، وانتقض دينه، وأصبح من أهل الأوثان، وإذا مات على ذلك كان من أهل النار،

نواقض الإسلام عند المالكية

قال الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى:

اعلم أن من أعظم نواقض الإسلام عشرة:

الشرك في العبادة والتوجه

الأول: الشرك في عبادة الله وحده لا شريك له.

والدليل قوله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ﴾ (النِّسَاء: 48) ومنه الذبح لغير الله، كمن يذبح للجن، أو القباب.

اتخاذ الوسائط في التوجه الى الله

الثاني: من جعل بينه وبين الله وسائط، يدعوهم ويسألهم الشفاعة، كفر إجماعاً.

تصحيح أديان المشركين واعتقاد أنها مقربة الى الله

الثالث: من لم يكفر المشركين، أو شك في كفرهم، أو صحح مذهبهم، كفر إجماعاً.

اعتقاد حُسن حكم وهدْي غير ما جاء به رسول الله

الرابع: من اعتقد أن غير هدي النبي صلى الله عليه وسلم أكمل من هديه، أو أن حكم غيره أحسن من حكمه.

كالذين يفضلون حكم الطاغوت على حكمه، فهو كافر.

بغض شيء مما جاء به رسول الله

الخامس: من أبغض شيئاً مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، ولو عمل به، كفر إجماعاً.

والدليل قوله تعالى: ﴿ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ﴾ (محَمَّد:9).

الاستهزاء بشيء جاء به رسول الله من الأحكام أو الغيبيات

السادس: من استهزأ بشيء من دين الله، أو ثوابه أو عقابه كفر.

والدليل قوله تعالى: ﴿وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لاَ تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ﴾ (التّوبَة: 65-66).

السحر

السابع: السحر، ومنه الصَّرْف والعَطْف (1)، فمن فعله أو رضي به كفر.

والدليل قوله تعالى: ﴿وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ﴾ (البَقَرَة، من الآية: 102).

ولاء الكفار ومناصرتهم

الثامن: مظاهرة المشركين ومعاونتهم على المسلمين.

والدليل قوله تعالى: ﴿وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾ (المَائدة، من الآية: 51).

تسويغ الخروج عن شريعة رسول الله

التاسع: من اعتقد أن بعض الناس لا يجب عليه اتباعه صلى الله عليه وسلم، وأنه يسعه الخروج من شريعته، كما وسع الخضر الخروج من شريعة موسى عليهما السلام، فهو كافر.

الإعراض عن دين الله علما وعملا

العاشر: الإعراض عن دين الله، لا يتعلمه ولا يعمل به.

والدليل قوله تعالى: ﴿وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ﴾ (السَّجدَة:21).

الهَزل والخوف ليسوا أعذارا

ولا فرق في جميع هذه النواقض، بين الهازل والجاد والخائف، إلا المكره.

الحذر من كثرة وقوع نواقض الإسلام

وكلها من أعظم ما يكون خطراً، ومن أكثر ما يكون وقوعاً، فينبغي للمسلم أن يحذرها، ويخاف منها على نفسه، نعوذ بالله من موجبات غضبه وأليم عقابه، وصلى الله على محمد.

نواقض الإيمان

واقض الإيمان كثيرة في تفصيلاتها، لكنها تجتمع في ثلاثة أنواع، هي:

أوّلاً- النواقض الاعتقادية.

ثانياً- النواقض القولية.

ثالثاً- النواقض العملية.

الرد على نواقض الإسلام العشرة

نواقض الإسلام العشرة ، التي ذكرها الإمام محمد بن عبد الوهاب كلها مجمع عليها ، إلا ناقضا واحدا فقط وهو السحر ، فإن فيه تفصيلا ، وبعض صوره أجمع العلماء على أنها ناقضة للإسلام ، كما سيأتي .
وبيان هذا النواقض باختصار :
“الأول : الشرك في عبادة الله تعالى ، قال الله تعالى : ( إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ) ، وقال تعالى : ( إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ ) ومن ذلك : دعاء الأموات ، والاستغاثة بهم ، والنذر والذبح لهم “.

