أمراض العظام

مشاكل النمو

مشكلات النمو لدى الأطفال

يعرف نقص النمو عند الأطفال على أنَّه تأخر في التطور البدني وزيادة الوزن للطفل، وهذا بدوره يمكن أن يؤدي إلى التأخر في نمو ونضوج الطفل، ويعتمد تشخيص نقص النمو على قيم مخطط نمو الطفل، كما ينظر الطبيب إلى التاريخ المرضي والبيئة المنزلية للطفل، بالإضافة إلى إجراء الفحوصات البدنية.

مشكلة من مشكلات النمو عند الأطفال

يُفرز هورمون النمو (GH) من الغدة النخامية (Pituitary Gland) وله دور مهم جدًّا في تنظيم نمو الأطفال وفي عملية الأَيْض (Metabolism) وعمليات أَيْضِيَّة عديدة لدى البالغين. إن الوسيط الحصري تقريبًا، لتأثيرات هورمون النمو هو جُزيء (Molecule) باسم عامل نمو شبيه الإنسولين 1 (IGF – 1 – Insulin – like growth factor 1) والذي ينتج في الأساس في الكَبِد. في حالات نقص هرمون النمو (GH) تكون هناك مستويات منخفضة، وغير كافية من هورمون النمو في الجسم، وبناء على ذلك، مستويات IGF-1 منخفضة أيضًا. يؤدي العَوَز بهورمون النمو لإبطاء نمو الأطفال ، ولتعب، ضعف عضلات وتراكم الدُّهْن في البطن لدى البالغين.

ويكون السبب في 10% من حالات نقص افراز هورمون النمو (Growth hormone deficiency) جينيًّا. صورة أكثر ندرة لِعَوَزِ هورمون النمو، المترافق بعَوَز لهورمونات إضافية (Hypopituitarism)، خطيرة جدًّا، وقد تكون قاتلة في حال لم تشخص في الوقت المناسب.

قد تشمل أسباب نقص هرمون النمو ايضا، أورام في جهاز الأعصاب المركزي، رَضْح (Trauma)، جراحات في الوِطاء (Hypothalamus) أو في الغدة النخامية وحتى الإشعاع. يتميز عَوَز هورمون النمو، في معظم الحالات، كعَوَز مجهول السبب (Idiopathic GH deficiency).

أنواع مشكلات النمو

يمكن تعريف مشاكل النمو بأنّها خلل في سرعة نمو الطفل سواء كانت أسرع أو أبطأ من النمو الطبيعي، وهناك أسباب متعددة لحدوث هذه المشاكل، يكن تقسيمها في مجموعات كما يأتي:

  • قصر القامة العائلي: يُمثّل قصر القامة العائلي بقصر القامة لدى جميع أفراد العائلة نتيجة وراثة جينات القُصر.
  • تأخر النمو البنيوي مع تأخر المراهقة أو تأخر النضج: يسبّب هذا النوع من اضطرابات النمو بقصُر قامة الطفل، وبلوغه في وقت متأخر عن العمر المتوسط​.
  • أمراض الغدد الصماء: مثل الإصابة بقصور الغدة الدرقية ، ويجدر بيان أنّ الغدة الدرقية مسؤولة عن إفراز أحد الهرمونات الضرورية لنمو العظام الطبيعي، ومتلازمة كوشينغ التي تنتج بسبب فرط إفراز الكورتيكوستيرويدات من الغدة الكظرية، ونقص إفراز هرمون النمو من الغدة النخامية.
  • المشاكل الخَلقية: وهي المشاكل التي يولد بها الأطفال وتؤثر في نموّهم، ومنها ما يأتي:
  1. مشكلة تقييد النمو داخل الرحم: حيث يكون نمو الجنين داخل الرحم بطيئاً، مما يؤدّي إلى ولادة طفل أقل وزناً وطولاً من الطبيعي، وقد تنتج هذه المشكلة بسبب العديد من العوامل مثل التدخين أثناء الحمل.
  2. وجود خلل في عدد الكروموسومات التي يولد بها الطفل: فقد تكون أكثر أو أقل من العدد الطبيعي للكروموسومات، ومن المشاكل المتعلقة بالكروموسومات متلازمة تيرنر ، وهي اضطراب وراثي نادر يؤثر في أنثى واحدة من بين 2500 أنثى مولودة، ويحدث بسبب وجود كروموسوم X مفقود في كل خلية من خلايا الجسم، وتسبّب هذه المتلازمة قصر الإناث وفشلهن في النمو خلال فترة البلوغ.
  3. مشاكل القلب أو الكلى الخَلقية.
  4. أمراض العظام المختلفة التي تؤثر في الطول والنمو: تُعد معظم هذه الأمراض ذات علاقة بالجينات، ومن الأمثلة عليها مرض عجز النمو الغضروفي أو نقص تعظم الكراديس وهو نوع من التقزّم الذي يسبب قصر طول الذراعين والرجلين إضافة إلى كبر حجم الرأس رغم أنّ حجم الجذع يكون طبيعياً.
  • طول القامة: يمكن أن يؤثّر طول القامة في الفتيات اللواتي يولدن لأم وأب طويلَي القامة، كما يمكن أن ينتج طول القامة عن اضطراب النمو الذي يطلَق عليه البلوغ المبكّر.

