أمراض

هل يمكن الشفاء من التهاب السحايا؟

مرض السّحايا

يُعدّ التهاب السحايا (Meningitis) عدوى نادرة تصيب الأغشية الرقيقة التي تغطي الدماغ والنخاع الشوكي وتُعرف بالسحايا، ويمكن أن يؤثر التهاب السحايا في الأفراد من جميع المراحل العمرية، إلّا أنّه أكثر انتشاراً بين الأشخاص الذين يعيشون في أماكن مكتظة ومزدحمة، وكذلك المراهقين، وطلاب الجامعات، وطلاب المدارس الداخلية، ويمكن أن تسبب بعض أنواع التهاب السحايا العديد من المضاعفات مثل: الصدمة أو انخفاض ضغط الدم، إضافة إلى المشاكل العصبية مثل: فقدان السمع، وضعف البصر، والتشنجات، وصعوبات التعلم، كما قد تؤثر بعض أنواع التهاب السحايا في القلب، والكلى، والغدة الكظرية، ومن الجدير بالذكر أنّ تلقي العلاج الصحيح بشكل سريع يمكن أن يساعد على التعافي بشكل كامل من الإصابة.

هل التهاب السحايا معدي

يُمكن تحديد ما إذا كان التهاب السّحايا مُعدياً أم لا بالاعتماد على المُسبّب الرئيسيّ الذي أدّى إلى حدوثه، ويُمكن بيان أنواع التهاب السّحايا ومدى العدوى بها على النّحو التالي:

  • التهاب السحايا الفيروسي: يُعتبر التهاب السّحايا الناتج عن الفيروسات مُعدياً، ومع ذلك، فإنّ بعض أنواع الفيروسات التي تنتقل من خلال البعوض لا تنتشر بين الأفراد في العادة ولا يُمكن اعتبارُها معديةً.
  • التهاب السحايا البكتيري: يعتبر التهاب السحايا البكتيري معدياً في العادة؛ فإما أن يحدث عندما تدخل البكتيريا إلى مجرى الدم وتنتقل إلى الدماغ والنّخاع الشوكي، وإمّا عندما تُهاجم البكتيريا أغشية السّحايا بشكلٍ مُباشر؛ عن طريق الإصابة بعدوى الأذن أو الجيوب الأنفية، أو التعرّض لكسر في الجمجمة، أو نادراً عند الخضوع لعملياتٍ جراحيّة مُعينة. وفيما يأتي بيان لأبرز سلالات البكتيريا التي قد تكون مسؤولة عن الإصابة بالتهاب السّحايا البكتيري الحادّ:
  1. العقديّة الرئويّة (Streptococcus pneumoniae).
  2. النيسريّة السحائيّة (Neisseria meningitidis).
  3. المُستدمية النزليّة (Haemophilus influenzae).
  4. الليستيريّة المستوحدة (Listeria monocytogenes).
  • التهاب السحايا الفطري: في الحقيقة يُعتبر التهاب السّحايا الفطريّ غيرُ مُعدٍ، ويُعزى في العادة إلى نوعٍ من الفطريات المُعروفة باسم المُستخفية (Cryptococcus)، ويُعتبر هذا النّوع نادر الحدوث، ويُصيب الأشخاص الذين يُعانون من ضعف جهاز المناعة.
  • التهاب السحايا الطُفيلي: يُعزى حدوث التهاب السّحايا الطُفيلي إلى نوع من الأميبا المجهرية المعروفة باسم نيجلرية دجاجية (Naegleria fowleri)، ويُعتبر هذا النوع غيرُ مُعدٍ، إذ لا يُمكن أن ينتقل الطُفيلي للإنسان من خلال شرب المياه الملوثة، ولكنّه قد يدخل عبر الأنف عن طريق البحيرات والأنهار الملوثة به. وتجدر الإشارة إلى أنّ هذا النّوع من التهاب السّحايا نادر الحدوث ولكنّه يُهدّد الحياة.
  • التهاب السحايا غير المُعدي: لا يحدث هذا النوع عن طريق العدوى؛ وإنّما يُعزى حدوثه إلى الإصابة بأمراضٍ أو اضطراباتٍ مُعينة؛ مثل سرطانات في الدماغ وما حوله أو النّخاع الشوكي، أو أمراض المناعة الذاتيّة، أو نتيجة تناول بعض أنواع الأدوية، أو التعرّض لإصابة في الرأس.