وأدلة هذا الناقض من الكتاب والسنة أكثر من أن تحصر ، وإجماع العلماء عليه إجماع ضروري.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : ” وأصل الشرك أن تعدل بالله تعالى مخلوقاته في بعض ما يستحقه وحده ، فإنه لم يعدل أحد بالله شيئا من المخلوقات في جميع الأمور ، فمن عبد غيره أو توكل عليه فهو مشرك به ” انتهى من ” الاستقامة ” (1/344) .
ويقول ابن عبد الهادي رحمه الله : ” ولو جاء إنسان إلى سرير الميت [ النعش] يدعوه من دون الله ويستغيث به ، كان هذا شركا محرما بإجماع المسلمين ” .
انتهى من ” الصارم المنكي ” (ص436) .

“الثاني : من جعل بينه وبين الله وسائط يدعوهم ويسألهم الشفاعة ويتوكل عليهم فقد كفر إجماعا”.
ودليل ذلك قوله تعالى : ( وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّه ) يونس/18، فمن فعل ذلك كان شبيها بعباد الأوثان .
ولذلك قال ابن مفلح رحمه الله في ” الفروع ” (3/553) : ” لأن ذلك كفعل عابدي الأصنام قائلين: ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى ” انتهى .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : ” فمن جعل الملائكة والأنبياء وسائط ، يدعوهم ويتوكل عليهم ، ويسألهم جلب المنافع ودفع المضار ، مثل أن يسألهم غفران الذنب وهداية القلوب وتفريج الكروب وسد الفاقات: فهو كافر بإجماع المسلمين ” .
انتهى من ” مجموع الفتاوى ” (1/124) .
وقد تلقى العلماء هذا الإجماع من شيخ الإسلام ، وأثبتوه في أبواب حكم المرتد من كتبهم ، كما نقله المرداوي في ” الإنصاف ” (10/327) فقال : ” وكذا الحكم لو جعل بينه وبين الله وسائط يتوكل عليهم ويدعوهم ويسألهم ، إجماعا ” انتهى .
وينظر ” كشاف القناع للبهوتي ” (6/168) ، “الفروع لابن مفلح ” (3/553) .
وينظر للفائدة : جواب السؤال : (153666) .

“الثالث : من لم يكفّر المشركين ، أو شك في كفرهم ، أو صحح مذهبهم : كفر” .
هذا الناقض مجمع على كفر فاعله ، والمراد بـ”المشركين” هنا : الكافر الأصلي ، ويلحق بهم : الذين وقعوا في ردة قطعية أجمع عليها العلماء ، تتعلق بالمعلوم من الدين بالضرورة ، كمن أنكر البعث والقيامة ، أو أنكر آية من كتاب الله ، ونحو ذلك من أسباب الردة الصريحة التي لا شبهة فيها .
وقد نقل القاضي عياض رحمه الله إجماع العلماء على هذا ، فقال :
” الإجماع على كفر من لم يكفر أحداً من النصارى واليهود ، وكل من فارق دين المسلمين ، أو وقف في تكفيرهم ، أو شك ” انتهى من ” الشفا ” (2/281) .
وينظر جواب السؤال رقم : (210595) .

“الرابع : من اعتقد أن هدي غير النبي صلى الله عليه وسلم أكمل من هديه ، أو أن حكم غيره أحسن من حكمه ، كالذين يفضلون حكم الطواغيت على حكمه ، فهو كافر” .
قال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله :
“ويدخل في هذا القسم : من اعتقد أن الأنظمة والقوانين التي يسنها الناس أفضل من شريعة الإسلام أو أنها مساوية لها، أو أنه يجوز التحاكم إليها، ولو اعتقد أن الحكم بالشريعة أفضل ، أو أن نظام الإسلام لا يصلح تطبيقه في القرن العشرين، أو أنه كان سببا في تخلف المسلمين، أو أنه يحصر في علاقة المرء بربه دون أن يتدخل في شئون الحياة الأخرى .
ويدخل في هذا أيضا: من يرى أن إنفاذ حكم الله في قطع يد السارق، أو رجم الزاني المحصن لا يناسب العصر الحاضر ، ويدخل في ذلك أيضا : كل من اعتقد أنه يجوز الحكم بغير شريعة الله في المعاملات أو الحدود أو غيرهما، وإن لم يعتقد أن ذلك أفضل من حكم الشريعة ; لأنه بذلك يكون قد استباح ما حرمه الله إجماعا، وكل من استباح ما حرم الله مما هو معلوم من الدين بالضرورة ، كالزنا والخمر والربا والحكم بغير شريعة الله : فهو كافر بإجماع المسلمين” .
انتهى من ” مجموع فتاوى الشيخ ابن باز ” (1/132) .
وقد سبق في الفتوى رقم : (111923) أن هذا الناقض مجمع عليه .

