الحياة والمجتمع

مفهوم التنمية لغة واصطلاحاً

تعريف التنمية

  • التنمية هي ارتقاء المجتمع والانتقال به من الوضع الثابت إلى وضع أعلى وأفضل، وما تصل إليه من حسن لاستغلال الطاقات التي تتوفّر لديها، والموجودة والكامنة وتوظيفها للأفضل.
  • التنمية لغة هي النمو وارتفاع الشيء من مكانه إلى مكان آخر.
  • التنمية اصطلاحاً: هي عبارة عن تحقيق زيادة سريعة تراكميّة ودائمة عبر فترة من الزمن في الإنتاج والخدمات نتيجة استخدام الجهود العلميّة لتنظيم الأنشطة المشتركة الحكوميّة والشعبية.

أنواع التنمية

  • التنمية الشاملة: تهتمّ التنمية الشاملة بتطوير كافة القطاعات من خلال أداء نشاطات وعمليات تُساهم بإحداث التطورات، كما تمنح السكان أهميّةً بالغةً كما تمنحها للقطاعات، وتعني التنمية الشاملة بأنها القدرة على إيجاد تغيير جذري كميّاً ونوعياً وهيكلياً في البيئة المحيطة بها، وتكون عبارة عن نظام اقتصادي أو اجتماعي أو سياسي.
  • التنمية المستدامة: وهي التنمية التي يتمّ إحداثها لمواكبة التطورات وتلبية الاحتياجات التي يبديها الأفراد في الجيل المواكب دون أن تتطلّب التضحية من الأجيال اللاحقة وإلحاق الضرر بهم، كما يُمكن تعريفها بأنها علاقة الناشئة بين النشاط الاقتصادي ومدى استخدامه واستغلاله للموارد الطبيعيّة في أداء العملية الإنتاجية ومدى تأثيره على حياة المجتمع ونمطها، وبالتالي القدرة على الوصول إلى إنتاج مخرجات تتمتع بنوعية جيدة ترتبط بالنشاط الاقتصادي، وتتطلّب الترشيد باستخدام الموارد الطبيعية واستغلالها لضمان تأمين الاستدامة والسلامة للأفراد.
  • التنمية المتكاملة: وتُسمّى أيضاً بالتنمية المندمجة، وتعني العمليّة التي يكون ناتجها رفع مستوى الفرص في الحياة للأفراد الذين يعيشون في مجتمع ما دون التأثير على حياة أفراد آخرين في الوقت ذاته وفي المجتمع ذاته، ويكون هذا الارتفاع ملموساً فيما يتعلّق بالخدمات الشاملة والإنتاج، والتي تكون مرتبطةً بشكل مباشر في حركة المجتمع، وتعتمد على استخدام الأساليب العلميّة الحديثة في المجالات التكنولوجية والإدارية.
  • التنمية المتخصّصة: وهي التي تختصّ بقطاعاتٍ مُعيّنة دون غيرها، وترتبط بالقطاعات الاجتماعيّة والاقتصاديّة والعمرانية.

مفهوم التنمية الاقتصادية

التّنمية الاقتصاديّة (بالإنجليزيّة: Economic Development) هي عبارة عن أحد المقاييس الاقتصاديّة المعتمدة على التكنولوجيا، للانتقال من حالةٍ اقتصاديّةٍ إلى أخرى جديدةٍ؛ بهدف تحسينها، مثل: الانتقال من حالة الاقتصاد الزراعيّ إلى الصناعيّ؛ أو الانتقال من الاقتصاد التجاريّ إلى التجاريّ المعتمد على التّكنولوجيا.

وتُعرَّف التّنمية الاقتصاديّة بأنّها العمليّة الهادفة إلى تعزيز نموّ اقتصاد الدّول؛ وذلك بتطبيق العديد من الخُطط التطويريّة، التي تجعلها أكثر تقدُّماً وتطوّراً، ممّا يؤثّر على المجتمع تأثيراً إيجابيّاً، عن طريق تنفيذ مجموعةٍ من الاستراتيجيّات الاقتصاديّة الناجحة وتُعرّفُ أيضاً بأنّها سعي المجتمعات إلى زيادة قدرتها الاقتصاديّة؛ للاستفادة من الثّروات المُتاحة في بيئاتها، وتحديداً في المناطق التي تعاني غيابَ التنوّع الاقتصاديّ المؤثّر سلباً على البيئة المحليّة عامّةً.