أعراض مرض السحايا

تختلف أعراض التهاب السحايا باختلاف نوع السحايا وعمر المصاب، ومنها ما يلي:

  • أعراض التهاب السحايا الفيروسي: تضم أعراض التهاب السحايا الفيروسي عند الرضع قلة الشهية، والتهيج، والنعاس، والخمول، والحمى، بينما يمكن أن يسبب التهاب السحايا الفيروسي لدى البالغين: الصداع، والحمى، وتصلب الرقبة، والنوبات التشنجية (بالإنجليزية: Seizures)، والحساسية للضوء الساطع، والنعاس، والخمول، والتقيؤ، والغثيان، وقلة الشهية.
  • أعراض التهاب السحايا الفطري: وتضم الغثيان، والقيء، والحساسية للضوء، والحمى، وصداع الرأس، والتشوش الذهني.
  • أعراض التهاب السحايا البكتيري: تضم الأعراض المبكرة لالتهاب السحايا البكتيري لدى البالغين التقيؤ، والغثيان، والحمى، والصداع وتصلب الرقبة، والألم العضلي، والحساسية للضوء، والتشوش الذهني، وبرودة اليدين أو القدمين، والجلد المرقش، والطفح الجلدي، أما الأعراض المتأخرة فتتضمن النوبات التشنجية والغيبوبة، أما الأعراض لدى الرضع فتضم: سرعة التنفس، ورفض الرضاعة والطعام، وسرعة الانفعال، والبكاء بشكل مفرط، أو البكاء بأنين عالي النبرة، والتصلب، وعدم مرونة الجسم.

تشخيص التهاب السحايا

قد يستطيع طبيب العائلة أو طبيب الأطفال تشخيص الإصابة بالتهاب السحايا بناءً على التاريخ الطبي والفحص البدني واختبارات تشخيصية محدَّدة. قد يتحقق طبيبكَ أثناء الاختبار من علامات الإصابة في المنطقة حول الرأس والأذن والحلق ومن الجلد على طول العمود الفقري.

وقد يُخضعكَ طبيبكَ أنت أو طفلكَ للاختبارات التشخيصية التالية:

  • مزارع الدم. هي عينة من الدم توضع في طبقٍ خاص للكشف عن احتوائها على الميكروبات وخاصةً البكتيريا. وقد توضع العينة أيضًا على شريحة وتُصبغ (بصبغة غرام)، ومن ثَم يتم فحصها تحت المجهر للتحقق من وجود بكتيريا.
  • التصوير. قد يكشف التصوير المقطعي المحَوْسب أو التصوير بالرنين المغناطيسي على الرأس عن وجود تورُّم أو التهاب. كما قد يكشف أيضًا الفحص بالأشعة السينية أو الفحص بالتصوير المقطعي المحَوْسب على الصدر أو الجيوب الأنفية عن وجود عدوى في مناطق أخرى، قد ترتبط بالتهاب السحايا.
  • البزل الشوكي (البزل القطني). للتوصل إلى تشخيصٍ دقيقٍ عن الإصابة بالتهاب السحايا، فستحتاج إلى الخضوع للبزل الشوكي للحصول على السائل الدماغي النخاعي. في حالة الأشخاص المصابين بالتهاب السحايا، عادةً يُظهر السائلُ الدماغي الشوكي انخفاضَ نسبة السكر (الغلوكوز) مع ارتفاع عدد خلايا الدم البيضاء وزيادة البروتين. وقد يساعد السائل الدماغي الشوكي طبيبكَ أيضًا في تحديد نوع البكتيريا المسبِّبة لالتهاب السحايا. في حالِ اشتباه الطبيب بإصابتكَ بالتهاب السحايا الفيروسي، فقد يطلُب إجراء اختبار يعتمد على الحمض النووي يُعرف باسم تضخيم تفاعل البوليميراز المتسلسل، أو اختبار للتحقق من وجود أجسام مضادة لفيروس محدَّد، بهدف تحديد السبب الرئيس والعلاج المناسب.