“الخامس : من أبغض شيئا مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ، ولو عمل به فقد كفر ؛ لقوله تعالى : (ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ ) ” .
والإجماع منعقد على كفر من أبغض شيئا مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ، كما نقله البهوتي رحمه الله في ” كشاف القناع ” (6/168). وينظر لمزيد الفائدة الفتوى رقم : (148099).

“السادس : من استهزأ بشيء من دين الرسول صلى الله عليه وسلم أو ثوابه أو عقابه كفر ، والدليل قوله تعالى : ( قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ )”.
قال الشيخ عبد الرحمن ابن سعدي : ” أصل الدين مبني على تعظيم الله ، وتعظيم دينه ورسله والاستهزاءُ بشيء من ذلك : مناف لهذا الأصل ، ومناقض له أشد المناقضة ” . انتهى من ” تيسير الكريم الرحمن ” (ص342) .
وقال الشيخ ابن باز رحمه الله : ” وقد أجمع العلماء قاطبة على أن المسلم متى سب الدين ، أو تنقصه ، أو سب الرسول صلى الله عليه وسلم ، أو انتقصه ، أو استهزأ به؛ فإنه يكون مرتدا كافرا حلال الدم والمال ” انتهى من ” فتاوى نور على الدرب ” (1/139) .
وللاستزادة ينظر جواب السؤال : (163627) .

“السابع : السحر ، ومنه الصرف والعطف ، فمن فعله ، أو رضي به كفر ، والدليل قوله تعالى : ( وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ )” .
وهذا الناقض لم ينعقد الإجماع على جميع صوره .
فإذا فعل الساحر ما هو كفر ، كإهانة المصحف ، أو السجود للشياطين .. ونحو ذلك ، فهو كافر بالإجماع .
أما إذا لم يفعل شيئا من ذلك : فأكثر العلماء على أنه كافر أيضا بمجرد عمله للسحر .
وقد سبق بيان هذا في الفتوى رقم : (69914) .
كما سبق الإشارة إلى اختلاف العلماء في هذا في الفتوى رقم : (13914) .
وينظر لمزيد الفائدة الفتوى رقم : (148099) .

“الثامن : مظاهرة المشركين ومعاونتهم على المسلمين ، والدليل قوله تعالى : ( وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ) ” .
والمراد بذلك : أن يكون المسلم نصيرا وظهرا وعونا للكفار ضد المسلمين ، ويوالي حزبهم ، من دون حزب المؤمنين .
قال الطبري رحمه الله في تفسير قوله تعالى ( لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء ) :
” لا تتخذوا، أيها المؤمنون ، الكفارَ ظهرًا وأنصارًا توالونهم على دينهم ، وتظاهرونهم على المسلمين من دون المؤمنين ، وتدلُّونهم على عوراتهم ، فإنه مَنْ يفعل ذلك ” فليس من الله في شيء ” ، يعني بذلك : فقد برئ من الله وبرئ الله منه ، بارتداده عن دينه ودخوله في الكفر ” إلا أن تتقوا منهم تقاة ” ، إلا أن تكونوا في سلطانهم فتخافوهم على أنفسكم ، فتظهروا لهم الولاية بألسنتكم ، وتضمروا لهم العداوة ، ولا تشايعوهم على ما هم عليه من الكفر ، ولا تعينوهم على مُسلم بفعل ” انتهى من ” تفسير الطبري ” (3/140) .