مشكلات النمو في مرحلة الطفولة المبكرة

مشكلة التبوّل اللارادي:

تعتبر هذه المشكلة من أكثر المشاكل شيوعاً بين الأطفال في السنة الثالثة أو الرابعة من عمره، وعادة ما قد يكون ناتج عن إمّا أسباب فسيولوجية أو أسباب اجتماعية وتربوية، ويمكن التغلّب عليها من خلال:

  • معرفة سبب المشكلة، فقد تكون ناتجة عن القلق أو الخوف من أمر معيّن.
  • ضرورة توعية الوالدين بالمشكلة وكيفية السيطرة عليها.
  • منع الطفل من شرب السوائل في الليل.
  • تعويد الطفل وتدريبه على الاستيقاظ ليلاً.
  • تشجيع الطفل من خلال مكافئته، وعقابه في حال عدم الانصياع للأوامر.

الطفل العدواني :

مشكلة العداون تعتبر نوع من السلوك الاجتماعي، الذي يهدف صاحبه إلى تحقيق كل ما يرغب به في من خلال السيطرة وإيذاء الآخرين أو الذات عوضاً عن حرمانه من الأمور المختلفة التي يحبها، ويمكن التغلّب على المشكلة من خلال:

  • الكشف مبكراً عن ميول الأطفال نحو العدوانية.
  • عدم التساهل في التعامل مع عدوانيّة الطفل، بحيث يجب عقابه ولكن بعيداً عن أساليب العقاب العنيفة جداً.
  • إبداء الاهتمام بمن تعرّض للعدوان من قبل الطفل، والحرص على أن يكون الطفل شاهداً على هذا الاهتمام.
  • التعاون الأسري لحلّ هذه المشكلة.

طفل يعاني من نقص في النمو ما الحل

إذا اعتقد الآباء والأمهات أن طفلهم يعاني من نقص في النمو ، يجب استشارة الطبيب . وتوجد مجموعة من العوامل التي يعتمد عليها الطبيب في اختيار علاج محدَّد لنقص النموِّ عند الطفل، ومن هذه العوامل ما يأتي:

  • الأعراض التي يعانيها الطفل.
  • عمر الطفل، وصحَّته العامة، وتاريخه الطبِّي.
  • مقدار تحمُّل الطفل لأنواع معيَّنة من الأدوية، أو الإجراءات، أو الطرق العلاجيَّة.
  • سبب حدوث مشكلة نقص النموِّ عند الطفل.
  • توقُّعات مسار الحالة عند الطفل.

ويهدف علاج نقص النموِّ عند الأطفال إلى معالجة المشاكل الأساسيَّة في تغذية الطفل، وضمان حصوله على السُّعرات الحراريَّة التي يحتاجها جسمه للنموِّ، وعادة يمكن إجراء العلاج في المنزل إلى جانب زيارة الطبيب بانتظام، وتجب الإشارة إلى عدم وجود فترة زمنيَّة واضحة للعلاج، فقد يستغرق الأمر شهوراً عدَّة ليصبح وزن الطفل ضمن نطاق الوزن الصحِّي لمن هم في مثل عمره.

مشاكل النمو عند المراهقين

قصر القامة من المشكلات الشائعة التي تواجه المراهقين، والتي ترجع لأسباب متعددة بينها الوزن الزائد وتلوث الهواء. وأشار الدكتور محمد عراقي، إلى أسباب قصر القامة في مرحلة المراهقة، وهي:

  • الجلوس لفترات طويلة يتسبب في قصور في النمو، بسبب الضغط على الغضاريف مما يمنع النمو الطبيعي.
  • الوزن الزائد الناتج عن الاعتماد على الوجبات الجاهزة، وقلة الحركة يؤدي إلى إعاقة النمو ويؤثر على الطول.
  • استنشاق الهواء الملوث خاصة الذي يحتوي على غازات حارقة يضر بالنمو ويؤثر على الطول.
  • التدخين سواء السلبي أو الإيجابي يتسبب في قصور في الدورة الدموية وبالتالي يؤدي إلى قصور في النمو، خاصة أن مادة النيكوتين مادة قابضة للأوعية الدموية وبالتالي تقلل تدفق الدم وهو ما يؤثر على عملية النمو.
  • خلل في الغدة النخامية المسئولة عن إفراز هرمون النمو.

وقدم أستاذ جراحة العظام والمفاصل، بعض الإرشادات التي تساعد على إطالة القامة وتحفيز النمو، ومنها:

  • الالتزام بنظام غذائي متوازن يعتمد على كافة العناصر الغذائية خاصة الكالسيوم.
  • الحرص بشكل يومي على تناول البيض، السمك، اللبن، السلطة الخضراء والفواكه.
  • التعرض للشمس للحصول على فيتامين د الذي يساعد على تعزيز امتصاص الكالسيوم في العظام.
  • تجنب الأطعمة والمشروبات التي تحتوي على المواد الحافظة لخطورتها على الصحة العامة وتأثيرها السلبي على النمو.
  • عدم ممارسة رياضية عنيفة تضغط على الغضاريف كحمل الأثقال في مرحلة المراهقة فذلك يؤثر على النمو.

وأضاف الطبيب ، أن هناك بعض التمارين الرياضية التي تساعد على تقوية عضلات وفقرات الظهر والركبة وشد الجزع، ونصح بأهمية ممارستها، ومنها السباحة، الجمباز، العقلة، تمرين القبة، ركوب الدراجات،وفي حال وجود قصور في الغدة النخامية يتم إعطاء أدوية لعلاج ذلك القصور.

السابق
مفهوم الشخصية المسرحية
التالي
كيفية التخلص من الألم

اترك تعليقاً