هل يمكن الشفاء من التهاب السحايا؟

في حال كان يراودك الشك حول الشفاء من مرض السحايا، فإنه نعم يمكن الشفاء من مرض السحايا ولكن بشرط اختيار العلاج الصحيح والعناية اللازمة حتى انقضاء فترة المرض. فعلاج مرض السحايا يختلف بحسب مسبب المرض، إليك بعض التفاصيل حول ذلك.

علاج التهاب السحايا البكتيري

إن التهاب السحايا البكتيري الأشد خطورة من بين المسببات الأخرى، فيجب الإدخال إلى المشفى فورًا. إن أهم خطوة في علاج التهاب السحايا البكتيري هي استخدام المضادات الحيوية لمنع تفاقم المرض. وإليك العلاجات المستخدمة:

  • المضادات الحيوية، ويتم إعطائها عن طريق الوريد.
  • الستيرويدات، يمكن استخدامها في حال سبب التهاب السحايا ضغطًا على الدماغ.
  • الأسيتامينوفين، يستخدم في جميع حالات السحايا لخفض درجة الحرارة.
  • مضادات التشنجات، يتم استخدامها في حال ظهور نوبات التشنج عند مريض السحايا.
  • الأوكسجين والسوائل الوريدية، حيث يتم إعطائهم للمريض كعلاج داعم.
  • المهدئات، تساعد في تهدئة المريض ومساعدته على الاسترخاء.

تكون المتابعة بعمل فحوصات دم يوميًا لمراقبة سكر الدم والصوديوم وغيرها للتأكد من تحسن المريض واستجابته للعلاج.

علاج التهاب السحايا الفيروسي

  • بشكل عام لا يوجد علاج لالتهاب السحايا الفيروسي، لأن المضادات الحيوية لا تستخدم لعلاج الفيروسات. في معظم حالات التهاب السحايا الفيروسي تكون الأعراض خفيفة ويكون الشفاء تلقائيًا خلال7 إلى 10 أيام، ولا يحتاج المريض سوى الراحة، الإكثارمن شرب السوائل واستخدام بعض الأدوية المسكنة والخافضة للحرارة.
  • في حال كانت الأعراض شديدة عند بعض الأشخاص يتم الاعتناء بالمريض داخل المشفى واستخدام الستيرويدات، أو مضادات التشنج في حال حدوث نوبات التشنج.
  • لا يتم استخدام أدوية مضادات الفيروسات إلا في حال التهاب السحايا الفيروسي الناتج من فيروس الهربس وفيروس الأنفلونزا.

علاج الأنواع الأخرى من التهاب السحايا

  • يتم استخدام مضادات الفطريات في حال كان التهاب السحايا فطري، ولكن بسبب الأعراض الجانبية لهذه الأدوية فلا يتم البدء باستخدامها إلا بعد التأكد من أن السبب فطريٌ.
  • يمكن أن يحدث التهاب السحايا أحيانًا ليس بسبب العدوى، بل يكون بسبب الحساسية أو وجود أمراض المناعة الذاتية في الجسم ويتم استخدام الستيرويدات أحيانًا في هذه الحالات، وغالبًا ما تختفي الأعراض لوحدها دون الحاجة للعلاج.
  • في حال كان التهاب السحايا ناتجًا من مرض السرطان، يكون الحل هو علاج السرطان لتخفيف تكرار حدوث التهاب السحايا.
السابق
سيات اتيكا 2020 اتوماتيك / Xcellence
التالي
تسلخ الأطفال وأهم المعلومات حوله

اترك تعليقاً