وقد أفتى علماء المغرب بردة محمد بن عبد الله السعدي ، أحد ملوك مراكش ، لما استعان بملك البرتغال ضد عمه .
انظر : “الاستقصاء لأخبار دول المغرب الأقصى” (2/70) .
“وفي كتاب الْقَضَاء من نَوَازِل الإِمَام الْبُرْزُليّ رَحمَه الله ، أَن أَمِير الْمُسلمين يُوسُف بن تاشفين اللمتوني رَحمَه الله ، استفتى عُلَمَاء زَمَانه رَضِي الله عَنْهُم – وهم مَا هم – فِي استنصار ابْن عباد الأندلسي بِالْكِتَابَةِ إِلَى الإفرنج على أَن يعينوه على الْمُسلمين ، فَأَجَابَهُ جلهم رَضِي الله عَنْهُم بردته وكفره ” ينظر : “الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى ” (5/75) .

وقد أفتى شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله فيمن انضم إلى التتار وقاتل المسلمين أنه مرتد ، وقال : “وَإِذَا كَانَ السَّلَفُ قَدْ سَمَّوْا مَانِعِي الزَّكَاةِ مُرْتَدِّينَ – مَعَ كَوْنِهِمْ يَصُومُونَ. وَيُصَلُّونَ وَلَمْ يَكُونُوا يُقَاتِلُونَ جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِينَ – فَكَيْفَ بِمَنْ صَارَ مَعَ أَعْدَاءِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ قَاتِلًا لِلْمُسْلِمِينَ” .
انتهى من مجموع فتاوى شيخ الإسلام (28/530-531) .

“التاسع : من اعتقد أن بعض الناس يسعه الخروج عن شريعة محمد صلى الله عليه وسلم فهو كافر؛ لقوله تعالى : (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ)”.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : ” ومعلوم بالاضطرار من دين المسلمين باتفاق جميع المسلمين أن من سوّغ غير دين الإسلام، أو اتباع شريعة غير شريعة محمد صلى الله عليه وسلم فهو كافر، وهو ككفر من آمن ببعض الكتاب ، وكفر ببعض الكتاب ” انتهى من ” الفتاوى الكبرى ” (3/543) .

“العاشر : الإعراض عن دين الله لا يتعلمه ولا يعمل به ، والدليل قوله تعالى : ( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ )” .
والمراد بـ”كفر الإعراض” : الإعراض عما جاء به الرسول ، لا يبالي به ، ولا يتلقاه عنه ، ولا يرفع به رأسا .
قال ابن القيم رحمه الله :
” وَأَمَّا كُفْرُ الْإِعْرَاضِ فَأَنْ يُعْرِضَ بِسَمْعِهِ وَقَلْبِهِ عَنِ الرَّسُولِ، لَا يُصَدِّقُهُ وَلَا يُكَذِّبُهُ، وَلَا يُوَالِيهِ وَلَا يُعَادِيهِ، وَلَا يُصْغِي إِلَى مَا جَاءَ بِهِ الْبَتَّةَ ..” انتهى من “مدارج السالكين” (1/347) .
وقال الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ- رحمه الله- في جواب مفصل حول ذلك : ” إن أحوال الناس تتفاوت تفاوتاً عظيماً ، وتفاوتهم بحسب درجاتهم في الإيمان ؛ إذا كان أصل الإيمان موجوداً ، والتفريط والترك إنما هو فيما دون ذلك من الواجبات والمستحبات .
وأما إذا عدم الأصل الذي يدخل به الإسلام ، وأعرض عن هذا بالكلية : فهذا كفر إعراض، فيه قوله تعالى: ( وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ ) [الأعراف: 179]، وقوله: ( وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ) [طه: 124] .
ولكن عليك أن تعلم أن المدار على معرفة حقيقة الأصل ، وحقيقة القاعدة ، وإن اختلف التعبير واللفظ ..” . انتهى ، ينظر : “نواقض الإيمان الاعتقادية” ،

ولم نقف على من نقل الإجماع في هذا النوع من الكفر.