أهمية التنمية

في سياق الحديث عن مفهوم التنمية الاجتماعية، وبعد توضيح مفهوم التنمية يجب عرض أهمية التنمية الاجتماعية، فهي تمثل أهمية كبيرة وضرورية للفرد والمجتمع على حدٍّ سواء؛ لِما لها من دور بارز في نمو وتقدم المجتمع وازدهاره وتحقيق أمنه واستقراره، فيؤدي ذلك الى شعور الأفراد بوجود الدولة وتقدير الدور الذي تقوم فيه الدولة في سبيل رفعة المجتمع وتقدمه وازدهاره، حيث أن تقديم الرعاية يرسخ معنى الدولة، ويودي إلى شعور الأفراد بالوجدان الجمعي، مما يرسخ شعور الانتماء الحقيقي من الأفراد تجاه الدولة ومؤسّساتها، وتسهم التنمية الاجتماعية أيضًا في تحقيق الأمان في المجتمع، وضمان تقدمه بالاتجاه الصحيح، وعدم انحرافه إلى أهداف اخرى تسهم في تفكك المجتمع، إشاعة الفرقة بين أفراده، وتساعد التنمية الاجتماعية على تقريب وجهات النظر بين مختلف أقطار وبلدان العالم، مما يسهم في تحقيق الرفعة والارتقاء بالانسانية، وتعمل التنمية الاجتماعية على اكتساب الفضائل والقيم لأفراد المجتمع والتي تعمل بدورها على الرقي بالمجتمع.

مفهوم التنمية البشرية

التنمية البشريّة هي عمليّة زيادة الخيارات المتوفّرة للأفراد، وتشمل ثلاثة خيارات رئيسيّة، وهي توفير حياة صحيّة وبعيدة عن الأمراض، وزيادة انتشار المعرفة، وتوفير الموارد التي تُساهم في وصول الأفراد إلى مستوىً حياتيٍّ لائقٍ كما تُعرَّف التنمية البشريّة بأنّها العمليّة التي تهدف إلى زيادة كميّة الخيارات المتاحة للنّاس وحجمها؛ عن طريق زيادة المهارات والمُؤهّلات البشريّة.

أشكال التنمية

تعتبر التنمية عملية متكاملة وشاملة لجميع جوانب الحياة، وبناءً على ذلك تعددت أشكالها على النحو الاتي:

  • التنمية الشاملة: تشمل جميع جوانب الحياة في المجتمع، فالتنمية الشاملة تشمل الأفراد بعينهم، من النواحي النفسية، والجسدية، فتحسن مستوى المجتمعات والأفراد.
  • التنمية البشرية: تهدف التنمية البشرية إلى ارتقاء الشعوب، ورفع مستوياتها من الدخل والإنتاج من خلال تحسين الفرص التعليمية، ورفع مستويات الخبرة للأفراد لتحقيق أعلى مستويات من الدخل الفردي والمحلي، وبالتالي تحسين مستوى الرفاهية لأفراد المجتمع، فيصل الإنسان بمجهوده ومجهود ذويه إلى مستوى مرتفع من الإنتاج والدخل، وبحياة طويلة وصحية بجانب تنمية القدرات الإنسانية من خلال توفير فرص ملائمة للتعليم وزيادة الخبرات.
  • تنمية متكاملة: يهتم هذا النوع من التنمية بعلاقة المؤسسات بعضها مع بعض، فلا يجب أن يقوم أساس العلاقات بين المؤسسات على التناقض أو الصراع، إنّما يجب أن يقوم على أساس التعاون والتكامل بما يضمن مصلحة المجتمعات والأفراد أولاً.
  • تنمية مستدامة: تسعى إلى استمرارية التنمية في كافة الجوانب، وتعتبر التنمية المستدامة الإنسان فاعلاً أساسياً في عملية التنمية، وليس مجرد منتفع.
  • التنمية الصناعية: هي عنصر أساسي لتطور المجتمعات وتحسين أوضاعها الاقتصادية، وتتضمن عملية تطوير شاملة تهدف لتحسين أوضاع الشعوب، وتحقيق الرفاهية والاستقرار للأفراد.
  • أنواع أخرى من التنمية: التنمية الزراعية والتنمية السياحية.

التنمية الشاملة

التنمية الشاملة هي التركيز على جميع مواطن الضعف في مجتمع ما، سواء كان ذلك اقتصادياً أو سياسياً أو اجتماعياً، وتساهم القوى الداخلية والخارجية مجتمعة بتحقيق التقدّم والتنمية في مختلف الأبعاد، والعمل على تقوية نقاط الضعف التي تعاني منها، كما تسعى إلى تفجير الطاقات الكامنة لدى الأفراد بفتح أفق الابداع والابتكار أمامهم.

تأتي التنمية الشاملة للتخلص من الفقر ومعالجته، ومحو الأمية، والتخلص من البطالة بتوفير فرص العمل، كما تهتم بضرورة تحقيق العدالة والمساواة في توزيع الثروة القومية، بالإضافة إلى منح الأفراد حقوقهم في التعبير عن الرأي وتمكينهم من الشاركة في صنع القرار، لذلك سميّت بالتنمية الشاملة نظراً لتركيزها على جميع جوانب حياة الأفراد. يمكننا التوصل إلى أن التنمية الشاملة هي عبارة عملية مجتمعة تهدف إلى إيجاد مجموعة من التحوّلات الهيكلية وذلك بتوجيه جهود الأفراد الواعية وتسخيرها من خلال تحفيز الطاقة الإنتاجية لديهم.

السابق
مفهوم الحق
التالي
مفهوم المجتمع المحلي

اترك تعليقاً