خطبة عن نواقض الإسلام

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا؛ من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً. ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْْ اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ .﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا .﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِين ءَامَنُواْ اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا . أما بعد:

فإنّ خير الكلام كلام الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثةٍ بدعة وكل بدعةٍ ضلالة، وكل ضلالةٍ في النار.

عباد الله لقد من الله علينا بنعم عظيمة ومن أعظمها وأجلها وأكرمها عند الله نعمة الهداية للإسلام فيجب المحافظة عليها ودعاء الله الثبات على هذا الدين , واعلموا أن هناك نواقض للإسلام كثيرة أهمها عشرة نواقض يجب على كل مسلم معرفتها وحفظها وتعليمها من تعولون فإن ثمرة العلم العمل. ليكن هم الواحد منا رفع الجهل عن نفسه, وحماية معتقده من الخلل والنقص , بخلاف ما قد يتوهمه بعضهم أنه بدراسة هذه النواقض يستطيع الحكم على الآخرين بالتكفير أو التبديع أو التفسيق فهذا خذلان ونقص وعيب وعُجْب بالنفس , وليُعلم أن الحكم على الناس بالكفر خاص بأهل العلم الراسخين الموثوقين إذا توفرت الشروط وانتفت الموانع.

الناقض الاول : الشرك في عبادة الله تعالى، قال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ﴾ والشرك أعظم ذنب عُصي الله به وهو مساواة الخالق بالمخلوق .

الناقض الثاني: عباد الله – هو من جملة الناقض الأول لكنه أخص منه- وهو من جعل بينه وبين الله وسائط يدعوهم ويسألهم الشفاعة ويتوكل عليهم فقد كفر إجماعاً قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى ﴾ – هذه حجتهم – فرد الله عليهم بقوله : ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ ﴾ فهم كذبة بقولهم ,كفار بفعلهم حيث أنهم شبهوا الله تعالى بملوك الدنيا الذين لا تسطيع الوصول إليهم إلا عن طريق الواسطة تعالى الله عما يقول الظالمون علواً كبيراً .

الناقض الثالث: من لم يكّفر المشركين مثل اليهود والنصارى وغيرهم أو شك في كفرهم أو صحح مذهبهم :كفر , فهؤلاء كفّرهم الله في غير ما آية فمن لم يكفرهم فقد كذب القرآن , ومن كذب القرآن كفر قال الله تعالى(:لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة ) وقال(لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم) قاتلهم الله . و ثبت في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” والذي نفسي بيده لا يسمع بي من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم لا يؤمن بما جئت به إلا كان من أهل النار “.وقد أفتت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية في السعودية بما نصه[ وأجمع العلماء على وجوب هدم الكنائس وغيرها من المعابد الكفرية إذا حدثت في أرض الاسلام وبهذا يعلم أن السماح لهم في بلاد الاسلام من أعظم الإعانة على الكفر وإظهار شعائره] (467/1)

الناقض الرابع: من اعتقد أن غير هدي النبي صلى الله عليه وسلم أكمل من هديه أو مماثل لحكم الله أو يجوز كالذي يفضل حكم الطواغيت على حكمه فهو كافر. قال تعالى: ﴿ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ﴾.

الناقض الخامس : من أبغض شيئاً مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ولو عمل به كفر إجماعاً والدليل قوله تعالى: ﴿ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ ﴾، البغض والكراهية لشيء مما جاء به الرسول مثل الزكاة كأن يكره إخراج الزكاة ويبغضها أو يكره الصلاة ولو صلى .

الناقض السادس : من استهزاء بالله أو بالرسول صلى الله عليه وسلم أو بشيء من دين الرسول صلى الله عليه وسلم أو ثواب الله أو عقابه كفر, من استهزأ بشيء من دين الرسول صلى الله عليه وسلم وهو السخرية والنقص والاستهزاء بشيء أمر من ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم قال تعالى: ﴿ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ . لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ ﴾ فهذه الآية صريحة في تكفير من استهزاء بالرسول صلى الله عليه وسلم وكذلك آياته فكيف بمن استهزاء بدين الله من صلاة وصيام وزكاة أو استهزاء باللحية لأنها دين أو بالحجاب لأنه دين .

الناقض السابع: السحر عبارة عن عزائم ورقاء وعقود وأدوية وتدخينات تؤثر في القلوب والأبدان فتمرض وتقتل وتفرق بين المرء وزوجه , فالساحر يكفر لأنه يستعين بالشياطين فمن علم السحر أو تعلمه أو فعله أو رضي به :كفر قال تعالى: ﴿ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ ﴾،

الناقض الثامن: مظاهرة المشركين ومعاونتهم على المسلمين والدليل قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴾ فالتولي ردة وهو نصرة الكافر على المسلم حبا لدين الكافر وفرحا بإظهاره , وأما الموالاة وهي نصرة الكافر على المسلم لمصلحة دنيوية بحته فهذا جرم وإثم وعار وشنار ولكنه ليس من النواقض- وقد يصل-.

أقول هذا القول واستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب إنه هو الغفور الرحيم.

( الخطبة الثانية)

الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين أما بعد:

الناقض التاسع من نواقض الإسلام: من اعتقد بعض الناس يسعه الخروج عن شريعة محمد كما وسع الخضر الخروج على شريعة موسى عليه السلام فهو كافر، الخروج عن شريعة محمد يكون بالفعل أو القول قال تعالى: ﴿ قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا ﴾.

الناقض العاشر : الإعراض عن دين الله تعالى لا يتعلمه ولا يعمل به والدليل ﴿ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ ﴾ وذلك بأن يكون منسلخاً من الدين بالكلية .

فمن وقع في ناقض من تلك النواقض هازلاً مازحاً أو جاداً قاصداً أو خائفاً فوت مال أو جاه فهو كافر؛ لا فرق.

أما إن أُكره وقلبه مطمئن بالإيمان فقد عذره الله تعالى: ﴿ مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾.

فاتقوا الله عباد الله وعظمّوا شعائر دينكم، واغرسوا في قلوبكم وقلوب من تعولون اتّباع أوامر ربكم وابتعدوا عن كل طريق فيه يكون سبب لغوايتكم وسخط ربكم، واحذروا نواقض دينكم، واسألوا ربكم الثبات على دينه والخوف من غضبه وما يوجب عقابه ، نعوذ بالله من موجبات غضبه، وأليم عقابه.

اللهم ثبتنا بقولك الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة، اللهم وفقنا لما يرضيك عنا وجنبنا ما يسخطك علينا يا حي يا قيوم، اللهم أعزّ الإسلام والمسلمين وأذلّ الشرك والمشركين ودمّر أعداء الدين في كل مكان، اللهم لا تجعل للكافرين منّة على المؤمنين، واجعلهم غنيمة سائغة لهم يا قوي يا عزيز.

اللهم اجعل هذا البلد آمنا مطمئنا وسائر بلاد المسلمين. اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا. اللهم وفق ولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين لرضاك، واجعل عمله في رضاك، اللهم وفقه وإخوانه وأعوانه لما فيه صلاح العباد والبلاد، اللهم هيئ له البطانة الصالحة يا رب العالمين.

اللهم أصلح أحوال المسلمين حكاما ومحكومين ، اللهم أرهم الحقّ حقًا وارزقهم اتباعه، وأرهم الباطل باطلاً وارزقهم اجتنابه، اللهم اجمع كلمتهم على الحق وردهم إلى دينك رداً جميلاً يا سميع الدعاء، اللهم كن للمستضعفين من المسلمين في كل مكان، اللهم آمنهم في أوطانهم وأرغد عيشهم واحقن دماءهم واكبت عدوهم. اللهم انصر دينك وكتابك وسنة نبيك وعبادك المؤمنين. اللهم فرّج هم المهمومين من المسلمين ونفس كرب المكروبين واقض الدين عن المدينين وفك أسر المأسورين واشف برحمتك مرضانا ومرضى المسلمين. وارحم موتانا وموتى المسلمين يا أرحم الراحمين، ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم، ربنا اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

السابق
ما سبب ظهور الحبوب في الوجه
التالي
ما الفرق بين التوكل والتواكل

اترك تعليقاً